الموضوع
:
ديناميكية البناء اللغوي في القران
عرض مشاركة واحدة
09-15-2014
#
7
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
May 2006
العمر :
52
أخر زيارة :
03-12-2024 (09:02 PM)
المشاركات :
14,442 [
+
]
التقييم :
59465
الدولهـ
MMS ~
SMS ~
يرحل الجميع ويبقى شعاع المحبة
لوني المفضل :
Crimson
رد: ديناميكية البناء اللغوي
ثلاثون: الجمع والتفريق، وهو:
(أن يدخل شيئان في معنى، ويفرق بين جهتي الإدخال) ، ومثاله قوله تعالى:
﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ﴾
(الإسراء: من الآية12). فقد جمع بين الليل والنهار بكلمة آيتين، ثم فرق بعد ذلك في بيان ما لكل واحد منهما، وهذا أسلوب قويم من أساليب اللغة يثير الفكر ويدعو للتأمل في ما يقوله المتكلم.
واحد وثلاثون: الجمع مع التفريق والتقسيم
ومثاله قوله تعالى:
﴿ يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيق * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾
(هود: 105- 108). فالمراد بالنفس في الآية الفرد من جنس الإنسان، ثم فرقه بحسب النتيجة إلى شقي وسعيد، ثم ذكر ما أعده لكل فريق يوم القيامة، في أسلوب بديع لافت مؤثر، ومما زاده جمالا هذا الاستثناء الذي تكرر مرتين في سياق ذكر الخلود للفريقين، وهو قوله: ﴿ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ﴾ فلقد احتارت العقول في فهمه وتأويله، ليعلم أن كل شيء بقبضته وأنه فعال لما يريد.
اثنان وثلاثون: التجريد:
وهو (أن ينتزع من أمر ذي صفة آخر مثله فيها مبالغة لكمالها فيه)، ومثاله قوله تعالى:
﴿ ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾
(فصلت: 28)، فقد جعل النار تشتمل على دار الخلد، ودار الخلد هي النار ذاتها، وذلك مبالغة في الزجر والترهيب.
ثلاثة وثلاثون: المذهب الكلامي:
وهو (إيراد حجة المطلوب على طريقة أهل الكلام)، ومثاله قوله تعالى:
﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾
(الأنبياء: من الآية22)، فالشراكة تكون بسبب الضعف عن تحقيق الشيء من دون معونة الآخرين، والآلهة يجب أن تكون قوية بنفسها غنية عن غيرها، ثم إن الشراكة قد ينتج عنها صراعات وعداوات وخلافات بين المتشاركين، مما يفسدها من أساسها، ولو كان هنالك آلهة متعددة لهذا الكون لفسد الكون، ولما كان الكون صالحا محكما متوازنا علمنا بالضرورة أنه صنع إله قوي واحد وهو الله العزيز الحكيم. ومثاله أيضا قوله تعالى حكاية عن إبراهيم وكيف استدل من ظواهر الكون على الصاتع المبدع:
﴿ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴾
(الأنعام: 76)، فقد استثاره جمال الكوكب، فقال: هذا ربي! ولكن الرب ينبغي أن يكون حاضرا شاهدا قيوما لا ينام ولا يغفل ولا يغيب، فعدل عنه إلى القمر، قال تعالى:
﴿ فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴾
(الأنعام: 77)، وحصل معه في القمر ما حصل في الكوكب، فاتجه على الشمس، ومنها إلى عبادة الحي القيوم، قال تعالى:
﴿ فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴾
(الأنعام: 78)، والقرآن سنده العقل، وهو قائم على الحجج والبراهين، وهذا ما يقويه وينصره في كل زمان ومكان، وهذا الذي يعطيه القبول والخلود، فهو صالح لأهل قرطبة وغرناطة كصلاحه لأهل مكة والمدينة، وهو صالح لأهل القرن الخامس عشر الهجري كصلاحه لأهل القرن الأول، وهذا أحد أهم العوامل في حيوية القرآن وسر بقائه معجزا خالدا إلى يوم الدين، فحيث وجد العلم والعقل والبحث والتجريب فهي بيئته وموطنه، بل هو يساعد تلك البيئة ويرفدها بما فيه من مظاهر الإعجاز العلمي ليثبت للعالم كله أنه من لدن رب العالمين.
أربعة وثلاثون: تأكيد المدح بما يشبه الذم:
ومثاله قوله تعالى:
﴿ لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلَّا سَلاماً ﴾
(مريم: من الآية62)، فهو حين نفى اللغو واستثنى منه السلام أثار ذهن المتلقي فحسب أن السلام من اللغو، وأن هذا ذما له، بيد أنه في الحقيقة مدح، وهذا أسلوب عربي فصيح يستثير المتلقي ويحرك انتباهه ومشاعره.
خمسة وثلاثون: تجاهل العارف، وهو:
(سوق المعلوم مساق غيره لنكتة)، ومثاله قوله تعالى:
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾
(سـبأ: 7)، فقولهم رجل هكذا بالتنكير وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم هو أسلوب من أساليب البيان العربي التي تثري البيان وتمنحه حركة وحيوية.
ستة وثلاثون: القول بالموجب:
وهو ضربان أحدهما: (أن تقع صفة في كلام الغير كناية عن شيء أثبت له حكم، فتثبت في كلامك تلك الصفة لغير ذلك الشيء، من غير تعرض لثبوت ذلك الحكم أو في انتفائه عنه) ، ومثاله قوله تعالى:
﴿ يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾
(المنافقون: 8)، فقد ادعى المنافقون لأنفسهم بالعزة، وللمؤمنين بالذلة، فسلب الله تعالى صفة العزة عن المنافقين وجعلها للمؤمنين، ووصف المنافقين بالغفلة والجهل عن المعنى الحقيقي للعزة والمذلة، فالعزيز من أتى آمنا يوم القيامة، والذليل من تخطفه النار أو يلقى فيها، ولا ريب أن تصحيح المعلومة وتوجيهها الوجهة التي تليق بها، وسلبها عن من ادعاها وليس أهلا لها، هو أسلوب يمنح البيان حركة داخلية، ويثير جدلا وتساؤلا في النفس لتبحث عن المعنى السليم للأشياء وعن تمييز أهل الحقيقة ممن يدعيها.
سبعة وثلاثون: الافتنان:
وهو (أن يفتن المتكلم فيأتي بفنين متضادين من فنون الكلام في بيت واحد أو جملة واحدة، مثل النسيب والحماسة، والهجاء والهناء والعزاء)، ومثاله قوله تعالى:
﴿ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً ﴾
(مريم: 72) جمع بين الوعد والوعيد، وهذا من سحر البيان وعجيب البلاغة، إذ يدفع السآمة في ما لو لم يفتنن في الأغراض، ويظهر قدرة المتكلم على الأخذ بنواصي الكلام، ويثير الفكر في أكثر من اتجاه.
ثمانية وثلاثون: الاستثناء:
قال ابن أبي الإصبع (الاستثناء استثناءان: لغوي وصناعي، فاللغوي إخراج القليل من الكثير، وقد فرغ النحاة من ذلك مفصلا في كتبهم، والصناعي هو الذي يفيد بعد إخراج القليل من الكثير معنى زائدا، يعد من محاسن الكلام، يستحق به الإتيان في أبواب البديع) ومثاله قوله تعالى:
﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ﴾
(الحجرات: من الآية14)، فقد أخرجهم من دائرة الإيمان وجعلهم في دائرة الإسلام، وهذا ما دفع العلماء للبحث عن الفرق بين الإيمان والإسلام، ومتى يتداخلان ومتى يتباينان، وإنه لباب من أبواب العلم فيه مجال كبير للبحث والاجتهاد.
يتبـــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــع
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا
قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"
قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"
السير6 /369
قال العلامة السعدي:"
وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"
الفتاوى السعدية 461
فترة الأقامة :
6574 يوم
الإقامة :
ارض الحرمين
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
3466
مواضيعي ~
•
ركني الهادي
•
شعاع الترحيب والضيافة
•
شعاع الإعلانات الإدارية
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.20 يوميا
هوازن الشريف
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى هوازن الشريف
زيارة موقع هوازن الشريف المفضل
البحث عن كل مشاركات هوازن الشريف