06-25-2014
|
#10 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 69 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 76 | أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (12:30 PM) | المشاركات : 8,131 [
+
] | التقييم : 9284 | | لوني المفضل : Cadetblue | |
رد: بالحب تلقاك البدور ضيف الاماني والسرور نَهْرُ الزَّكاةِ والصَّدَقاتِ" قصة "أصحاب الجنة" رمزً حُفر في الذاكرة والألباب..! وستبقى كمشكاة من نور... لكل من غفل، وجحد نعم الله. قال تعالى:{إِنَّا بَلَوۡنَـٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَآ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُواْ لَيَصۡرِمُنَّہَا مُصۡبِحِينَ (17) وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيۡہَا طَآٮِٕفٌ۬ مِّن رَّبِّكَ وَهُمۡ نَآٮِٕمُونَ (19) فَأَصۡبَحَتۡ كَٱلصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوۡاْ مُصۡبِحِينَ (21) أَنِ ٱغۡدُواْ عَلَىٰ حَرۡثِكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـٰرِمِينَ (22) فَٱنطَلَقُواْ وَهُمۡ يَتَخَـٰفَتُونَ (23) أَن لَّا يَدۡخُلَنَّہَا ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكُم مِّسۡكِينٌ۬ (24) وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٍ۬ قَـٰدِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوۡهَا قَالُوٓاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ (26) بَلۡ نَحۡنُ مَحۡرُومُونَ (27) قَالَ أَوۡسَطُهُمۡ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ لَوۡلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُواْ سُبۡحَـٰنَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ (29) فَأَقۡبَلَ بَعۡضُہُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ۬ يَتَلَـٰوَمُونَ (30) قَالُواْ يَـٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَـٰغِينَ (31) عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرً۬ا مِّنۡہَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٲغِبُونَ (32) كَذلكَ ٱلۡعَذَابُۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأَخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} سورة القلم. كان هناك رجل صالح يملك أرضاً زراعيّة حوّلها بجهده وكدّه وعرقه إلى حديقة غنّاء, وجنّةٍ أرضيةٍ فينانة دانية القطوف، فوّاحة الزهر، قد رقّت حواشيها، وتأنق وشيها ، وجرى الماء في سواقيها عذباً رقراقاً .. ينتقل النسيم العليل بين خمائلها رخاءً رقيقا يشفي العليل. أما عن أشجارها فكانت باسقةً وارفة الظلال، محملة بالثمار بكل ما لذّ وطاب. لتصبح من ثمّ منتجعاً طيباً ذا ظلٍّ ظليل ، ووارفٍ مقيل ..! وبين أفياءها سمرٌ وحديثٌ كأنما حلٌت الأقمار في ضوئها وحسنها وبهائها فسبحان الخلاق العليم ،الذي أحسن كلّ شيء خلقَهُ, وبدأ الانسان من طين.! واذا كان هذا الجمال في الطبيعة من مواصفات جنان الأرض , فكيف بربكن هي جنات الله تبارك وتعالى؟! كان الرجل الصالح بعد أن يؤدي صلاة الفجر يدعو ربّه عزوجل، ويتلو ورده، ثم يتوكأ على عصاه, ويغدو إلى حديقته. فيدخلها مُطأطئاً رأسه بكل تواضع وخشوع، ،معترفا بنعمة الله عزوجل عليه ، ومقراً بفضله سبحانه وتعالى ..! لا يفتر لسانه عن تسبيح الله عزوجل في ملكوته وجبروته وكبرياءه وعظمته، وكل شيء حوله يسبح بحمد الله تبارك وتعالى..! وكان لهذا الشيخ الصالح خمسة أبناء كما في رواية ابن عباس رضي الله عنهما جميعهم. قد بلغ مرحلة الفتوة والشباب. وكان أوسطهم يحمل بعضاً من صفات أبيه الطيبة وخلقه الحميد..! أما الباقون فكانوا لا ينفكون عن لوم أبيهم على مايفعله من توزيع صدقات الأرض على الفقراء والمساكين وذوي الحاجات. متعللين بأنّ ما ينفقه إنما يبخسهم حقهم, وينقص من أرزاقهم، ويحذرون بأنه اذا استمر على ديدنه، فإنهم سيغدوا فقراء من بعده, لايملكون مايقيهم الفقر والمسألة..! أما أوسطهم الذي ورث نصيباًمن صلاح أبيه وخلقه ، فكان يقف إلى جانب أبيه يحثه على مضاعفة البذل والعطاء والإحسان من منطلق لغة القرآن ومنهجه بأنّ ما عند الناس ينفذ, وما عند الله باق, فيتهلل وجه الشيخ الصالح بشراً ، ويحمد الله عزوجل أن جعل من صلبه ولداً صالحاً يعينه على مواصلة ما بدأه من فعل الخيرات. ويستمر إلحاح الأبناء الاربعة على أبيهم بعدم بعثرة المال على المحتاجين ، فهم أولى من غيرهم به ، فيرد ابوهم قائلا: ما أراكم إلا مخطئين في الوهم والتقدير, لانّ هذا المال الذي تريدون أن تتحكموا فيه وتستأثروا به ليس مالي ولا مالكم, وهذه الجنة (البستان) ليست لي ولا لكم, انها ملك لله عزوجل مكنني فيها وائتمنني عليها, وعليّ وجوباً إنفاق جزء من ثمرها في أكرم وجوهه ، وأنفعها للخلق ...لله تعالى ..! ولا ننسى أنّ للفقراء والمساكين حقوقهم المفروضة, وما بعد ذلك من فضل فهو لنا ! وبهذا فقط يزكو المال وينمو ويبارك الله لنا به، على هذا درجْتً, وبه آمنتُ، ولنْ أًغيّر أو أُبدّل عادتي, وان فعلت كما تزعمون فلن أضمن دوام النعمة وقد يغير الله حالي إلى حال أخرى ، ويحرمني سبحانه وتعالى مما أكرمني وأنعم به علي ..! مضى موسم وجاء موسم آخر...وتمر الأيام بالشيخ الصالح وهو على هذا الحال في تعامله مع الله ، حتى أقعدته الشيخوخة عن الحركة. فلزم فراشه ، فقام أبناءه بمهمة العناية بالأرض والبستان من جني الثمار وقطافه . وكالعادة يتجمّع الفقراء والمساكين منتظرين من الأبناء نصيبهم..! إلا أن هؤلاء ردّوهم على أعقابهم خائبين ولم يبالوا باحتجاجات أخيهم الأوسط على سوء صنيعهم, ثم حمّلوا دوابهم بالجنا الوفير وعادوا إلى المنزل . وهنا سمع الأب المريض صخباً وضجيجاً خارج الدار، فنادى ابنه الأوسط مستفسرا... فأخبره بما كان من منع إخوته حقوق المحتاجين وطردهم ، فقام الأب غاضبا متوكئاً على عصاه يكاد أن يسقط الأرض إعياءً, ووقف عند باب الدار ومنع اولاده من تفريغ الأحمال ومن تخزينها, وأمرهم باعادتها من حيث أتوْا بها وتوزيع حق الله منها على مستحقيها هناك ، كما جرت العادة... ففعلوا ما أمرهم أبوهم مكرهين مرغمين، وحين عادوا بما بقي، ألقى الشيخ الصالح عليهم درساً قاسياً وانهال عليهم لوماً وتقريعاً.. ثم ختم قائلاً: الآن حلّ لنا وزكى, وما بقي فهو حقنا, ألم تقرؤوا قول الله تعالى :"وآتوا حقه يوم حصاده "؟ ولم يمكث الرجل الصالح في مرضه طويلاً حيث اشتدت به العلة، وألحّ عليه السقم، ثم مالبث أن لفظ أنفاسه وانتقل الى جنة ربه مؤمناً صابراً محتسبا. وتمر الأيام، ويتهيأ البستان لموسم آخر جديد مفعم بالخير الكثير, ويجتمع الأبناء الخمسة ليعدوا العدة للجني والقطاف . قال كبيرهم: لم يعد بعد اليوم في البستان حقٌّ للسائل والمحروم, ولن تصبح الخمائل بعد اليوم مأوىً لفقيرٍ ، أو قاصدٍ ، أو ابن سبيل... وكل منا سيحصل على نصيبه من الثمر يفعل به مايشاء ، ويخزن منه ما يشاء، وإننا إن فعلنا ذلك فإن شأننا سيعلو ومالنا سيزيد, فوافقه إخوته جميعا إلا أوسطهم فقد أنذرهم قائلاً: أنتم تقدمون على أمر تظنونه خيرا لكم, لكنه في الواقع شر لكم, وتحسبونه نفعاً ولكنه في الحقيقة سيقضي على البركة من ثمر بستانكم , جزاء وفاقا لمنعكم حق الله في حصادكم ، ولا تنسوا أبدا أن الله عزيزٌ ذو انتقام. لكن الإخوة تجاهلوا نصحه فلم يلتفتوا إليه ، واتفقوا على الخروج في اليوم التالي في بكرة الصباح قبل بزوغ الشمس إلى بستانهم ليجنوا ثمره ويعودوا بأحمالهم إلى البيت قبل تجمّع الفقراء . وبيّتوا لذلك ، وأعدوا العدة . .. وبينما هم يغطون في سبات عميق.. إذا بطائف من الله .. من ريح شديد يجتاح بستانهم ، فيدمر نباته ، ويتلف ثمره ،ويذري أوراقه... حتى باتت كهشيم المحتظر. وأتى الصباح الموعود ، وتوجه الأخوة لبستانهم مستبشرين ولكن ! عند باب الجنة تسمروا مذهولين ..مستنكرين..ينظرون بعيون زائغة تدور في محاجرها... متسائلين : أهذه جنتنا التي تركناها بالأمس مورقة , مخضرّة, فواحة, مثقلة بالثمار؟! لا..إنها ليست هي, ربما نكون قد ضللنا عنها...! اما أخوهم الأوسط فكان هادئاً رزيناً, ينظر إليهم نظر المعتبر المذكر... قائلا لهم: بل هي جنتكم أيها الأخوة الأحباء, ولأنكم لم تخلصوا النية مع الله عزوجل فقد حرمكم خيرها وعطاءها لأنكم بيتم النية على حرمان الفقراء والمساكين من حق الله في حصادكم. ولقد نصحت لكم بالأمس ولكنكم لاتحبون الناصحين. وهذا عذابكم في الدنيا , ولعذاب الآخرة أشد وأبقى لو كنتم تعلمون.! فيا أيها الطامعون في روحٍ وريحانٍ وجنّة نعيم ، شمّروا عن سواعد الإيمان... ولا تغرنكم الحياة الدنيا بزخرفها وشهواتها ونساءها وأموالها وبنيها ومغرياتها.. وسارعوا إلى العمل الصالح الخالص لوجه الله الكريم كي تنالوا جنات عرضها السموات والأرض أعدّها الله تعالى للمتقين.. للكاظمين الغيظ..! للعافين عن الناس .. للمحسنين.. للمنفقين في سبيل الله تعالى ..للقائمين على حدود الله عزوجل... للحاكمين بما أنزل الله تبارك وتعالى... للمؤمنات والمؤمنات الموقنين بلقاء الله تبارك وتعالى..! للعابدين حتى يأتيهم اليقين المقرنين إيمانهم بالعمل الصالح المتطلعين إلى الفوز بجنات النعيم... والتي رسم دخولها: الإيمان، والعمل الصالح.! |
| |