قرأت شعرًا يقول :
أخاف أن تمطر الدنيا ولست معي
فمنذ رحت وعندي
عقدة المطـــر !
،،
وقفت ُ عند قول الشاعر "
عقدة المطر "
....
أن تتعلقي بشخص لدرجة أن يخلق غيابه
عقدة داخلك ،،
هنا العقدة الحقيقة ، التي تجعل من أجمل اللحظات " مثل سقوط المطر "
عقدة يتجنبها صاحبها ، ليس لشيء إلا لأنها تذكره بشخص مــا !
لاتجعلي أخيتي حياتكِ تقف لغياب رفيقة عرفتها ..
لاتجعلي روحكِ تموت بموت إنسانة عرفتها...
لاتجعلي الآهات تتكون على شكل زفير وشهيق كلما تكلمت والسبب : غياب رفيقة أو حتى شقيقة !
الأم " وهي الكائن الأغلى " برحيلها لن تقبل عليك أن توقفي حياتك عند لحظة وفاتها
وهذا الكلام يشمل كل عزيز علينا ..
لم يكونوا في حياتنا "
عقدة " حتى نجعل غيابهم عقدة
لمْ يحبوننا لنموت بعدهم
علمونا كيف نعيش وسنعلم الآخرين كيف تكون الحياة .
كانوا لنا الخير كله وبغيابهم سننثر الخير الذي غرسوه فينا على الآخرين
حتى إن رحلنا يومًا
ذَكَرَنا مَنْ أحبّنا بكلمة تشفع لنا يوم نلقى الله سبحانه !
ليكن فراقهم نقطة نتحول من خلالها إلى أشجار تثمر ويسقط ثمرها للآخرين
وإن نضب ثمرها ، تكون للآخرين ظلًا
وإن سقطت أوراقها ؛ تبقى شامخة وتبقى سندا لمن بحث عن سند ، أو عن عكازة تسنده حال ضعفه .
وحتّى أوراقها المتساقطة تكون دثار دواب الأرض وفراشها .
لن يبعدنا الفراق عنهم
بل يقرّبنا أكثر ..
لأن المسافات لايُعْترف بها في قانون القلب وقرارته !
فلاعقدة المطر ولا
عقدة أوديب ولا
عقدة اليكترا
ولا أي
عقدة تسكننا تجاه أحبتنا *
تكون مقبولة
أحببناهم لأنهم يستحقون الحب ولأنهم يمثلون الخير " لا " المرض داخلنا
ولأننا في لحظة ما ناديناهم : ياأنـــــــــــا
لذلك لن يموتوا داخلنا برحيلهم ..
ولنجعل من رحيلهم ولادة جديدة تخلّدهم داخلنا ، ولنعمل على أن نلتقي بهم في دار
لافراق فيها
ولاتعترف برحيل !
ونسأل الله أن لايحرمنا بذنبنا ويغفر لنا ويتجاوز عنّا
ويجمعنا بأحبتنا في الجنّة .