06-10-2013
|
#16 |
لا إله إلا الله بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 91 | تاريخ التسجيل : Jun 2013 | أخر زيارة : 04-06-2019 (09:47 PM) | المشاركات : 1,361 [
+
] | التقييم : 6878 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | | الدرس الخامس عشر
الإدغام الناقص
إخواننا الكرام كانت أحاديثنا الأخيرة تتعلق بصفات الحروف الناشئة من تجاور حرفين من حروف اللغة فتكلمنا على أحكام كثيرة تنشأ فقط عن هذا التجاور وهي ما تسمى بالصفات العرضية من جملة ذلك تكلمنا عن الإدغام وبينا أن الإدغام هو أن يلتقي حرفان بينهما تناسب معين إما أن يكون تماثلا أو تجانسا أو تقاربا ففي تلك الحالة يتحول الحرف الأول إلى الحرف الثاني تماما فيصير النطق بحرف واحد مشدد من جنس الثاني لكن أحيانا يكون الحرف الأول أقوى من الثاني نعم بينهما تناسب نعم هما من مخرج واحد أو من مخرجين متقاربين لكن صفات الحرف الأول أقوى من صفات الحرف الثاني فهل يدغم هذا الحرف القوي بالحرف الضعيف من أمثلة ذلك:
الطاء والتاء نحن نعلم بأن الطاء والتاء من مخرج واحد فإن تقدمت الطاء على التاء وكانت الطاء ساكنة كقوله تعالى على لسان الهدهد مخاطبا سليمان عليه السلام ( أحطت بما لم تحط به ) كلمة ( أحطت ) هنا طاء ساكنة بعدها تاء هل تدغم الطاء بالتاء فنقول مثلا ( أحت ) هذا لم تفعله العرب وهو لو تأملتموه لوجدتموه ممجوجاً ( أحت ) هذا اللفظ كأنه يشبه كلام الأولاد الصغار ولو أظهرنا الطاء لكان لا بد من قلقلتها ولو حصل ذلك ( قلقلة الطاء ) لوجدنا الطاء ثقيلة مع القلقلة لأن اللسان يذهب إلى المكان نفسه مرتين فالعرب كانوا في مثل هذا الموضع يدغمون الطاء بالتاء لكنهم لا يدغمونها كلها بل يبقى من الطاء صفة الإطباق ظاهرة إطباق كما مر معنا هو انحسار الصوت بين مقدمة اللسان ومؤخرته عندما يكون اللسان محاذيا إلى غار الحنك الأعلى هذا الإنحسار للصوت يعطي الحرف قوةً واستعلاءً وتفخيما ففي مثل هذه الحالة كانت العرب تدغم الطاء بالتاء مع إبقاء صفة الإطباق كيف يكون ذلك يكون بإطباق اللسان بأن يقرع اللسان مخرج الطاء من غير قلقلة ثم لمَّا يفتح لا يفتح على طاء بل يفتح عل تاء نطبق اللسان على طاء من غير قلقلة ثم نفتح على تاء فلا نحن أظهرنا ولا نحن أدغمنا إدغاما كاملا هذا الإدغام يسميه العلماء الإدغام الناقص لِمَ سُمُّيَ إدغاما ناقصا لأن جزءً من الحرف الأول لم يدخل في الحرف الثاني ولم يتحول إليه تحولا تاما هذا النوع الأول من التقاء الحرفين إن كان الأول قويا .
النوع الأول أن يكون في الحرف الأول إطباق فيبقى الإطباق ولا يدغم .
قاعدة :- الإدغام الناقص هو إدغام حرف قوي الصفات بحرف أضعف منه ، بحيث تبقى الصفة القوية ظاهرة ومن تلك الصفات :- 1
- صفة الإطباق : وذلك عند إدغام الطاء في التاء نحو :-
( أحطت ، بسطت ، فرطتم ، فرطت ) .
هذه هي الأمثلة في النوع الأول من الإدغام الناقص هناك نوع ثان من الإدغام الناقص ذكره العلماء في كتب التجويد وهو إذا التقى في القراءة ( قاف ساكنة بعدها كاف متحركة ) نحن نعلم بأن القاف نحن نعلم بأن القاف من أقصى اللسان مع ما يحاذيها من الحنك والكاف أسفل منها بقليل القاف مفخمة والكاف مرققة وهي لم تأت في رواية حفص إلا في كلمة واحدة في سورة المرسلات في الآية عشرين وهي قوله تعالى ( ألم نخلقكم ) فهنا قاف ساكنة وفيها صفة الإستعلاء نعم ليس فيها إطباق كالطاء التي مرت معنا منذ قليل ولكن فيها استعلاء والإستعلاء أيضا فيه صفة قوة فهل تدغم القاف في الكاف إدغاما كاملا هذا الموضع العلماء لهم فيه مذهبان ليس كالأول الأول فيه اتفاق بين العلماء لأن الإطباق معه استعلاء بعبارة أخرى كل حرف مطبق فهو مستعل ففي الطاء مع التاء صفتا قوة الإطباق مع الإستعلاء أما هنا فالقاف تميزت عن الكاف بصفة واحدة وهي صفة الإستعلاء لم تتميز عنها بصفة الإطباق أيضا لذلك من العرب من كان يدغم القاف بالكاف إدغاما كاملا ، القاف تتحول إلى كاف ويصير النطق بكاف مشددة ( ألم نخلكُّم ) ومن العرب من كان يبقي هذه القاف أيضا من غير قلقلة كما ذكرنا ويدغمها بالكاف إدغاما ناقصا فيكون إغلاق المخرج على قاف ساكنة من غير قلقلة ويكون الفتح على كاف متحركة لكن حفصاً عن عاصم سواء كانت الرواية سلاسلها الواردة من طريق الشاطبية أو من طريق طيبة النشر لإبن الجزرية كلا الكتابين لم ترد فيهما هذه الكلمة إلا بالإدغام الكامل يعني إدغام القاف بالكاف إدغاما كاملا بحيث لا يبقى من القاف شيء إذاً لو وجدنا في بعض كتب التجويد أو في منظومة الجزرية قول بن الجزري ( والخلف بنخلقكم وقع ) نعم وقع الخلف في ذلك ولكن بحسب الطريق الوارد منه فأعود فأقول رواية حفص عن عاصم سواء كانت من منظومة الشاطبية أو من منظومة طيبة النشر لإبن الجزرية هي في كلا الكتابين بإدغام القاف في الكاف إدغاما كاملا مستكملا التشديد يكون النطق فيه بكاف مشددة لذلك لو فتحتم على سورة المرسلات في آخر جزء تبارك على الآية العشرين تجدون بأن علماءنا علماء علم الضبط القرءاني قد جردوا القاف من الحركة ووضعوا على الكاف شدة وضمة بينما لو فتحنا المصاحف على ( فرطتم ، وبسطت ، أحطت ، ) الأمثلة التي ذكرناها منذ قليل فإننا نجد أن علماءنا قد جردوا الطاء من الحركة ولكنهم لم يضعوا شدة على التاء بعدها دلالة على أن هذا الإدغام ليس إدغاما كاملا بل هو إدغام ناقص إذاً ما علامة الإدغام الناقص بالنسبة لإدغام الطاء في التاء في ( أحطت ، بسطت ، وفرطت ) علامته تجريد الطاء من الحركة من السكون وعدم تشديد الحرف الثاني هذا العمل يشبه الضبط في إخفاء الحرف أما بالنسبة ( لنخلقكم ) في سورة المرسلات فإن العلماء جردوا القاف من السكون ولكنهم شددوا الكاف التي بعدها إشارة إلى وقوع الإدغام الصحيح فيه .
قاعدة :- الإدغام الناقص
صفة الإستعلاء وذلك عند إدغام القاف في الكاف من : ( ألم نخلقكم ) في سورة المرسلات آية ( 20 ) وحفص يقرأها ( ألم نخلكُّم ) بالإدغام الكامل .
انتهى تفريغ الدرس الخامس عشر ولله الحمد والمنة |
| إذا غبت عنكم ولم تروني .... هذي مشاركاتي تذكروني وإن طــالت مدة غيـــابي... فدعواكم لي ولا تنـســوني وإذا بلغكم خــبر وفــاتي ...فأسترجعوا الله وأستغفرولي فلا تبخلوا على يا اخواتي بدعوة ... لعل الله أن يغفر ذنــوبي |