الموضوع
:
التوبة .. كيف أرغب فى التوبة ؟ وكيف أتوب بصدق ؟ وكيف أثبت بعدها؟ " متجدد "
عرض مشاركة واحدة
10-17-2014
#
3
معتزة بنقابى
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
527
تاريخ التسجيل :
May 2014
أخر زيارة :
01-09-2024 (11:25 AM)
المشاركات :
672 [
+
]
التقييم :
367
لوني المفضل :
Cadetblue
رد: التوبة .. كيف أرغب فى التوبة ؟ وكيف أتوب بصدق ؟ وكيف أثبت بعدها؟ " متجدد "
ثانيًا : كيف نحفز أنفسنا للتوبة ونثير بداخلنا الرغبة فيها ؟
أولاً : الدعاء بصدق و بإلحاح أن يَـمُـنّ الله علينا بالتوبة النصوح التى ترضيه عنا
خاصة في أوقات الإجابة كوقت نزول الرب - جل جلاله - في الثلث الأخير من الليل وبين الأذان والإقامة وعند الإفطار وغيرها من الأوقات
فعلى الإنسان أن يلح على الله - تبارك وتعالى - في الدعاء بالتوفيق والسداد والمغفرة والرضوان
لأننا لن نستطيع عمل أى شئ إلا بالله و بحوله وقوته فدائمًا و أبدًا علينا بالدعاء والاستعانة بالله عزوجل
قال الله - تبارك وتعالى -: {
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
}
ثانيًا : أول ثلاث خطواتك في الطريق إلى التوبة التفكر فى ثلاثة معانى :
المعنى الأول: أنكِ لم تستعنِ بالله لذا لم يعصمكِ.
المعنى الثاني: أن تفكرى في فرحكِ بالذنب.
المعنى الثالث: قعودكِ على الإصرار عن تداركه ، أى أنكِ لم تستدركى أمركِ سريعًا.
يقول الهروى فى المنازل
: (
وهي أن تنظر في الذنب إلى ثلاثة أشياء : إلى انخلاعك من العصمة حين إتيانه ،
وفرحك عند الظفر به ، وقعودك على الإصرار عن تداركه ، مع تيقنك نظر الحق إليك
)
يقول بن القيم شارحًا هذا الكلام :
(يحتمل أن يريد بالانخلاع عن العصمة انخلاعه عن اعتصامه بالله ، فإنه لو اعتصم بالله لما خرج عن هداية الطاعة ،
قال الله تعالى : (
وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
)
فلو كملت عصمته بالله لم يخذله أبدا ،
قال الله تعالى : (
وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ
)
أي متى اعتصمتم به تولاكم ونصركم على أنفسكم وعلى الشيطان وهما العدوان اللذان لا يفارقان العبد
وعداوتهما أضر من عداوة العدو الخارج فالنصر على هذا العدو أهم والعبد إليه أحوج ،وكمال النصرة على العدو بحسب كمال الاعتصام بالله .
ويحتمل أن يريد الانخلاع من عصمة الله له
وأنك إنما ارتكبت الذنب بعد انخلاعك من توبة عصمته لك فمتى عرف هذا الانخلاع وعظم خطره عنده
واشتدت عليه مفارقته وعلم أن الهلك كل الهلك بعده وهو حقيقة الخذلان فما خلى الله بينك وبين الذنب إلا بعد أن خذلك وخلى بينك وبين نفسك
ولو عصمك ووفقك لما وجد الذنب إليك سبيلا .
فقد أجمع العارفون بالله على أن الخذلان : أن يكلك الله إلى نفسك ويخلي بينك وبينها والتوفيق : أن لا يكلك الله إلى نفسك
وله سبحانه في هذه التخلية - بينك وبين الذنب وخذلانك حتى واقعته - حكم وأسرار
وعلى الاحتمالين فترجع التوبة إلى اعتصامك به وعصمته لك .
قوله : وفرحك عند الظفر به
الفرح بالمعصية دليل على شدة الرغبة فيها والجهل بقدر من عصاه والجهل بسوء عاقبتها وعظم خطرها
ففرحه بها غطى عليه ذلك كله وفرحه بها أشد ضررا عليه من مواقعتها والمؤمن لا تتم له لذة بمعصية أبدا ولا يكمل بها فرحه
بل لا يباشرها إلا والحزن مخالط لقلبه ولكن سكر الشهوة يحجبه عن الشعور به
ومتى خلى قلبه من هذا الحزن واشتدت غبطته وسروره فليتهم إيمانه وليبك على موت قلبه ،فإنه لو كان حيا لأحزنه ارتكابه للذنب وغاظه وصعب عليه
ولا يحس القلب بذلك فحيث لم يحس به فما لجرح بميت إيلام .
وهذه النكتة في الذنب قل من يهتدي إليها أو ينتبه لها وهي موضع مخوف جدًا مترام إلى هلاك إن لم يتدارك بثلاثة أشياء :
خوف من الموافاة عليه قبل التوبة ، وندم على ما فاته من الله بمخالفة أمره ، وتشمير للجد في استدراكه .
قوله : وقعودك على الإصرار عن تداركه .
الإصرار : هو الاستقرار على المخالفة والعزم على المعاودة وذلك ذنب آخر لعله أعظم من الذنب الأول بكثير
وهذا من عقوبة الذنب أنه يوجب ذنبًا أكبر منه ثم الثاني كذلك ثم الثالث كذلك حتى يستحكم الهلاك
فالإصرار على المعصية معصية أخرى والقعود عن تدارك الفارط من المعصية إصرارًا ورضًا بها وطمأنينة إليها وذلك علامة الهلاك
وأشد من هذا كله المجاهرة بالذنب مع تيقن نظر الرب جل جلاله من فوق عرشه إليه
فإن آمن بنظره إليه وأقدم على المجاهرة فعظيم وإن لم يؤمن بنظره إليه واطلاعه عليه فكفر وانسلاخ من الإسلام بالكلية
فهو دائر بين الأمرين : بين قلة الحياء ومجاهرة نظر الله إليه ، وبين الكفر والانسلاخ من الدين
فلذلك يشترط في صحة التوبة تيقنه أن الله كان ناظرًا - ولا يزال - إليه مطلعا عليه يراه جهرة عند مواقعة الذنب
لأن التوبة لا تصح إلا من مسلم إلا أن يكون كافرا بنظر الله إليه جاحدًا له فتوبته دخوله في الإسلام وإقراره بصفات الرب جل جلاله )
انتهى بتصرف يسير
يقول شيخنا هانى حلمى _ حفظه الله _ تعقيبًا على هذا الكلام :
( هذه الثلاث من المفترض لو كان لكِ عقل ولو رزقك الله هنا البصر والبصيرة يوجبه شيء من اثنين :
إما الحياء وإما الخوف ولا ثالث.
وهما الاثنان اللذان يحدث بسببهما نوعان من التوبة:
توبة نسميها توبة الإنابة سببها الخوف.
وتوبة نسميها توبة الاستجابة سببها الحياء.
فأنتِ تُجربين مع نفسكِ شيء من الاثنين:
إما من باب الحياء: تُعددين على نفسك نعم ربنا عليكِ و في المقابل معاصيكِ فتستحين وتبكين على خطيئتكِ
وتقولى هو يعطيني كل هذا وأنا أفعل معه هذا فهذا يوجب لكِ شيء من حياة القلب فتتوبى.
اسمها توبة الاستجابة أى أنكِ استجبتِ لأمر الله لكِ بالتوبة حياءً.
أو تدخلين الباب من طريق السياط والابتلاءات
ويوجد إنسان لا يأتي إلا بهذا لو ربنا أغرقه بالنعم يفتتن بها ولا يفكر فيها.
ولو مُرِض بمرض يقول رب تب علي ولن أفعل هذا مرة أخرى فلا يفيق إلا بالبلاء
و أغلب الناس يدخلون من الباب الثاني من باب الخوف
فأنتِ تجربين مع نفسك الأمرين و ترين أيهما يأتى بقلبكِ )
انتهى بتصرف يسير
ثم علينا أن نعرف أنه لابد لكى نتوب بصدق أن يتحقق فى توبتنا الندم والإقلاع والاعتذار.
فإن أساس التوبة هو الندم .. لذلك إذا أردنا أن نتوب بصدق علينا أن نتعلم كيف نثير هذا الندم بداخلنا ؟
فترة الأقامة :
3645 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
47
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.18 يوميا
ام اسلام
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ام اسلام
البحث عن كل مشاركات ام اسلام