تاريخ المشاركة 14 September 2014 - 11:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وبه نستعين وعليه نتوكل وإليه يصرف القلب كله
والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
عشنا من السنين ما ينبغي معها أن ندرك ونتعلم ومن التجارب والمحن
ما تكون حصيلة الخبرة والمعرفة ...
لن أتحدث عن كثير الندم والحسرة عليها ومافاتني فيها وما عشته وما وقع..
لا أبدًا .. على العكس سأستبشر بها الكثير من الوعي و أستبصر بها سبيل الحق ..
حتى إذا أبحرت وأنطلقت كان لوحي عظيم وشراعي متين وسبيلي منير ..
وهو حسن ظني بالله عزوجل ولا حول لي ولا قوة .
نعم قد يشوب البدايات الكثير من العقبات والمزالق والإضطرابات
لذلك ها أنا أدندن لقلبي .... أن ماذا تريد ؟! وإلى ما تسعى ؟! .....
ياقلب كثيراً ما عشت من اللحظات التي تمنيتها و كنت ليلاً ونهار لا تفتر
من التمنى فيها ... ألم تعشها وتلذذ بها فما داهك .. تركض تائهاً
ألم تجزم أنها المأوى والراحة والسبيل لأن يحقق القلب الطمأنينة والسكينة والتي
من بعدهاستتحقق وتنبعث حياة أخرى أزهار ستزهر وأحلام ستبدأ وأهدف ستتحقق ..
فماذا دهاك .. فقد
تحققت هذه الأمنيات فأين الأعطيات .
نعم
تحققت الأمنيات فأين الأعطيات ؟؟؟؟
أعلم يا قلب أن من رحمة الله عزوجل بنا أن يبصرنا ويلقي في قلوبنا
أن لا نعظم أحد غيره ولا نعلق قلوبنا لأحد غيره ...
فعندما نجعل أمر ما هو محور صلاح أمري وسبب لحياة رغيدة
ولكن في الحقيقة هو سراب ووهم أو بلأصح شماعة نعلق عليها
تراخينا وكسلنا فسعادة القلب وطمأننته لا تكون إلا باالتعلق بالله
وحده ومحبته والسعي لرضاه عزوجل
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان: ومن علامات صحة القلب أنه لا يزال يضرب على
صاحبه؛ حتى ينيب إلى الله، ويخبت إليه، ويتعلق به تعلق المحب المضطر إلى محبوبه
الذي لا حياة له، ولا فلاح، ولا نعيم، ولا سرور إلا برضاه، وقربه، والأنس به، فبه
يطمئن، وإليه يسكن، وإليه يأوي، وبه يفرح، وعليه يتوكل، وبه يثق، وأياه يرجو، وله
يخاف، فذكره: قوته، وغذاؤه. ومحبته، والشوق إليه: حياته، ونعيمه، ولذته، وسروره.
والالتفاف إلى غيره، والتعلق بسواه: داؤه. والرجوع إليه: دواؤه. فإذا حصل له ربه
سكن إليه، واطمأن به، وزال ذلك الاضطراب، والقلق، وانسدت تلك الفاقة، فإن
في القلب فاقة لا يسدها شيء سوى الله تعالى أبدًا، وفيه شعث لا يلمه غير الإقبال
عليه، وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاص له، وعبادته وحده، فهو دائمًا يضرب على
صاحبه حتى يسكن، ويطمئن إلى إلهه ومعبوده، فحينئذ يباشر روح الحياة، ويذوق
طعمها، ويصير له حياة أخرى غير حياة الغافلين المعرضين عن هذا الأمر الذي له
خلق الخلق، ولأجله خلقت الجنة والنار، وله أرسلت الرسل، ونزلت الكتب، ولو
لم يكن جزاء إلا نفس وجوده لكفى به جزاء، وكفى بفوته حسرة وعقوبة
حياة القلوب لله
أيضا من عظيم التنبيه لذلك والتذكير بأهمية هذا الأمر
أنه في غزوة أحد تعرض نبينا صلى الله عليه وسلم لكسر في رباعيته وشج
في وجهه بل وأنتشرت إشاعة بموته صلى الله عليه وسلم وهو رسول الإسلام
وقائد الأمة ولكن في ذلك تذكير للصحابة رضي الله عنهم أن يعلقوا
قلوبهم لله عزوجل فقط
فيا قلب أسمع وأفقه ..
قال ابن القيم رحمه الله: " أعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله، فإن ما فاته
من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض
للزوال والفوات، ومثل المتعلق بغير الله كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت
العنكبوت أوهن البيوت"
أعلمت الأن أين الأعطيات ولما لم تحدث ... لأنها أخطأت السبيل ..
رب إني لك عدت ُ ... من سَرَابٍ فيه تُهـــتُ
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
بقلمــ مرام