الموضوع
:
تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد
عرض مشاركة واحدة
09-04-2014
#
6
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
May 2006
العمر :
52
أخر زيارة :
منذ 13 دقيقة (01:00 PM)
المشاركات :
14,443 [
+
]
التقييم :
59465
الدولهـ
MMS ~
SMS ~
يرحل الجميع ويبقى شعاع المحبة
لوني المفضل :
Crimson
رد: تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد
تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (5)
الشيخ عبدالله بن حمود الفريح
قال المصنف - رحمه الله -:
"ومِنَ السُّنَّةِ قَوْلُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((يَنزِلُ ربُّنا - تباركَ وتعالى - كلَّ ليلةٍ إلى سماءِ الدّنيا))، وقولُه: ((يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنَ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَة))، وقوله: ((يَضحَكُ اللهُ إلى رجُلَين يَقُتلُ أحدُهما الآخرَ يَدخُلانِ الجنَّة)).
الشرح
الصفة الحادية عشرة: صفة النزول:
ما تقدَّم من صفاتٍ استدل عليها المصنف من كتاب الله - جل وعلا - وما سيأتي من صفات استدل عليها المصنف من السنة النبوية، وهو يريد بهذا أن يبيِّن أنَّ نُصُوص الصفات تؤخَذ من الكتاب والسنة، وبدأ بصفة النزول، وتحت هذه الصفة عدةُ مباحث:
المبحث الأول: معتَقَد أهل السُّنَّة والجماعة في صفة النُّزول:
أهل السنة والجماعة يُثبتون صفة النُّزول لله - جلَّ وعلا - كما يليق بجلاله وعظمته، من غير تكييف ولا تحريف، ومن غير تمثيل ولا تعطيل، وهي من الصفات الفعلية الخبَرية.
المبحث الثاني: صفة النزول دلَّ عليها السنة النبوية والإجماع:
Ÿ فمن السنة: حديث النزول المشهور، وهو حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((ينزل ربُّنا إلى السماء الدنيا كل ليلة، حين يبقى ثلثُ الليل الآخر...))[1].
- وأجْمَعَ السلَف - رحمهم الله - على إثبات صفة النُّزول لله - تعالى - كما يَليق به - سبحانه.
المبحث الثالث: المخالفون لأهل السُّنَّة:
المخالفون لأهل السنة والجماعة من المبتدعة المُعَطِّلَة؛ كالمعتزلة، والجهمية، والأشاعرة، وغيرهم - يؤوِّلون صفة النزول لله - تعالى – ويقولون: المراد بها نزول رحمته، أو أمره، أو ملائكته، ولا شك أنَّ هذا تأويلٌ باطلٌ.
والرد عليهم:
1- أن هذا مخالفٌ لإجماع السلف، أو لطريقة السلف - رحمهم الله.
2- أنه مخالفٌ لظاهر النصوص، ولا دليل على هذا التأويل.
3- أنَّ تأويلَكم بأنَّ المراد نُزول الرحمة تأويلٌ باطل؛ لأنَّ الرحمة نازلة على العباد في كلِّ حين، وكذلك أمره ينزل في كل وقت، وليست الرحمة خاصَّة بالثلُث الأخير من الليل، بل إن العباد لا يستغنون عن رحمة الله - عز وجل - ولو كانتْ لا تنزل عليهم إلا في الثلُث الآخر من الليل، لفسدت معيشتهم، وهلَكَتْ أنفسُهم في الأوقات الأخرى.
4- أن تأويلكم بأن المراد نُزُول أمره أو ملائكته يردُّه آخر الحديث؛ ففي آخره أن الله - عز وجل - يقول: ((مَن يدْعوني فأستجيب له؟ مَن يسألني فأعطيه؟ مَن يستغفرني فأغفر له؟))، فهل يُعقل أن تقول الرحمة أو الأمر أو الملائكة هذا القول؟!
هذا لا يمكن أن يقوله إلا الله - عز وجل - وهذا يدلُّ على أنه - سبحانه - هو الذي ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر لا غيره.
المبحث الرابع: حديث النُّزول، والرد على إشكال:
حديث النزول هو حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال: ((ينزل ربنا - تبارك وتعالى - كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: مَن يدعوني فأستجيب له؟ مَن يسألني فأعطيه؟ مَن يستغفرني فأغفر له؟))[2]، وفي رواية لمسلم: ((فيقول: أنا الملك، أنا الملك، مَن ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ مَن ذا الذي يسألني فأعطيه؟ مَن ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يُضيء الفجر))، وفي رواية أخرى لمسلم: ((مَن يدعوني فأستجيب له؟ أو يسألني فأعطيه؟ ثم يقول: مَن يُقرِض غير عديم ولا ظلوم؟))، وهذا الحديث حديثٌ عظيم، ولشيخ الإسلام ابن تيميَّة رسالةٌ مستقلَّة فيه بعنوان: "شرح حديث النزول"، وتحت هذا الحديث إشكالٌٌ، وعدة فوائد عقدية.
أولاً: الإشكال:
بعض الناس يستشكل في نزول الله - عز وجل - حين يبقى ثلث الليل الآخر، كيف ينزل في ثلث الليل الآخر، والليل يختلف باختلاف البلاد؟ فقد يكون ثلث الليل الآخر في بلدنا مثلاً المملكة العربية السعودية، بينما البلاد الأخرى لَم يأتهم الثلث الآخر من الليل، وبعد ساعات ينتقل إليهم ثلث الليل الآخر، ثم إلى دولة أخرى، وهكذا، وهذا يقتضي أنَّ الله - جل وعلا - نازلٌ في كل وقت؟
والجواب على هذا الإشكال من ثلاثة وجوه:
أولاً: يقال: لا بدَّ للإنسان أن يؤمن بأن الله - تعالى - له نزول يليق بجلاله في هذا الوقت المعين، فهي صفةٌ من صفاته الفعلية - سبحانه - وأهل السنة والجماعة يؤمنون بالصفة وبمعناها من غير تكييف، فلا يسألون، ويقولون: كيف؟ وكيف؟ بل يؤمنون بها، ويثبتونها على الوجه اللائق به - سبحانه - وأن الله - عز وجل - ينزل حين يبقى ثلثُ الليل الآخر في بلدنا، وإذا انتقل الثلثُ الآخر لبلد آخر، فإننا نؤمن بأن الله - تعالى - ينزل فيه أيضًا، وإذا طلع الفجر في أي مكان انتهى وقت النزول فيه.
ثانيًا: أن مثل هذا الإشكال لَم يسأل عنه الصحابة - رضي الله عنهم - الذين عاصروا زمن الرسالة، ولا مَن اقتفى أثرهم منَ السلَف الصالح - رحمهم الله - لأنهم جمعوا في عقيدتهم الإيمان والتسليم، ولنا فيهم أسوة.
ثالثًا: أنَّ مثل هذه الخواطر والإشكالات ناشئةٌ مِن توَهُّم مشابَهة صفات الله - تعالى - بصفات المخلوقين، والله - عز وجل - قال عن نفسه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[3]، فلا يُقاس الله - عز وجل - بخلقه؛ لأن مثل ذلك يقتضي أن يقولَ إنسان في صفة أخرى إشكالاً كهذا الإشكال، فيقول مثلاً: كيف يسمع الله - عز وجل - دعاءَ جميع الداعين في لحظةٍ واحدة؟ وكيف يحاسب الله - عز وجل - جميع الأمم في وقت واحد؟ وهكذا، وهذا لا شك أنه نشأ من هذا المنطلق، وهو مشابَهة الله - عز وجل - بخلقه - تعالى الله عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا - فمن تعظيم الله - عز وجل - الإيمان بصفاته، وعدم تصوُّر كيفيتها، تأمل قول الله - عز وجل -: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِه}[4]، تأمل الأرض جميعًا أين هي يوم القيامة؟ والسموات في ذلك اليوم أين هي؟ إنهما في صفتَيْن من صفاته - جل وعلا - لتعلم أنه - سبحانه - كما قال عن نفسه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[5]، ثم تأمَّل كيف قرن الله - عز وجل - ذلك الوصف يوم القيامة بتعظيمه؛ فقال: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}، وهكذا المؤمن، فمن تعظيمه لله - جلَّ وعلا - إيمانُه بأنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
المبحث الخامس: فوائد عقدية في حديث النُّزول:
من الفوائد العقدية في حديث النزول ما يلي:
أولاً: إثبات الصِّفات الفعلية لله - جل وعلا - ووجه ذلك: أن الله - عز وجل - ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، وصفة النزول من الصفات الفعلية التي يفعلها - عزَّ وجلَّ - متى شاء، كيف شاء.
ثانيًا: في الحديث إثبات صفة العُلُو لله - تعالى - وهذا يؤخذ من قوله: ((ينزل)).
ثالثًا: في الحديث إثبات القول لله - تعالى - وصفة الكلام، وهذا يؤخذ من قوله: ((يقول)).
رابعًا: في الحديث إثبات أن صفة الكلام من الصفات الفعلية له - سبحانه - وهي أيضًا من الصفات الذاتية، وسيأتي الحديث عن هذه الصفة قريبًا.
خامسًا: فيه الرد على الجهمية، والمعتزلة، والأشاعرة، وغيرهم، الذين أنكروا صفة النزول له - سبحانه.
سادسًا: فيه الرد على الجهمية وأمثالهم الذين يقولون بأن الله - تعالى - في كل مكان بذاته، ولو كان الله - عز وجل - بذاته في كل مكان، لَم يقل: ((ينزل ربنا)).
سابعًا: الإيمان بأن نزول الله - تعالى - يكون في ثلث الليل الآخر، وينتهي بطُلُوع الفجر؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر)).
ثامنًا: في الحديث الرَّدُّ على جهَلة الصوفية، الذين يقولون: الدعاء لا ينفع الداعي، والله - عز وجل - يقول: ((مَن يدعوني فأستجيب له؟))، بل دلَّ الكتاب والسنة والعقل على نفْع الدعاء.
هذه جملةٌ منَ الفوائد العقدية، وأما الفوائد التربويَّة من هذا الحديث فليس هذا محل بسْطِها، وأجلُّها بيان كرم الله - تعالى - على عبده؛ حيث يبسط الله - عز وجل - ما عنده في هذه الساعة المباركة؛ من مغفرةٍ وعطاءٍ لمن يسأله، وإجابة لمن يدعوه في أيِّ حاجة من الحاجات، فما أكثر حاجاتنا! وما أعظم غفلتنا عن هذه الساعة المباركة! ففيها مغفرة وإجابة دعاء، وأيضًا يقول فيها: ((من يقرضُ غير عديم ولا ظلوم؟))، ولسعة ما عنده - سبحانه - قال: ((غير عديم))؛ والعديم - كما يقول أهل اللغة -: أعدم الرجل إذا افتقر، وفي هذا بيان كمال الغنى لله - سبحانه - وهو غير ظلوم، فلن ينقص العامل أجر عملٍ عَمِله لوجْهه - سبحانه - فله العدلُ الكاملُ، وقوله: ((مَنْ يُقرض))، سمَّاه - سبحانه وتعالى - قرضًا ملاطفةً لعباده، وتحريضًا لهم على المبادَرة إلى الطاعة وتفضُّلاً منه عليهم - سبحانه - وانظر كلام النووي في شرحه لهذا الحديث.
Ÿ Ÿ Ÿ
قال المصنف - رحمه الله -:
وقولُه: ((يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنَ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ)).
الشرح
الصِّفة الثانية عشرة: صفة العَجَب:
وتحت هذه الصفة عدة مباحث:
المبحث الأول: معتقد أهل السنة والجماعة في صفة العَجَب:
أهل السنة والجماعة يُثبتون صفة العَجَب لله - تعالى - كما يليق بجلاله وعظمته، من غير تكييف ولا تعطيل، ومن غير تحريف ولا تمثيل، وهي من الصفات الفعلية والخبرية.
المبحث الثاني: صفة العَجَب دلَّ عليها الكتاب والسنة والإجماع:
فمن الكتاب: {بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ}[6]، بضَمِّ التاء، وسيأتي بيان هذه القراءة.
وقوله - تعالى -: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ}[7]، قال ابنُ جرير الطبَري في تفسيره: "قوله: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ}؛ إن عجبت يا محمد، فَعَجب قولهم: {أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}[8]، عجب الرحمن - تبارك وتعالى - من تكذيبهم بالبعث بعد الموت.
من السنة: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((قد عجب الله من صنيعكما بضيفيكما الليلة))[9]، وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه.
عند البخاري مرفوعًا: ((عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل))، والحديث الذي استدل به المصنف: ((يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة))[10]، ومعناه: أن الله - عز وجل - يعجب من شاب في قوته ونشاطه وشهواته لا تكون له صبوة؛ أي: لا يكون له ذنب، ولا يرْتَكِب كبيرة.
وأجمع السلَف - رحمهم الله - على إثبات صفة العَجَب لله - تعالى - على الوجه اللائق به - سبحانه.
المبحث الثالث: المخالفون لأهل السنة:
المخالفون لأهل السنة والجماعة من المعطِّلة؛ كالمعتزلة، والجهمية، والأشاعرة - يؤوِّلون صفة العَجَب لله - تعالى - ويقولون: المراد بها إرادة الثواب والمجازاة، وهذا تأويل باطلٌ.
والرد عليهم:
1- أن هذا مخالف لطريقة السلف - رحمهم الله.
2- أن هذا مخالف لظاهر النَّص.
3- أنه لا دليل على تأويلكم هذا.
المبحث الرابع: العَجَب نوعان:
الأول: عجبٌ ناشئٌ عن جهل: وهو عجبُ الذهول عن السبب؛ لجهله وخفاء السبب على المتعجب، كأن يأتيه الأمر بغتةً، ولَم يتوقع حصول أمرٍ ما تعجب منه، وهذا النوع مستحيلٌ على الله - تعالى - لأنَّ الله بكلِّ شيء عليم.
الثاني: عجب ناشئ عن علم، فالمتعجب لَم يخفَ عليه الأمرُ والسبب؛ ولكن لأن هذا الأمر خرج عن نظائره تعجب منه، فسبب التعجب هو أن المتعجب منه جاء على خلاف المعهود، لا عن جهل، وهذا النوع هو المراد في صفة التعجب لله - جل وعلا.
فائدة:
قوله - تعالى -: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ}: (عجبت) فيها قراءتان سبعيَّتان مشهورتان:
الأولى: بالفتح (عَجِبْتَ)؛ والمعنى: عجبتَ أنت يا محمد، ويسخرون من هذا القرآن.
الثانية: بالضم (عَجِبْتُ) وهي قراءةٌ قرأ بها الكسائيُّ، وحمزةُ، وثبت أن ابن مسعود - رضي الله عنه - قرأ بها كما روى الحاكم في "مُستدركه"، وهي على هذه القراءة يكون الاستدلال بها من القرآن على إثبات صفة العَجَب لله - تعالى.
Ÿ Ÿ Ÿ
قال المصنف - رحمه الله -:
وقولُه: ((يَضحَكُ اللهُ إلى رجُلَين، يَقُتلُ أحدُهما الآخرَ يَدخُلانِ الجنّة)).
الشرح
الصفة الثالثة عشرة: صفة الضَّحِك:
وتحت هذه الصفة عده مباحث:
المبحث الأول: معتَقَد أهل السنة والجماعة في صفة الضحك:
أهل السنة والجماعة يُثبتون صفة الضحك لله - تعالى - كما يليق بعظمته وجلاله، من غير تحريف ولا تكييف، ومن غير تعطيل ولا تمثيل، وهي صفة فعلية خبرية.
المبحث الثاني: صفة الضَّحِك دلَّ عليها السنة والإجماع:
Ÿ فمن السنة: ما استدل به المصنف، وهو حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة))[11].
وهذا الحديث فُسِّر بأن أحدهما كافر يقتل المسلم، فالمسلم شهيد، والشهيد في الجنة، ثم يسلم الكافر، والمسلم مآله إلى الجنة، فصار كلاهما يدخل الجنة.
Ÿ أجمع السلف - رحمهم الله -: على إثبات صفة الضَّحك لله - تعالى - على الوجه اللائق به - سبحانه - قال الإمام ابن خزيمة في كتاب "التوحيد"[12]: باب ذكر إثبات ضحك ربنا - عز وجل - بلا صفة تصف ضحكه؛ أي: بلا تكييف لضحكه - جلَّ ثناؤه - ولا يُشبه ضحكه بضحك المخلوقين، وضحكهم كذلك، بل نؤمن بأنه يضحك، كما أعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - ونسكت عن صفة ضحكه - جل وعلا - إذ الله - عز وجل - استأثر بصفة ضحكه، لَم يطلعنا على ذلك، فنحن قائلون بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مصدِّقون بذلك بقلوبنا، منصتون عمَّا لَم يبيِّن لنا مما استأثر الله بعمله".
المبحث الثالث: المخالفون لأهل السنة:
المخالفون لأهل السنَّة والجماعة منَ المبتدعة؛ كالجهميَّة، والمعتزلة، والأشاعرة - يُفَسِّرون صفة الضَّحِك بالقَبول والثواب، وهو تأويل باطل.
والرد عليهم:
1- أن هذا مخالفٌ لطريقة السلَف - رحمهم الله.
2- أن هذا مخالف لظاهر
النصوص التي فيها إثبات لهذه الصِّفة.
3- أنَّ تأويلكم هذا لا دليل عليه.
Ÿ Ÿ Ÿ
وللموضوع تتمة
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا
قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"
قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"
السير6 /369
قال العلامة السعدي:"
وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"
الفتاوى السعدية 461
فترة الأقامة :
6581 يوم
الإقامة :
ارض الحرمين
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
3466
مواضيعي ~
•
ركني الهادي
•
شعاع الترحيب والضيافة
•
شعاع الإعلانات الإدارية
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.19 يوميا
هوازن الشريف
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى هوازن الشريف
زيارة موقع هوازن الشريف المفضل
البحث عن كل مشاركات هوازن الشريف