الموضوع
:
تفضل يا أختي ملف خاص بشهر رمضان
عرض مشاركة واحدة
05-29-2014
#
28
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
69
تاريخ التسجيل :
May 2013
العمر :
76
أخر زيارة :
03-10-2024 (11:47 AM)
المشاركات :
8,131 [
+
]
التقييم :
9284
لوني المفضل :
Cadetblue
رد: تفضل يا [you] ملف خاص بشهر رمضان
الاعتكاف وتربية النفس
أحوج العبد إلى أن يخلو بنفسه في بعض الأوقات ، ويركن إلى
زاوية الفكر والذكر يتأمل حاله فيصلحه ، ويتأمل نعمة الله عليه
فيحمده ويشكره ، في عالم ملأه الضجيج والاضطراب والفتن .
ما أحوجه إلى أن يخلد إلى محراب الإيمان ليعتكف فيه لا هربا من
الحياة ومشكلاتها ، ولكن تجديداً لقوة النفس وثقتها وإيمانها بربها .
وما أجمل أن يكون هذا الاعتكاف في شهر مبارك امتلأ بمعاني
الإيمان ، وفاحت منه أريج الطاعات ، فالناس بين ذاكر وقاريء
ومصل ، في هذا الجو الإيماني الفريد يخلو العبد بربه ذاكراً شاكراً
متفكراً في نعم الله عليه ، فيجلس الأيام والليالي وهو على هذه
الحال ، ليشعر بلحظات من السعادة تغمر قلبه وتملأ جوانحه ، لحظاتٍ
لم يشعرها في عالم الصخب والضجيج بكل ما فيه من زخارف
الحياة المادية الجافة .
قدوته في ذلك نبيه - صلى الله عليه وسلم- الذي كان حريصاً
على الاعتكاف وما تركه حتى قبض – كما قال الزهري رحمه الله - ،
فكان - صلى الله عليه وسلم- يعتكف في مسجده في كل رمضان
عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعكتف عشرين يوماً كما
روى ذلك أبو داود ، وترك النبي - صلى الله عليه وسلم- الاعتكاف
مرة فقضاه في شوال ، وكان في ابتداء أمره يعتكف في العشر
الأول من رمضان ثم الوسطى ثم العشر الأخيرة يلتمس ليلة القدر
، فلما تبين له أنها فيها داوم على اعتكافه فيها حتى لحق بربه
عز وجل ، وكان - صلى الله عليه وسلم- يتخذ لنفسه خباءً في
المسجد ، لمزيد من التفرغ للعبادة والخلوة ، وتفريغ القلب من
الصوارف والشواغل .
لهذا أصبح الاعتكاف سنة لسائر المسلمين يعيشون فيه حياة ملؤها
الإيمان واليقين ، مما يعينهم الاستمرار في عمل الصالحات ،
والثبات في مسيرة الحياة ، ويصبح الاعتكاف للمسلم بمثابة
بوصلة التصحيح التي تصوب له سيره تجاه هدفه ، فلا يغيب
ع
نه ولا يضل .
وللاعتكاف فوائد كثيرة أهمها : زيادة الصلة الإيمانية بالله ، وإخلاص العمل له ، والتفرغ لعبادته وطاعته ، وتربية النفس وجهاد الهوى ، والبعد عن الصوارف والشواغل ، والإكثار من أنواع العبادات التي تزكي النفس ، وتجعل المرء أكثر قدرة على مواجهة فتن الحياة ، ولهذا كان مقصود الاعتكاف وروحه كما يقول ابن القيم رحمه الله : " عكوف القلب على الله تعالى ، وجمعيته عليه ، والخلوة به ، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده سبحانه ، بحيث يصير ذكره وحبه ، والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته ، فيستولي عليه بدلها ، ويصير الهم كله به ، والخطرات كلها بذكره ، والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه ، فيصير أنسه بالله بدلاً عن أنسه بالخلق ، فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ، ولا ما يُفرح به سواه ، فهذا هو مقصود الاعتكاف الأعظم " أهـ .
ولذا ينبغي للمعتكف أن يراعي في اعتكافه تحصيل هذه الغايات العظيمة ، وألا يخرج من معتكفه خالي الوفاض ، كحال من يجعل المساجد مهجعاً للنوم ، وعنوانا للتزاور وتجاذب أطراف الحديث والضحك وفضول الكلام !! .
كما ينبغي له أن يعتني بأمور منها : المحافظة على ذكر الله ، وخاصة المأثور منها كأذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ والأكل والشرب والدخول والخروج ، ومن أعظم الذكر قراءة القرآن ، فليحرص المعتكف على أن يتفرغ لقراءته بتدبر وخشوع وفهم ، في الصلاة وفي غيرها ، وأن يجعل له ورد لا يفرط فيه مع مضاعفة الجهد .
وعليه أن يتجنب فضول الأكل ، فإن قلة الطعام توجب رقة القلب وانكسار النفس ، كما أنها تطلق المرء من قيود الكسل والدعة والخمول ، قال عمر رضي الله عنه : "من كثر أكله لم يجد لذكر الله لذة " والاعتكاف فرصة للمرء ليُربي نفسه على التقلل والتزهد ، ويجاهدها على الاستغناء عن كثير مما اعتادته .وعليه أن يحرص كذلك على تجنب فضول المخالطة ، فإن كثرة الخلطة تقصر همة العبد ، وتفقده لذة المناجاة ، وتفوت المقصود من الخلوة والاعتكاف ، و هي مظنة كثرة المزاح والتقليل من هيبة المكان والزمان ، وقد تجر إلى بعض الآثام كالغيبة والكذب وغير ذلك .
فاحرص أخي الصائم على إحياء هذه السنة العظيمة ، والاقتداء فيها بسيد الخلق - صلى الله عليه وسلم- وسلف الأمة الصالحين ، وتوجه بقلبك وجوارحك إلى الله عز وجل في ذل وخضوع وانكسار ، حتى تخرج منها وقد ازددت إيماناً وتقوى وقرباً من ربك جل وعلا لتلحق بركب المقبولين الفائزين ، قبل أن تطوى الصحف وتوضع الموازين .
أحكام الاعتكاف
من فضل الله على عباده أن شرع لهم عبادات موسمية يحصِّل فيها المسلم الأجور والخيرات، ويصحح بها وجهته إلى الله، ويستدرك فيها ما قصَّر في جنب الله ، ومن هذه الطاعات الموسمية سُنَّة الاعتكاف .
والاعتكاف: هو لزوم المسجد طاعة لله، وهو سُنَّة مشروعة، فعلها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وفعلها أزواجه من بعده، وحافظ عليها بعض صحابته الكرام، كما ثبتت بذلك الآثار .
وكان من هديه عليه الصلاة والسلام الاعتكاف في رمضان خاصة، فقد صح عنه أنه اعتكف العشر الأوائل منه، ثم العشر الأواسط، ثم داوم على اعتكاف العشر الأواخر، التماساً لليلة القدر. وفي العام الذي قبض فيه اعتكف العشر الأواسط والأواخر معاً .
كما صح عنه صلى الله عليه وسلم الاعتكاف في غير رمضان، فكان ذلك تشريعاً منه لجواز الاعتكاف في كل زمان .
وقد اعتكف أصحابه وزوجاته في زمانه ومن بعده ، مما يدل على أن الاعتكاف سُنَّة ماضية إلى يوم الدين .
أحكام الاعتكاف
المعتمد أنه ليس للاعتكاف حد أدنى من الزمن، كما أن الصوم فيه ليس شرطًا لصحته، فيجوز بصوم وبغيره؛ إلا أن يشترط المعتكف الصوم فيلزمه حينئذ .
وقد اشترط أهل العلم شروطاً لصحة الاعتكاف : منها الإسلام ، والعقل ، والتمييز ؛ فلا يصح الاعتكاف من الكافر ، ولا من المجنون ، ولا من الصبي غير المميز ، لأنه ليس من أهل العبادات .
ومن شروطه الطهارة من الجنابة والحيض والنفاس ، وإذا طرأ على المرأة الحيض حال اعتكافها ، تعيَّن عليها الخروج من المسجد ، ومثل ذلك يقال في حق الجنب لقوله تعالى : {وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا} ( النساء 43) ، فإذا احتلم المعتكف وجب عليه الغسل إما في المسجد إن وجد فيه ماء ، أو خارجه إن لم يجد .
ويصح الاعتكاف من غير وضوء - لغير الجنب والحائض - ، لكنه خلاف الأولى .
ومن شروط الاعتكاف النية، فلا يصح الاعتكاف بغير نية ، لأنه عبادة ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) رواه البخاري .
ومنها أن يكون الاعتكاف في مسجد تقام فيه الجماعة لئلا يخرج لكل صلاة ، وأما المرأة فلها أن تعتكف في كل مسجد ، ولو لم تقم فيه الجماعة ؛ وليس لها أن تعتكف بغير إذن زوجها، كما نص على ذلك أهل العلم .
ما لا يجوز حال الاعتكاف
لا يجوز للمعتكف أن يغادر المسجد الذي يعتكف فيه إلا لأمر لابد له منه ، كقضاء حاجة من بول أو غائط أو للإتيان بطعام أو شراب إن لم يكن هناك من يحضره له ، ومثله الخروج للتداوي والعلاج ، ونحو ذلك من الضرورات التي لا غنى للإنسان عنها .
كما أن عليه أن يحذر مما يفسد عليه اعتكافه؛ كمباشرته لزوجته أو مجامعتها، لقوله سبحانه: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها} ( البقرة 187) .
فلو جامع المعتكف زوجته فسد اعتكافه ، ولا قضاء عليه على الصحيح، ويفسد الاعتكاف كذلك بالخروج من المسجد لغير ضرورة .
وليس للمعتكف أن يزور مريضًا، أو يشهد جنازة إلا أن يشترط ذلك في اعتكافه؛ ولا حرج في زيارة أقاربه له في مكان اعتكافه ، وخصوصاً إن كان ثمة ما يدعو لذلك ؛ وليس له أن يتجر ويبيع ويشتري حال اعتكافه .
آداب الاعتكاف
لما كان المقصود من الاعتكاف الانقطاع عن الناس والتفرغ لطاعة الله ، كان على المعتكف أن يراعي في اعتكافه جملة من الآداب ، منها الاشتغال بذكر الله تعالى ودعائه ، وتلاوة القرآن ، والإكثار من النوافل ، وتجنب ما لا يعنيه من أحاديث الدنيا قدر المستطاع ، ولا بأس بشيء من الحديث المباح مع الأهل وغيرهم لمصلحة ، لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك مع صفية رضي الله عنها ، وله أن يتزين ويتجمل في الثياب والبدن ، وأن يأكل ويشرب في المسجد مع المحافظة على نظافته وصيانته .
وبذلك يظهر خطأ كثير من الناس ومجانبتهم لآداب الاعتكاف حين يجعلون من هذه الأيام فرصة للاجتماع والالتقاء ، وتبادل الضحك والأحاديث والأسمار ، وتنويع المآكل والمشارب ، مما ينافي الحكمة التي شُرع لأجلها الاعتكاف ، ويذهب بأثره على القلب والروح .
وبعد، فهذه أهم الأحكام المتعلقة بهذه السُّنَّة المباركة ، نسأل الله أن يجعلنا من المقبولين ، وأن يوفقنا للاقتداء بسنة سيد المرسلين .
أخطاء في الاعتكاف
1. من الأخطاء جعل بعض الناس الاعتكاف فرصة للقاء والاجتماع والتحدث ، فترى المجموعة من الأصحاب يحرصون على أن يعتكفوا في مسجد واحد أو في مكان معين من المسجد لهذا الغرض ، وكل ذلك من الغفلة عن مقصود الاعتكاف الذي هو الانقطاع عن الناس ، والاشتغال بعبادة الله ، والخلوة به ، والأنس بذكره .
2. التوسع في المباحات والإكثار من الأكل وفضول الطعام ، والذي ينبغي للمعتكف أن يحرص على تقليل طعامه ما أمكن ، وأن يقتصر منه على ما يعينه على العبادة ، فإن قلة الطعام توجب رقة القلب وانكسار النفس ، وتطرد الكسل والخمول ، ومن كثر أكله لم يجد لذكر الله لذة .
3. من الأخطاء جعل الاعتكاف فرصة للمباهاة والتفاخر و*** ثناء الناس ، كقول البعض اعتكفنا في الحرم أو المسجد الفلاني أو ما أشبه ذلك طلباً للمدح والإعجاب ، والواجب أن يخفي الإنسان عمله ، وأن يخاف عليه من الرد وعدم القبول ، فإن الأعمال بالنيات ، ومما يعين العبد على ذلك اختيار المسجد الذي لا يعرف فيه أحداً ولا يعرفه أحد ، وعدم إعلان ذلك للناس حتى يكون أقرب إلى الإخلاص .
4. الإكثار من النوم وعدم است***ل الأوقات في المعتكَف ، فالمعتكف لم يترك بيته وأهله وأولاده لينام في المسجد ، وإنما جاء ليتفرغ لعبادة الله وطاعته ، فينبغي أن يقلل من ساعات نومه قدر استطاعته ، وأن يغير البرنامج الذي تعود عليه في بيته .
5. ومن أخطاء المعتكفين أيضاً كثرة الخروج من المعتكف لغير حاجة معتبرة ، كالخروج المتكرر إلى السوق لشراء الأكل ، بينما يكفيه من ذلك مرة واحدة .
6. ومن أخطاء المعتكفين ، عدم المحافظة على نظافة المسجد ، فربما ترك بعض المعتكفين مخلفاتهم دون تنظيف ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ) متفق عليه ، والذي ينبغي على المعتكف أن يتعاهد موضع معتكفه بالتنظيف .
7. من الأخطاء التي تحدث من بعض المعتكفين وخصوصا في الحرمين أن بعضهم لا يصلي أحياناً التراويح مع المصلين وخصوصاً في العشر الأواخر اكتفاء بصلاة القيام ، ويظل يشوش على المصلين برفع الأصوات في أحاديث لا طائل من ورائها .
8. ومن الأخطاء ما يلاحظ من إظهار البعض الجد والحزم والنشاط في أول أيام الاعتكاف ، ثم لا يلبث أن يفتر ويتراخى بسبب المخالطة وإلف المكان ، والذي ينبغي أن يستمر هذا النشاط والجد إلى آخر لحظة ، تحرياً لليلة القدر التي أخفاها الله عنا لهذا الغرض .
9. ومن الأخطاء تفريط بعض الناس في حق أهله وأولاده وتضييعهم وهو في معتكفه ، فربما انحرف الواحد منهم وضاع وخصوصاً مع غياب الرقيب والمتابع ، والاعتكاف سنة ، والمحافظة على الأهل والأبناء من الواجبات ، فكيف يضيع الإنسان الواجب من أجل المحافظة على سنة ، ولاشك أن الجمع بين الأمرين هو المطلوب إن تيسر ذلك
فترة الأقامة :
3994 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
196
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.04 يوميا
امي فضيلة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى امي فضيلة
البحث عن كل مشاركات امي فضيلة