عجز
الكلام ..
واستسلم الدمع المرير من الكلام
قم ياابي ..من تحت اهوال الركام
انا متعب انا ضائع وكأن لا وطن لدي ..
وكأنني الجرم الوحيد ..إذا فنيت .أشع في الكون السلام
قم يا أبي..
إني اتّخذت الليل مركب همّتي
منذ ارتمى هذا الظلام..على مبادرة الشفقْ
منذ ارتوى هذا الغلام ..وقد تصبّح واغتبق
قم يا أبي..
إنّ السُّرى قد مدّ كفاً للمسافر والطريق مضرّجٌ بدمائنا
في كلّ زاويةٍ نشمّ روائح الأشلاء يفضحها العَبَقْ
مازلت أبحث في زوايا الليل عن حضن الفلق
مازلت أقرأ عزمتي سطراًيطلُّ ويختفي
في صفحةٍ بيضاء ينشرها الأفق!...
قم يا أبي:
هل أنت نائم ..؟؟ تحت هذا الويل كله لم تفق ..؟؟
النوم ليس لمثلنا حتى وإن رفعتْ لك الأحلامُ بارقةَ الألق
حتى وإن حثّت خطاك السيرَ نحو الصبح ليس الصبح إلاّ ليلنا الثاني الطويل المحترق .على مصافحة الأرق
ستفيق حتماً يا أبي؛ولسوف يصفعك الغسق!
لم يأتِ وقت النوم يا أبتِ أفق!
لم يأتِ وقت النوم يا أبتِ أفق!..
طفلٌ أنا!..
لكنّ قلبي صار أكبر من ملامح كلّ وجهٍ مستتر!..
طفلٌ أنا!
لكنّ كفّي لا تصافح كفّ شارون ٍولاتهوى مصافحة السلام المنتظر!..
طفلٌ أنا !
في داخلي قلبانِ:قلبٌ للحياة !
وثاني قد تضجر من الاعيب البشر!..
وغداً
ستبدأ قصّتي وملامحُ الوجه الصغيرستشرب الألوان من لغة الصور
وغداً
ستكتب كلّ أقلام الورى:( طفلٌ يصفُّ حجارة الزمن الجديدعلى تراب بلاده بزناده وزنادُهُ قدح الحجرْ)