القسم الثالث : كتب الشمائل المحمدية التي تشرح شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وصفاته الخلقية والخلقية عليه الصلاة والسلام: ومن أهم المراجع في هذا الباب: كتاب الترمذي صاحب الجامع الصحيح، فله كتاب اسمه (الشمائل المحمدية)، وهذا الكتاب طبع، وقد اختصره وحكم على أحاديثه الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- فمختصره موجود، وفيه شرح لشمائل النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن الكتب التي طبعت في الشمائل ولكن إلى الآن لم تحقق: كتاب (أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه) لأبي الشيخ الأصبهاني المتوفى سنة (369هـ)، لكن هذا الكتاب حتى الآن -على حد علمي- لم يحقق تحقيقاً متكاملاً.
والكتاب الثالث -وهو كتاب مشهور عند كثير من الناس- هو: كتاب (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) للقاضي عياض المتوفى سنة (544هـ)، وهذا الكتاب خرج أحاديثه السيوطي -رحمه الله تعالى- في كتاب مطبوع اسمه (مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا)، وهو مطبوع، ولكن ينبغي أن نعلم أن كتاب (الشفا) للقاضي عياض وإن كان أجاد فيه في بعض المواضع إلا أنه رحمه الله قد وقع في الخطأ في بعضها، ومن ثمَّ نجد للصوفية عناية كبيرة بهذا الكتاب، فالكتاب فيه أشياء جيدة، لكن من الملاحظات عليه أنه تكلم -مثلاً- عن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والسفر إليه، ورجح جواز ذلك، وهذا كما هو معلوم مخالف لعقيدة السلف -رحمهم الله تعالى-.
الأمر الثاني: أنه لما ذكر أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم صار يقرنها بأسماء الله، فيقول أن الله من أسمائه: الأول والآخر، ومن أسماء النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أول من تنشق عنه الأرض... إلخ. وأقول: إن في مثل هذه المسائل نوع مبالغة لا تنبغي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بشر، وقد أمر عليه الصلاة والسلام بألا نرفعه فوق منزلته.
ومن الكتب الجيدة الممتازة جداً: (الشمائل) للحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى-، وهذا الكتاب جزء من البداية والنهاية، وقد طبع مستقلاً، وسيأتي إن شاء الله مزيد بيان عن سيرة ابن كثير -رحمه الله تعالى-.
الرابع :كتب دلائل النبوة التي فيها شرح لدلائل نبوته صلى الله عليه وسلم ومعجزاته: لأن النبي صلى الله عليه وسلم له معجزة هي القرآن الكريم، وله عليه الصلاة والسلام معجزات أخرى كثيرة جداً كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرونها كبيرة، وقد عني العلماء بذكر هذه الدلائل وتفاصيلها؛ لأنها دالة على نبوته صلى الله عليه وسلم وفي أثناء هذه الدلائل شرح كبير لكثير من أحداث السيرة النبوية. ومن كتب الدلائل -وهو أهمها-: كتاب دلائل النبوة للفريابي وقد طبع أخيراً، وهو كتاب صغير، لكنه جيد. وهناك كتاب آخر مطبوع اسمه: (دلائل النبوة) لأبي نعيم الأصبهاني. وهناك أيضاً كتاب ثالث طبع أخيراً واسمه (دلائل النبوة) للبيهقي ، لكن كتاب البيهقي هذا كتاب كبير يقع في عدة مجلدات، وفيه بعض الأحاديث الضعيفة، فينبغي لمن اطلع عليه أن يميز صحيحها من ضعيفها. وللسيوطي رحمه الله تعالى كتاب اسمه: (الخصائص الكبرى) وقد طبع هذا الكتاب قديماً، ثم طبع أخيراً بتعليقات للشيخ محمد خليل الهراس -رحمه الله تعالى-.
القسم الخامس: كتب السيرة النبوية: وبدء تدوين السيرة النبوية ليس هذا مناسبة شرحه، وربما أنها سبقت في مناسبة أخرى، لكن نعرض لبعض كتب السير المشهورة، ومن أهمها: سيرة ابن إسحاق المتوفى سنة (150 أو سنة 151هـ)، وسيرة ابن إسحاق -رحمه الله تعالى- كانت مسطورة، ثم هذبها ابن هشام ، وعرفت عند الناس جميعاً باسم: سيرة ابن هشام ، وفيها اعتماد كامل على سيرة ابن إسحاق ، مع بعض الحذف والاختصار في بعض المواضع.
وسيرة ابن إسحاق الأصل وجد منها قطعة تقع في مجلد، طبعت أخيراً بتحقيق محمد حميد الله، ثم طبعت طبعة أخرى بتحقيق سهيل بكار. وسيرة ابن هشام هذه هي السيرة النبوية المشهورة بين الناس، والتي عمل العلماء لها شروحاً، وممن شرح غريبها الخشني، وشرحه مطبوع، وممن شرحها الإمام السهيلي واسم شرحه (الروض الأنف)، وقد طبع قديماً في أربعة أجزاء، ثم طبع أخيراً قبل سنوات في سبعة مجلدات بتحقيق عبد الرحمن الوكيل طباعة جيدة، وقد حرص السهيلي على بعض التعليقات وبعض التعقيبات، وشرح بعض الغوامض.
وينبغي أن يعلم أن سيرة ابن هشام هذه هي سيرة ينبغي التثبت من أحداثها تصحيحاً وتضعيفاً، فليس ما فيها كله صحيح، وإنما يجب مقارنتها بغيرها من السير وبحديث الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن فيها بعض الروايات الضعيفة، وخاصة ما يتعلق بعهد الجاهلية أو بحياة النبي صلى الله عليه وسلم الأولى وما يتعلق بولادته ونحوها، لكن ابن إسحاق ثقة في باب المغازي، فإذا لم نجد ما يعارضه من الأحاديث الصحيحة فإننا نعتمد ما قاله ابن إسحاق -رحمه الله تعالى-. وهناك جزء من السيرة لأبي إسحاق الفزاري المتوفى سنة (186هـ) ، وأبو إسحاق الفزاري روى له الجماعة، فهو أحد الثقات، وقد طبع أيضاً جزء من كتابه هذا، وهو كتاب جيد لم يقتصر فيه على السيرة النبوية، وإنما ذكر فيها ما يتعلق بالأمور المتعلقة بمعاملة الناس في أثناء الجهاد والغنائم، ففيه تفصيلات وأحكام أخرى. ومن المغازي المشهورة مغازي الواقدي المتوفى سنة (207هـ) ، لكن الواقدي هذا متروك ، ولما كان ضعيفاً نجد المستشرقين عنوا عناية كبيرة بسيرة الواقدي ومغازيه، وتركوا سيرة ابن إسحاق -رحمه الله تعالى-، وكان الأولى هو العكس: تقديم سيرة ابن إسحاق على مغازي الواقدي .
ومن كتب السيرة أيضاً: ما كتبه محمد بن سعد كاتب الواقدي المتوفى سنة (230هـ) -وهو ثقة- مقدمة لكتابه (الطبقات الكبرى)، ففيه تفصيلات بالأسانيد لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مرجع مهم. ومن كتب السيرة أيضاً: (الدرر في اختصار المغازي والسير) لابن عبد البر القرطبي الإمام المشهور المتوفى سنة (463هـ) وكتابه مطبوع، وقد تابع فيه ابن إسحاق ، لكنه -رحمه الله تعالى- زاد على ذلك بروايات من الحديث النبوي من صحيح البخاري ومن سنن أبي داود ومن غيرها من الكتب. وهناك كتب أخرى فيها عناية بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مفصلة، ومنها: (شرح المواهب اللدنية) للقسطلاني ، وهو كتاب كبير جداً حاوٍ لكثير من المسائل المتعلقة بشمائل الرسول وسيرته ومغازيه وصفاته وأحواله، ففيه تفصيل كبير، ويتميز أن فيه تحقيقات حديثية وترجيحات، فتجده إذا ذكر الحديث يرجع إلى كتاب البخاري أو إلى كتاب مسلم ، ويذكر الروايات، ويناقشها، ويرجح بينها، فهو مرجع مهم في هذا. ومن كتب السير المشهورة: كتاب (السيرة الحملية) وهي مطبوعة، لكن يُحذر مافيها من روايات ضعيفة؛ لأن فيها روايات إسرائيلية كثيرة. ومن السير أيضاً: كتاب (سبل الهدى والرشاد) لـمحمد بن يوسف الدمشقي الشامي المتوفي سنة (942هـ)، وقد طبع من الكتاب ستة أجزاء وهو كتاب كبير، لكنه كتاب شامل، وفيه ما يجب أن يحذر منه من بعض القضايا العقدية، ومن بعض الروايات الضعيفة.
السادس : الكتب التي ألفت عن الصحابة، وترجمت لهم: ففيها تفاصيل لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم. والكتب المؤلفة عن الصحابة كثيرة، منها (معرفة الصحابة) لأبي نعيم الأصبهاني . ومنها (أسد الغابة) لـعز الدين ابن الأثير ، ومنها (الإصابة) لابن حجر العسقلاني ، -رحمهم الله تعالى-، وغيرها كتب كثيرة، وهي مشهورة، وفيها تفاصيل حياة الصحابة المتعلقة بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن المصادر لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم التي يستفاد منها: كتب التاريخ.