عرض مشاركة واحدة
[/table1]


قديم 07-05-2014   #2
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية امي فضيلة
امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 69
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 العمر : 76
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (12:30 PM)
 المشاركات : 8,131 [ + ]
 التقييم :  9284
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: حقوق الإنسان لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي





2 ـ حق الدفاع عن النفس و العرض و المال و الدين:
ومن مستلزمات حق الحياة إباحة حق الدفاع عن النفس وعن العرض وعن المال وعن الدين، حق الدفاع عن النفس مشروع، بالقضاء بنصوص واضحة: إذا الإنسان هاجمه إنسان ليقتله فسبقه وقتله يعد هذا القتل دفاعاً عن النفس، هذا حق مشروع من لوازم حق الحياة.
من لوازم حق الحياة تأمين الطعام والشراب والمأوى والكساء هذه أساسيات، من لوازم حق الحياة أن تبيح للإنسان حق الدفاع عن النفس وعن العرض وعن المال، وهذه مقاصد الشريعة الخمسة، الدين، النفس، العرض، العقل، المال، يقتضي حق الحياة كما قلنا قبل قليل تحريم الاعتداء على النفس، تحريم التمثيل في القتلى.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له: مثل بهم يا رسول الله ( يعني قتلى الكفار)، فقال عليه الصلاة والسلام:
((لا أمثل بهم فيمثل الله بي ولو كنت نبياً.))
تحريم القتل بغير حق:
التمثيل في الجثة اعتداء على حق الحياة.
تحريم المبارزة بين شخصين في غير الحق، المصارعة الحرة التي تنتهي بقتل أحد المتصارعين هذه محرمة شرعاً لأنها عدوان على حق الحياة، هذه جريمة يصارعه إلى أن يرديه قتيلاً، ثم يقال: أخذ بطولة العالم. شيء مضحك، هذا محرم بالشرع لأنه عدوان على حق الحياة.
تحريم الإذن بالقتل، قال يا أمير المؤمنين: إن أناساً قد اغتصبوا مالاً ليس لهم ولست أقدر على استخراجه منهم إلا أن أمسهم بالعذاب، فإن أذنت لي فعلت، قال:
يا سبحان الله، أتستأذنني بتعذيب بشر، وهل أكون لك حصناً من عذاب الله، وهل رضائي عنك ينجيك من سخط الله أقم عليهم البينة فإن قامت فخذهم بالبينة، فإن لم تقم فادعهم إلى الإقرار فإن أقروا فخذهم بإقرارهم، فإن لم يقروا فادعهم إلى حلف اليمين، فإن حلفوا فأطلق سراحهم، و أيم الله لأن يلقوا الله بخيانتهم أهون من أن ألقى الله بدمائهم.

حق الحياة ليست ملكاً للإنسان بل الإنسان ملك المسلمين:
وبعد: فإن الإنسان إذا مرض مرضاً خطيراً وما عالج نفسه يموت عاصياً صوناً لحق الحياة، وإنسان نام على سطح بلا سور يحيط بالسطح فسقط ودقت رقبته يموت عاصياً، إنسان ركب ناقةً حروناً ودقت رقبته يموت عاصياً والنبي أبى أن يصلي عليه، قال:
((من كانت ناقته حروناً فلا يركبها.))
أحد الصحابة أراد أن يكسب شرف الجهاد ركب ناقةً حروناً فرمته من على ظهرها ودقت رقبته فمات، أبى النبي أن يصلي عليه، يقاس عليها الآن مركبة درجة عاشرة، مكابحها متآكلة، ميكانيكها تعبان، والسفر طويل فإذا جرى له حادث يموت هذا الإنسان عاصياً، صوناً لحق الحياة، لأن حق الحياة ليس ملكك بل أنت ملك المسلمين، وأنت ملك أسرتك وأنت ملك من تعول، هذه كلها أحكام فقهية، أرأيتم إلى هذا الحق.
بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بحق الحياة:
هل تصدق أن تناول الطعام والشراب من أجل صون الحياة فرض عين على كل إنسان، لو أن إنساناً ترك أكل الطعام والشراب فهذا الصوم حتى الموت انتحار.
أيضاً إذا أصابك مرض ولم تعالج نفسك تموت عاصياً، إذا أهملت صحتك فإنك تعصي الله عز وجل، قال تعالى:
﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)﴾
( سورة البقرة )
الاعتداء على الجنين محرم صوناً لحق الحياة، حتى إن معظم العلماء قالوا: إن البويضة إذا تلقحت من الحوين يحرم إسقاطها ولو لأول لحظة.
هناك فتوى ضعيفة أنه خلال الأربعين يوماً الأولى يجوز إسقاط الجنين، لكن أكثر العلماء على أنه لا يجوز، لأن هذه البويضة عندما تلقحت أصبحت كائناً حياً وبدأ الانقسام فلو تمّ الإسقاط في هذه الفترة فهذا عدوان على حق الحياة.
هذه بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بحق الحياة، إذا أحدكم سمع في الأخبار يتحدثون عن حقوق الإنسان، فليعلم أن حقوق الإنسان مصونة في أعلى درجة في الإسلام، لكن موضوع التطبيق شيء آخر، نسعى إلى تطبيق هذا، لا تربط الإسلام بالواقع، افهم الإسلام نقياً وحاول أن تجعل الواقع يرتقي إلى مستوى الإسلام، قد لا نجد هذا في الواقع ولكن حق الحياة في الإسلام مصون في أعلى درجة من درجات الصون.
2 ـ حق الكرامة الإنسانية:
الحق الثاني حق الكرامة الإنسانية، الإنسان مكرم قال تعالى:
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)﴾
( سورة الإسراء )
الإنسان يحيا بالطعام و الشراب و تحيا نفسه بالتكريم، أما الإذلال والقهر والإهانة فهذا محرم، النبي عليه الصلاة و السلام نهى عن ضرب الوجه لأنه موضع كرامة الإنسان، و الشيء الثابت في علم النفس أن الإنسان يأكل و يشرب حفاظاً على حياة الفرد و يتزوج حفاظاً على النوع و يؤكد ذاته حفاظاً على الذكر، فالإنسان عنده حاجة أساسية جداً بعد أن يأكل ويشرب، ويقضي حاجاته الأخرى، هو بحاجة إلى أن يكون ذا شأن في المجتمع، حق الكرامة، وقد يأتي هذا الشأن من إتقان عمله، قد يأتي هذا الشأن من إيمانه، من طلبه للعلم، ومن تعليمه العلم، من أعماله الصالحة، وقد يأتي هذا الشأن من إيذاء الناس، شر الناس من اتقاه الناس مخافة شره، فهو لجهله يبحث عن تأكيد ذاته بطريق قذر، الذي يؤذي الناس ويشعرهم أنه مخيف، وأنه بإمكانه أن يزعجهم هذا إنسان يؤكد ذاته بطريق شيطاني، أما المؤمن يؤكد ذاته عن طريق معرفة الله ومعرفة منهجه والعمل بطاعته، وخدمة خلقه، وطلب العلم، وتعليم العلم، هناك آلاف الأبواب ترقى بها وتؤكد ذاتك وتحقق الهدف الأساسي من وجودك.
حق الكرامة حق لجميع المسلمين:
إذاً: حق الكرامة حق لجميع المؤمنين، لجميع بني البشر، سيدنا عمر حينما داس أعرابي من فزارة طرف رداء ملك من ملوك الغساسنة في أثناء الطواف، التفت الملك وضربه ضربةً هشمت أنفه، البدوي شكاه إلى عمر فاستدعاه عمر، قال: أصحيح ما ادعى هذا الفزاري الجريح ؟ (انظروا إلى الإسلام كيف حفظ حق الكرامة !!) قال: لست ممن يكتم أو ينكر شياً، أنا أدبت الفتى أدركت حقي بيدي، فقال له: أرضِ الفتى لابد من إرضائه ما زال ظفرك عالقاً بدمائه، أو يهشمن الآن أنفك وتنال ما فعلته كفك، قال: كيف ذاك يا أمير ؟ هو سوقة وأنا عرش وتاج، كيف ترضى أن يخر النجم أرضاً ؟ قال: نزوات الجاهلية هذه ورياح العنجهية قد دفناها وأقمنا فوقها صرحاً جديداً وتساوى الناس لدينا أحراراً وعبيداً، قال: كان وهماً ما جرى في خلدي أنني عندك أقوى وأعز، أنا مرتد إذا أكرهتني، قال: عنق المرتد بالسيف تحز، عالم نبنيه كل صدع فيه بشبا السيف يداوى، وأعز الناس بالعبد بالصعلوك تساوى.
الاستقامة و الإحسان سبب الكرامة:
حق الكرامة، كل إنسان له الحق أن يتمتع بأعلى درجة من الكرامة وفي القرآن الكريم آية كريمة فيها قانون الكرامة:
﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)﴾
( سورة يونس )
الكرامة سببها الاستقامة والإحسان، وكل إنسان بعمله فإذا كان متقناً يرفع رأسه، أقول لكم هذه الكلمة أيها الأخوة: كن نظيفاً، وكن واضحاً، وكن مستقيماً، ولا تخشَ أحداً، ارفع رأسك يا أخي لا تُمَوِّتْ علينا ديننا، إنسان كان يمشي مطأطئ الرأس علاه عمر بالدرة وقال له: ارفع رأسك فالإسلام عزيز.
أما عندما تأكل مالاً حراماً تطأطئ الرأس، وتقبّل الأقدام، والإنسان يضعف مركزه عندما يرتكب إثماً، أما إذا كان طائعاً لله ينبغي أن يكون رافع الرأس، لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه.
ابتغوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير، وسيدنا عمر بن الخطاب عندما استدعى ابن عمرو بن العاص من مصر لأنه ضرب مواطناً من مصر بغير حق، قال له: اضرب ابن الأكرمين، قال كلمته المشهورة التي تكتب بمداد من ذهب، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً.
على الإنسان أن يحترم كرامة الآخرين و حقوقهم:
حق الكرامة الإنسانية، أنت في مكان عملك وعندك موظفون مرؤوسون حاسبهم، ناقشهم، حاورهم، بين لهم خطأهم لكن لا ينبغي أن تهينهم، لا ينبغي أن تذلهم، أنا أقول لكم أيها الأخوة: الإنسان أحد رجلين إما مسلم أو عنصري، العنصري يعتز ببيئته، بقبيلته، بعشيرته، بطائفته، بمكانته، بماله، بمنصبه، هذا الذي يعتز بشيء وينظر إلى الناس من عل ويحتقر الناس من دونه فهذا إنسان عنصري وهذه أكبر تهمة في عصرنا الحاضر، أن يكون الإنسان عنصرياً، مستعلياً على الآخرين.
كانوا في سفر وعندهم شاة، فقال أحدهم عليّ ذبحها يا رسول الله، وقال الثاني: وعلي سلخها، أما الثالث: علي طبخها، فقال النبي: وعليّ جمع الحطب، أمعقول هذا ؟ نحن نكفيك ذلك، قال:
((لا، أعلم أنكم تكفونني ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً عن أقرانه.))
أول حق: حق الحياة، والحق الثاني: حق الكرامة أذكر هذا لئلا تؤخذون إن استمعتم إلى الأخبار وأن بلداً ما لا يحترم حقوق الإنسان، فاعلموا أنه ما من دين على وجه الأرض احترم حقوق الإنسان كالإسلام، حقوق الإنسان معروفة في الإسلام قبل ألف وأربعمئة عام.
3 ـ حق الحرية:
أما حق الحرية: فأولاً حرية الاعتقاد، قال تعالى:
﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256)﴾
( سورة البقرة )
﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)﴾
( سورة البقرة )
﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)﴾
( سورة القصص )
﴿وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)﴾
( سورة هود )
﴿قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66)﴾
( سورة الأنعام )
 

رد مع اقتباس