04-15-2014
|
#3 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 374 | تاريخ التسجيل : Jan 2014 | أخر زيارة : 03-12-2023 (01:47 AM) | المشاركات : 5,201 [
+
] | التقييم : 4814 | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Blueviolet | | : وسائل علاج الغِيبة والبُهتان والنَّميمة تبين لنا مما سبق الآثار الخطيرة للغِيبة والبُهتان والنَّميمة سواء ما كان منها على مستوى الفرد أم على مستوى المجتمع، وسواء أكان ذلك فى الدنيا أم فى الآخرة. ولذا فمن الأهمية بمكان تناول الوسائل والأساليب والأدوات المساعدة للتخلص من هذه الكبائر ومن أهم هذه الوسائل فى نظرنا ما يلى:
(1) أن ينشغل الفرد بعيوبه عن عيوب الآخرين، وذلك بالبحث عن عيوبه، ودراسة أسبابها، والعمل على معالجتها، إذ ربما يعيب الفرد منا آخر وهو أكثر عيباً منه، وفى ذلك يقول ابن عباس t : "إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك". كما يقول أبو هريرة t : " يبصر أحدكم القذاة فى عين أخيه ولا يبصر الجذع فى نفسه"، والقذاة هو الخفيف من العيب أما الجذع فهو بهيمة الأنعام وقد ورد فى الأثر " طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس".
كما يقول ابن المبارك : لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عوراتٌ وللناس ألســن
وعينك إن أبدت إليك معايبـاً فصُنها وقل ياعين للناس أعين
(2) تعويد الفرد على كظم غيظه طمعاً فى مغفرة الرب وجنته، وأساس ذلك قول الحق تبارك وتعالى: " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْوَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ "، (آل عمران:133 – 134). وعن سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ t أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ:" مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُنَفِّذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ"، رواه الترمذى. (3) على الفرد إن دخل إلى مجلس فيه غيبة أن يدافع عن أخيه الغائب فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ t عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ: " مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"،
4 ) القناعة والرضا بما وهبه الله سبحانه وتعالى للغير مع استشعار بأن الإيمان بالله والحسد لا يجتمعان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ: "... وَلا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ الإِيمَانُ وَالْحَسَدُ". رواه النسائى. أى ليس من شأن المؤمن أن يجمعهما، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ :" إ ِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ أَوْ قَالَ الْعُشْبَ"، رواه أبو داود.
(6) شغل الوقت بالطاعات والعبادات والتعلم وقراءة سير الصالحين والنظر فى سلوكهم ومعرفة كيفية مجاهدتهم لأنفسهم بدلاً من الطعن فى أعراض الناس وتتبع عيوبهم.
(7 تجنب أصدقاء السوء، والاقتصار على مصاحبة الأتقياء والرفقة الصالحة التى تُعين على الخير، وفى ذلك يقول الحق تبارك وتعالى:" وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً "، (الكهف:28).
(8) مجاهدة النفس ومحاسبتها وتوبيخها على ما قد تكون قد وقعت فيه من الغِيبة والبُهتان والنَّميمية فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ t عَنْ النَّبِيّ ِr أنه قَالَ: " الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ"، رواه الترمذى. وَمَعْنَى قَوْلِهِ دَانَ نَفْسَهُ: حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ t أنه قَالَ: "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا". وَيُرْوَى عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ لا يَكُونُ الْعَبْدُ تَقِيًّا حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ كَمَا يُحَاسِبُ شَرِيكَهُ.
(9) رفض الإنصات إلى من يغتاب أو ينم ومحاولة وقفه بأدب أو العمل على تغيير الحديث أو طلب ذكر الجوانب الإيجابية فى الشخص المغتاب أو المنقول عنه. وأساس ذلك قول الحق تبارك وتعالى: "وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الجَاهِلِينَ " (القصص:55). [SIZE="6"]وفى هذا الصدد يقول الشاعر: سمعك صُن عن سماع القبيح كصون اللسان عن القول به
فإنك عند استماع القبيـــح شـريك لقـائله فـانتبــه[/SIZE]
(10) أن يستحضر أن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وفضحه ولو فى جوف بيته،
(11) استشعار الفرد الدائم بأن هناك ملائكة تقوم بتسجيل كل كلمة، وأن الفرد محاسب على هذه الكلمات، وأساس ذلك قول الحق تبارك وتعالى: "مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "، (ق:18).
(12) على الفرد إن أراد الكلام أن يفكر فيما سوف يقول، فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم. وليتذكر حديث رسول الله r عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ..."، رواه البخارى. وهذا الحديث صريح فى أنه لا ينبغى أن يتكلم المسلم إلا إذا كان الكلام خيراً، وهو الذى ظهرت مصلحته، وفى حالة الشك فى ظهور المصلحة فلا يتكلم. [SIZE="6"]وفى ذلك يقول إبن المبارك: وإذا هممت بالنطق فى الباطل فاجعـــل مكانــه تسبيحـــاً
فاغتنام السكـوت أفضل مـن خوض وإن كنت فى الحديث فصيحاً[/SIZE]
(13) على مرتكب هذه الكبائر أن يتذكر أن الغيبة صناعة الجبناء وضعاف الشخصية من الناس، فالمُغتاب يطعن من الوراء، ولو كان شجاعاً لتكلم وأظهر ما فى نفسه فى حال وجود من اغتاب. كما أن النميمة بضاعة شرار الخلق
(14) أن يستحضر المسلم حديث الرسول :r " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"، رواه البخارى ومسلم والنسائى. فسلامة المسلمين من لسان المسلم من كمال إسلامة.
(15) أن يستشعر المسلم دائماً بأن سلامة اللسان من كمال الإيمان، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَ الَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ولا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ وَلا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ"، رواه أحمد.
(16) على المسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فعَنْ أَنَسٍ t عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ: "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"، رواه البخارى. وطالما أن الفرد لا يحب أن يغتابه أحد أو ينم عليه فيجب عليه أن لا يغتاب أحداً أو ينم عليه.
(17) أن يتذكر الفرد بأن الغِيبة والبُهتان والنميمة تأكل من حسناته وأن من يغتابهم أو يبهتهم أو ينم عليهم سوف يكونون خصومه يوم القيامة، وأنه سوف يؤخذ من حسناته، فإن انتهت أُخذ من سيئاتهم إلى سيئاته، ثم يُقذف به فى النار. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ: " تَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ؟". قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لا لَهُ دِرْهَمَ وَلا دِينَارَ وَلا مَتَاعَ قَالَ:" الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ "، رواه أحمد.
(18) من حقوق الأخوة أن من وجد عيباً فى أخيه أن لا يغتابه وإنما ينصحه بلطف ولين، وفى الوقت المناسب وعلى إنفراد، فعَنْ سُهَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ : "الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ "، رواه مسلم. وبالنصيحة – بضوابطها – تظهر المحبة وتسود الألفة وتتآلف القلوب.
(19 ) تعويد اللسان على القول الحسن والكلمة الطيبة وذلك مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى: " وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَتِي هِيَ أَحْسَنُ "ً(الإسراء:53). وقوله عز وجل: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً" (البقرة:83). وعن أَبُى هُرَيْرَةَ t عَنْ النَّبِيِّ َr قَالَ: "الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ"، رواه البخارى. وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ قال رَسُولُ اللَّهِ َr :" مَثَلُ كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، قَالَ هِيَ النَّخْلَة،ُ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ"، رواه الترمذى. ويتضح مما سبق أن هناك مجموعة من الوسائل والأدوات التى تُسهم فى علاج الغيبة والبهتان والنميمة، وأهمها إنشغال الفرد بعيوب نفسه، وشغله وقته بالطاعات والعبادات، وتعويده على كظم الغيظ ومجاهدة نفسه ومحاسبتها وتوبيخها، وتعويد لسانه على القول الحسن والكلمة الطيبة، مع تجنب مجاراة الجلساء والإبتعاد عن أصدقاء السوء وعدم تتبع عورات الناس بالإضافة إلى الإلتزام بدعاء الخروج من المنزل، وكفارة المجلس، وكذلك إستشعار مراقبة الله عز وجل فى كل وقت وحين، وبأن عرض المسلم حرام كدمه وماله، وبأن سلامة لسانه من كمال إسلامه وإيمانه. والله اعلم يتبع |
|
التعديل الأخير تم بواسطة أم يعقوب ; 04-23-2014 الساعة 05:29 PM |