11-24-2014
|
|
أصوات من الماضي
بسم الله الرحمن الرحيم هي أصوات جوهرية تعالت بها حناجر قوية تتغنى بشعارات عفوية لا تحتاج سجع ولا منظومة نونية
أصحابها ناس بسطاء لكن أصواتهم بلغت الآفاق يهرول الصغير والكبير حتى العجوز
والصبية تلبية لندائهم ورؤية ما في جعبتهم
أصحاب هذه الأصوات لم يرتقوا خشبة المسرح ولا ساحات المهرجانات ولا التلفزيونات
أو الإذاعات
لم يتحصلوا على أوسمة وجوائز أو ألقاب شهرة و لا نجومية عالمية لم تكن لهم
تربصات ولا تدريبات ولا دورات
لم يلتحقوا بمعاهد الموسيقى ولم يتدربوا على النوتات
لم تكن لم أشرطة سمعية ولا أقراص رقمية أو تسجيلات دورية
لم تكن لهم جولات عالمية ورحلات وسفرات ولا ندوات صحفية لم يكن لهم معجبين ولا
معجبات يلهثون خلفهم لنيل توقيعات
ليس لهم حسابات بنكية ولا رسوم جمركية
ولا محلات فخمة أو مراكز ضخمة
عدتهم ليست ميكروفون ولا آلات موسيقية
ولا مكبر صوت ولا جمهور يتدافع خلف الطوابير والشبابيك
للحصول على تذكرة الدخول لساحات العرض
لهم أناشيد وأطلال يلوحون بصوت رنان ويطلقون لحناجرهم العنان
هم ناس من عامة الناس بل من أبسط الناس
عدتهم من أبسط العدة ثيابهم ليست براقة ولا جذابة
بل هي بسيطة و زهيدة
يمرون على شوارع المدينة والأحياء الشعبية العتيقة
يجرون عربة رباعية الدفع لا محرك لها ولا مقود أو وقود
عليها وفيها أغراض مغرية وأسعار مرضية
عليها ما يؤكل وما يلبس وما به يزين وبه يعطر
تكاد تكون العربة تحفة فنية أو لوحة فسيفساء أو كأنها واحة غناء
هم باعة متجولون في الماضي نفوسهم نقية
اليوم وسط المدنية العصرية ومع النقلة الحضارية فقدنا نكهة شعبية
صحيح حورب هؤلاء الباعة أيما حرب من طرف الشرطة
لأنهم ربما شوهوا معالم المدينة عندما لا يرتبون أغراضهم ترتيبا أنيقا
أو عندما يزعجون الناس بعد القيلولة
أو عندما لا ينظفون الأرصفة بعد مغادرتهم
لأماكنهم وممراتهم على الطرقات
لكن بكل صراحة كان لهم أثر جميل على صفحات ماضينا
والذكريات الجميلة
لهؤلاء البسطاء تحية ’ وندعو لهم بالبركة في تجارتهم
مالم يطففوا أو يطغوا في الميزان.... تذكرت حديث أمي عندما كانت تحكي لنا عن الفرقنة
الذي يبيع الملابس .. والسقا الذي يحمل الماء للبيت
وحداد السكاكين ...........الخ
فتشتاق نفسي لهذه الحياة البسيطة التي لاتعرف الحقد والحسد
ناس بسطاء كان لهم أثر جميل على صفحات ماضينا
عندي إحساس انمن تقرأالموضوع تتمنى ان تعيش
هذه الحياة البسيطة
ممكن بعضنا عاش بعضاً منها ولكن الأغلب لم يعيشها |