06-03-2014
|
#2 |
معلمة انجليزي بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 519 | تاريخ التسجيل : Apr 2014 | أخر زيارة : 01-10-2024 (04:56 PM) | المشاركات : 1,105 [
+
] | التقييم : 115 | الدولهـ | | لوني المفضل : Aqua | |
رد: شهر رمضان فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادة بسم الله الرحمن الرحيم
ويشرع استقبال هذا الشهر الكريم بالتوبة إلى الله من الذنوب والخطايا ، ورد المظالم إلى أهلها ، فإن هذا مشروع كل وقت ، يقول الله عز وجل:" وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّها الْمُؤْمِنُون لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "ويقول سبحانه:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ) ، ويتأكد أمر التوبة في مثل هذه الأزمان الفاضلة لشرفها وعظم أجر الأعمال الصالحة فيها .
هذا وإنه مما ينبغي التنبيه له أنه لا يجوز للمسلم أن يصوم يوم الشك ، يقول عمار رضي الله عنه:( من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ) ويوم الشك هو يوم الثلاثين إذا لم يَحُلْ دون منظر هلال ليلته غيم أو قتر .
وإذا دخل هذا الشهر الكريم ، فإنه لا بأس من التهنئة بدخوله ؛ لأنه قد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ففي سنن النسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تُفتح فيه أبواب السماء ، وتُغلق فيه أبواب الجحيم ، وتُغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم ) . وجاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( في رمضان تُغلق أبواب النار ..... ) الحديث إلى أن قال صلى الله عليه وسلم:( ويُنادى فيه مَلَك : يا باغي الخير أبشر ، ويا باغي الشر أقصر حتى ينقضي رمضان )
ثم إن أعظم العبادات في هذا الشهر الكريم هي عبادة الصيام ، وصيام رمضان رابع أركان الإسلام يقول النبي صلى الله عليه وسلم:( يُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاء ، وصوم رمضان ، وحج البيت ) متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، واللفظ لمسلم .
وهو فرض بدلالة الكتاب والسنة والإجماع ، أما الكتاب فقوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"
ومن السنة حديث ابن عمر السابق .
وقد أجمع المسلمون على فرضية صيام رمضان . ومعنى الصوم في اللغة: مطلق الإمساك ، يقول الله تعالى عن مريم أم عيسى عليه السلام: "فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا "
.
وقال الشاعر: خـيل صيــام وخـيل غـير صائمـة
تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما هو في الشرع: الإمساك عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، طاعة لله سبحانه وتعالى .
والصوم له فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة: فمنها أنه سبب لحصول التقوى:""يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "
وهو وقاية للمسلم من الذنوب ، ووقاية من عذاب الله ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" الصيام جنة وحصن حصين من النار" أخرجه أحمد والبيهقي في شعب الإيمان . وأصله في الصحيحين .
بالصوم تضيق مجاري الشيطان ، وتخف دواعي الشهوة التي تردي صاحبها ؛ فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " متفق عليه .
الصوم سبب لإجابة الدعاء فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر . . ." الحديث أخرجه الترمذي .
وقد خص الصيام من بين سائر الأعمال بمزيد فضل ومزية ، من ذلك أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه " متفق عليه .
ومن ذلك أيضا أن جميع الأعمال جزاؤها الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، إلا الصوم فإن الله سبحانه أضافه إلى نفسه وتولى سبحانه جزاءه بغير حصر . يقول النبي صلى الله عليه وسلم: كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به .
الصائمون لهم باب يخصهم من أبواب الجنة لا يدخل معه أحد غيرهم ، يقال له باب الريان ، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن في الجنة بابا يقال له: الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل معهم أحد غيرهم ، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه ، فإذا دخل آخرهم أغلق ، فلم يدخل منه أحد ".
هذه بعض فضائل الصوم المنصوص عليها في الشرع ، وهناك فوائد أخرى يذكرها أهل الطب وغيرهم مثل كون الصوم علاج للبدن وتنقية له من الأخلاط الرديئة التي تضره ، وقد كان كبار أهل الطب يصفونه علاجا لمرضاهم .
ثم إن الصائم يجب عليه أن يخلص لله عز وجل في صيامه وأن يحافظ عليه ، ويحتسب ذلك عند الله فإنه سبب لمغفرة الذنوب ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه .
هذا وإن هناك أمورًا تنافي حقيقة الصوم وتبطله ، يجب على الصائم البعد عنها . وهناك أمور تنافي كمال الصوم وتجرحه ، وتُنْقص ثوابه ، يجب تركها كل وقت ، ويتأكد ذلك في رمضان ، لحرمة الزمان .
أما مبطلات الصوم :- فقسمان قسم مجمع على كونه مفسدا للصوم ، وهو ثلاثة أمور الأكل والشرب والجماع ، في نهار رمضان من العامد المختار . دليل ذلك قوله تعالى: " أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ"
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام جنة ، فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم- مرتين- والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصيام لي وأنا أجزي به ، والحسنة بعشر أمثالها رواه البخاري وغيره من أهل السنن ، وفي لفظ للبخاري : يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي ."
وقد أجمع المسلمون على أن هذه الأمور الثلاثة مفطرة للصائم مفسدة لصومه . ***** يتبع ***** |
| |