الموضوع
:
الطوائف والملل المنحرفة
عرض مشاركة واحدة
09-14-2014
#
2
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
May 2006
العمر :
52
أخر زيارة :
03-12-2024 (09:02 PM)
المشاركات :
14,442 [
+
]
التقييم :
59465
الدولهـ
MMS ~
SMS ~
يرحل الجميع ويبقى شعاع المحبة
لوني المفضل :
Crimson
رد: الطوائف والملل المنحرفة
اليزيدية
الـتعــريـــف:
اليزيدية: فرقة منحرفة نشأت سنة 132هـ إثر انهيار الدولة الأموية
كانت في بدايتها حركة سياسية لإِعادة مجد بني أمية ولكن الظروف البيئية
وعوامل الجهل انحرفت بها فأوصلتها إلى تقديس يزيد بن معاوية
وإبليس الذي يطلقون عليه اسم (طاووس ملك) وعزازيل.
التأســيس وأبــرز الشــخصـيات:
- البداية: عندما انهارت الدولة الأموية في معركة الزاب الكبرى شمال العراق سنة 132هـ
هرب الأمير إبراهيم بن حرب بن خالد بن يزيد إلى شمال العراق
وجمع فلول الأمويين داعياً إلى أحقية يزيد في الخلافة والولاية
وأنه السفياني المنتظر الذي سيعود إلى الأرض ليملأها عدلاً كما ملئت جوراً.
ويرجع سبب اختيارهم لمنطقة الأكراد ملجأ لهم هو أن أم مروان الثاني
الذي سقطت في عهده الدولة الأموية كانت من الأكراد.
- عدي بن مسافر: كان في مقدمة الهاربين من السلطة العباسية
فقد رحل من لبنان إلى الحكارية من أعمال كردستان، وينتهي نسبه إلى مروان بن الحكم
ولقبه شرف الدين أبو الفضائل، لقي الشيخ عبد القادر الجيلاني
وأخذ عنه التصوف، ولد سنة 1073م أو 1078م وعاش تسعين سنة
ودفن في لالش في منطقة الشيخان بالعراق.
- صخر بن صخر بن مسافر: المعروف بالشيخ "أبي البركات"
رافق عمه عدياً وكان خليفته ولما مات دفن بجانب قبر عمه في لالش.
- عدي بن أبي البركات: الملقب بأبي المفاخر والمشهور بالكردي، توفي سنة 615هـ/ 1217م.
- خلفه ابنه شمس الدين أبو محمد المعروف بالشيخ حسن: المولود سنة 591هـ/ 1154م
وعلى يديه انحرفت الطائفة اليزيدية من حب يزيد وعدي بن مسافر
إلى التقديس لهما وللشيطان إبليس، وتوفي سنة 644هـ/ 1246م
بعد أن ألف كتاب "الجلوة لأصحاب الخلوة" وكتاب "محك الإِيمان" وكتاب "هداية الأصحاب"
وقد أدخل اسمه في الشهادة كما نجدها اليوم عند بعض اليزيدية.
- الشيخ فخر الدين أخو الشيخ حسن: انحصرت في ذريته الرئاسة الدينية والفتوى.
- شرف الدين محمد بن الشيخ فخر الدين: قتل عام 655هـ/ 1257م
وهو في طريقه إلى السلطان عز الدين السلجوقي.
- زين الدين يوسف بن شرف الدين محمد: الذي سافر إلى مصر وانقطع إلى طلب العلم
والتعبد فمات في النكبة العدوية بالقاهرة سنة 725هـ.
- بعد ذلك أصبح تاريخهم غامضاً بسبب المعارك بينهم وبين المغول والسلاجقة والفاطميين.
- ظهر خلال ذلك الشيخ زين الدين أبو المحاسن: الذي يرتقي بنسبه إلى شقيق عدي أبي البركات
عين أميراً لليزيدية على الشام ثم اعتقله الملك سيف الدولة قلاوون
بعد أن أصبح خطراً لكثرة مؤيديه، ومات في سجنه.
- جاء بعده ابنه الشيخ عز الدين، وكان مقره في الشام، ولقب بأمير الأمراء
وأراد أن يقوم بثورة أموية فقبض عليه عام 731هـ ومات في سجنه أيضاً.
- استمرت دعوتهم في اضطهاد من الحكام وبقيت منطقة "الشيخان"
في العراق محط أنظار اليزيديين، وكان كتمان السر من أهم مميزات هذه الطريقة.
- استطاع رئيس الطائفة الأمير بايزيد الأموي أن يحصل على ترخيص بافتتاح مكتب للدعوة اليزيدية
في بغداد سنة 1969م بشارع الرشيد بهدف إحياء عروبة الطائفة الأموية اليزيدية
ووسيلتهم إلى ذلك نشر الدعوة القومية مدعمة بالحقائق الروحية والزمنية
وشعارهم عرب أموييّ القومية، يزيدييّ العقيدة.
- وآخر رئيس لهم هو الأمير تحسين بن سعيد أمير الشيخان.
- ونستطيع أن نجمل القول بأن الحركة قد مرّت بعدة أدوار هي:
الدور الأول: حركة أموية سياسية، تتبلور في حب يزيد بن معاوية.
الدور الثاني: تحويل الحركة إلى طريقة عدوية أيام الشيخ عدي بن مسافر الأموي.
الدور الثالث: انقطاع الشيخ حسن ست سنوات، ثم خروجه بكتبه مخالفاً فيها تعاليم الدين الإِسلامي الحنيف.
الدور الرابع: خروجهم التام من الإِسلام وتحريم القراءة والكتابة
ودخول المعتقدات الفاسدة والباطلة في تعاليمهم.
الأفــكار والمعتقــدات:
أولاً: مقدمة لفهم المعتقد اليزيدي:
- حدثت معركة كربلاء في عهد يزيد بن معاوية وقتل فيها الحسين بن علي رضي الله عنه.
- أخذ الشيعة يلعنون يزيد ويتهمونه بالزندقة وشرب الخمر.
- بعد زوال الدولة الأموية، بدأت اليزيدية على شكل حركة سياسية.
- أحب اليزيديون يزيد واستنكروا لعنه بخاصة.
- ثم استنكروا اللعن بعامة.
- وقفوا أمام مشكلة لعن إبليس في القرآن فاستنكروا ذلك أيضاً
وعكفوا على كتاب الله يطمسون بالشمع كل كلمة فيها لعن أو لعنة أو شيطان
أو استعاذة بحجة أن ذلك لم يكن موجوداً في أصل القرآن وأن ذلك زيادة من صنع المسلمين.
- ثم أخذوا يقدسون إبليس الملعون في القرآن، وترجع فلسفة هذا التقديس لديهم إلى أمور هي:
لأنه لم يسجد لآدم، فهو بذلك - في نظرهم - يعتبر الموحد الأول
الذي لم ينس وصية الرب بعدم السجود لغيره في حين نسيها الملائكة فسجدوا
إن أمر السجود لآدم كان مجرد اختبار، وقد نجح إبليس في هذا الاختبار فهو بذلك أول الموحدين
وقد كافأه الله على ذلك بأن جعله طاووس الملائكة، ورئيساً عليهم !! 1.
ويقدسونه كذلك خوفاً منه لأنه قوي إلى درجة أنه تصدى للإِله وتجرأ على رفض أوامره!! .
ويقدسونه كذلك تمجيداً لبطولته في العصيان والتمرد!!
- أغوى إبليس آدم بأن يأكل من الشجرة المحرمة فانتفخت بطنه فأخرجه الله من الجنة.
- إن إبليس لم يطرد من الجنة، بل إنه نزل من أجل رعاية الطائفة اليزيدية على وجه الأرض!!
ثانياً: معتقـداتـــهم:
- جرهم اعتبار إبليس (طاووس الملائكة) إلى تقديس تمثال طاووس من النحاس
على شكل ديك بحجم الكف المضمومة وهم يطوفون بهذا التمثال على القرى لجمع الأموال.
- وادي "لالش" في العراق: مكان مقدس يقع وسط جبال شاهقة تسمى بيت عذرى
مكسوة بأشجار من البلوط والجوز.
- المرجة في وادي لالش: تعتبر بقعة مقدسة، واسمها مأخوذ من مرجة الشام
والجزء الشرقي منها فيه جبل عرفات ونبع زمزم.
- لديهم مصحف رش (أي الكتاب الأسود) فيه تعاليم الطائفة ومعتقداتها.
- الشهادة: أشهد واحد الله، سلطان يزيد حبيب الله.
- الصوم: يصومون ثلاثة أيام من كل سنة في شهر كانون الأول شرقي
وهي تصادف عيد ميلاد يزيد بن معاوية.
- الزكاة: تجمع بواسطة الطاووس ويقوم بذلك القوالون وتجبى إلى رئاسة الطائفة.
- الحج: يقفون يوم العاشر من ذي الحجة من كل عام على جبل عرفات
في المرجة النورانية في لالش بالعراق.
- الصلاة: يصلون في ليلة منتصف شعبان وهي صلاة تعوضهم عن صلاة سنة كاملة.
- الحشر والنشر بعد الموت سيكون في قرية باطط في جبل سنجار
حيث توضع الموازين بين يدي الشيخ عدي الذي سيحاسب الناس
وسوف يأخذ جماعته ويدخلهم الجنة.
- يقسمون بأشياء باطلة ومن جملتها القسم بطوق سلطان يزيد وهو طرف الثوب.
- يترددون على المراقد والأضرحة كمرقد الشيخ عدي والشيخ شمس الدين
والشيخ حسن والشيخ عبد القادر الجيلاني، ولكل مرقد خدم
وهم يستخدمون الزيت والشموع في إضاءتها.
- يحرمون التزاوج بين الطبقات، ويجوز لليزيدي أن يعدد في الزواج إلى ست زوجات.
- الزواج يكون عن طريق خطف العروس أولاً من قبل العريس، ثم يأتي الأهل لتسوية الأمر.
- يحرمون اللون الأزرق لأنه من أبرز ألوان الطاووس.
- يحرمون أكل الخس والملفوف والقرع والفاصوليا ولحوم الديكة
وكذلك لحم الطاووس المقدس عندهم لأنه نظير لإِبليس طاووس الملائكة
ولحوم الدجاج والسمك والغزلان ولحم الخنزير.
- يحرمون حلق الشارب، بل يرسلونه طويلاً وبشكل ملحوظ.
- إذا رسمتَ دائرة على الأرض حول اليزيدي
فإنه لا يخرج من هذه الدائرة حتى تمحو قسماً منها اعتقاداً منه بأن الشيطان هو الذي أمرك بذلك.
- يحرمون القراءة والكتابة تحريماً دينياً لأنهم يعتمدون على علم الصدر
فأدى ذلك إلى انتشار الجهل والأمية بينهم مما زاد في انحرافهم ومغالاتهم بيزيد وعدي وإبليس.
- لديهم كتابان مقدسان هما: "الجلوة" الذي يتحدث عن صفات الإِله ووصاياه والآخر "مصحف رش"
أو "الكتاب الأسود" الذي يتحدث عن خلق الكون والملائكة
وتاريخ نشوء اليزيدية وعقيدتهم.
- يعتقدون بأن الرجل الذي يحتضن ولد اليزيدي أثناء ختانه يصبح أخاً لأم هذا الصغير
وعلى الزوج أن يحميه ويدافع عنه حتى الموت.
- اليزيدي يدعو متوجهاً نحو الشمس عند شروقها وعند غروبها ثم يلثم الأرض ويعفر بها وجهه
وله دعاء قبل النوم.
- لهم أعياد خاصة كعيد رأس السنة الميلادية وعيد المربعانية
وعيد القربان وعيد الجماعة وعيد يزيد وعيد خضر الياس وعيد بلندة
ولهم ليلة تسمى الليلة السوداء "شفرشك"
حيث يطفئون الأنوار ويستحلون فيها المحارم والخمور.
- يقولون في كتبهم: "أطيعوا واصغوا إلى خدامي بما يلقنونكم به
ولا تبيحوا به قدام الأجانب كاليهود والنصارى والإِسلام لأنهم لا يدرون ما هو تعليمي
ولا تعطوهم من كتبكم لئلا يغيروها عليكم وأنتم لا تعلمون".
الجذور الفكرية والعقائدية:
- اتصل عدي بن مسافر بالشيخ عبد القادر الجيلاني المتصوف
وقالوا بالحلول والتناسخ ووحدة الوجود، وقولهم في إبليس
يشبه قول الحلاج الذي اعتبره إمام الموحدين.
- يحترمون الدين النصراني، حتى إنهم يقبلون أيدي القساوسة
ويتناولون معهم العشاء الرباني، ويعتقدون بأن الخمرة هي دم المسيح الحقيقي
وعند شربها لا يسمحون بسقوط قطرة واحدة منها على الأرض أو أن تمس لحية شاربها.
- أخذوا عن النصارى "التعميد" حيث يؤخذ الطفل إلى عين ماء تسمى "عين البيضاء"
ليعمد فيها، وبعد أن يبلغ أسبوعاً يؤتى به إلى مرقد الشيخ عدي
حيث زمزم فيوضع في الماء وينطقون اسمه عالياً طالبين منه أن يكون يزيدياً ومؤمناً
(بطاووس ملك) أي إبليس.
- عندما دخل الإِسلام منطقة كردستان كان معظم السكان يدينون بالزرادشتية
فانتقلت بعض تعاليم هذه العقيدة إلى اليزيدية.
- دخلتهم عقائد المجوس والوثنية فقد رفعوا يزيد إلى مرتبة الألوهية
والتنظيم عندهم (الله-يزيد-عدي).
- (طاووس ملك) رمز وثني لإِبليس يحتل تقديراً فائقاً لديهم.
- أخذوا عن الشيعة "البراءة" وهي كرة مصنوعة من تراب مأخوذة من زاوية الشيخ عدي
يحملها كل يزيدي في جيبه للتبرك بها، وذلك على غرار التربة التي يحملها أفراد الشيعة الجعفرية.
وإذا مات اليزيدي توضع في فمه هذه التربة وإلا مات كافراً.
- عموماً: إن المنطقة التي انتشروا فيها تعج بالديانات المختلفة كالزرادشتيه وعبدة الأوثان
وعبدة القوى الطبيعية، واليهودية، والنصرانية، وبعضهم مرتبط بآلهة آشور وبابل وسومر
والصوفية من أهل الخطوة وقد أثرت هذه الديانات في عقيدة اليزيدية بدرجات متفاوتة
وذلك بسبب جهلهم وأميتهم مما زاد في درجة انحرافهم عن الإِسلام الصحيح.
الانتشار ومواقع النفوذ:
- تنتشر هذه الطائفة التي تقدس الشيطان في سوريا وتركيا وإيران وروسيا والعراق
ولهم جاليات قليلة العدد نسبياً في لبنان وألمانيا الغربية وبلجيكا.
- ويبلغ تعدادهم حوالي 120 ألف نسمة، منهم سبعون ألف في العراق
والباقي في الأقطار الأخرى، وهم مرتبطون جميعاً برئاسة البيت الأموي.
- هم من الأكراد وبها كتبهم وأدعيتهم وتواشيحهم الدينية.
- لهم مكتب رسمي مصرح به وهو المكتب الأمويّ للدعوة العربية في شارع الرشيد ببغداد.
----------------
وحـدة الـوجـود
التعريف
وحدة الوجود مذهب فلسفي لا ديني يقول بأن الله والطبيعة حقيقة واحدة
وأن الله هو الوجود الحق ، ويعتبرونه - تعالى عما يقولون علواً كبيراً - صورة هذا العالم المخلوق
أما مجموع المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود الله دون أن يكون لها وجود قائم بذاته .
- ونحن نوضح هذا المذهب
لأن آثاره وبعض أفكاره لا زالت مبثوثة في فكر أكثر أهل الطرق الصوفية المنتشرة في العالم العربي والإسلامي
وفي أناشيدهم وأذكارهم وأفكارهم .
- والمذهب كما سنرى موجود في الفكر النصراني واليهودي أيضاً
وقد تأثر المنادون بهذا الفكر من أمثال : ابن عربي
وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني بالفلسفة الأفلاطونية المحدثة
وبالعناصر التي أدخلها إخوان الصفا من إغريقية ونصرانية وفارسية الأصل
ومنها المذهب المانوي ولمذهب الرزاردشتي وفلسفة فيلون اليهودي وفلسفة الرواقيين .
اهم العقائد
يتلخص مذهب ابن عربي في وحدة الوجود في إنكاره لعالم الظاهر
ولا يعترف بالوجود الحقيقي إلا لله ، فالخلق هم ظل للوجود الحق
فلا موجود إلا الله فهو الوجود الحق .
- فابن عربي يقرر أنه ليس ثمة فرق بين ما هو خالق وما هو مخلوق
ومن أقواله التي تدل على ذلك : " سبحان من أظهر الأشياء وهو عنيها " .
- ويقول مبيناً وحدة الوجود وأن الله يحوي في ذاته كل المخلوقات :
ياخالق الأشياء في نفسه
أنت لما تخلق جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه
فيك فأنت الضيق الواسع
- ويقول أيضاً :
فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا
وليس خلقاً بذالك الوجه فاذكروا
جمع وفرق فإن العين واحدة
وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذر
وبناء على هذا التصور فليس ثمة خلق ولا موجود من عدم
بل مجرد فيض وتجلي وما دام الأمر كذلك فلا مجال للحديث عن علة أو غاية
وإنما يسير العالم وفق ضرورة مطلقة ويخضع لحتمية وجبرية صارمة .
وهذا العالم لا يتكلم فيه عن خير وشر ولا عن قضاء وقدر
ولا عن حرية أو إرادة ثم لا حساب ولا مسؤولية وثواب ولا عقاب
بل الجميع في نعيم مقيم والفرق بين الجنة والنار إنما هو في المرتبة فقط لا في النوع .
وقد ذهب ابن عربي إلى تحريف آيات القرآن لتوافق مذهبه ومعتقده
فالعذاب عنده من العذوبة والريح التي دمرت عاد هي الراحة لأنها أراحتهم من أجسامهم المظلمة
وفي هذه الريح عذاب وهو من العذوبة :
- ومما يؤكد على قوله بالجبيرة الذي هو من نتائج مذهبه الفاسد :
الحكم حكم الجبر والاضطرار
ما ثم حكم يقتضي الاختيار
إلا الذي يعزى إلينا ففي
ظاهره بأنه عن خيار
لو فكر الناظر فيه رأى
بأنه المختار عن اضطرار
- وإذا كان قد ترتب على قول ابن عربي بوحدة الوجود قوله بالجبر ونفي الحساب والثواب والعقاب .
فإنه ترتب على مذهبه أيضاَ قوله بوحدة الأديان . فقد أكد ابن عربي على أن من يعبد الله
ومن يعبد الأحجار والأصنام كلهم سواء في الحقيقة
ما عبدوا إلا الله إذ ليس ثمة فرق بين خالق ومخلوق .
يقول في ذلك :
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة
فمرعى الغزلان ودير لرهبانوبيت لأوثان وكعبة طائف
وألواح توراة ومصحف قرآن
- فمذهب وحدة الوجود الذي قال به ابن عربي يجعل الخالق والمخلوق وحدة واحدة سواء بسواء
وقد ترتب على هذا المذهب نتائج باطلة قال بها ابن عربي وأكدها
وهي قوله بالجبرية ونفيه الثواب والعقاب وكذا قوله بوحدة الأديان .
- وقد بالغ ابن عربي في القول بوحدة الوجود تلاميذ له أعجبوا بآرائه
وعرضوا لذلك المذهب في أشعارهم وكتبهم من هؤلاء : ابن الفارض وابن سبعين والتلمساني .
• أما ابن الفارض فيؤكد مذهبه في وحدة الوجود في قصيدته المشهورة بالتائية :
لها صلاتي بالمقام أقيمها
وأشهد أنها لي صلت
كلانا مصل عابد ساجد إلى
حقيقة الجمع في كل سجد
وما كان لي صلى سواي فلم تكن
صلاتي لغيري في أداء كل ركعة
وما زالت إياها وإياي لم تزل
ولا فرق بل ذاتي لذاتي أحبت
فهو هنا يصرح بأنه يصلي لنفسه لأن نفسه هي الله .
ويبين أنه ينشد ذلك الشعر لا في حال سكر الصوفية بل هو في حالة الصحو فيقول :
ففي الصحو بعد المحو لم أك غيرها وذاتي ذاتي إذا تحلت تجلت
- الصوفية معجبون بهذه القصيدة التائية ويسمون صاحبها ابن الفارض بسلطان العاشقين
على الرغم مما يوجد في تلك القصيدة من كفر صريح والعياذ بالله .
• وأما ابن سبعين فمن أقواله الدالة على متابعة ابن عربي في مذهب وحدة الوجود :
قوله : رب مالك ، وعبد هالك ، وأنتم ذلك الله فقط ، والكثرة وهم .
وهنا يؤكد ابن سبعين أن هذه الموجودات ليس له وجد حقيقي
فوجودها وهم وليس ثمة فرق بين الخلق وبين الحق ، فالموجودات هي الله !!
• أما التلمساني وهو كما يقول الإمام ابن تيمية من أعظم هؤلاء كفراً
وهو أحذقهم في الكفر والزندقة . فهو لا يفرق بين الكائنات وخالقها
إنما الكائنات أجزاء منه ، وأبعاض له بمنزلة أمواج البحر ، وأجزاء البيت من البيت ، ومن ذلك قوله :
البحر لا شك عندي في توحده
وإن وأن تعدد بالأمواج والزبد
فلا يغرنك ما شاهدت من صور
فالواحد الرب ساوي العين في العدد
- ويقول أيضاَ :
فما البحر إلا الموج لا شيء غيره
وإن فرقته كثرة المتعدد
- ومن شعره أيضاَ :
أحن إليه وهو قلبي وهل يرى
سواي أخو وجد يحن لقلبه ؟
ويحجب طرفي عنه إذ هو ناظري
وما بعده إلا لإفراط قربه
- فالوجود عند التلمساني واحد ، وليس هناك فرق بين الخالق والمخلوق
بل كل المخلوقات إنما هي لله ذاته .
- وقد وجد لهذا المذهب الإلحادي صدى في بلاد الغرب
بعد أن انتقل إليها على يد برونو الإيطالي وروج له اسبينوز اليهودي .
• جيور واتو برونو 1548-1611م وهو مفكر إيطالي ، درس الفلسفة
واللاهوت في أحد الأديرة الدينية ، إلا أنه خرج على تعاليم الكنيسة فرمي بالزندقة
وفر من إيطاليا ، وتنقل طريداً في البلدان الأوروبية وبعد عودته إلى إيطاليا
وشي به إلى محاكم التفتيش فحكم عليه بالموت حرقاً .
• باروخ سبينوزا 1632-1677م . وهو فيلسوف هولندي يهودي
هاجر أبواه من البرتغال في فترة الاضطهاد الديني لليهود من قبل النصارى
ودرس الديانة اليهودية والفلسفة كما هي عند ابن ميمون الفيلسوف اليهودي ا
لذي عاش في الأندلسي وعند ابن جبريل وهو أيضاَ فيلسوف يهودي عاش في الأندلس كذلك .
ومن أقول سبينوزا التي تؤكد على مذهبه في وحدة الوجود :
- ما في الوجود إلا الله ، فالله هو الوجود الحق ، ولا وجود معه يماثله لأنه لا يصح أن يكون ثم وجودان مختلفان متماثلان .
- إن قوانين الطبيعة وأوامر الله الخالدة شيء واحد يعينه
وإن كل الأشياء تنشأ من طبيعة الله الخالدة .
- الله هو القانون الذي تسير وفقه ظواهر الوجود جميعاً بغير استثناء أو شذوذ .
- إن الطبيعة عالماً واحداً هو الطبيعة والله في آن واحد
وليس في هذا العالم مكان لما فوق الطبيعة .
- ليس هناك فرق بين العقل كما يمثله الله وبين المادة كما تمثلها الطبيعة فهما شيء واحد .
• يقول الإمام ابن تيمية بعد أن ذكر كثيراً من أقوال أصحاب مذهب وحدة الوجود
" يقولون : إن الوجود واحد ، كما يقول ابن عربي - صاحب الفتوحات -
وابن سبعين وابن الفارض والتلمساني وأمثالهم - عليهم من الله ما يستحقونه -
فإنهم لا يجعلون للخالق سبحانه وجوداً مبايناً لوجود المخلوق .
وهو جامع كل شر في العالم ، ومبدأ ضلالهم من حيث لم يثبتوا للخالق وجوداً مبايناً لوجود المخلوق
وهم يأخذون من كلام الفلاسفة شيئاً ، ومن القول الفاسد من كلام المتصوفة والمتكلمين شيئاً
ومن كلام القرامطة والباطنية شيئاً فيطوفون على أبواب المذاهب ويفوزون بأخس المطالب
ويثنون على ما يذكر من كلام التصوف المخلوط بالفلسفة " ( جامع الرسائل 1- ص 167
الجذور الفكريه والعقائديه
- لقد قال بفكرة وحدة الوجود فلاسفة قدماء : مثل الفيلسوف اليوناني هيراقليطس
فالله - سبحانه وتعالى - عنده نهار وليل وصيف وشتاء
ووفرة وقلة ، جامد وسائل ، فهو كالنار المعطرة تسمى باسم العطر الذي يفوح منها .
- وقال بذلك الهندوسية الهندية : إن الكون كله ليس إلا ظهوراً للوجود الحقيقي
والروح الإنسانية جزء من الروح العليا وهي كالآلهة سرمدية غير مخلوقة .
- وفي القرن السابع الهجري قال ابن عربي بفكرة وحدة الوجود وقد سبق ذكر أقواله .
- وفي القرن السابع عشر الميلادي ظهرت مقولة وحدة الوجود لدى الفيلسوف اليهودي سبينوزا
الذي سبق ذكره ، ويرجح أنه اطلع على آراء ابن عربي الأندلسي في وحدة الوجود عن طريق الفيلسوف اليهودي الأندلسي ابن ميمون .
وقد أعجب سبينوزا بأفكار برونو الإيطالي الذي مات حرقاً على يد محاكم التفتيش
وخاصة تلك الأفكار التي تتعلق بوحدة الوجود . ولقد قال أقوالاً اختلف فيها المفكرون
فمنهم من عدوه من أصحاب وحدة الوجود ، والبعض نفى عنه هذه الصفة .
- وفي القرن التاسع عشر الميلادي نجد أن مقولة وحدة الوجود
قد عادت تتردد على ألسنة بعض الشعراء الغربيين مثل بيرس شلى 1792-1822م
فالله سبحانه وتعالى في رأيه - تعالى عما يقول : " هو هذه البسمة الجميلة على شفتي طفل جميل باسم
وهو هذه النسائم العليلة التي تنعشنا ساعة الأصيل
وهو هذه الإشراقة المتألقة بالنجم الهادي ، في ظلمات الليل
وهو هذه الورد اليانعة تتفتح وكأنه ابتسامات شفاء جميلة إنه الجمال أينما وجد … ".
- وهكذا فإن لمذهب وحدة الوجود أنصار في أمكنة وأزمنة مختلفة
موقف الإسلام من هذا المذهب
الإسلام يؤمن بأن الله جل شأنه خالق الوجود منـزه عن الاتحاد بمخلوقاته أو الحلول فيها .
والكون شيء غير خالقه ، ومن ثم فإن هذا المذهب يخالف الإسلام في إنكار وجود الله
والخروج على حدوده ، ويخالفه في تأليه المخلوقات وجعل الخالق والمخلوق شيئاً واحداً
ويخالفه في إلغاء المسؤولية الفردية ، والتكاليف الشرعية
والانسياق وراء الشهوات البهيمية ، ويخالفه في إنكار الجزاء والمسؤولية والبعث والحساب .
- ويرى بعض الدعاة أن وحدة الوجود عنوان آخر للإلحاد في وجود الله
وتعبير ملتو للقول بوجود المادة فقط وأن هذا المذهب تكئة
لكل إباحي يلتمس السبيل إلى نيل شهواته تحت شعار من العقائد
أو ملحد يريد أن يهدم الإسلام بتصيد الشهوات أو معطل يحاول التخلص من تكاليف الكتاب والسنة
التأسيس وأبرز الشخصيات
إن فكرة وحدة الوجود قديمة جداً ، فقد كانت قائمة بشكل جزئي عند اليونانيين القدماء
وهي كذلك في الهندوسية الهندية .
وانتقلت الفكرة إلى بعض الغلاة من متصوفة المسلمين من أبرزهم :
محي الدين ابن عربي وابن الفارضوابن سبعين والتلمساني .
ثم انتشرت في الغرب الأوروبي على يد رونو النصراني وسبينوزا اليهودي .
ومن أبرز الشخصيات وأفكارهم :
• ابن عربي 560هـ –638 :
- هو محي الدين محمد بن علي بن عبد الله العربي ، الحاتمي ، الطائي
الأندلسي وينتهي نسبه إلى حاتم الطائي ، أحد مشاهير الصوفية
وعرف بالشيخ الأكبر ولد في مرسية سنة 560هـ وانتقل إلى أشبيلية
حيث بدأ دراسته التقليدية بها ثم عمل في شبابه كاتباً لعدد من حكام الولايات .
- في سن مبكرة وبعد مرض ألم به كان التحول الكبير في حياته
حيث انقلب بعد ذلك زاهداً سائحاً منقطعاً للعبادة والخلوة
ثم قضى بعد ذلك حوالي عشر سنين في مدن الأندلس المختلفة
وشمالي إفريقية بصحبة عدد من شيوخ الصوفية .
- في الثلاثين من عمره انتقل إلى تونس ثم ذهب إلى فارس حيث كتب كتابه المسمى
: الإسراء إلى مقام الأسرى ثم عاد إلى تونس
ثم سافر شرقاً إلى القاهرة والقدس واتجه جنوباً إلى مكة حاجاً
ولزم البيت الحرام لعدد من السنين ، وألف في تلك الفترة كتابه تاج الرسائل
وروح القدس ثم بدأ سنة 598هـ بكتابة مؤلفه الضخم الفتوحات المكية .
- في السنين التالية نجد أن ابن عربي ينتقل بين بلاد الأناضول وسورية
والقدس والقاهرة ومكة ،ثم ترك بلاد الأناضول ليستقر في دمشق .
وقد وجد ملاذاً لدى عائلة ابن الزكي وأفراد من الأسرة الأيوبية الحاكمة
بعد أن وجه إليه الفقهاء سهام النقد والتجريح ،بل التكفير والزندقة .
وفي تلك الفترة ألف كتابه فصوص الحكم وأكمل كتابه الفتوحات المكية
وتوفي ابن عربي في دار القاضي ابن الزكي سنة 638هـ
ودفن بمقبرة العائلة على سفح جبل قسيون
الخلاصة
أن هذا المذهب الفلسفي هو مذهب لا ديني ، جوهره نفي الذات الإلهية
حيث يوحد في الطبيعة بين الله تعالى وبين الطبيعة
على نحو ما ذهب إليه الهندوس أخذاً من فكرة يونانية قديمة
وانتقل إلى بعض الغلاة المتصوفة كابن عربي وغيره
وكل هذا مخالف لعقيدة التوحيد في الإسلام ، فالله سبحانه
وتعالى منـزه عن الاتحاد بمخلوقاته أو الحلول فيها
---------------------------
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا
قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"
قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"
السير6 /369
قال العلامة السعدي:"
وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"
الفتاوى السعدية 461
فترة الأقامة :
6568 يوم
الإقامة :
ارض الحرمين
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
3462
مواضيعي ~
•
ركني الهادي
•
شعاع الترحيب والضيافة
•
شعاع الإعلانات الإدارية
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.20 يوميا
هوازن الشريف
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى هوازن الشريف
زيارة موقع هوازن الشريف المفضل
البحث عن كل مشاركات هوازن الشريف