* قال الدكتور حسين الرفاعي في
مناقب أم المؤمنين عائشة:
((الأبيات الأخيرة أكثر من رائعة)
دمعي هَمَـا حتى خشيتُ من العمى *** والحزن قد حـلَّ الفؤادَ وخيَّـما
أنـا يا أخا الإيمـان لست بشاعـرٍ لكنها الأشجان تُنطِـق أبكمـا
نبـأٌ تكادُ لهـولهِ تَهـوي الـذُرا*** وتكادُ مِنْ عليائِهـا تهوي السما
أتُـذَمُّ أُمُّ المـؤمنـين جهــارةً *** مِن فاجرٍ في حُضنِ إبليس ارتَمى ؟
أتُسبُّ مَنْ كانت سِراجـاً للهُدى*** وفؤادُها بالـدين كان مُتيَّـما ؟
رمزُ الطهارة والمكـارم والتُّقـى *** كَمْ كُنـتُ آمُلُ أنْ أُسبَّ وتسلما
زوجِ النبي محمـدٍ خـيرِ الـورى *** صلى الإله على النـبي وسلَّمـا
هي أُمُنا هي عِرضُنا هي فخـرُنا*** هي في سمـاءِ الطُّهرِ نَجْمٌ قد سَما
هي نورُ بدرٍ لاحَ في غسق الدُّجى*** هي بحرُ عِلـمٍ في البريةِ قدْ طَمَـا
يا أُمُّ عُـذراً فالبيـانُ مُقصِـرٌ *** حـاولتُ لكنَّ اللسـانَ تلعثمـا
يكفيكِ أنَّ
الله مَـنَّ عليـكِ إذْ *** أثنَـى عليـكِ تفضُّلاً وتكرُّمـا
لله درُّكِ قـدْ حويتِ مفاخـراً *** تبقى إذا عُمر الزمـان تصرَّمـا
لله درُّكِ يـا سليلـةَ مـاجـدٍ *** طوبى لقلبكِ مـا أبـرَّ وأرحمـا
قلـبٌ بـه حـبٌ لآل محمـدٍ *** قلـبٌ أقامَ الخيـرُ فيه وخيَّمـا
زوجـاته آلٌ لـه أنعِـم بمـنْ *** في حُبهـنَّ ومـدحهـنَّ ترنَّمـا
حـبُّ النبـي وآله وصحـابه *** نـورٌ إذا ليـلُ الجهـالة أظلَمَـا
هُـم مَنْ حمى الإسلام من أعدائه *** هُـم بلَّغـوا للكـون ديناً قيِّما
ويـلٌ لمَنْ يُؤذي جناب المصطفى*** فلقد طَغـى وبَغى وأجار وأجرما
عجباً أيُشتمُ أو يُهانُ ويُزدرى *** مَنْ كان أهـلاً أنْ يُجـلَّ ويُكرما ؟
شهروا سهـامَ الحقد نحو عفيفةٍ *** والحـزنُ أطلقَ نحو قلبي الأسهُمـا
هُم عُصبةٌ جاءوا بأفكٍ مُفـترى *** لا تحسبـوه لكـم بشـرٍ إنمــا
خــيرٌ كمــا قـال الإله ألمْ *** تروا أنَّ الذي قد صار أيقظ نوَّمـا ؟
يا من يُحاولُ قَذفهـا بنقيصـةٍ *** تبَّـت يداك وعمَّـى عينيك العمى
كـذبٌ وتلفيـقٌ وزورٌ ظاهـرٌ *** سنـردُّ أنفـكَ يا منـافق مُرغَمـا
ما ضرهـا من رامهـا بإساءةٍ *** تفنـى المزاعمُ والسماءُ هي السمـا
وهل النُبَاحُ ينال مِنْ شمس الضحى *** أو يستطيـعُ بـأن يَحُـطَّ الأنجُمـا
يا مَنْ أسـأتَ إلى النبي بشتمهـا*** إنْ لمْ تَتُـب كان المصيـرُ جهنَّمـا
الله برَّءهـا وأظهـر فضلهــا *** ما ضـلَّ مَـنْ بكتاب ربي استعصما
ماذا يقـول الشعر عن أوصافها *** نجمٌ سَمـا ، بحرٌ طمـا ، غيثٌ همـا
قلبٌ صفا للمصطفى ، رمز الوفا *** قلـبٌ إلى جنـات عـدنٍ يَممـا
سُحبُ الندى،نور الهدى،قمر بدا *** ليُنـيرَ للإجيـال دربـاً مُعتِمــا
خـيرٌ دنا ، ولها الثنا ، أمٌ لنَـا *** نظـر الزمـانُ لِفعلِهـا فتبسَّـما
عُمق التُّقى،طُهر النَّقى،نهرٌ سقى*** مِـنْ عذبها الفيَّـاضِ منْ يشكو الظما
معنى الإبا ،زهرُ الرُّبا،ريح الصبا *** أضحـى العفافُ لهـا قـريناً تؤمـا
عين الرضا،عزُّ القضا،سعة الفضا*** ولقلبِ خـيرِ الخلـق كانت بلسمـا
شمس الضحى،قطب الرحى،ضوءٌ محا*** بصفـائه ليـلاً كئيبـاً مُظلِمــا
نورٌ مشى، حق فشا، وقد انتشى *** كُـلُّ الوجـود وبالمديـح تكلمـا
مجدٌ زها ، طوبى لها ، في بيتهـا *** عاش الرسولُ مُبجَّـلاً ومُعظَّمـا
عبراتُها ، وصـلاتها ، وحياتهـا*** كانت لرب الكـون تـرجو المغنما
ذكرٌ علا ، نحو العُلا ، كلا ولا *** لا نـرتضـي لجنابهـا أنْ يُظلمـا
ذاتُ الحجا،بدر الدجى،يا مَنْ هجا*** ستـرى مِنَ القرآن رداً مُفحِمـا
لا تحزني يا أُمَّنـا مِنْ إفكهـم *** أنتِ المصـون ونحـن أبطال الحِما
فستبشري ها هُم شباب المصطفى *** قد أرخصوا أرواحهم لكِ والدِّمـا
***