الموضوع
:
ديناميكية البناء اللغوي في القران
عرض مشاركة واحدة
09-15-2014
#
5
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
May 2006
العمر :
52
أخر زيارة :
03-12-2024 (09:02 PM)
المشاركات :
14,442 [
+
]
التقييم :
59465
الدولهـ
MMS ~
SMS ~
يرحل الجميع ويبقى شعاع المحبة
لوني المفضل :
Crimson
رد: ديناميكية البناء اللغوي
ثلاثة عشر: الإيجاز:
وهو إحدى أدوات التعبير الديناميكية، يعرفه البلاغيون بأنه: (اختصار بعض ألفاظ المعاني ليأتي الكلام وجيزا من غير حذف لبعض الاسم، ولا عدول عن لفظ المعنى الذي وضع له) ، والعرب مولعون بالإيجاز حتى قالوا: البلاغة هي الإيجاز، وكتاب الله عز وجل في ما عرضه من موضوعات وقصص وتشريع وعقيدة، لهو في غاية الإيجاز، متضمن سعادة الدارين، ودستور للفرد والجماعة على حد سواء، ومن أساليب الإيجاز قوله تعالى:
﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ﴾
(البقرة: من الآية179)، وهذه الآية تشتمل على إيجاز القصر، وقد قال عنه السيوطي: (معناه كثير، ولفظه يسير، لأن معناه أن الإنسان إذا علم أنه متى قَتل قُتل به كان ذلك داعيا إلى أن لا يقدم على القتل، فارتفع بالقتل الذي هو القصاص كثير من قتل الناس بعضهم لبعض، وكان ارتفاع القتل حياة لهم، وقد فضلت هذه الجملة على أوجز ماكان عند العرب في هذا المعنى، وهو قولهم: القتل أنفى للقتل - بعشرين وجها أو أكثر) ، وصور الإيجاز كثيرة، وهو ضربان: إيجاز بالحذف وإيجاز قصر، وقد احتوى القرآن على النوعين، وليس بخاف ما يثيره الإيجاز من كوامن البحث والتنقيب على المعنى الذي يحتويه، فهو يبعث الطاقة في نفس القارئ أو المتلقي من أجل الإحاطة بالمعنى الذي قد يكون دقيقا أو غامضا مما يحتاج معه إلى مزيد من البحث والتأمل.
أربعة عشر: التكرار:
وهو إحدى أدوات التعبير الديناميكية، لأنه يدفع إلى التأمل في ما كرر، وسببه، وفائدته، ويعرفه البلاغيون بأنه: (أن يكرر المتكلم اللفظة الواحدة لتأكيد الوصف أو المدح أو الذم أو التهويل أو الوعيد)، ومثاله في القرآن قوله تعالى:
﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾
(القمر: 17)، وحول حكمة تكرار هذه الآية يقول السيوطي: (قال الزمخشري: كرر ليجددوا عند سماع كل نبأ منها اتعاظا وتنبيها، وأن كلا من تلك الأنباء مستحق لاعتبار يختص به، وأن يتنبهوا كي لا يغلبهم السرور والغفلة)، وصور التكرار كثيرة في الذكر الحكيم، (ومن ذلك تكرير القصص، كقصة آدم وموسى ونوح وغيرهم من الأنبياء، قال بعضهم: ذكر الله موسى في كتابه في مئة وعشرين موضعا. وقال ابن العربي في القواصم: ذكر الله قصة نوح في خمسة وعشرين موضعا، وقصة موسى في تسعين آية. وقد ألف البدر بن جماعة كتابا سماه المقتنص في فوائد تكرير القصص، وذكر في فوائده: أن في كل موضع زيادة شيء لم يذكر في الذي قبله، أو إبدال كلمة بأخرى لنكتة، وهذه عادة البلغاء)
خمسة عشر: ذكر الخاص بعد العام:
وذلك (للتنبيه على فضله حتى كأنه ليس من جنسه، تنزيلا للتغاير في الوصف نزلة التغاير في الذات)، ومثاله قوله تعالى:
﴿ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾
(البقرة: 98)، فقد دخل جبريل وميكال ضمن الملائكة دخولا أوليا ثم ذكرا على التفصيل بعد ذلك للعناية بشأنهما، وهذا يدفع العقل لمزيد من التأمل في شأن هذين الملكين الكريمين.
ستة عشر: الإيغال:
وهو (ختم البيت بما يفيد نكتة يتم المعنى دونها)، ومثاله قوله تعالى:
﴿ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾
(يّس: 21)، فتأمل كيف ختمت الآية بوصف الرسل بالهدى، مما يجعل السامع يغرى باتباعهم، فهو اتباع مجاني لا يكلف شيئا من جهة، ثم هو اتباع على طريق الهداية من جهة أخرى.
سبعة عشر: التذييل:
وهو: (تعقيب الجملة بجملة تشتمل على معناها للتوكيد) ، ومثاله قوله تعالى:
﴿ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴾
(سـبأ: 17)، فانظر كيف جعل إنزال العقاب بسبب الكفر، ثم جعله خاصا بالكفرة، وهذا التذييل له أهميته، لئلا يتوهم غير الكافر إذا عصى ربه أنه سيعاقب عقاب الكافر، فالعقاب الماحق لا يكون إلا للكافرين.
ثمانية عشر: الاحتراس:
وهو:
(أن يؤتى به في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه)، ومثاله قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾
(المائدة: 54)، قال الخطيب القزويني مبينا سرا قوله تعالى:
﴿ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾
: (فإنه لو اقتصر على وصفهم بالذلة على المؤمنين، لتوهم أن ذلتهم لضعفهم، فلما قيل: أعزة على الكافرين، علم أنها منهم تواضع لهم، ولذا عدي الذل بعلى لتضمينه معنى العطف، كأنه قيل: عاطفين عليهم على وجه التذلل والتواضع، ويجوز أن تكون التعدية بعلى لأن المعنى: أنهم مع شرفهم، وعلو طبقتهم، وفضلهم على المؤمنين، خافضون لهم أجنحتهم)
تسعة عشر: التتميم:
وهو (أن يؤتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضلة تفيد نكتة)، ومثاله قوله تعالى:
﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ﴾
(البقرة: من الآية177)، فقوله على حبه فيه تتميم في غاية الحسن، فهو ينفق المال مع حبه له، أو هو ينفقه حبا لله، ومنه أيضا قوله تعالى:
﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ﴾
(الإنسان: 8) أي مع اشتهائه والحاجة إليه، وهنا يكون الإنفاق أعظم أجرا عند الله تعالى.
يتبـــــــــــــــــ
ــــــــع
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا
قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"
قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"
السير6 /369
قال العلامة السعدي:"
وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"
الفتاوى السعدية 461
فترة الأقامة :
6574 يوم
الإقامة :
ارض الحرمين
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
3466
مواضيعي ~
•
ركني الهادي
•
شعاع الترحيب والضيافة
•
شعاع الإعلانات الإدارية
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.20 يوميا
هوازن الشريف
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى هوازن الشريف
زيارة موقع هوازن الشريف المفضل
البحث عن كل مشاركات هوازن الشريف