تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (16) الشيخ عبدالله بن حمود الفريح 63- قال المصنف - رحمه الله -: "والصِّراطُ حقٌّ يَجُوزُهُ الأَبْرارُ، ويَزِلُّ عنْهُ الفُجَّارُ". 64- ويَشْفَعُ نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - فيمَنْ دخلَ النّارَ مِنْ أُمَّتِهِ مِنْ أَهْلِ الكَبَائِرِ؛ فيَخْرُجونَ بِشفاعَتِهِ بَعْدَمَا احْتَرَقُوا وصاروا فَحْمًا وحِمَمًا، فيدخلونَ الجنَّةَ بشفاعَتِه. 65- ولسائِرِ الأنبياءِ والمؤمنين والملائكةِ شفاعاتٌ؛ قال - تعالى -: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُون}[8]. - ولا تَنْفَعُ الكافِرَ شفاعةُ الشافعين". الشرح الثالث عشر: الصِّراط: تعريف الصراط: الصراط لغة: الطريق الواضح الواسع. وشرعًا: جسرٌ ممدود على جهنم، يعبر الناس عليه إلى الجنة. الصراط ثابت بالكتاب والسنة والإجماع: فمن الكتاب: قوله - تعالى -: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}[9]، فقد فسَّرها عبدالله بن مسعود، وقتادة، وزيد بن أسلم: بالمرور على الصراط، وفسرها جماعةٌ - منهم ابن عباس - بالدخول في النار، لكن ينجون منها. ومن السنة: حديث أبي سعيد الخدري الطويل وفيه: ((ثم يُضْرَبُ الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلِّم سلِّم))[10]. وأجْمَع أهل السنة على إثبات الصراط. وهل الصراط واسع أو ضيق؟ اختُلف في سعة الصراط على قولَيْن: القول الأول: أن الصراط طريق واسع: واستدلوا: 1- بأن الصراط في اللغة هو: الطريق الواسع. 2- وبقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في صفة الصراط: ((مَدْحَضةٌ مَزلَّة عليه خطاطيف وكلاليب))[11]. ووجه الدلالة: أنَّ الدحض والمزلة والكلاليب لا تكون إلا في طريق واسع. والقول الثاني: أنَّ الصراط طريق دقيق ضيق جدًّا: واستدلوا بما رواه مسلم من حديث أبي سعيد، قال: بلغني أن الجسر أدقُّ من الشعر، وأَحَدُّ من السيف، وبنحوه عند أحمد جاء مرفوعًا من حديث عائشة - رضي الله عنها. وجاء عند الحاكم من حديث سلمان مرفوعًا: أنه كحَدِّ الموسى - والله أعلم بالراجح - ومن خلال الخلاف السابق تَبَيَّن لنا صفةُ الصراط، وأنه ممدود فوق جهنم، عليه كلاليب وخطاطيف تخطف الناس بحسب أعمالهم - نسأل الله السلامة والتجاوز. حال الناس على الصراط وعبورهم عليه: جاء في "صحيح مسلم"، من حديث أبي هريرة وحذيفة - رضي الله عنهما - قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر حديث الشفاعة وفيه: ((فيأتون محمدًا، فيقوم، فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينًا وشمالاً، فيمر أولكم كالبرق))، قال: قلت: بأبي أنت وأمي، أيُّ شيء كمرِّ البرق؟ قال: ((أَلَم تَرَوْا إلى البرق كيف يمرُّ ويرجع في طرفة عين؟ ثم كَمَرِّ الرِّيح، ثم كَمَرِّ الطير، وشَدِّ الرجال، وتجري بهم أعمالهم، ونبيُّكم قائم على الصراط يقول: ربِّ سَلِّم سَلِّم، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفًا، قال: وفي حافَّتي الصراط كلاليبُ مُعَلَّقة، مأمورة بأخذ من أُمِرَتْ به؛ فمخدوشٌ ناج، ومكدوسٌ في النار)). قال شيخ الإسلام في "عقيدته الواسطية": "يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالفرس الجَوَاد، ومنهم من يمر كركاب الإبل، ومنهم من يعدو عَدْوًا، ومنهم من يَمْشي مَشْيًا، ومنهم من يزحف زَحْفًا، ومهم من يُخْطَف ويلقى في جهنم". نسأل الله حسن التجاوز عن ذنوبنا في الدنيا، وعلى الصراط يوم الفرار. قال ابن حجر عند ذكر الأمانة والرحم في الحديث السابق: "أي: يقفان في ناحية الصراط؛ والمعنى: أن الأمانة والرحم - لعظم شأنهما وفخامة ما يلزم العباد من رعاية حقِّهما - يوقفان هناك للأمين والخائن، والواصل والقاطع، فيحاجَّان عن المُحِقِّ، ويشهدان على المُبْطل"[12]. أول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن الأمم أمته: لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذٍ إلا الرسل، ودعاء الرسل يومئذٍ: سَلِّم، سلِّم))[13]. قال النووي: "((ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل))؛ معناها: لشدة الأهوال، والمراد: لا يتكلم في حال الإجازة، وإلا ففي يوم القيامة مواطن يتكلم الناس فيها، وتُجَادِل كل نفسٌ عن نفسها، ويسأل بعضهم بعضًا، ويتلاوَمون، ويخاصم التابعون المتبوعين - والله أعلم. • قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ودعوى الرسل يومئذ: سَلِّم، سَلِّم))، هذا من كمال شفقتهم ورحمتهم للخلق، وفيه أنَّ الدعوات تكون بحسب المواطن، فيُدعى في كل موطن بما يليق به - والله أعلم"[14]. والمرور على الصراط عامٌّ للمؤمنين، ومن ادَّعى الإيمان كالمنافقين؛ ولكن المنافقين لا يجاوزون الصراط، بل الصراط آخر محطة لهم إلى النار - والعياذ بالله. ثم بعد الصراط يقف المؤمنون في القنطرة: والقنطرة مكانٌ خاصٌّ بالمؤمنين ولا يسقط أحد منهم في النار؛ بل هو مكان يُقْتَصُّ لبعضهم من بعض اقتصاصًا، يكون به تهذيب نفوسهم، وإزالة ما في القلوب من الغِلِّ والحسد قبل أن يدخلوا الجنة، وهذا اقتصاصٌ غير الاقتصاص الأول، فيُهَذَّبُون من الشوائب قبل دخول الجنة؛ كما قال - تعالى -: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا}[15]، وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: "إذا خلص المؤمنون من الصراط حُبِسوا على قنطرة بين الجنة والنار، فاقتصَّ لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا، أُذِنَ لهم بدخول الجنة، فَلَأَحَدُهم أهدى إلى منزله في الجنة من منزله الذي كان في الدنيا"[16]. • • • 67- قال المصنف - رحمه الله -: "والجنَّةُ والنّارُ مخلوقتان لا تفْنيان، فالجنَّةُ مأوى أوليائه، والنّارُ عِقابٌ لأعدائِه، وأهلُ الجنَّةِ فيها مُخَلَّدونَ: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ}[17]". 68- قال المصنف - رحمه الله -: "ويُؤْتَى بالموْتِ في صورَةِ كَبْشٍ أَمْلَح، فيُذبَحُ بين الجنَّة والنارِ، ثم يُقال: يا أهل الجنَّة، خلودٌ ولا موْتَ، ويا أَهْلَ النَّارِ، خلودٌ ولا موْتَ". الشرح الرابع عشر: الجنة والنار: تعريفهما: الجنة لغة: البستان كثير الأشجار. وشرعًا: هي الدار التي أعدَّها الله في الآخرة للمتقين؛ وهي: دار الثواب. والنار لغة: معروفةٌ، فلا ينصرف الذهن إلا لها، حتى في التعريف اللغوي. وشرعًا: هي الدار التي أعدها الله في الآخرة للكافرين، وهي دار العقاب. والجنة والنار كل واحدة منهما حقٌّ ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، فالأدلة في إثباتهما كثيرة مستفيضة. الجنة والنار موجودتان الآن بدلالة الكتاب والسنة والإجماع: ويدل على ذلك: من الكتاب: قوله - تعالى - عن الجنة: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين}[18]، وعن النار: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}[19]، ومعنى {أُعِدَّتْ}؛ أي: هُيِّئَت. ومن السنة: حديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسُ محمد بيده، لو رأيتُم ما رأيتُ، لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيرًا))، قالوا: وما رأيتَ يا رسول الله؟ قال: ((رأيتُ الجنة والنار))[20]، وهناك أدلة أخرى. وأجمع السلف - رحمهم الله - على وجودهما الآن. هل الجنة والنار تَفْنَيَان؟ أما الجنة، فلا تَفْنَى باتِّفاق العلماء، ولم يخالف في ذلك إلا المُبْتَدِعة، وإنما الخلاف في النار: هل تفنى؟ والخلاف في هذه المسألة خلافٌ قديمٌ، كان على عهد الصحابة ثم السلف - رضي الله عنهم ورحمهم - وخلاصة المسألة ما يلي: القول الأول: أن النار تَفْنَى: واستدلوا: 1- بقوله - تعالى -: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}[21]. ووجه الدلالة: أن الله - عز وجل - أخبر أن أهل النار سَيَبْقَون فيها إلى مدةٍ يشاؤها الله - جل وعلا - ثم بعد ذلك تفنَى، ولم يأتِ بعد هذه الآية ما يدلُّ على عدم انقطاع النار، بخلاف ما بعدها في حال الذين سُعدوا، فإن الله - عز وجل - قال في بقائهم: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}[22]؛ أي: غير مقطوع. ونوقش هذا الاستدلال: بأن قوله - تعالى -: {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ}، لا يدلُّ على انقطاع النار وفنائِها؛ بل إن معناه: أنهم خالدون في النار أكثر من مدة بقاء السموات والأرض بمدة لا انقطاع لها، مع ما شاء الله لهم من الخلود، فمعنى (إلا)؛ أي: مع ما شاء الله من الخلود أزمانًا متتابعة إلى ما لا نهاية لها، أو يقال: إن الاستثناء في الآية إنما هو لبيان قدرة الله - جل وعلا - وهذا هو الذي يتوافق مع الأدلة الكثيرة المثبِتة لبقاء النار وخلود أهلها فيها. 2- واستدلوا بقوله - تعالى -: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا}[23]. ووجه الدلالة: أن الحقب هو المدة من الزمن، وهذا يدل على أنهم سيلبثون مُدَّةً معينةً، قد تطول؛ لكنها تنتهي. ونُوقش هذا الاستدلال: بأن الحُقُب – بضمتين - هو الدهر، والكفار يلبثون في جهنم دهورًا متواصلة لا تنتهي، أو يقال - كما قال بعض المفسرين -: إنهم يلبثون في نوعٍ من أنواع العذاب أحقابًا، ثم ينتقلون إلى نوع آخر، لا أنه ينقطع عنهم العذاب بعد مدة معينة. 3- واستدلوا بما رواه عبد بن حميد في "تفسيره": حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حمَّاد بن سلمة، عن ثابت، عن الحسن البصري قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "لو لَبِثَ أهل النار عَدَدَ رَمْل عالج، لكان لهم يومٌ يخرجون فيه". ونوقش هذا الاستدلال: بأنه أثرٌ ضعيف؛ لأن الحسن البصري لم يُدْرِكْ عمرَ بن الخطاب، كما ذكر الألباني في تخريجه لأحاديث "العقيدة الطحاوية"، وقال بعد أن ضعَّف الأثر: "وجملة القول: أن هذا الأثر لا يصح عن عمر، كما لا يصح عن غيره مرفوعًا، والله ولي التوفيق". هذا هو أشهر ما استدل به أصحابُ القول الأول، ولهم أدلةٌ أخرى، ولكن أدلتهم بالجملة ليست صريحة في الدلالة على فناء النار؛ بل لا بد من حملها على معنًى يوافق الأدلة الكثيرة التي تدل على خلودهم في النار إلى ما لا نهاية له. واختار هذا القول ونصَرَه ابنُ تيمية، ومال إليه تلميذُه ابنُ القيم؛ كما في "حادي الأرواح"، و"شفاء العليل"، وردَّ الإمامُ السبكيُّ على شيخ الإسلام ابن تيمية بردٍّ سمَّاه: "الاعتبار ببقاء الجنة والنار"، وكذا ردَّ عليه الألبانيُّ في كتاب أسماه: "رفع الأستار". والقول الثاني: أن النار لا تفنى؛ بل هي مؤبَّدة: وهو قول جمهور السلف - رحمهم الله - وهو الصحيح. واستدلوا بعِدَّةِ أدلة، أشهرها ثلاث آياتٍ صريحاتٍ في أَبَدِيَّة النار، وأنها لا تفنى، وهي: أولها: في سورة النساء؛ قال - تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}[24]. ثانيها: في سورة الأحزاب؛ قال - تعالى -: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}[25]. ثالثها: في سورة الجن؛ قال - تعالى -: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}[26]. وأيضًا يُسْتَدَلُّ بأحاديثَ كثيرةٍ؛ منها ما ذَكَرَه المصنِّف وختم به هذا الفصل، وهو حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عند البخاري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يؤتَى بالموت كهيئةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ، فيُنَادِي منادٍ: يا أهل الجنة، فيَشْرَئِبُّون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت - وكلهم قد رآه - ثم ينادى: يا أهل النار، فيَشْرَئِبُّون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت - وكلهم قد رآه - فيُذْبَح، ثم يقول: يا أهل الجنة، خلودٌ فلا موت، ويا أهل النار، خلودٌ فلا موت))، ثم قرأ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}[27]. ففي هذا الحديث بيانٌ أنه لا موت؛ لأن الموت يأتي بصورة كبش فيُذبح، وفيه خلود أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار، واختار القولَ الثاني شيخُنا ابن عثيمين في "فتاواه"[28]، واللجنة الدائمة[29]. فائدة: لا يُبدَّع من قال بفناء النار؛ لأنه قول مأثور عن بعض السلف، بخلاف من قال بفناء الجنة؛ فإنه مبتدع ولا شك؛ كالجهم بن صفوان القائل بفناء الجنة والنار. الشيخ/ عبدالله بن حمود الفريح ــــــــــــــــــــــــ [1] متفق عليه. [2] متفق عليه. [3] انظر: "فتح الباري" المجلد (11)، كتاب الرقاق، باب في الحوض. [4] متفق عليه. [5] وأَيْلَة - بفتح الهمزة، وإسكان الياء، وفتح اللام -: اختلف في تحديدها، وذكر ابن حجر: أن جمهور العلماء على أنها في طريق الحاج القادم من مصر إلى مكة، واختار النووي: أنها مدينةٌ على ساحل البحر متوسطة بين المدينة النبوية ودمشق ومصر، بينها وبين المدينة خمس عشرة مرحلة، وعدن وصنعاء: بلدتان في اليمن، وعَمَّان - بفتح العين، وفتح الميم مع تشديدها - بلدة في الشام، والجُحْفَة: بلدةٌ بالقُرْبِ من المدينة على سبع مراحل وهي على طريق مكة، وجربا وأذرح: قريتان في الشام، بينهما مسيرة ثلاث ليال. [6] رواه البخاري. [7] انظر: "شرح النووي لمسلم"، المجلد الثالث، كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء. [8] [الأنبياء: 28]. [9] [مريم: 71]. [10] متفق عليه. [11] متفق عليه من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه. ومدحضة مزلة؛ أي: زلق تزلق فيه الأقدام، كلاليب: جمع كلُّوب؛ وهي: حديدة معطوفة الرأس يعلق فيها اللحم ويرسل إلى التنور، خطاطيف: والخطف: استلاب الشيء وأخذه بسرعة. [12] انظر: "الفتح"، المجلد (11)، كتاب الرقاق، باب: الصراط جسر جهنم. [13] رواه البخاري. [14] انظر: "شرح النووي لمسلم"، المجلد الثاني، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية. [15] [الأعراف: 43]. [16] رواه البخاري. [17] [الزخرف: 74 - 75]. [18] [آل عمران: 133]. [19] [البقرة: 24]. [20] رواه مسلم. [21] [هود: 106، 107]. [22] [هود: 108]. [23] [النبأ: 23]. [24] [النساء: 168، 169]. [25] [الأحزاب : 64، 65]. [26] [الجن: 23]. [27] [مريم: 39]. [28] (2/ 55- 56). [29] (3/ 486- 491).