12-14-2014
|
#2 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ ساعة واحدة (07:37 PM) | المشاركات : 16,415 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: حاجتنا إلى الشكر [formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: Rgb(0, 0, 0); font-weight: Normal; font-style: Normal; text-align: Center; background-color: Rgb(24, 18, 145); border-style: Inset; border-width: 10px; border-color: Rgb(0, 0, 0); width: 91%; background-image: Url(massy/images/backgrounds/40.gif);"] جعل من فضله فضلاً خاصًّا بالمؤمنين، هداهم للإسلام فأحبوه أكثر من أولادهم ووالديهم والناس أجمعين، وأبقاهم على الفطرة السويَّة التي لا خوف علي أهلها ولا هم يحزنون، وعمَّر حياتهم بالطاعة التي وجدوا لذَّتها أشد من لذة الطعام والشراب واللباس والسكن, يقول الله تعالى: }قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ{ [يونس: 58]. وأهل الفضل الخاص هم أولو الفضل الذين فضَّلهم الله على كثير ممن خَلَق تفضيلاً، وهم الذين أنعم الله عليهم بأعظم نعيم، وهو نعيم الاستقامة وجنَّبهم طريق المغضوب عليهم والضالين، وجَعَلهم من أهل الفضل الكبير وهو الجنة. }يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا{ [الأحزاب: 45-47]، ويقول: }ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ{ [فاطر: 32، 33]. وهذا الفضل يستوجب منَّا أن نطيع الله فلا نعصاه؛ لأن من }يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا{ [النساء: 69]، ولأن يد الله سخاء بالليل والنهار، وخزائنه مليئة لا يغيضها شيء، وفي الحديث: «يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي شيئًا إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر». وهذا الفضل يستوجب أن نذكر الله فلا ننساه؛ لأن نعمه وفضله معنا دائمة في الليل والنهار والسر والجهار، ولو أن أحدًا صَنَع إليكم معروفًا كل يوم لذكرته على الدوام فكيف ونِعَم الله في كل ثانية ودقيقة, يقول الله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا{ [الأحزاب: 41-44]. وفضل الله يستوجب منَّا أن نشكر الله فلا نكفره فما بنا من نعمة فمن الله، ولن نستطيع أن نؤدي شكر نعمة واحدة. يقول تعالى: }إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ{ [الزمر: 7]. وشكر الله واجب في جميع الأحوال، يجب أن يكون في الشباب والهرم، وفي الصحة والسقم، وفي الغِنى والفقر، وفي الفراغ والشغل، وفي السرَّاء والضراء، وفي اليقظة والنوم، وفي السفر والإقامة، وفي كل وقت وفي كل حين؛ لأن نعمة الله دائمة وشكره يجب أن يكون دائمًا، والشكر هو تصور النعمة ثم إظهارها ويدور على ثلاثة أركان. 1- الاعتراف بالنعمة باطنًا. 2- التحدث بها ظاهرًا. 3- الاستعانة بها على طاعة الله تعالى. ويكون الشكر بالقلب واللسان والجوارح، فشكر القلب بمعرفة المنعم تعالى ومحبته، وشكر اللسان بالثناء على الله بما هو أهله وحمده على نعمه، وشكر الجوارح باستعمالها في طاعة الله تعالى وكفها عن معاصيه. ولأهمية الشكر اشتقَّ الله له من اسمه وصفته، فهو تعالى الشكور الشاكر، وصفته الشكر، وقد شكر الله تعالى لأهل الفضل فضلهم، فقد شكر لسليمان فعله عندما عقر خيله وقسَّمها على الفقراء والمساكين، وعوَّضه عنها الريح }غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ{، }تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ{، وشَكَرَ للصحابة فِعْلهم عندما هاجروا وجاهدوا وآمنوا وصبروا وصدقوا ما عاهدوا الله عليه، فرزقهم أموال اليهود والنصارى والمجوس والوثنيين والمنافقين، وشَكَرَ للشهيد الذي بذل نفسه وماله في سبيل الله وتَرَكَ ماله وولده ووطنه وأهله فجعل روحه في حواصل طير خضر تطير في الجنة حيث تشاء، وأعطاه عدة خصال: غفر له مع أول قطرة من دمه، وأمنه من فزع القبر، ومن فزع يوم القيامة، وأراه مكانه في الجنة، وزوَّجه باثنتين وسبعين حورية، وشفَّعه في سبعين من أهله، وكساه حُلَّة الإيمان. وشَكَرَ للَّذي وَجَدَ غصن شوك في طريق الناس فأزاله، فشكر الله له هذا العمل النبيل وغَفَرَ له وأدخله الجنة؛ فالله شكور يحب الشكر، قَرَنَ الله بين الشكر والذِكْر؛ ليكون العبد ذاكرًا شاكرًا دائمًا. يقول الله تعالى: }فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ{ [سورة البقرة: 152]. وقَرَنَ بينه وبين الإيمان؛ ليكون العبد مؤمنًا وبإيمانه يكون شاكًرا. يقول تعالى: }مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا{ [النساء: 147]، وأخبر تعالى بقلَّة أهله من العالمين، يقول تعالى: }وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ{ [سبأ: 13]، وأهل القلَّة هم أهل المعادن النفيسة، وأهل المنازل العالية. ولذا يقول تعالى لآدم: «أخرِج أهل النار من ذريَّتك. فيقول: مَن هم يا رب؟ فيقول: أخرج من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحد إلى الجنة». وقد كان عمر يقول: اللهم اجعلني من القليل. قالوا: كيف. قال: لأن الله تعالى يقول: }إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ{ [ص: 24]. وقسَّم تعالى عباده إلى شكور وكفور، وأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله، وأحب الأشياء إليه الشكر وأهله. يقول تعالى: }إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا{ [الإنسان: 3]، وقال عن نبيه سليمان: }قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ{ [النمل: 40]. ووعد تعالى بالمزيد لمَن شكر، فمن أراد حفظ النعمة وعدم زوالها وزيادتها وأداء حق الله فيها فليشكر الله. قال تعالى: }وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ{ [إبراهيم: 7]. وأخبر أن رضاه في شكره ومَن رضي الله عليه أدخله الجنة ولم يعذبه أبدًا. قال تعالى: }إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى{ [الزمر: 7]، ويقول صلى الله عليه و سلم: «مَن قال حين يُصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر. فقد أدَّى شكر يومه، ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدَّى شكر ليلته». وقال أبو هريرة: مَنْ رُزِقَ الشكر لم يُحْرَم الزيادة، ومَن رُزِقَ الصبر لم يُحْرَم الثواب، ومَن رُزِقَ التوبة لم يُحْرَم القبول والعفو، ومَن رُزِقَ الاستغفار لم يُحْرَم المغفرة، ومَن رُزِقَ الدعاء لم يُحْرَم الإجابة.
[/formatting]
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة إسمهان الجادوي ; 12-14-2014 الساعة 06:42 PM |