الموضوع
:
ديناميكية البناء اللغوي في القران
عرض مشاركة واحدة
09-15-2014
#
3
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
May 2006
العمر :
52
أخر زيارة :
03-12-2024 (09:02 PM)
المشاركات :
14,442 [
+
]
التقييم :
59465
الدولهـ
MMS ~
SMS ~
يرحل الجميع ويبقى شعاع المحبة
لوني المفضل :
Crimson
رد: ديناميكية البناء اللغوي
ثالثا: المجاز المرسل:
وهو إحدى أدوات التعبير الديناميكية، يعرفه البلاغيون بأنه: (ما كانت العلاقة بين ما استعمل فيه وما وضع له ملابسة غير التشبيه)، ومنه إطلاق المسبب وإيراد السبب كما في قوله تعالى:
﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ ﴾
(غافر: 13)، فالرزق هنا المراد به الغيث الذي يكون به الرزق، وعبر بالرزق عن الغيث لأمه مسبب عنه، وهكذا يربط بين الغيث والرزق في مخيلة الإنسان، ومن المجاز المرسل تسمية الشيء باعتبار ما سيؤول إليه، كما في قوله تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ﴾
(النساء: 10)، فالمراد بقوله ﴿ إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً ﴾. مالا سيكون نارا يوم القيامة، وقد سماه نارا حتى يجعل النفس تنفر منه وتبتعد عن أكله وكأنه نار حقيقية يلتهمها عبيد المال سفها وطغيانا. ومن المجاز المرسل تسمية الشيء باعتبار ما كان عليه، كما في قوله تعالى:
﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً ﴾
(النساء: 2)، فاليتيم عندما يعطى المال وقد بلغ سنة التكليف لم يعد يتيما، وإنما سماه يتيما باعتبار ما كان عليه ليحافظ على نزعة الرحمة عناية به. ومن علاقات المجاز المرسل: إطلاق المحل وإرادة الحال فيه، كما في قوله تعالى:
﴿ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ﴾
(العلق: 17)، فالمراد دعوة أهل النادي، ولكنه طلب منه دعوة النادي بما فيه زيادة في التحدي والمبالغة. ومن علاقات المجاز المرسل: تسمية الشيء باسم آلته، كما في قوله تعالى:
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾
(إبراهيم: 4). فاللسان هنا المراد به اللغة، وأطلق لفظ اللسان دون اللغة لأنه أداتها وآلتها. وهكذا نجد أن المجاز المرسل يولد طاقة فكرية هائلة في الكلام مستندا إلى ما بين المعاني من علاقات لا شتى لا تقوم على المشابهة كما هو الحال في الاستعارة.
رابعا: المجاز العقلي:
وهو إحدى أدوات التعبير الديناميكية، يعرفه البلاغيون بأنه: (إسناد الفعل، أو معناه، إلى ملابس له، غير ما هو له، بتأول)[6]، ومنه قوله تعالى:
﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾
(القصص: 4)، فإسناد الذبح والاستحياء إلى فرعون لأنه السبب الآمر بهذه الأفعال الشنيعة التي يقوم بها جنوده، وقد يكون الإسناد إلى الزمان، كما في قوله تعالى:
﴿ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً ﴾
(المزمل: 17)، والأحداث التي في ذلك اليوم هي التي تجعل الولدان شيبا وليس اليوم في حد ذاته، كما يكون الإسناد إلى المكان، كما في قوله تعالى:
﴿ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴾
(الزلزلة: 2)، والأرض لا تفعل ذلك من تلقاء نفسها وإنما يأمرها الله بذلك، وقيمة هذا المجاز أنه يلفت الإنسان إلى العوامل المؤثرة في الأفعال من أسباب وزمان ومكان وغير ذلك إلى جانب الفاعل الحقيقي للحدث.
خامسا: الكناية:
وهي إحدى أدوات التعبير الديناميكية، يعرفها البلاغيون بأنها (لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادته)، وقد وردت الكناية في مواضع من القرآن، قال تعالى:
﴿ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾
(المائدة: 75) فقوله كانا يأكلان الطعام كناية على أنهما من البشر، وأنهما (كسائر أفراد البشر في الاحتياج إلى ما يحتاج إليه كل فرد من أفراده بل من أفراد الحيوان) [8]، وقوله تعالى:
﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
(البقرة: 223) هو
(من الكنايات اللطيفة والتعريضات المستحسنة، وهذه وأشباهها في كلام الله آداب حسنة، على المؤمنين أن يتعلموها ويتأدبوا بها ويتكلفوا مثلها في محاورتهم ومكاتبتهم)
[9]، وعليه فالكناية أسلوب غير مباشر لأداء المعنى مع قرينة ودليل ملموس، وقد وظفها القرآن لتفعيل التعبير اللغوي، والرقي بأدائه إلى رتبة الإعجاز.
سادسا: الأمر:
وهو إحدى أدوات التعبير الديناميكية، وأكثر ما يكون جماله لما يخرج عن مقتضى الظاهر، كالتهديد في قوله تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمَّنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾
(فصلت: 40)، أو التعجيز كما في قوله تعالى:
﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾
(البقرة: 23)، أو الإهانة كما في قوله تعالى: ﴿ قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً ﴾ (الإسراء: 50)، أو التسوية كما في قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ ﴾ (التوبة: 53)، أو الاحتقار كما في قوله تعالى:
﴿ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ ﴾
(الشعراء: 43).. فصيغ الأمر كلها في هذه الآيات ونحوها ذات معان دالة، تتجاوز المعنى المباشر للأمر وهو طلب الفعل على وجه الاستعلاء والإلزام إلى معان أخرى بلاغية تستشف من إيحاءات الكلام وسياقاته المختلفة.
سابعا: النهي:
وهو إحدى أدوات التعبير الديناميكية، وهو في الأصل: طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء والإلزام، ولكنه قد يخرج إلى معان أخرى بلاغية تستشف من إيحاءات الكلام وسياقاته المختلفة، وذلك كالدعاء كما في قوله تعالى:
﴿ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾
(البقرة: 286)، فقد حملت دلالات النهي في الآية السابقة معاني الدعاء للعلي الكبير أن يتولى المؤمن برعايته وحفظه ونصره، فخرجت بذلك عن مطلق النهي وأعطت الكلام دفئا وحيوية في محراب التبتل إلى الله العلي الكبير.
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا
قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"
قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"
السير6 /369
قال العلامة السعدي:"
وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"
الفتاوى السعدية 461
فترة الأقامة :
6574 يوم
الإقامة :
ارض الحرمين
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
3466
مواضيعي ~
•
ركني الهادي
•
شعاع الترحيب والضيافة
•
شعاع الإعلانات الإدارية
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.20 يوميا
هوازن الشريف
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى هوازن الشريف
زيارة موقع هوازن الشريف المفضل
البحث عن كل مشاركات هوازن الشريف