بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 69 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 76 | أخر زيارة : 03-10-2024 (11:47 AM) | المشاركات : 8,131 [
+
] | التقييم : 9284 | | لوني المفضل : Cadetblue | |
رد: تفضل يا [you] ملف خاص بشهر رمضان بين يدي رمضان
من رحمة الله عز وجل بعباده ، أن جعل لهم مواسم للخير ، يكثر أجرها ويعظم فضلها ، حتى تتحفز الهمم ، وتنشط العزائم ابتغاء الأجر العظيم والثواب الجزيل ، وشهر رمضان من أعظم تلك المواسم ، فهو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، شهر يُنادى فيه : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، فيه تفتح أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ، ولله فيه عتقاء من النار كل ليلة ، فما أعظم فضل هذا الشهر ، وما أجل منزلته ومكانته ، وما أعظم منة الله على العباد فيه ، تلك المنة التي من تأملها عرف عظم فضل الله عليه ، حيث أحياه ومد في عمره حتى أدرك هذا الشهر العظيم .
فاحرص - أخي المسلم - على اغتنام هذا الشهر المبارك ، وتذكر
حال إخوان لك كانوا بالأمس معك ، فحضروا رمضان وقاموا
وصلوا وصاموا ، ثم أتتهم آجالهم فقضوا قبل أن يدركوا رمضان
الآخر ، فهم الآن في قبورهم مرتهنون بأعمالهم , فتذكر حالهم
ومصيرهم وجد في عمل الصالحات فإنها ستنفعك أحوج ما تكون
إليها ، وتذكر حال إخوان لك آخرين أدركوا رمضان وهم على
الأسِرَّةِ البيضاء لا حول لهم ولا قوة , يتجرعون مرارة المرض ,
ويزيدهم حسرة وألما أنهم لا يستطيعون أن يشاركوا المسلمين هذه
العبادة , ثم تذكر حال المحرومين ممن أدركوا رمضان فازدادوا فيه
إثما ومعصية وبعدا من الله , فحرموا أنفسهم من الرحمة والمغفرة
في أشرف الأوقات وأغلى اللحظات , فإن تذكر ذلك كله سيجعلك
تقدِّر هذه النعمة حق قدرها ، وتعرف فضلها وحقها ، فتتوب إلى الله
وتزداد من صالح الأعمال .
روى ابن ماجه بسند صحيح عن طلحة بن عبيد الله أن رجلين قَدِما
على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكان إسلامهما جميعا ,
فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر , فغزا المجتهد منهما فاستشهد
, ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي , قال طلحة : فرأيت في المنام
بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما , فخرج خارج من الجنة فأذن
للذي توفي الآخِر منهما , ثم خرج فأذن للذي استشهد , ثم رجع
إلي فقال : ارجع فإنك لم يأْنِ لك بعد , فأصبح طلحة يحدث به الناس
, فعجبوا لذلك , فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
, وحدثوه الحديث , فقال : من أي ذلك تعجبون , فقالوا :
يا رسول الله هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد , ودخل
هذا الآخِر الجنةَ قبله , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
( أليس قد مكث هذا بعده سنة . قالوا : بلى , قال : وأدرك
رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة ، قالوا :
بلى , قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فما بينهما أبعد
مما بين السماء والأرض ) . أتـى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفسـاد
فأد حـقوقه قـولا وفـعلا وزادك فـاتخـذه للمـعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نادمـا يوم الحصـاد
كان عليه الصلاة والسلام يبشر أصحابه بقدوم رمضان ويبين لهم
فضائله , ليحثهم على الاجتهاد في العمل الصالح , فقد روى الإمام
أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم يبشر أصحابه : ( قد جاءكم شهر رمضان , شهر مبارك,
افترض الله عليكم صيامه, يفتح فيه أبواب الجنة, ويغلق فيه
أبواب الجحيم, وتغل فيه الشياطين, فيه ليلة خير من ألف شهر,
من حُرِمَ خيرها فقد حُرِمْ ) .
فحري بنا أن نحسن استقبال هذا الوافد الكريم , قبل أن يودعنا
ويرتحل عنا , ويكون حجة علينا يوم الدين , فالمحروم من حرم
نفسه فقصر في طاعة ربه في هذا الشهر المبارك . إذا رمضان أتى مقبلا فـأقبل فبالخيـر يُسْـَتقبَل
لعلك تخطئـه قابــلا وتأتي بعـذر فـلا يُقْبَـل
من حسن استقبال هذا الشهر الكريم أن نستقبله بالتوبة الصادقة
من جميع الذنوب , فهو موسم التائبين , ومن لم يتب فيه فمتى يتوب
؟! .
نستقبله كذلك بالعزيمة على مضاعفة الجهد , والاستكثار من الطاعات ,
من برٍّ وإحسان وقراءة القرآن والصلاة والذكر والاستغفار
, وغير ذلك من أنواع الخير .
نستقبله بالدعاء أن يوفقنا الله لصيامه وقيامه على الوجه الذي
يرضيه عنا ، ومن السنة أن نقول عند رؤية هلاله : " اللهم أهله
علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ".
فاحرص -أخي المسلم- على استقبال هذا الوافد الكريم , وأحسن
است***ل أيامه ولياليه فيما يقربك من مولاك , وتعرض لنفحات
ربك , ولا تكن ممن همه في استقباله تنويع المأكولات والمشروبات ,
وإضاعة الأوقات والصلوات , فسرعان ما تنقضي الأيام والساعات ,
وما هي إلا لحظات حتى يقال انتهى رمضان , بعد أن يفوز فيه
أقوام ويخسر آخرون , نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يوفقنا
لصيامه وقيامه , وأن يجعلنا من المقبولين في هذا الشهر , إنه
جواد كريم . صلاة التراويح
من السنن التي سنَّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهذه الأمة في شهر رمضان ، صلاة التراويح ، التي اتفق أهل العلم على أنها سنة مؤكدة في هذا الشهر الكريم ، وشعيرة عظيمة من شعائر الإسلام ؛ وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يرغِّب في قيام رمضان، من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة ، منها قوله عليه الصلاة والسلام : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .
وقد صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جماعة ثم ترك
الاجتماع عليها؛ مخافة أن تفرض على أمته، كما ذكرت ذلك
عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
ثم استمر المسلمون ، بعد ذلك يصلون صلاة التراويح كما صلاها
رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وكانوا يصلونها كيفما اتفق لهم
، فهذا يصلي بجمع، وذاك يصلي بمفرده، حتى جمعهم عمر رضي
الله عنه على إمام واحد يصلي بهم التراويح، وكان ذلك أول
اجتماع الناس على قارئ واحد في رمضان .
روى البخاري في "صحيحه" عن عبد الرحمن بن عبد القاري ، قال:
خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رمضان إلى المسجد
، فإذا الناس أوزاع - أي جماعات متفرقة - يصلي الرجل لنفسه،
ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط - الجماعة من الرجال - فقال
عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحدٍ لكان أمثل،
ثم عزم فجمعهم على أُبيِّ بن كعب . ثم خرجتُ معه ليلة أخرى،
والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر : نِعْم البدعة هذه، والتي
ينامون عنها، أفضل من التي يقومون، يريد آخر الليل، وكان
الناس يقومون أوله .
وروى سعيد بن منصور في "سننه": أن عمر رضي الله عنه جمع
الناس على أُبيِّ بن كعب ، فكان يُصلي بالرجال، وكان تميم الداري
يُصلي بالنساء .
أما عن عدد ركعاتها ، فلم يثبت في تحديده شيء عن النبي -
صلى الله عليه وسلم - ، إلا أنه ثبت من فعله عليه الصلاة والسلام
أنه صلاها إحدى عشرة ركعة كما بينت ذلك أم المؤمنين عائشة
رضي الله عنها حين سُئلت عن كيفية صلاة رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- في رمضان، فقالت: " ما كان رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ،
يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا،
فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً " متفق عليه ،
ولكن هذا الفعل منه - صلى الله عليه وسلم - لا يدل على وجوب
هذا العدد ، فتجوز الزيادة عليه ، وإن كان المحافظة على العدد
الذي جاءت به السنة مع التأني والتطويل الذي لا يشق على الناس
أفضل وأكمل .
وثبت عن بعض السلف أنهم كانوا يزيدون على هذا العدد ، مما يدل
على أن الأمر في ذلك واسع ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" له أن يصلي عشرين ركعة ، كما هو مشهور من مذهب أحمد
و الشافعي , وله أن يصلي ستا وثلاثين ، كما هو مذهب مالك ,
وله أن يصلي إحدى عشرة ركعة ، وثلاث عشرة ركعة ...
والصواب أن ذلك جميعه حسن كما قد نص على ذلك الإمام أحمد
رضى الله عنه ، وأنه لا يتوقت في قيام رمضان عدد فان النبى -
صلى الله عليه وسلم- لم يوقت فيها عدداً ، وحينئذ فيكون تكثير
الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره " .
وأما وقتها فيمتد من بعد صلاة العشاء إلى قبيل الفجر والوتر منها ،
وله أن يوتر في أول الليل وفي آخره ، والأفضل أن يجعله آخر
صلاته لقوله عليه الصلاة والسلام : ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا )
متفق عليه ، فإن أوتر في أوله ثم تيسر له القيام آخر الليل ، فلا
يعيد الوتر مرة أخرى ، لقوله - صلى الله عليه وسلم – ( لا وتران في
ليلة ) رواه الترمذي وغيره .
ويجوز للنساء حضور التروايح ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - :
( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) رواه البخاري وغيره ، ولكن
بشرط عدم الفتنة ، فتأتي متسترة متحجبة من غير طيب ولا زينة
ولا خضوع بالقول ، وقد قال عليه الصلاة والسلام ( أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة )رواه مسلم .
فاحرص أخي الصائم على المحافظة على هذه السُّنَّة المباركة ، وأدائها مع الجماعة ، ولا تنصرف منها حتى يسلم الإمام ليكتب لك أجر قيام ليلة ، وفقنا الله وإياك لكل خير . |