06-07-2013
|
#3 |
معلمه في الغرفه الصوتيه( ادارة سابقة) بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 4 | تاريخ التسجيل : May 2007 | أخر زيارة : 11-02-2020 (09:04 PM) | المشاركات : 1,825 [
+
] | التقييم : 11319 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkorange | | المفتاح الثالث: أن تكون القراءة حفظًا مثل حافظ القرآن وغير الحافظ؛ مثل اثنين في سفر .. الأول: زاده التمر، والثاني: زاده الدقيق، فالأول: يأكل متى شاء وهو على راحلته، والثاني: لا بد له من نزول، وعجن، وإيقاد نار، وخبز، وانتظار نضج .. قال الله تعالى {بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت:49] والعلم مثل الدواء .. لا يؤثر حتى يدخل الجوف، ويختلط بالدم، وما لم يكن كذلك فإن أثره مؤقت .. ومثل الجهاز المزود ببطارية والجهاز الذي ليس كذلك، الأول يمكن أن يشتغل في أي مكان أما الثاني فلا بد من مصدر كهرباء. وحفظ القرآن له أثرٌ على زكاة القلب وصلاحه .. والقلب هو الآلة التي يتم بها التدبُّر والتفكُّر .. عن ابن عباس قال: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب" .. ومن المعلوم أن البيت الخرب هو مأوى الشياطين فكذلك القلب الخرب الذي ليس فيه شيء من القرآن، أما القلب العامر بحفظ القرآن فلا يقربه شيطان، وبإذن الله تعالى لا يتمكن من إيذائه . وقال ابن مسعود " إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره" [مصنف ابن أبي شيبة (6:126)] وحفظ القرآن يفتح المجال للتفكير في آياته، في أي مكان وفي أي زمان وعلى أي حال .. وهذا يعطي قوة في التفكير والتدبُّر، ويعطي أيضًا قوة في الربط المباشر السريع بين آيات القرآن وبين ما يصادف المسلم من وقائع وحوادث في الحياة اليومية. يقول أبو عبد الله بن بشر القطان : "ما رأيت رجلاً أحسن انتزاعًا لما أراد من آي القرآن من أبي سهل بن زياد ، وكان جارنا، وكان يديم صلاة الليل، وتلاوة القرآن، فلكثرة درسه صار القرآن كأنه بين عينيه ينتزع منه ما شاء من غير تعب" [سير أعلام النبلاء (15:521)] وقال شيخ الإسلام ابن تيمية "أنا جنتي وبستاني في صدري أَنَّى رُحْتُ فهي معي" ، وهو يريد بذلك القرآن والسنة التي في صدره تثبته وتزيده يقينا .. فهو يستحضر ما حفظه من القرآن والعلم النافع متى شاء. وقال سهل بن عبد الله لأحد طلابه: أتحفظ القرآن؟، قال: لا .. قال: واغوثاه لمؤمن لا يحفظ القرآن! فبمَ يترنم؟ فبمَ يتنعم؟ فبمَ يناجي ربَّه؟! هذا المقصود من كون الحفظ أحد مفاتح التدبر؛ لأنه متى كانت الآية محفوظة تكون حاضرة في الذهن، ويتم تنزيلها على النوازل والمواقف التي تمر بالشخص في الحياة اليومية بشكل سريع ومباشر .. أما إذا كان القرآن في الرفوف فقط؛ فكيف يمكن لنا أن نطبقه على حياتنا؟! العلاقة بين الحفظ والتدبر إن علاج أي مشكلة له ثلاث صور: الأولى: المعالجة الذهنية المجردة الشفهية .. من غير تحرير ولا ترتيب للحلول. الثانية: المعالجة المكتوبة المحررة المرتبة .. من دون حفظ أو استذكار لمضمونها. الثالثة: المعالجة الذهنية لشيء مكتوب مسبقًا، ومحرر .. بمعنى حفظ ما تم التوصل إليه في علاج المشكلة كتابيًا .. وهذه هي أقوى الصور، تليها الثانية، ثم الأولى. وحفظ القرآن وتكرار قراءته هو من النوع الثالث .. فترديد الآية والتفكر فيها وهي محفوظة أفضل من تكرارها نظرًا؛ لقوة تأثيرها على النفس ولأن مفعولها يستمر، بينما الطريقة الثانية يقف مفعولها عند إغلاق المصحف. إن الهدف من حفظ القرآن: حفظ ما تضمنه من العلم بالله واليوم الآخر .. ذلكم العلم الذي يعالج جميع قضايا الحياة ويحل كل المشاكل ويحقق السعادة والحياة الطيبة للإنسان، ويحقق له الثبات في الأزمات، والقوة للأمة في مواجهة أعدائها .. هذا هو الهدف الأهم لحفظ القرآن والذي ينبغي أن يركز عليه القائمون على التربية . وحفظ الألفاظ وسيلة وليس غاية .. وسيلة إلى حفظ المعاني، والانتفاع بها في الحياة. أما الاقتصار على حفظ الألفاظ، فهو قصور في حق القرآن العظيم .. وهو انحراف عن الصراط المستقيم في رعايته والانتفاع به في الحياة الدنيا والآخرة. |
| |