إِن
الرزق وَالْأَجَل قرينان مضمونان،،،
فَمَا دَامَ الْأَجَل بَاقِيا كَانَ
الرزق آتِيَا،،،
وَإِذا سد عَلَيْك بِحِكْمَتِهِ طَرِيقا من طرقه،،،
فتح لَك برحمته طَرِيقا أَنْفَع لَك مِنْهُ،،،
فتأمّل حَال الْجَنِين يَأْتِيهِ غذاؤه وَهُوَ الدَّم من طَرِيق وَاحِدَة،
فَلَمَّا خرج من بطن الْأُم، وانقطعت تِلْكَ الطَّرِيق،،،
فتح لَهُ طَرِيقين اثْنَيْنِ وأجرى لَهُ فيهمَا رزقا أطيب وألذ (لَبَنًا خَالِصا سائغا)
فَإِذا تمت مُدَّة الرَّضَاع، وانقطعت الطريقان بالفطام،،،
فتح طرقاً أَرْبَعَة أكمل مِنْهَا طعامان وشرابان،،،
فالطعامان من الْحَيَوَان والنبات، والشرابان من الْمِيَاه والألبان وَمَا يُضَاف إِلَيْهِمَا من الْمَنَافِع والملاذ ..
فَإِذا مَاتَ انْقَطَعت عَنهُ هَذِه الطّرق الْأَرْبَعَة،،، لكنه سُبْحَانَهُ فتح لَهُ إِن كَانَ سعيدا طرقا ثَمَانِيَة ،،، هِي أَبْوَاب الْجنَّة الثَّمَانِية يدْخل من أَيهَا شَاءَ ..
فَهَكَذَا الرب سُبْحَانَهُ لَا يمْنَع عَبده الْمُؤمن شَيْئا من الدُّنْيَا إِلَّا ويؤتيه أفضل مِنْهُ وأنفع لَهُ،،..وَلَيْسَ ذَلِك لغير الْمُؤمن ..
ابن القيم رحمه الله