الموضوع
:
قصة ادمعت عيني (( واقعية مؤثرة ))
عرض مشاركة واحدة
09-04-2014
#
2
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
387
تاريخ التسجيل :
Jan 2014
أخر زيارة :
12-13-2019 (02:13 PM)
المشاركات :
5,222 [
+
]
التقييم :
1910
الدولهـ
MMS ~
لوني المفضل :
Blue
رد: قصة ادمعت عيني (( واقعية مؤثرة ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( نكمل القصة ))
أدخله إلى غرفته التى يتناول فيها المسكر وتكلم معه عن عظمة الله وعما أعد الله للمؤمنين في الجنة وما أعد للكافرين في النار وفي اليوم الآخر وفي التوبة وأن الله يحب العبد التائب إذا سأله الهداية ثم تكلم في أجر الزيارة وما إلى ذلك وأن الله يفرح بتوبة العبد التائب فإذا سأله العبد الصالح قال الله له لبيك عبدي (مرة واحدة) وإذا سأله العبد المذنب العاصى لربه قال الله له لبيك لبيك لبيك عبدي (ثلاث مرات) وكان يرى أسارير الرجل السكير تتهلل بالبشر وهو ينصت إليه بجوارحه كلها ولم يحدثه عن الخمرة وحرمتها أبداً وهو يعلم أنها أم الكبائر وخرج من عنده بعد ذلك دون كلمة واحدة في الخمر فأذن له بالخروج على أن يسمح له بين الحين والحين بزيارته فوافق وانصرف.
بعد ذلك بأيام عاد إليه فوجده في سكره، وبمجرد أن طرق الباب عليه رحب به وأدخله إلى المكان الذى يسكر فيه كالعادة فتحدث ذلك الشاب عن الجنة وما عند لله من أجر للتائبين النادمين ولاحظ بأن السكير بدأ يتوقف عن الشرب بينما هو يتكلم فأحس أنه أصبح قريباً منه وأنه بدأ يكسر أصنام الكؤوس في قلبه شيئاً فشيئاً، وأن عدم مواصلته للشرب دليل على أنه بدأ يستوعب ما يقال له، فأخرج من جيبه زجاجة من الطيب الفاخر غالية الثمن فأهداها له وخرج مسرعاً وكان سعيداً بما تحقق له من هذه الزيارة من تقدم ملحوظ .
فعاد بعد أيام قليلة لهذا الرجل فوجده في حالة أخرى تماماً وإن كان في حالة سكر شديدة ولكن هذه المرة بعد أن تكلم الشاب عن الجنة وما فيها من نعيم أخذ يبكي السكير كالطفل الصغير ويقول لن يغفر الله لي أبداً، لن يغفر الله لي أبداً وأنا أكره المشائخ وأهل الدين والاستقامة وأكره الناس جميعاً وأكره نفسي وإنني حيوان سكير لن يقبلني الله ولن يقبل توبتي حتى وإن تبت، فلو كان الله يحبني ما جعلني أتعاطى المسكرات ولا جعلني بهذه الحالة وهذا الفسق والفجور الذى أعيش فيه من سنوات مضت، فقال له: الشاب الصالح وهو يحتضنه أن الله يقبل توبتك وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له وأن باب التوبة مفتوح ولن يحول بينك وبين الله أحد وأن السعادة كلها في هذا الدين وأن القادم سوف يكون أجمل لو سألت الله الهداية بقلب صادق مخلص وما عليك إلا أن تسأل الله مخلصاً في طلب الهداية والله عز وجل يقبلك وأن قيمته عند الله عظيمة، وأشار إليه بأنه على سفر الآن مع مجموعة من أصدقائه المشائخ إلى مكة المكرمة وعرض عليه أن يرافقهم فقال له: السكير وهو منكسر القلب ولكن أنا سكران وأصدقائك المشائخ لن يقبلوا بمرافقتي فقال له: لا عليك هم يحبونك مثلي ولا مانع لديهم أن ترافقهم بحالتك الراهنة فكل ما في الأمر هو أن نذهب إلى مكة المكرمة للعمرة فإذا انتهينا عدنا إلى مدينتنا مرة أخرى وخلال رحلتنا سوف نسعد بوجودك بيننا فقال السكير: وهل تسمحون لي أن آخذ زجاجتي معي فأنا لا أستغني عنها لحظة واحدة فقال له: الشاب الصالح بكل سرور خذها معك إن كان لابد من أخذها
كانت نظرة هذا الشاب الصالح بعيدة جداً جداً رغم خطورة أن يحمل زجاجة الخمر في سيارته وأن يحمل معه شخصاً سكيراً وسكران في نفس الوقت فالطريق إلى مكة ممتلئ بدوريات الشرطة ولكنه قرر المجازفة من أجل إنقاذ هذه المرأة وأبناءها فمن يسعى لتحقق هدف عظيم تهون عنده الصغائر.
فقال له: قم الآن واغتسل وتوضأ والبس إحرامك فخرج إلى سيارته وأعطاه ملابس الإحرام الخاصة به على أن يشتري هو غيرها فيما بعد، فأخذها ودخل إلى داخل البيت وهو يترنح وقال لزوجته أنا سوف أذهب إلى مكة للعمرة مع المشايخ فتهللت أسارير زوجته فرحاً بهذا الخبر وأعدت حقيبته ودخل إلى الحمام يغتسل وخرج ملتفاً بإحرامه وهو مازال في حالة سكره وكان الرجل الشاب الصالح البطل المغامر يستعجله حتى لا يعود في كلامه فلا يرافقهم، ولم يصدق أن تأتي هذه الفرصة العظيمة لكي ينفرد به عدة أيام ويبعده عن السكر وأصدقاء السوء فلو أفاق فربما لن يذهب معهم أو يدخل الشيطان له من عدة أبواب فيمنعه من مرافقته فعندما خرج إليه أخذه ووضعه في سيارته وذهب مسرعاً به بعد أن اتصل على أصدقائه من الأخوة الملتزمين الذين تظهر عليهم سمات الدين والصلاح والتقوى لكي يمر عليهم في منازلهم ويصطحبهم في هذه الرحلة التاريخية.
إلى اللقاء في الجزء الثالث
فترة الأقامة :
3749 يوم
الإقامة :
الجزائر
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
208
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
1.39 يوميا
ام بشري
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ام بشري
البحث عن كل مشاركات ام بشري