04-02-2014
|
#13 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 5 ساعات (01:09 AM) | المشاركات : 16,402 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | | قال أهل العلم: ينبغي أيضاً إذا راي منه تشوفاً إلي أن يقرأ عليه؛ فينبغي أن يقرأ عليه، ينفث عليه بما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم . مثل قوله : (( أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً))(25) ومثل قوله: (( ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك ، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء، فاجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين،أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ))(26) أو يقرأ عليه بسورة الفاتحة؛ لأن سورة الفاتحة رقية يقرأ بها علي المرضي، وعلي الذين لدغتهم العقرب، أو الحية، أو ما أشبه ذلك(27)، فمتي راي العائد من المريض أنه يحب ان يقرأ عليه فليقرأ لئلا يلجيء المريض علي طلب القراءة، لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (( رأيت مع أمتي سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب)) وقال: هم الذين لا يسترقون ولا يكتؤؤن ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون))(28) فقوله: (( لا يسترقون)) أي: لا يطلبون أحداً يقرأ عليهم، فأنت إذا رأيته يتشوق لتقرأ عليه، اقرأ عليه، لئلا تحرجه إلي طلب القراءة. كذلك أيضاً إذا رأيت أن المريض يحب أن تطيل المقام عنده، فأطل المقام؛ فأنت على خير وعلي أجر، فأطل المقام عنده،وأدخل عليه السرور، ربما يكون في دخول السرور على قلبه سبباً لشفائه؛ لأن سرور المريض وانشراح صدره من أكبر أسباب الشفاء، فإذا رايت أنه يحبك تبقي فابق عنده، وأطل الجلوس عنده حتى تعرف أنه قد مل. أما إذا رأيت ان المريض متكلف ولا يحب أنك تبقي، أو يحب أن تذهب عنه حتى يحضر أهله ويأنس بهم فلا تتأخر، اسأل عن حاله ثم انصرف. ومن فوائده: حسن خلق النبي صلي الله عليه وسلم ، ولا شك أن النبي صلي الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً؛ لأن الله تعالي: (نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:1/4) . فأعظم الناس خلقاً وأحسن الناس خلقاً رسول الله صلي الله عليه وسلم . ولهذا كان يعود أصحابه، ويزورهم ، ويسلم عليهم، حتى إنه يمر بالصبيان الصغار فيسلم عليهم، صلوات الله وسلامه عليه. ومن فوائد هذا الحديث : انه ينبغي للإنسان مشاورة أهل العلم، لأن سعد بن أبي وقاص، - رضي الله عنه - استشار النبي صلي الله عليه وسلم حينما أراد أن يتصدق بشيء من ماله، فقال: يا رسول الله : (( إني ذو مال كثير، ولا يرثني إلا ابنة لي أفاتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا …)) الحديث. ففيه استشارة أهل العلم والرأي ، وكل إنسان بحسبهن فمثلاً إذا كنت تريد أن تقدم على شيء من أمور الدين، فشاور أهل العلم؛ لنهم أعلم بأمور الدين من غيرهم، إذا أردت ان تشتري بيتاً فشاور أصحاب المكاتب العقارية، إذا أردت أن تشتري سيارة فاستشر المهندسين في السيارات وهكذا. ولهذا يقال: (( ما خاب من استخار ، ولا ندم من استشار)). والإنسان بلا شك لا ينبغي له أن يكمل نفسه. من ادعي الكمال لنفسه فهو الناقص، بل لابد أن يراجع خصوصاً في الأمور الهامة التي تتعلق بمسائل الأمة؛ فإن الإنسان قد يحمله الحما والعاطفة على فعل شيء هو في نفسه حق ولا باس به، لكن التحدث عنه قد يكون غير مصيب إما في الزمان ، أو في المكان أو في الحال. ولهذا ترك النبي صلي الله عليه وسلم بناء الكعبة على قواعد إبراهيم؛ خوفاً من الفتنة. فقال لعائشة رضي الله عنها: (( لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم ولجعلت بابين باباً يدخل منه الناس، وبابا يخرجون منه))(29). من أجل أن يتمكن الناس من دخول بيت الله عز وجل ، لكن ترك ذلك خوف الفتنة مع كونه مصحلة!! بل أعظم من ذلك أن الله تعالي نهي أن نسب آلهة المشركين ،مع أن آلهة المشركين جديرة بأن تسب وتعاب وينفر منها، لكن لما كان سبها يؤدي إلي سب الرب العظيم المنزه عن كل عيب ونقص، قال الله عز وجل: )وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:108) فالمهم إنه ينبغي أن نعلم أن الشيء قد يكون حسناً في حد ذاته وفي موضوعه، لكن لا يكون حسناً ، ولا يكون من الحكمة، لا من العقل، ولا من النصح، ولا من الأمانة أن يذكر في وقت من الأوقات ،أو في مكان من الأماكن ، أو في حال من الأحوال، وإن كان هو في نفسه حقا وصدقاً وحقيقة واقعة ، ومن ثم كان ينبغي للإنسان أن يستشير ذوي العلم والرأي والنصح في الأمر قبل أن يقدم عليه، حتى لا يكون لديه برهان، لأن الله قال لأشرف خلقه - عليه الصلاة والسلام- وأسدهم رأياً، وأبلغهم نصحاً محمد صلي الله عليه وسلم قال: ) فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه)(آل عمران: من الآية159). هذا وهو رسول الله صلي الله عليه وسلم أسد الناس رأياً ، وأرجحهم عقلاً، وأبلغهم نصحاً صلوات الله وسلامه عليه. والإنسان ربما تأخذه العطفة فيندفع ، ويقول : هذا لله، هذا أنا أفعله، ستصدع بالحقن سأقول : سوف لا تأخذني في الله لومة لائم وما أشبه ذلك من الكلام، ثم تكون العاقبة وخيمة، ثم إن الغالب أن الذي يحكم العاطفة، ويتبع العاطفة، ولا ينظر للعواقب، ولا للنتائج ، ولا يقارن بين الأمور، الغالب أنه يحصل علي يديه من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، مع أن نيته طيبة، وقصده حسن، لكن لم يحسن أن يتصرف، لأن هناك فرقاً بين حسن النية وحسن التصرف، قد يكون الإنسان حسن النية، لكنه سيء التصرف، وقد يكون سيء النية، والغالب أن سيء النية يكون سيء التصرف، لكن مع ذلك: قد يحسن التصرف لينال غرضه السيء. فالإنسان يحمد على حسن نيته، لكن قد لا يحمد علي سوء فعله، إلا أنه إذا علم منه أنه معروف بالنصح والإرشاد النبي صلي الله عليه وسلم فإنه يعذر بسوء تصرفه، ويلتمس له العذر، ولا ينبغي أيضاً أن يتخذ من فعله هذا، الذي لم يكن موافقاً للحكمة- لا ينبغي، بل لا يجوز - أن يتخذ منه قدح في هذا المتصرف، وأن يحمل ما لا يتحمله، ولكن يعذر ويبين له وينصح ويرشد، ويقال : يا أخي هذا كلامك، أو فعلك حسن طيب وصواب في نفسه، لكنه غير صواب في نحله أو في زمانه، أو في مكانه. المهم أن في حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - إشارة إلي أنه ينبغي للإنسان أن يستشير من هو أكمل منه رأياً ، وأكثر منه علما. وفيه أيضاً من الفوائد: أنه ينبغي للمستشير ان يذكر الأمر على ما هو عليه حقيقة، وأسبابه، وموانعه وجميع ما يتعلق به، حتى يتيبن للمستشار حقيقة الأمر ، ويبني مشورته على هذه الحقيقة، ولهذا قال سعد: (( إني ذو مال ولا يرثني إلا ابنة)) فقوله: (( إني ذو مال)) بيان لسبب العطية التي يريد أن يعطيها (( ولا يرثني إلا ابنة لي)) بيان لانتفاء المانع، يعني لا مانع من أن أعطي كثيراً لانتفاء الوارث. والمستشار، عليه أن يتقي الله - عز وجل- فيما أشار فيه، وأن لا تأخذه العطفة في مراعاة المستشير ؛ لأن يعض الناس إذا استشاره الشخص؛ ورأي أنه يميل إلي أحد الأمرين، أو أحد الرأيين ذهب يشير عليه به. ويقول : أنا أحب أن أوافق الذي يري أنه يناسبه؛ وهذا خطأ عظيم، بل خيانة. والواجب إذا أستشار: أن تقول له ما تري أنه حق، وأنه نافع، سواء أرضاه أم لم يرضه، وأنت إذا فعلت هذا كنت ناصحاً وأديت ما عليك، ثم إن أخذ ه، وراي أنه صواب قذاك، وإن لم يأخذ به فقد برئت ذمتك، بل خيانة ، مع أنك ربما تستنتج شيئاً خطأ، قد تستنتج أنه يريد كذا، وهو لا يريده فتكون خسرانا من وجهين: الوجه الأول: من جهة الفهم السيء. الوجه الثاني: من جهة القصد السيء. وفي قول الرسول عليه الصلاة والسلام((لا)) دليل علي أنه لا حرج أن يستعمل الإنسان كلمة(( لا)) وليس فيها شيء. فالنبي عليه الصلاة والسلام استعمل كلمة(( لا)) ومن ذلك أن جابراً- رضي الله عنه - لما أعيا جملة ولحقه النبي عليه الصلاة والسلام، لأن من عادة الرسول عليه الصلاة والسلام- لأنه راعي أمته- أنه يمشي في الآخر، لا يمشي قدامهم؛ بل يمشي وراءهم، لأجل أنه إذا احتاج أحد إلي شيء؛ يساعده عليه الصلاة والسلام ، فانظر إلي التواضع وحسن الرعاية. (( لحق جابراً - وكان جملة قد اعيا - لا يمشي _ فضرب النبي صلي الله عليه وسلم الجمل، ودعا له، وقال: (( بغنيه بأوقية)) فقال جابر: لا(30)، ولم ينكر عليه الرسول عليه الصلاة والسلام قوله((لا)) والنبي عليه الصلاة والسلام هنا عند ما قال له سعد: أتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا إذن : فلا مانع من كلمة(( لا)) فإنها ليست سوء أدب وخلق، وكثير من الناس الآن يأنف أن يقول(( لا)) ويقول بدلاً عنها سلامتك، وهذا طيب أن تدعو له بالسلامة، لكن إذا قلت(( لا)) فلا عيب عليك. ومن فوائد الحديث: أنه لا يجوز للمريض مرضاً مخوفاً أن يعطي أكثر من الثلث إلا إذا أجازه الورثة؛ لأن الورثة تعلق حقهم بالمال لما مرض الرجل ، فلا يجوز أن يعطي أكثر من الثلث، لقول النبي صلي الله عليه وسلم في الثلثين: لا، وفي النصف : لا ، وقال: (( الثلث والثلث كثير)). وفيه: دليل على أنه ينبغي أن يكون عطاؤه أقل من الثلث، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: أن الناس غضوا من الثلث إلي الربع لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (( الثلث والثلث كثير)). ومن فوائد الحديث: أنه لا يجوز للإنسان إذا كان مريضاً مرضاً يخشي منه الموت أن يتبرع بأكثر من الثلث من ماله، لا صدقة، ولا مشاركة في بناء مساجد، ولا هبة، ولا غير ذلك.لا يزيد علي الثلث لأن النبي صلي الله عليه وسلم منع سعد بن أبي وقاص أن يتصدق بما زاد عن الثلث. ومن فوائده: أنه ينبغي أن يغض من الثلث؛ يعني : الربع، الخمس، دون ذلك.. لأن الرسول صلي الله عليه وسلم أشار إلي استحباب الغض من الثلث في قوله (( والثلث كثير)) ؛ وبهذا استدل عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - حيث قال: لو أن الناس غضوا من الثلث إلي الربع؛لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ((الثلث والثلث كثير)). والوصية كالعطية، فلا يجوز أن يوصي الإنسان بشيء من ماله بعد موته زائدا على الثلث ، فليكن من الثلث فأقل. والأفضل في الوصية أن تكون بخمس المال؛ لأن أبا بكر -رضي الله عنه - قال: ارضي بما رضية الله لنفسه: الخمس، فأوصي بالخمس - رضي الله عنه - ومن ثم فقاؤنا- رحمهم الله -: يسن أن يوصي بالخمس إن ترك مالاً كثيراً. ومن فوائد هذا الحديث أنه: إذا كان مال الإنسان قليلاً، وكان ورثته فقراء؛ فالأفضل أن لا يوصي بشيء، لا قليل، ولا كثير؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (( إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة)) خلافاً لما يظنه بعض العوام أنه لابد من الوصية، فهذا خطأ ، والإنسان الذي ماله قليل وورثته فقراء ليس عندهم مال، لا ينبغي له أن يوصي ، الأفضل أن لا يوصي. ويظن بعض العامة أنه لم يوص لم يكن له أجر، وليس كذلك، بل إذا ترك المال لورثته فهو مأجور في هذا، وإن كان الورثة سوف يرثونه قهراً، لكن إذا كان مسترشداً بهدي النبي صلي الله عليه وسلم ، لقوله: (( إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة)) فإن أجره في ذلك أفضل من أن يتصدق عنه بشيء من ماله. ومن فوائد هذا الحديث: خوف الصحابة المهاجرين من مكة أن يموتوا فيها؛ لأن سعداً رضي الله عنه قال: (( أخلف بعد أصحابي)) وهذه الجملة استفاهمية والمعني (( أخلف؟)) وهذا استفهام توقعي مكروه، يعني أنه لا يحب أن يتخلف فيموت في مكة وقد خرج منها مهاجراً إلي الله ورسوله، وهكذا كل شيء تركه الإنسان لله لا ينبغي أن يرجع فيه، وقد سبق لنا في شرح الحديث أن من ذلك ما فعله بعض الناس ؛ حيث تخلصوا من جهاز التلفزيون لما رأوا من مضاره ومفاسده ما يربو على مصالحه ومنافعه ، تركوه لله فكسروه، ثم جاؤوا يسألون : هل يعيدوه مرة ثانية؟ نقول : لا تعده مرة أخري ما دمت قد تخلصت منه ابتغاء وجه الله فلا ترجع فيما تركته لله. |
| |