الأملاح وصحة المرأة
وحول تأثير الأملاح في السيدات والحوامل، قالت الدكتورة سامية خضر اختصاصية أمراض النساء والولادة والعقم:
“يحتاج الجسم وجود الصوديوم ليساعد على تنظيم كمية الماء فيه وتنظيم عمل الجهاز العضلي
بتوافق مع الجهاز العصبي لإرسال الإشارات بين المخ والعضلات” .
وأضافت: تحتاج المرأة الحامل إلى زيادة في كمية الصوديوم غير السيدات الأخريات، ولكن بنسب محسوبة حتى لا تزيد
وتؤثر سلباً في جسمها، مما يؤدي إلى تورم في الجسم وضغط على الكلى، كذلك من الممكن أن تسبب لها
تسمم الحمل مما قد يؤثر في نمو الجنين وتغذيته، مما يضعف من وصول الدم إليه، كما قد تحدث تشنجات
في الحمل تؤثر في الأم والجنين وصحة المولود، فزيادة ضغط الدم قد تؤدي إلى إجهاض أو ولادة مبكرة، وارتفاع الصوديوم
يعمل على إفراز الكالسيوم من الجسم مؤثراً في نمو الجنين .
ونصحت الدكتورة سامية المرأة الحامل بتناول وجبات متوازنة لا تحتوي على أملاح أو دهون زائدة والاهتمام بتناول
الخضراوات والفاكهة بصورة أكثر وتناول الأطعمة الصحية للمحافظة على توازن العناصر في الجسم،
والابتعاد عن الوجبات السريعة والمخللات والطعام المعلب .
وأشارت إلى الأعراض الجانبية الناتجة عن زيادة نسبة الأملاح متمثلة في خلل بعض وظائف الجسم، فإذا زادت
كمية الصوديوم عن احتياجات الجسم تفرز عن طريق الكلى وإذا كانت الزيادة شديدة في كمية الأملاح والصوديوم
لا تستطيع الكلى أن تؤدي وظيفتها بكفاءة خاصة لمن يعانون خللاً فيها، لتتسبب في مشكلات صحية كتجمع السوائل
وتراكمها في الجسم، ما يؤدي إلى تورم في الوجه والساقين واليدين والقدمين وزيادة في الوزن، كما يمكن أن تسبب
ارتفاعاً في ضغط الدم وتزيد من خطورة الإصابة بالسكتة القلبية والدماغية وفشل كلوي .
وبينت أن من أسباب زيادة الصوديوم في الدم في بعض الحالات عدم توافر كمية كافية من الماء في الجسم، ويرجع
هذا إلى تناول أملاح بكمية كبيرة أو شرب المياه بصورة قليلة، وفي حالات مرضية معينة يكون هناك فقدان شديد
للماء بسبب القيء الشديد والإسهال الشديد، أيضاً ممارسة الرياضة في جو حار وفقدان السوائل في صورة العرق
مع عدم تناول كمية كافية من الماء، لذا يجب شرب معدل 1 ليتر إلى ليتر ونصف من الماء
يومياً لطرد السموم من الجسم وحماية الكلى .
كما أوضحت أن الشعور بالعطش وفقدان الوعي والإغماء والإحساس بالضعف يعد من أعراض
ارتفاع الصوديوم الشديد، إضافة إلى تأثيره في المخ واتزان الحركة .
الأملاح وخصوبة الرجل
ومن جانبه، أشار الدكتور محمد رجائي مهران استشاري المسالك البولية، إلى أن الأملاح التي يتأثر بها الإنسان تنقسم
إلى نوعين، منها الملح الطبيعي الموجود في الغذاء وهو مهم للحفاظ على الدورة الدموية ومستوى الضغط في الجسم،
ففي حال نقصت هذه الأملاح عن معدلها الطبيعي سيصاب الإنسان بهبوط حاد في الدورة الدموية، ولو زادت
تؤدي إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم، ومن ثم السكتات القلبية والدماغية، وهذه النوعية من الأملاح يقصد بها الصوديوم
والتي تناولتها الدراسة الموجودة بنسبة عالية في أغلبية أنواع الأجبان والمخللات نتيجة لطريقة التصنيع وللحفاظ
على جودتها لفترة طويلة . وقال إنه عرف عن قدماء المصريين وحتى في العصر الحديث بتخزينهم للأجبان وبعض
أنواع الأسماك واللحوم في نسبة عالية من الأملاح ليتم استخدامها في غير موسم توافرها، ولم يعلم أن زيادة نسبة هذه
الأملاح في حد ذاتها لها تأثير مباشر في خصوبة الرجال، ولكن التأثير المباشر يكون في
الدورة الدموية وفي ارتفاع وانخفاض الضغط .
وعن النوع الثاني، وهي “أملاح التمثيل الغذائي”، قال الدكتور مهران، إنها أملاح مشتقة غالباً من التمثيل الغذائي
لأنواع معينة من الوجبات وتحديداً أملاح الاوجزيلات واليوريك آسد والفوسفات، التي تتكون من التمثيل الغذائي
وتخرج عن طريق الكلى في صورة ذائبة، علماً بأن ارتفاع هذه النوعية من الأملاح مع وجود عيوب خلقية في التمثيل
الغذائي قد يؤدي إلى ارتفاع نسبتها في البول، ومن ثم تتسرب ما يؤدي إلى تكوين حصوات في المسالك
البولية وهذه الأملاح ليس لها علاقة مباشرة بالدورة الدموية .
وأشار إلى أن الدراسة التي أجريت في بريطانيا يبدو تأثير الأجبان والمخللات والألبان في الخصوبة، ولكن هذا التأثير
ليس له علاقة بنسبة الملح زيادة أو نقصاناً، ولكن له علاقة بالهرمونات الأنثوية وبعض المبيدات الحشرية المركزة التي
توجد في هذه الألبان، وعلى هذا يكون التأثير في الخصوبة من هذه المكونات .
ونصح بضرورة التقليل من استخدام ملح الطعام، خاصة من المرضى الذين يعانون مشكلات في القلب والدورة الدموية
كارتفاع ضغط الدم، حيث من الممكن أن تؤدي وجبة ثقيلة من هذه الأجبان والمخللات الغنية بالأملاح إلى
ارتفاع حاد وسريع بالدورة الدموية وسكتات قلبية ودماغية .