الموضوع
:
ضَـبـائِـرُالرَّيحَـان
عرض مشاركة واحدة
#
1
05-28-2014
SMS ~
[
+
]
أفضل ما يتلى وما يقال* وخير ما ينفق فيه المال
قراءة القرآن عند الناس * كذا روى أئمة القياس
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Cornflowerblue
رقم العضوية :
377
تاريخ التسجيل :
Jan 2014
فترة الأقامة :
3781 يوم
أخر زيارة :
08-01-2017 (03:14 PM)
الإقامة :
دوز
المشاركات :
5,103 [
+
]
التقييم :
10636
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
ضَـبـائِـرُالرَّيحَـان
ضَـبـائِـرُالرَّيحَـان
أَنْشَدَت \"صـَـبـَا\" بنَغَمٍ عَذب:
قُـرآنُـنَـا عِطْرُ الحَيَاةِ فَهَل ترى = عِطْرًا كَمِثْلِ الفُلِّ والرَّيحَـانِ؟ [1]
غَشيَني العِطْر الذي انْـتَـثَـرَ، انْـتَعَشت رُوحي، ماسَت الذَّكريات بين دَمعة وبَسمة، فضجَّ الحَنين؛ حَـنين إلى عمَّـتي والوَطـن.
فكم كانَت عمَّـتي لنا وَطنًـا..!
شَقيقة والِدي الوَحيدة، تلكَ المرأة القَرويَّـة الأميَّـة الأبِيَّـة، لطالما سمعْـتُها تَرجو الإله وتَدْعوه: \"اللهم عافِ أخي، وارزقه البُن والبَنين، وعِـزًّا لا يَميـل.\"
فاحَ شَذى العِطر فتأجَّـجَ الشَّـوق...
شَوق إلى ضَبـائر الرَّيحـان التي تزيّن بَيتها الرِّيفي الجميل..
إلى شُهور الصَّيف التي كنَّا نقضيها فرحًا/مَرحًا بين مَنازلِ الأهْلِ والأحْبابِ..
إلى أكاليلِ الرَّيحـانِ التي كانت تحملها هدَّيةً ثَمينَةً كلمَّا جاءَتْنا زائرَةٌ.
\"أهناكَ أجمل مِن (عِرْقِ) الرَّيحان في البَيتِ يا بُنيَّتي؟\"
تَلمَحُ لا مُبالاتي، فتُـتابِع:- انظري إلى أوراقِهِ وقد غطّاها زَغَبٌ ناعمٌ كغِلالَةٍ واقِيَة، وتأمَّلي أزهارَه كيف تآلفَت فتَعانَقَت ببياضِ النَّقاء، وحُمرة الحُبِّ؛ أمَّا رائحته فيكفي أنها عِطر لا يُـرَدّ.. سُبحانَ مَن أبدَعَـه!
اليَّـوم ـ يا عمَّـتي ـ فَهمـتُ، عرفـتُ، وأدركـتُ...
فَهمتُ بوحَكِ القَديم، وعرفتُ ما للرَّيحـانِ مِن أسْرارٍ في عَقيدتنا، وأدركتُ أن الفِطرة السَّويَّة نِعْمَة عَظيمة يَمنُّ الله بها على مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ..!
«مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ رَيْحَانٌ، فَلاَ يَرُدُّهُ. فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمِلِ طَيِّب الرِّيحِ.» - [صحيح مُسلم]
بهذا وصَّانا نبيُّ الأمَّـة ـ صَلى الله عليه وسلم ـ، فوَعَيْتِ وصِيَّته دون أن تَسْمَعيها، وأصبحَ الرَّيحان هدَّيتك الأثيرَة ، فمَنْ علَّمكِ يا حَبيبـة؟!
وها هو يُذْكرُ في القرآن الكريم مرَّتين، وما ذِكْر الشَّيء الطّّيِّب في القرآن إلا دليلٌ على حُظْـوَتِهِ.
قال تعالى: « وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ» - [الرحمن:12]
عَرفوا الله جَلَّ جلاله، قَدَروه حَقَّ قَدْرِهِ، أخْلَصوا لهُ الدِّين، سارَعوا في الخيراتِ، أحـبُّوه حـبًّا لذاتِـه، لا يَتَفاوت بتَفاوتِ إحْسانهِ، فأشْرَقَت مِنهم القلوب، وكُرِّمَت الأرواح.
أيَـا \"عمَّتي\"...
هل كنتِ تَعلمينَ كلَّ هذا يومَ كنتِ تَبْذرينَه في أرضِكِ؟ وتَبْتهِج لِتَفَـتُّـحِهِ نفسكِ وعينكِ؛ أم أنَّها الفِطرة السَّـويَّـة التي فَطرَ الله النَّاس عليها..؟!
تَنَشَّـقْـتُ عبيـرَه ـ كما علَّمْـتِـني ـ حتى أحبَـبْـتُـهُ...
ولـمَّا أحبَـبْـتُـهُ زَرعتُه في أرضي، أسكـنْـتُـه زوايا مَنزلي، دَسَـسْتُ أزهـارَه وأوراقَـه العَطِـرَة تحت لحافي، بين ثِيابي، وفي حَقائبي المُسافِرة، وانْـتَـظـرت..!
هَلْ تـُرانا نَـلتقي؟
هُـنـــاكَ..
ساعَـة الرَّحيـل..
فتأتيني ذاتَ مَسـاء ، أو ربَّـما ذاتَ نَهـار، لتُـحـرِّرَ رُوحي ـ برِفْـقٍ ـ مِن أسْـرِها، فتَـصعدُ إلى خالِقهـا بأمـانٍ واطمِئنـان.
----------------------------------
بتصرف ...للمؤلف رجاء محمد الجاهوش
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
زيارات الملف الشخصي :
258
مواضيعي ~
•
العقيدة
•
العلاقات العامة
•
الصحة و الجمال
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 1.35 يوميا
MMS ~
ناجية عثمان
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ناجية عثمان
البحث عن كل مشاركات ناجية عثمان