05-30-2014
|
#29 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ يوم مضى (01:30 PM) | المشاركات : 16,418 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية الباب الثاني من أبواب التوابع: العطف قال المصنف – رحمه الله – " باب العطف، وحروف العطف عشرة: وهي الواو، والفاء، وثم، وأو، وأم، وإما، وبل، ولا، ولكن، وحتى في بعض المواضع، فإن عطفتَ على مرفوع رفعتَ، أو على منصوب نصبتَ، أو على مخفوض خفضتَ، أو على مجزومٍ جزمتَ، تقولُ قام زيدٌ وعمرُو، ورأيتُ زيداً وعمراً، ومررتُ بزيدٍ وعمرو، وزيدٌ لم يقمْ ولم يقعدْ ) لم يتناول المؤلف تعريف العطف؛ لأنه قد يكون واضحًا، ذكرَ حروف العطف العشرة، وذكرَ حُكمَ العطف والمعطوف: [المعطوف: له حكم المعطوف عليه، فى جميع أحوال الإعراب الأربعة: فى: رفع، ونصب، وخفض، وجزم] العطف-لغة-: الرجوع إلى الشيء بعد الإنصراف عنه. والعطف نوعان: الأول: عطف بيان: بغير حرف. أقل أنواع العطف تفاصيلًا، وأقلها استعمالاً، وسبب عدم ذكر عطف البيان أنه فى معنى البدل، [لكن البدل يكون على نية تكرار العامل، وعطف البيان ليس على هذه النية]0 *تعريف عطف البيان: هو التابع لما قبله، المشبه للنعت فى توضيح متبوعه. [لكن الفرق بين عطف البيان والنعت، أن عطف البيان جامد، والنعت مشتق]، حكم عطف البيان:1) يأتى عطف البيان للمعرفة لإيضاحها، و للنكرة لتخصيصها 2) وكالنعت، عطف البيان يتابع المعطوف عليه –متبوعه- في أربعة من عشرة : فيتبعه في: 1- حكم الإعراب: في رفع و نصب و خفض، وجزم، 2- الإفراد و التثنية و الجمع، 3- التذكير و التأنيث، 4- التعريف و التنكير. (أ)عطف بيان معرفة: في قول الشاعر: "أَقْسَمَ بِاللهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ": "عُمَر": "أبو حفص" عطف بيان للاسم العلم الذي قبله؛ بكلمة تُبَيِّنُ ما قبلها وتوضحه، فأبو حفص قد يكون غير واضح لبعض الناس فقال عمر فوضحه وبَيَّنَه / وتابعه فى: رفع، وإفراد، وتذكير، وتعريف. (ب) عطف بيان نكرة: {وَيُسْقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ} فـ "ماء" وُضِّحَ وَبُيِّنَ بأنه صديد ، وكلاهما نكرة؛ المعطوف والمعطوف عليه، عطف بيان، "هذا خاتَمٌ حديدٌ"، يُعرب عطف بيان؛ لأنه بَيَّنَ ما قبله، ولا نقول إن الحديد هنا نعت للخاتم؛ [لأن شرط النعت أن يكون مشتقًّا، أو مؤولا بمشتق]، وحديد هذه ليست مشتقة، أما لو قلنا: "هذا بابُ حديدٍ" لكان باب: مضافًا وحديد: مضافًا إليه، يجوز فى عطف البيان أن يُعرب بدل كلٍ من كل إلا فى حالتيْن: ولذلك اقُترِح حذف هذا القسم، وقيل هو فى معنى البدل، لكنه ليس بدل بعضٍ من كل، لا يجوز فى عطف البيان أن يُعرب بدل كلٍ من كل فى حالتيْن: 1- إذا كان التابعُ ذكره واجبًا: نحوُ: [هندٌ قامَ زيدٌ أخوها] هندٌ: مبتدأ، جملة: "قامَ زيدٌ أخوها": خبر، ولابد أن يكون بين الخبر والمبتدأ رابطٌ، والرابط هنا: أخوها، فلا يجوز أن تقول: [هندٌ قامَ زيدٌ ×، لأن المعنى ناقصٌ حينئذٍ، والكلامُ غيرُ تامٍ. فلذلك لابد أن يكون فى هذه الجملة الفعلية رابطٌ، يربطها بالمبتدأ، والرابط هنا: الضمير فى: أخوها. وهو تابعٌ لزيد، فإذا أسقطنا الرابط؛ لن يصحَ الكلامُ، قام: فعل، زيدٌ: فاعل، أخوها: عطف بيان لزيد، يتابع المعطوف عليه –متبوعه- مرفوعٌ مثله، والهاء: ضمير متصل مبنى على السكون فى محل جر للإضافة. فلا يجوز أن نعرب ذلك بدلا؛ لأن [البدل يجوز حذفه فى الكلام]، وهنا فى هذه الحال لايجوز حذفه، ولذلك وجب إعرابه: عطف بيان. ففى البدل: [جاء الأميرُ نفسُهُ]، يجوز أن نضع "نفسُهُ" فى موضع الأميرُ، فنقول: [جاء نفسُهُ]، 2- أن يكون التابع غير صالحٍ أن يوضعَ فى مكان المتبوع: نحوُ: [يا خالدُ الحارثُ] الحارثُ: عطف بيان، و لا يصح أن يكون بدلا؛ إذ لا يحل محل الأول، لماذا؟ لأن ذلك يستلزم [اجتماع "أل- مع حرف النداء"، وهو ممتنعٌ]، إذ لا يجوز فى اللغة أن نقول: يا الحارث، فيجب إذا نادينا إسما معرفا بـ ال، أن نحذف ال- حال النداء، مثل: الوليد، الحارث، الليث، ياوليدُ، ياحارثُ، ياليثُ، الثانى: عطف النسق تعريف عطف النسق: هو التابع المتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف [ليست هذه الحروف دائما تكون حروف عطف، إلا أن تكون بين متعاطِفَيْن] ** [عطف النسق يتبع المعطوف عليه –متبوعه-] في جميع وجوه الإعراب: 1-عطف الإسم على الإسم حال الرفع: {وَصَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ} (22 الأحزاب)، َصَدَقَ: فعل ماض مبنى على الفتح، اللَّهُ: فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة، وَ: حرف عطف، رَسُولُهُ: معطوف على إسم الجلالة، مرفوع مثله. 2- عطف الإسم على الإسم حال النصب: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (52 النور) إسم الجلالة الله: مفعول به منصوب وَ رَسُولَ: معطوف على الله، منصوب مثله، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبنى على الضم فى محل جر مضاف إليه. 3- عطف الإسم على الإسم حال الخفض: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} (136 النساء) ، آمِنُوا: فعل أمر مبنى على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، الواو: ضمير متصل فى محل رفع فاعل، بِاللَّهِ: جار، ومجرور، وَ رَسُولِهِ: معطوف على بالله، مجرور مثله. 4- عطف الفعل على الفعل حال الجزم: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ} (36) محمد]، وَ: حرف عطف، إِنْ: حرف شرط جازم، يجزم فعلين، تُؤْمِنُوا: فعل الشرط مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، الواو: ضمير متصل فى محل رفع فاعل، وَتَتَّقُوا: الواو: حرف عطف، تَتَّقُوا: معطوف على تُؤْمِنُوا، مجزوم مثله. يُؤْتِكُمْ: جواب الشرط مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه حذف حرف لعلة. .................. الخ *** -بشرط كون الإسم فى معنى الفعل-: (أ) يجوز عطف الإسم على الفعل: مثاله: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} (95 الأنعام) (ب) ويجوز عطف الفعل على الإسم: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا(3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} (4) العاديات)، عطف الفعل أثرن، على اسم الفاعل المغيرات، {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}(18 الحديد) وعطف الفعل أقرضوا على اسم الفاعل المتصدقات. حروف العطف العشرة تنقسم إلى قسميْن: القسم الأول: ما يقتضى التشريك فى الإعراب، و المعنى: وهو سبعة أحرف: 1[الواو]: [تفيد مطلق الجمع دون التقيد بترتيب، الأصل فى دلالتها أنها لو جاءت فى كلام الله أو كلام النبى –صلى الله عليه وسلم- فلا تفيد الترتيب، إلا إذا دلت قرينة أخرى لفظية سواء كانت داخلية أو خارجية]. [جاء زيدٌ و عمرو]، يعنى أن زيدًا وعمرًا اشتركا فى المجيء، [ألقى الشيخ درسى الفقه و الحديث]، ولا تفيد الترتيب، ولذلك لما سُئل النبى –صلى الله عليه وسلم- عن المذى، قال: [اغسل ذَكَرَكَ وتوضأ]، وفى رواية عند مسلم: [توضأ، واغسل ذَكَرَكَ]. 2[الفاء] [تفيد الترتيب مع التعقيب، إضافة إلى الاشتراك في الحكم] -[التعقيب]: أن يكون الثاني تلا الأول ووقع عَقِبَه مباشرة بلا مُهْلَة انتظار، {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} (21 عبس) أَمَاتَهُ: فعل ماض مبنى على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو –الله-، والهاء: ضمير متصل مبنى على الضم فى محل نصب مفعول به، فَأَقْبَرَهُ: الفاء: حرف عطف، أَقْبَرَهُ: فعل ماض مبنى على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو –الله-، والهاء: ضمير متصل مبنى على الضم فى محل نصب مفعول به، [جاء زيد فعمرو] مجيء عمرو بعد زيد مباشرة وتفيد [التعليل]: يسمونها: "فاء السببية"، هي عاطفة ومفيدة للتعقيب وللترتيب، لكنها حينذاك إنما تَدُلُّ على التسبب، وبالذات إذا عطفَت الجمل: "سَهَا فسجد"؛ أنه سَهَا فتسبب عن سَهْوِهِ سُجُودُه، "سَرَق فَقُطِع"، "زَنَى فرُجِم"، (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ)؛ أي أن الله تاب على آدم بسبب تلك الكلمات التي مَنَّ الله بها عليه، كأن هذا فيه إفادة التسبب في هذا الأمر، 3[ "ثُمَّ"]، [تدل على الاشتراك في الحكم، والترتيب مع التراخي] بين حدوث الفعل من الأول وحدوثه من الثاني، بعد الأول بِمُهْلَة وتَأَخُّر: {أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} (22 عبس) النشر يوم القيامة يكون بعد الموت والقبر، لكن هذا السياق يفيد التراخى والتأخير، [جاء زيدٌ ثم عمرُو] زيدٌ بدأ بالمجيء أَوَّلاً، ومضت مدة قبل أن يأتي عمرو؛ يعني لم يكن مجيء عمرو متصلا بمجيئ زيد. 4[حتى] [العاطفة: تفيد الجمع بين المتعاطفيْن والغاية والتدريج، فوجب أن يكون ما بعدها جزءًا لما قبلها] [(حتى) تدخل على الأسماء فتجر، وتدخل على الأفعال فتنصب، وهنا هي حرف عطف وهذا قليل]. فما شروط (حتى) لتكون عاطفة؟ الشرط الأول: أن يكون المعطوف بها إسماً، الشرط الثاني: أن يكون الاسم ظاهراً الشرط الثالث: أن يكون جزءً من المعطوف عليه. الشرط الرابع: أن يكون المعطوف غاية له. مثال اجتمع فيه الشروط الأربعة [أكلتُ السمكةَ حتى رأسَها] أكلتُ: فعل وفاعل، السمكةَ: مفعول به، حتى: عاطفة، رأسَها: معطوف على السمكة منصوب مثله، وهى جزء منها، 5[أَمْ] [العاطفة يُستفهم بها عندما يَعْلَم السائل بحصول الأمر من أحد المعادَلَيْن بـ "أم"، ولكن لا يعلم عينَه، فالجواب بتعيين إما المعطوف أو المعطوف عليه]، تنقسم إلى قسمين: (أ) متصلة: أي ما بعدها متصل بالمعنى بما قبلها، أ_ مسبوقة بـ همزة التسوية –وهى الداخلة على جملة-أي التي تأتي بعد كلمة سواء أو يستوي، وما بعد (أم) يستوي مع ما قبلها، مثاله قوله تعالى: {إنَّ الذين كفروا سواءٌ عليهم ءَأَنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون}، [سواءٌ عليَّ أجاءَ زيدٌ أم عمرٌو] ويصح أن يقع بعدها "مصدر مؤول": [سواءٌ عليَّ مجيءُ زيدٍ أم مجيءُ عمرٍو]، ب_ وإما أن تكون مسبوقة بـ همزة التعيين: بمعنى (أىُّ)، الطلب، [أَ زيدٌ عندك أم عمرٌو؟]، تَعْلَم أن أحدهما عنده يقينًا، لكن لا تعلم أيهما، فالجواب عن "أم" بالتعيين، تُعَيِّن: تقول زيد أو تقول عمرو، ومثاله قوله تعالى {ءَأنتم أشدُّ خلقاً أم السماء}، فهذه الهمزة سؤال عن أحد الأمرين وهو استفهام استنكاري، (ب) منقطعة: ليست من العواطف، ما بعدها مقطوع عن ما قبلها في المعنى، ومعناها الإضراب، أي الإعراض عن الشيء الأول وإثبات الحكم للثانى، أي أن ما قبلها يأخذ حكماً مغايراً لما بعدها، وهي غير مسبوقة بهمزة، وتكون بمعنى (بل) مثاله قوله تعالى {أم هل تستوي الظلمات والنور} أي بل هل تستوي الظلمات والنور؟ [جاءنى زيدٌ بل عمرو]، ربما ذكرت ذلك من باب الخطأ أو النسيان،.. فصححت الخبر أن الذى جاء هو عمرو وليس زيدٌ. [إنها لإبلٌ أم شاء] = أم شياه، أى بل هى شياه. 6["أو"] [تفيد خمسة معانٍ] يختلف معناها حين تأتي في سياق طلب أو إنشاء: والمقصود بالطلب: الأمر والنهي وما أشبَهَهُمَا كالدعاء الاستفهام التمني الترجي التحضيض، وأما الإنشاء فهو الخبر، (1) [تأتي "أو" في سياق بعد الطلب دلالتها أ-إما على التخيير: لا يجوز الجمع بين الأمور، أو ب-على الإباحة: لك أن تجمع بينها ولك أن تفرد واحدًا منها]، أ- التخيير: بين المتعاطفيْن: [تزوجْ هندًا أو أُختَهَا]، يختار واحدة من الاثنين؛ لأنه لا يجوز الجمع بين الأختين فى النكاح، أ-{فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} هذه أمور عُطِفَت بـ "أو"، على التخيير وليس على الإباحة؛ لأنه لا يجوز بِنِيَّة الكفارة أن تجمع بينها، بل الكفارة اختيار واحد منها. وتباح جميعها لكن ليس بنية كفارة، ب-الإباحة: فى حال جواز الجمع بين الأشياء: [جالسِ العلماءَ أو الزهادَ]، يُباح لك أن تُجالِس هذا أو هذا أو تجمع بينهما. ب- {وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ...ْ} هذا إباحة، فلك أن تدخل واحدًا منها بعد أن تستأذن، وأن تدخلها جميعا، (2) [تأتي "أو" في سياق الخبر، فتفيد: ج- الشَّكّ إذا كان المخبر لا يعلم أي الأمرين هو الصواب، د-للتشكيك؛ إذا كنت تعلم أيهما الصواب، ولكنك تريد أن تُلَبِّس على السامع] ج-الشك: قال تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} (19 الكهف)، هم يُخبرون، ولا يعلمون هل لبثوا يوما أو بعض يوم؟! فهذا شَكّ، لَبِثْنَا: فعل ماض مبنى على السكون، نا: فاعل، يَوْمًا: مفعول به، أَوْ: عاطفة، بَعْضَ: معطوف على يوما، منصوب مثله، وهو مضاف، يَوْمٍ: مضاف إليه مجرور. د- الإبهام "التشكيك" لا يُظهر ما في نفسه للمُخاطَب كقول المؤمنين للمشركين فى قوله تعالى {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (24 سبأ)، المؤمنون يقولون هذا الكلام، وهم يعلمون أنهم هم الذين على الهدى وأن الكافرين في ضلال مبين، ولكنهم لا يريدون أن يفاجئوهم بالأمر مباشرة، يريدونهم أن يقفوا على الحقيقة بالتأمُّل والمراجعة، وَ: حرف عطف، إِنَّا: حرف توكيد ونصب تنصب الإسم وترفع الخبر، نا: إسم إنّ فى محل نصب، أَوْ: حرف عطف إِيَّا: ضمير منفصل فى محل نصب معطوف على إسم إنّ، وهو مضاف، كُمْ: مضاف إليه، لَعَلَىٰ: ل: الإبتداء، على: حرف جر، هُدًى: مجرور، والجار والمجرور متعلقٌ بواجب الحذف تقديره: كائن، فى محل رفع خبر إن، هـ- التفصيل بعد الإجمال: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ} (135 البقرة). التقسيم: الإعرابُ رفعٌ أو نصبٌ أو خفضٌ أو جزمٌ، فالمقام مقام تقسيم. 7[إما] هي مثل (أو) تماماً في المعنى والعمل. [تفيد خمسة معانٍ]: أ- التخيير: بين المتعاطفيْن: [تزوجْ إما هندًا وإما أُختَهَا]، يختار واحدة منهما، ب-الإباحة: فى حال جواز الجمع بين الأشياء: [تعلم إما حديثًا وإما تفسيرًا]، ج-الشك: [جاء إما خالدٌ وإما زيدٌ]، د- الإبهام: [قام إما خالدٌ وإما زيدٌ]، هـ- التفصيل بعد الإجمال: {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (3 الإنسان). القسم الثانى: ما يقتضى التشريك فى الإعراب، دون المعنى: وهو ثلاثة أحرف: 8[بل]: [تفيد الإضْرَاب: الإعراض: وهو إثبات الحكم لما بعدها بعد إثباته للأول ، ويكون الأول مسكوتا عنه]، [وجهُك النجمُ بلٍ البدرُ بل الشمسُ] تفيد الإضْرَاب، ولها شرطان لتكون عاطفة: الشرط الأول: أن تُسبق إما بكلام موجب مثبت أو بأمر أو بنهي أو بنفي. الكلام الموجب: [جاء زيدٌ بل عمرو]. الأمر: [أكرم زيداً بل عمراً]. في الموجب وفي الأمر سلبت الحكم عن السابق "زيد"، وتثبته للاحق "لعمرو"، عكس في النهي والنفي تثبت الحكم للسابق وتثبت ضده لما بعده، أي أنَّ زيدًا لم يقم؛ بل الذي قام هو عمرو. الشرط الثاني: المعطوف بها يجب أن يكون مفرداً. 9[لا]: [تفيد نفى الحكم عما بعدها]، لكنها قد تأتى عاطفة وهذا قليل، بأن تُسبق بكلام مثبت أو بأمر، أما النفي والنهي؛ فلا يصح أن يسبقها؛ لأنها أصلاً للنفي. فيُشترطُ للعطف بها ثلاثة أمور: الشرط الأول: إفراد معطوفها، الشرط الثاني: عدم اقترانها بعاطف، الشرط الثالث: تَعَامُدْ مُتعاطفيْها بألا يَصْدُقْ أحدهما على الآخر: [جاء زيدٌ لا عمرٌو]، لكن لو قلت: [جاء رجلٌ، لا زيدٌ]، فلا يصح أن تكون "لا" عاطفة هنا؛ لأنّ زيداً لا يَصْدُقْ عليه هنا أنه رجلٌ، وكذلك إذا اقترنت بعاطف: [جاء زيدٌ لا، بل عمرٌو]، لأنّ العاطف هنا: بل. [أكرم زيداً لا عمراً]. 10[لكن]: [تفيد الإستدراك: إثبات نقيض ما قبلها لما بعدها]، "لكن" يُشترطُ للعطف بها ثلاثة أمور: الشرط الأول: إفراد معطوفها، الشرط الثاني: عدم اقترانها بـ(الواو)، لأن (الواو) أقوى مفعولا منها، تُبطل عملها، فأما إذا كان المعطوف بعدها جملة، أو صحبتها (الواو) تصبح ابتدائية واستدراكًا و ما بعدها جملة مستقلة لا علاقة لها بالجملة السابقة. فلا تكن "لكن" عاطفة، {وَلَٰكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} (76 الزخرف)، (لكن) هنا ليست عاطفة، والعاطفة هنا هى (الواو)، الشرط الثالث: أن تُسبق بنفي أو نهي. مثال اجتمع فيه الشروط (لكن) المسبوقة بنفي: [ما مررتُ برجلٍ صالحٍ لكنْ طالحٍ]، مثال (لكن) المسبوقة بنهي: [لا يَقُمْ زيدٌ لكن عمرٌو]. [لا تُكرم زيداً لكن عمراً]. مثال (لكن) لم يستوفِ أحد الشروط: [قام زيد لكن عمرو لم يقم] ×، ما بعد (لكن) ليس مفرداً بل جملة اسمية، وأيضاً هي في مقام الإثبات، إذن هنا (لكن) ليست عاطفة بل هي ابتدائية أي أن ما بعدها يُعرب جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر لا علاقة له بما قبله. 8-10["لا"، و"لكن"، و"بل"]، تُستعمَل متقاربة، كلها حروف عطف، بمعنى "رجوع": رَدّ للسامع عن الخطأ في الحكم إلى الصواب الذي يعتقده المتكلِّم، وقد يكون المخاطَب هو الصادق، *[أسلوب القَصْر، أو الْحَصْر: تجعل الحكم خاصًّا بشيء مُعَيَّن دون غيره؛ بـ"إلا" و"إنما"] (إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ)؛ أي ما أنت إلا نذير؛ أي انحصر أمرُك في الإنذار، فهذا قَصْر، (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) اقتصر أمره على الرسالة/ أسلوب القصر نوعان: أ- قَصْرُ قَلْبٍ لاعتقاد المخاطَب: تقول لمعتقدٍ أن محمدًا جاهلٌ: "إنما محمد عالم"، قصرت محمدًا على العلم، فقَْلبت اعتقادَه وَتُبَيِّن له أنه عالم بعكس ما يظن هو ب- قصر إفراد أحد أمرين يعتقدهما السامع مجتمعيْن: "إنما خالد شاعر"، شخص يعتقد أن خالدًا يجمع بين موهبة الشعر والنثر، قصرْت خالدًا على الشعر فقط أفردته، ونفيت الثاني، * هناك فرق بين استعمال "لا" واستعمال "بل" و"لكن": 1- ["لا" تُفيد نوعَيِ القصر، قصر القلب لمن ظن حدوث المنفي بـ "لا"، وقصر الإفراد لما اعتقد المخاطَبُ اجتماعه، "لا" يُعطَف بها في سياق الإثبات]: "جاء زيد لا عمرو"، تنفي شيء لِتُثبت غيره، المخاطَب يعتقد أن عمرًا جاء، يرده عن الخطأ ويدله على الصواب أن الذي جاء هو زيد وليس عمرًا، تقلب اعتقاده، هذا قصر قلب، وتنفى أن يعتقد أن زيدًا وعمرًا كلاهما قد جاء؛ فاخترت واحدًا منهما وهو زيد الذي جاء وأخرجت الآخر، قصر إفراد، 2-["بل، ولكن" لا تأتي إلا لقصر القلب فقط، ويُعطَف بهما في سياق النفي، وقد تأتي "بل" في سياق الإثبات، فتفيد الإضْرَاب: هو إلغاء الحكم السابق تماما؛ تُضْرِب عنه وتأتي بحكم آخر، فلا يلزم أن تكون حينذاك عاطفة]: "جاء زيد" إثبات، ثم يَعِنُّ لك أن تُلْغِي: "بل عمرو"، يخدم المتحدثين على الملأ في الإذاعات ممن يتكلمون كلامًا ارتجالِيًّا أو مباشرًا، {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} بل حرف إِضْرَاب عن الحديث السابق إلى حديث لاحِق، |
| |