06-03-2014
|
#3 |
معلمة انجليزي بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 519 | تاريخ التسجيل : Apr 2014 | أخر زيارة : 01-10-2024 (04:56 PM) | المشاركات : 1,105 [
+
] | التقييم : 115 | الدولهـ | | لوني المفضل : Aqua | |
رد: شهر رمضان فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادة بسم الله الرحمن الرحيم القسم الثاني من المفطرات: ما وقع فيه الخلاف بين العلماء هل يعد مفطرا أم لا ؟ وهذا القسم تحت أنواع: منها: الحجامة ، والصحيح أنها تفطر الصائم ، فعن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أفطر الحاجم والمحجوم " رواه أحمد والترمذي وغيرهما . وفي الباب عن ثوبان وشداد بن أوس وأبي هريرة وعائشة وأشامة بن زيد ومعقل بن سنان الأشجعي رضي الله عن الجميع . قال الأمام أحمد رحمه الله: أصح حديث في هذا الباب حديث ثوبان وشداد بن أويس ، وحسَّن أبو زرعة رحمه الله هذا الحديث من طريق أبي هريرة ، وقال الدرامي رحمه الله: صح عندي حديث "أفطر الحاجم والمحجوم بحديث ثوبان وشداد بن أوس وأقول به . وقال الأمام أحمد : أحاديث "أفطر الحاجم والمحجوم و " لانكاح إلا بولي" يشد بعضها بعضا . وأنا أذهب إليها . وكلام أئمة الحديث في الاحتجاج بهذا الحديث كثير ، يصعب سرده هنا . وفي معنى الحجامة التبرع بالدم . ومن المفطرات أيضا ما كان بمعنى الأكل والشرب مما يحصل به غذاء البدن ، كالإبر المغذية ، وكحقن الدم في جسم الصائم ، وكذلك أيضا الأدوية والعلاجات التي تؤخذ من الأنف أو الفم؛ لأنهما منفذان للجوف أما الفم فواضح ، وأما الأنف فدليله قول النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما . ومن المفطرات أيضا: إنزال المني بشهوة ، بنحو استمناء أو تكرير نظر لما تقدم من عموم حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري :" يترك طعامه وشرابه وشهوته ". ولا يفطر بالاحتلام ولا بالإنزال الناتج عن التفكير ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه:" إن الله تجاوز لي عن أمتي ماحدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم " متفق عليه .
ومن تعاطى شيئا من المفطرات السابقة في نهار رمضان عامدا مختارا ، وجب عليه المبادرة إلى التوبة والتضرع إلى الله عز وجل لعله أن يعفو عنه ويغفر له تلك الزلة . ومع التوبة يجب عليه يومٌ مكان ذلك اليوم الذي أفطره . والمجامع في نهار رمضان عامدا مختارا يجب عليه مع التوبة النصوح ، وقضاء يوم مكان كل يوم أفسده بالجماع ، كفارة عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ، والدليل على ذلك ما رواه الجماعة بألفاظ متقاربة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:" ((جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: هلكت يا رسول الله، قال: وما أهلكك. قال: وقعت على امرأتي في رمضان. قال: هل تجد ما تعتق رقبة؟ قال: لا. قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين. قال: لا. قال: فهل تجد ما تطعم ستين مسكيناً؟ قال: لا. ثم جلس فأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرقٍ فيه تمر، فقال: تصدق بهذا. فقال: أعلى أفقر منا؟ فما بين لابتيها أهل بيتٍ أحوج إليه منّا. فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت أنيابه. ثم قال: اذهب فأطعمه أهلك)). [رواه السبعة واللفظ لمسلم].
ومن أخر قضاء يوم من رمضان حتى دخل عليه شهر رمضان الآخر ، وجب عليه مع القضاء ، كفارة للتأخير ، أفتى بذلك جمع من الصحابة كأبي هريرة وابن عباس وابن عمر رضي الله عن الجميع .
ومن تعاطى شيئا من المفطرات ناسيا أو جاهلا أو بغير اختياره فهو معذور ولا شيء عليه ؛ لقوله تعالى: "رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا "
ولا يفطر الصائم أشياء لا تفطره بنحو قلع سن أو دواء جرح وإن وجد طعمه في الحلق ، ولا بخروج الدم من السعال أو الرعاف ، أو الناسور أو الباسور ، ولا يفطر أيضا بشم الطيب ، ولا البخور ، لكن ينبغي له التحرز من الاستعاط بالبخور واستنشاقه ؛ لأن له جرما ربما وصل إلى الجوف . ولا بأس باستعمال معاجين الأسنان ، ونحوها من المنظفات مع التحفظ عند استعمالها لئلا يتحلل شيء منها فيذهب إلى الجوف ، وترك ذلك في نهار رمضان أحوط للصائم ؛ لأن له نفوذا قويا .
ويشرع للصائم كغيره السواك أول النهار وآخره ؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " أخرجه الجماعة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . ولم يصح في النهي عنه للصائم حديث فيما نعلم .
وإن مما يجب على المسلم تركه في كل وقت- ويتأكد ذلك عليه في رمضان لحرمة الزمان- المحرمات بأنواعها ، فأعظم ذلك صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله ، كمن يذبح أو ينذر لغير الله من حجر أو شجر أو نبي أو ولي أو ملك ، أو يطلب منه المدد أو الغوث ، فإن ذلك كله من الشرك بالله يقول الله عز وجل:{ وأن المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحداً} وعاقبة الشرك وخيمة يقول الله:
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
ويقول سبحانه: "إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ "
.
ومما يجب على العبد التنبه له في هذا الشهر أيضا أمر الصلاة فإن أمرها عظيم ، من حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ، فالحذر الحذر من التساهل فيها أو أدائها في غير وقتها ، فإن هذا فعل أهل السوء يقول الله سبحانه: "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا "
. ***** يتبع ***** |
| |