06-10-2013
|
#18 |
لا إله إلا الله بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 91 | تاريخ التسجيل : Jun 2013 | أخر زيارة : 04-06-2019 (09:47 PM) | المشاركات : 1,361 [
+
] | التقييم : 6878 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | | الدرس السابع عشر
إدغام المتماثلين
في اللقاء الماضي قسمنا الأحرف الملتقية في لغة العرب إلى أربع مجموعات قلنا بأن الحرفين الملتقيين في لغة العرب إما أن يكونا مثل بعضهما البعض وسماهما العلماء المتماثلان وإما أن يكونا من المخرج نفسه ولكن بينهما اختلاف في بعض الصفات وسماهما العلماء الحرفان المتجانسان وإما أن يكونا من مخرجين قريبين من بعضهما وسماهما العلماء الحرفان المتقاربان والأمر الرابع والأخير أن يكونا الحرفان كل منهما من مخرج وليس بينهما تقارب ولا تجانس ولا تماثل أي أنهما الحرفان المتباعدان هذا الذي ذكرناه في الدرس الماضي ولم نذكر حكمها عند الإلتقاء .
عند لقاء الحرفان إذا كان الحرف الأول ساكنا والثاني متحركا فإن العرب قد اتفقوا جميعا في لغتهم إذا التقا عندهما حرفان متماثلان أن يدغموا الحرف الأول في الثاني هذا أمر مجمع عليه عند العرب والأمر الثاني أنهم يدغمون إذا التقى حرفان متجانسان أي أنهما من نفس المخرج وبينهما اختلاف في بعض الصفات وأجمعوا أيضا على أن يظهروا الحرفين المتباعدين إذاً الحرفان المتماثلان والمتجانسان إذا سكن الأول منهما أجمعت العرب كلها على إدغام الأول في الثاني . مثال ( فما ربحتْ تِجارتهم ) التقى فيها تاءان ( ربحتْ ) آخرها تاء ساكنة ( تِجارتهم ) أولها تاء متحركة العرب لا تقول ( فما ربحتْ تِجارتهم ) لا يفعلون ذلك لا يفصلون التائين وإنما يدغمون التاء الأولى في الثانية فيقولون ( فما ربحتِّجارتهم ) وأيضا قوله تعالى ( وليكتبْ بَينكم كاتب بالعدل ) ( وليكتبْ ) آخرها باء ساكنة ( بَينكم ) أولها باء متحركة التقى باءان والأول ساكن وجب الإدغام فالعرب أبدا ما تقول ( واليكتبْ بَينكم كاتب بالعدل ) لا يظهرون الحرفين المتماثلين ويعدونه لحنا قبيحا بل يدغمون الأول في الثاني فيقولون ( واليكتبَّينكم كاتب بالعدل ) ، هذا العمل إدخال الحرف في حرف بعده سماه العلماء الإدغام وأخذوه من قول العرب ( أدغمت اللجام في فم الفرس ) اللجام معروف الأداة التي يجعلها في فم الفرس اللجام الذي به تسير الدابة فتقول العرب أدغمت اللجام في فم الفرس ) أي أدخلته في فيها فالإدغام في اللغة الإدخال وعند علماء التجويد إذا قالوا الإدغام فإنهم يعنون إيصال حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني يرتفع عنهما المخرج ارتفاعة واحدة .
شرح التعريف : هذا بحث له علاقة بأمرين :-
الأمر الأول له علاقة بمخارج الحروف وكنا قد درسناها ولله الحمد .
الأمر الثاني ما كنا ذكرناه من كيفية حدوث الحروف العربية ، الحروف العربية قلنا إما أن تكون ساكنة أو متحركة وقلنا أن الحروف الساكنة تخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق وأن الحروف المتحركة تخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق يعني إذا أردت أن أنطق ميما ساكنة فأقول هكذا ( أَمْ ) جربوا هكذا فتكون الشفتان متباعدتان عن بعضهما ثم تصطدمان هكذا ( أَمْ ) فنهاية الحرف الساكن شفتان ملتصقتان فإذا قيل لأحدنا أُنطق ميما مفتوحة فماذا يفعل جربوا هكذا أولا يلصق شفتيه من غير صوت ثم يقول ( مَا ) إذاً بداية الميم المتحركة شفتان ملتصقتان ثم تبتعدان هكذا ونهاية الميم الساكنة شفتان مبتعدتان ثم تصطدمان هكذا فلاحظوا بأن نهاية الساكن بداية المتحرك هل عرفتم لماذا أدغمت العرب الحروف المتماثلة لأن نهاية الساكن وهي التصادم بداية المتحرك وهو التباعد فبدلا من أن يعيدوا الحرف مرتين ويكرروا المخرج قيقولوا ( لكمْ مَا كسبتم ) فيصبح في صعوبة في النطق لتكرار الحرف مرتين بينما نقول ( لكمَّاكسبتم ) أطبقنا على ميم ساكنة وفتحنا على ميم متحركة لذلك أدغمت العرب هذان الحرفان لتسهيل النطق بهما وعلى هذا نقيس كل الحروف فمثلا ( ربحتْ تِجارتهم ) ( ربحتْ ) هذه تاء ساكنة بالتصادم ( تِجارتهم ) خرجت التاء المكسورة بالتباعد بين طرفي عضو النطق إذاً الإدغام هو عملية حذف الأمر الزائد بين الحرف المتحرك والحرف الساكن وهو أسهل بكثير من الإظهار لا شك بأن الأصل الإظهار لكن الإدغام في هذه الأحوال أسهل في النطق لذلك كانت العرب تدغم الأول من المثلين في الثاني إن كان الأول ساكنا كذلك المتجانسين مثلا ( إذ همتْ طَائفتان ) ( همتْ ) آخرها تاء ساكنة ( طائفتان ) أولها طاء والتاء والطاء من مخرج واحد فبدل أن تقول العرب ( همتْ طَائفتان ) بحيث تظهر التاء والطاء فاللسان يترك المكان ثم يعود إلى المكان بذاته بدلا من ذلك يحولون التاء إلى طاء فيلتقي طاءان الأولى ساكنة والثانية متحركة فيدغمون الأولى في الثانية فيقولون ( إذ همطًّائفتان )
لا حظوا الصوت ما عاد في تاء في النطق وهذا فقط في حالة الوصل أما لو وقفنا فنقول ( همتْ ) فلا يكون هناك إدغاما لأن الإدغام هو من الصفات العارضة التي تكون عند تجاور الحروف فعندما نقف على كلمة ( همتْ ) ما تجاورت التاء مع الطاء لكن لما أصل تحدث المجاورة وبالتالي يحدث الإدغام هذا هو تعريف الإدغام كما شرحنا وهو يكون في الحرفين المتماثلين والمتجانسين هل هذا الإدغام في الحرفين المتماثلين في كل المتماثلين على الإطلاق إن كان الأول ساكنا نعم إلا أن يكون الحرف الأول حرف مد مثل سورة الناس ( الذي يوسوس في صدور الناس ) ( الذيْ ) آخرها ياء ساكنة ( يُوسوس ) أولها ياء متحركة هل ندغم الياء الأولى في الياء الثانية لا لماذا لأن الياء الأولى حرف مد إذاً ما الفرق بين النطقين وبضدها تتميز الأشياء لو أدغمنا لقلنا ( الذيُّوسوس ) وهذا لا تفعله العرب لأنه يؤدي إلى زوال المد والمد أمر تحافظ عليه العرب فنقول ( الذي يُوسوس ) من دون إدغام ، ومثل ذلك ( قالوا وهم فيها يختصمون ) ( قالوا ) آخرها واو مدية ( وهم ) أولها واو متحركة أيضا هنا لا ندغم بل نقول ( قالوا وَهم فيها ) من دون إدغام ولو أدغمنا لقلنا ( قالوَّهم فيها ) وهذا لا يصح إذا التقى متماثلان والأول ساكن يجب الإدغام قولا واحدا إلا أن يكون الحرف الأول حرف مد فيتعين الإظهار .
قاعدة : حكم الإدغام في الأحرف الملتقية
اتفق القراء على وجوب الإدغام في الحرفين المتماثلين والمتجانسين واتفقوا على وجوب الإظهار في المتباعدين ، واختلفوا في إدغام المتقاربين .
قاعدة :- إدغام الحرفين المتماثلين
يجب إدغام الأول من المتماثلين ( إن كان ساكنا ) في الثاني إلا إذا كان حرف مد نحو ( قالوا وهم ، الذي يوسوس ) .
انتهى تفريغ الدرس السابع عشر ولله الحمد والمنة |
| إذا غبت عنكم ولم تروني .... هذي مشاركاتي تذكروني وإن طــالت مدة غيـــابي... فدعواكم لي ولا تنـســوني وإذا بلغكم خــبر وفــاتي ...فأسترجعوا الله وأستغفرولي فلا تبخلوا على يا اخواتي بدعوة ... لعل الله أن يغفر ذنــوبي |