الموضوع
:
تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد
عرض مشاركة واحدة
09-04-2014
#
24
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
May 2006
العمر :
52
أخر زيارة :
03-12-2024 (09:02 PM)
المشاركات :
14,442 [
+
]
التقييم :
59465
الدولهـ
MMS ~
SMS ~
يرحل الجميع ويبقى شعاع المحبة
لوني المفضل :
Crimson
رد: تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد
تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (16)
الشيخ عبدالله بن حمود الفريح
قال المصنف - رحمه الله -:
"ولنبيِّنا محمدٌ
- صلى الله عليه وسلم -
حوْضٌ في القِيامَة، ماؤُهُ أشَدُّ بياضًا مِنَ اللَّبَنِ، وأحْلَى مِنَ العَسَل، وأَبَارِيقُهُ عَدَدَ نُجُوم السَّمَاء، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بعْدَها أبدًا".
الشرح
الثاني عشر: الحوض:
تعريفه لغة:
الجمع، ويطلق على مجتمع الماء.
وشرعًا:
هو حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مجمع ماء عظيم يَرِدُه المؤمنون في عرصات القيامة.
والعَرَصات: جمع عرصة، وهو المكان الواسع الذي لا بناء فيه ولا شجر.
الحوض ثابت بنص السنة والإجماع:
فمن الأدلَّةِ على ثبوته:
حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أنا فرطكم على الحوض، مَنْ وَرَدَ شَرِبَ، ومَنْ شَرِبَ لا يظمأ أبدًا، وليردن عليَّ أقوامٌ أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم))[1].
وحديث جندب - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أنا فَرَطُكم على الحوض))[2]، والفَرَطُ: هو الذي يسبق إلى الحوض.
والأحاديث في هذا الباب كثيرة،
قال ابن القيم: "قد روى أحاديث الحوض أربعون من الصحابة، وكثيرٌ منها أو أكثرها في الصحيح"، وقال السيوطي: "ورد ذكر الحوض من بضعة وخمسين صحابيًّا؛ منهم الخلفاء الأربعة الراشدون، وحُفَّاظ الصحابة المكثرون - رضوان الله عليهم أجمعين".
وأجمع أهل السنة على إثبات الحوض
:
وهو حوض يَرِدُه المؤمنون حينما يَشْتَدُّ عليهم الكرب في الموقف، وتدنو الشمس من رؤوس الخلائق مقدار ميل، فيعرق الناس، ويشتدُّ بهم العطش، فيا رب ارزقنا شربة هنيّة من حوض نبيك - صلى الله عليه وسلم - تروي عطشنا في ذلك اليوم الشديد الكرب والخطب، ولا تجعلنا من الذين أحدثوا في الدين فصُدُّوا عن الحوض.
•
أَنْكَرَت المعتزلة الميزان والحوض، فلم يقولوا بثبوتهما، وأيضًا ممن أنكر الحوض الخوارج، ويُرَدُّ عليهم بدلالة النص والإجماع على ثُبُوت الحوض.
الحوض موجود الآن:
فالحوض مخلوقٌ الآن، يدل على ذلك ما رواه البخاري من حديث عقبة بن عامر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يومًا فصلَّى على أهل أُحُدٍ صلاته على الميت، ثم انصرف على المنبر فقال: ((إني فَرَطٌ لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن)).
قال ابن حجر: "((والله، إنِّي لأنظر إلى حوضي الآن))، يحتمل أنه كُشِفَ له عنه لما خَطَب، وهذا هو الظاهر، ويحتمل أنه يريد رؤية القلب"[3].
صفة الحوض:
جاءت أحاديثُ تُبَيِّن صفة الحوض؛ فممَّا ورد:
حديث عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((حوضي: مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكِيزانه كنجوم السماء، مَنْ شرب منه لَم يظمأ أبدًا))[4]، وفي لفظ: ((حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء، وماؤه أبيض من الورق)).
ولمسلم من حديث أبي ذر - رضي الله عنه -مرفوعًا: ((ماؤه أشدُّ بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل)).
ولمسلم أيضًا من حديث ثوبان - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((يَغُتُّ فيه ميزابان من الجنة: أحدهما من ذهب، والآخر من وَرِق))، ويغت؛ أي: يصب.
وجاء عند أحمد في بيان مقداره أنه: ((كما بين عدن وعَمَّان))، وفي رواية أخرى: ((كما بين أيلة[5] إلى مكة))، وفي أخرى: ((كما بين المدينة وصنعاء))، ولمسلم من حديث عقبة: ((وإنَّ عرضه كما بين أَيْلة إلى الجحفة))، وعند مسلم من حديث ابن عمر: ((ما بين ناحيتيه كما بين جربا وأذرح)).
والمسافات المُحَدَّدة في الرِّوايات السابقة بين هذه البلدان كلها متقاربة توافق رواية: ((
مسيرة شهر
)).
إذًا؛ يَتَلَخَّص في صفة الحوض من الأحاديث السابقة ما يلي:
•
سعته:
مسيرة شهر، وهذا تحديد بالزمان، ومَن أراد التحديد بالمسافة فليتأمل المسافة بين البلدان السابقة.
•
لونه:
أبيض من اللبن، وأبيض من الوَرِق؛ أي: الفضة.
•
طعمه:
أحلى من العسل، ومَنْ يشرب منه لا يظمأ أبدًا.
•
رائحته:
أطيب من ريح المسك.
•
آنيته:
كنجوم السماء في العدد والنور واللمعان.
•
يصب فيه ميزابان
:
أحدهما من ذهب، والآخر من فضة.
يُحرَم من الحوض أقوام: بدَّلوا وغيَّروا في دين الله:
عن أبي مُلَيْكَة، عن أسماء: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إني على الحوض حتى أنظر مَنْ يَرِدُ علىَّ منكم، وسيؤخذ ناسٌ دوني، فأقول: يا رب، مني ومن أمتي))، فيقال: "هل شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم"، وكان ابن أبي مليكة يقول: "اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع أعقابنا، أو نفتن في ديننا"[6].
وفي لفظ لمسلم عن أم سلمة: ((فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سُحقًا)).
قال النووي: "قال الإمام الحافظ أبو عمرو بن عبدالبر: كلُّ من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض؛ كالخوارج، والروافض، وسائر أصحاب الأهواء، قال: وكذلك الظَّلَمة المسرفون في جَوْرِ وطَمْسِ الحق، والمُعْلِنُون بالكبائر، قال: وكل هؤلاء يُخَاف عليهم أن يكونوا ممن عُنُوا بهذا الخبر - والله أعلم"[7].
ونقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا بعد إذ هديتنا، أو نفتن في ديننا، أو نحدث فيه ما ليس على أمْرِ رسولِنا - صلى الله عليه وسلم.
الفرْق بين الكَوْثر والحَوْض:
أ-
أنَّ الكوثر في الجنة، والحوض في أرض المحشر.
ب-
الكوثر نهرٌ عظيمٌ جارٍ، فهو أصل، والحوض مجمع ماء فرعٌ عن الكوثر؛ لأنه يصب في الحوض ميزابان؛ فقد جاء في "
صحيح مسلم
" من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عن الكوثر: ((هو نهر وَعَدَنيه ربي - عز وجل - في الجنة عليه الحوض)).
•
•
•
يتبع
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا
قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"
قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"
السير6 /369
قال العلامة السعدي:"
وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"
الفتاوى السعدية 461
فترة الأقامة :
6572 يوم
الإقامة :
ارض الحرمين
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
3466
مواضيعي ~
•
ركني الهادي
•
شعاع الترحيب والضيافة
•
شعاع الإعلانات الإدارية
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.20 يوميا
هوازن الشريف
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى هوازن الشريف
زيارة موقع هوازن الشريف المفضل
البحث عن كل مشاركات هوازن الشريف