12-14-2014
|
#3 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 3 ساعات (07:37 PM) | المشاركات : 16,415 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: حاجتنا إلى الشكر [formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: Rgb(0, 0, 0); font-weight: Normal; font-style: Normal; text-align: Center; background-color: Rgb(6, 49, 156); border-style: Inset; border-width: 10px; border-color: Rgb(0, 0, 0); width: 91%; background-image: Url(massy/images/backgrounds/40.gif);"] وقد جعل الله الشكر مفتاح كلام أهل الجنة، فقال: }وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ{ [الزمر: 74]. والشكر: هو أول وصية وصَّى بها الله الإنسان بعد ما عقل عنه. يقول تعالى: }أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ{ [لقمان: 14]. والشكر هو أول كلمة قالها آدم عليه السلام، إذ لمَّا نَفَخَ الله فيه الروح طارت إلى رأسه فعطس فحمد الله. فقال الله: يرحمك الله. ولمَّا علم إبليس أهمية الشكر حرص على صرف الناس عنه، وتوعَّد أن يأتيهم من كل جهة. قال تعالى: }ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ{ [الأعراف: 17]، وقد مَدَحَ الله أنبياءه بالشكر. * فها هو أول رسول إلى أهل الأرض، وهو الأب الثاني للبشر إذ لم يأت بعده أحد إلا وهو من ذريَّته نوح عليه السلام يشكر الله على جميع أحواله عند مطعمه ومشربه وملبسه ومركبه فسمَّاه الله عبدًا شكورًا. يقول تعالى: }ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا{ [الإسراء: 3]. * وها هو الخليل عليه السلام يُثني عليه الرب بأنه أُمَّة وقدوة للناس يقتدون به، وأنه دائم الشكر لله تعالى. يقول تعالى: }إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ{ [النحل: 120، 121]. * وها هو موسى عليه السلام يأمره الله بالشكر بعد أن اصطفاه تعالى برسالته وبكلامه. يقول تعالى: }يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ{ [الأعراف: 144]. * وها هو داود وسليمان عليه السلام يقول الله لهما: }اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ{ [سبأ: 13]. * وها هو رسولنا صلى الله عليه و سلم يشكر الله على جميع أحواله، عُرِضَت عليه بطحاء مكة لتكون له ذهبًا فقال: «لا يا رب، أُريد أن أجوع يومًا فأذكرك، وأشبع يومًا فأشكرك». ومن صفات هذه الأمَّة الشكر، ففي الحديث أن الله عز وجل يقول: «يا عيسى، إني باعث بعدك أُمَّة إن أصابهم ما يحبون حمدوا الله وشكروه، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا». وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم معاذًا بالشكر، وأَمَرَه أن يدعو الله أن يعينه عليه. قال: «يا معاذ، إني أحبك، لا تدع أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعنِّي على ذِكْرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك». وأَمْر المؤمن كله خير، إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن. واعلموا أن الشكر يكون باللسان، حمدًا وثناءً على الله بما يستحقه، فقد سمع صلى الله عليه و سلم رجلاً يقول: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، قال: «لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكًا أيُّهم يحملها». وقال: «إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها». ويكون الشطر بالسجود لله تعالى ويسمى: (سجود الشكر). * فقد روى أبو بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه أمر سرور أو بُشِّر به خرَّ ساجدًا. * وروى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سَجَد في سجدة }ص{ وقال: «سجدها داود توبة وأسجدها شكرًا». * ولمَّا جاءه جبريل وقال له: إن الله يقول: مَن صلَّى عليك واحدة صلَّى الله عليه بها عشرًا. فسجد سجودًا طويلاً، قال عبد الرحمن بن عوف: حتى ظننت أنه مات من طول السجود. * وقد روي أن أبا بكر سجد لله شكرًا لمَّا أُخْبِر أن مسيلمة الكذاب قُتِل. * وسجد علي بن أبي طالب لله شكرًا لمَّا أُخْبِر أن الخارجي بن الثدية قُتِل. * وسجد كعب بن مالك لله شكرًا لمَّا تاب الله عليه. وهكذا المؤمن إذا جاءه خبر سار يسجد لله ويحمد الله ويشكره، ولا يصفق ولا يصفر بل يُسَبِّح كما ورد عن الصحابة عندما قال: «إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبروا...». ويكون الشكر بالصلاة، فقد وَرَدَ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلَّى يوم الفتح ثماني ركعات في بيت أم هانئ، وقد قيل إنها صلاة شكر، وقيل صلاة ضُحى، وقال عن صلاة الليل: «أفلا أكون عبدًا شكورًا». ويكون بالصدقة على الفقراء والمساكين، فسليمان عليه السلام تصدَّق بخَيْلِهِ في سبيل الله، وتقرَّب بها إلى الله تعالى. ويكون بالصيام، وقد صام موسى عليه السلام يوم عاشوراء وهو العاشر من محرم؛ لأنه اليوم الذي نجَّاه الله فيه من فرعون وقومه، ونجَّاه من الغرق، ونجَّى قومه معه فصامه موسى شكرًا، وصامته اليهود كذلك بل وصامته قريش، وقد واظب رسول الله صلى الله عليه و سلم على صيامه حتى مات، ولم يُعْلَم أنه صام يومًا أكثر من صيامه لعاشوراء، وصيامه له على أربع حالات: صامه في مكة. وصامه في المدينة عند قدومها وأَمَرَ الناس بصيامه، وترك الأمر بصيامه عند فرض رمضان، فكان صيامه نفلاً وكان قبل ذلك واجبًا، وقال قبل موته: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» أي: من العاشر. ويوم عاشوراء مرغب في صيامه إذ أن مَن صامه غَفَرَ الله به ذنوبه سنة ماضية. ومراتب صيامه ثلاث: * المرتبة الأولى:أن يُصام يوم قبله ويوم بعده معه، فيكون الصيام ثلاثة أيام. * المرتبة الثانية: أن يُصام يوم قبله أو يوم بعده معه. * المرتبة الثالثة: أن يُصام هو فقط. وحَرِيٌّ بالمسلم أن يحظى بصيامه ليحظى بثوابه، وليعلم المسلم أن كل عبادة لله تعالى فهي شكر له. قال أبو عبد الرحمن السلمي: الصلاة شكر، والصوم شكر، وكل خير تعمله شكر، وأفضل الشكر الحمد، ولكل جارحة شكر. اللهم اجعل ألسنتنا ذاكرة، وجوارحنا شاكرة، واحفظ أوقاتنا وحياتنا بذكرك وشكرك، وصلى الله وسلم وبارك على محمد. اسلام هوس [/formatting]
|
| |