الموضوع
:
هذا السر العجيب فى سورة الأنعام ، دعوة للتدبر
عرض مشاركة واحدة
#
1
01-28-2015
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
755
تاريخ التسجيل :
Jan 2015
فترة الأقامة :
3385 يوم
أخر زيارة :
02-20-2018 (11:18 PM)
المشاركات :
55 [
+
]
التقييم :
10
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
هذا السر العجيب فى سورة الأنعام ، دعوة للتدبر
هذا السر العجيب فى سورة الأنعام ، دعوة للتدبر
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا
السر
العجيب
فى
سورة
الأنعام
،
دعوة
للتدبر
أدعوكم إخوتى وأخواتى إلى تدبر مسألة قرآنية عجيبة لم أجد أحداً قد تناولها بالبحث من قبل
تلك المسألة يمكن أن نسمّيها " ظاهرة الإحالة القرآنية إلى
سورة
الأنعام
" ، حيث استرعى انتباهى منذ فترة طويلة أن بعض سور القرآن الكريم تُحيل إلى
سورة
الأنعام
على وجه الخصوص ، بحيث تكون
سورة
الأنعام
هى أحياناً المصدر الوحيد الذى يجب الرجوع إليه لفهم المقصود ، أو هى – أحياناً أخرى - المصدر الذى يتم الإقتباس منه ، مع بعض التصرف اليسير فى العبارة المقتبسة
ولكن قبل أن نعرض لهذا الأمر بالتفصيل ، يتوجب علينا أن نذكر بعض الخصائص الأخرى اللافتة للنظر كذلك ، والخاصة بتلك السورة الكريمة
فمن الأمور الجديرة بالتأمل ما ورد فى العديد من الروايات من أن
سورة
الأنعام
على طولها الملحوظ قد نزلت جملة واحدة !!!
وما جاء عنها كذلك من أن الملائكة قد احتفلت بنزولها ، حيث شيّعها عشرات الآلاف من الملائكة !!
ففى روايات عن ابن عباس ، وعن أسماء بنت يزيد ، وعن جابر ، وعن أنس بن مالك ، وعن عبد الله بن مسعود – رضى الله عنهم جميعاً – أن هذه السورة مكية ، وأنها نزلت كلها جملة واحدة !!
وفى الرواية عن أسماء تحديد للرواية بحادث مصاحب لنزولها ، حيث قالت :
" نزلت
سورة
الأنعام
على النبى
جملة وأنا آخذة بزمام ناقة النبى
إن كادت من ثقلها لتكسر عظام الناقة "
أما الرواية عن ابن عباس كما رواها الطبرانى فتقول :
"
نزلت
الأنعام
بمكة ليلاً ، جملة واحدة ، حولها سبعون ألف مَلَك يجأرون حولها بالتسبيح
" !!
كما روى أبو بكر بن مردويه – بإسناده – عن أنس بن مالك قال :
" قال رسول الله
: " نزلت
سورة
الأنعام
معها موكب من الملائكة سدّ ما بين الخافقين ، لهم زجل بالتسبيح ، والأرض بهم ترتج " ورسول الله يقول : " سبحان الله العظيم ، سبحان الله العظيم !!
"
نخلص مما سبق إلى أن من الخصائص المميزة لسورة
الأنعام
:
1 - نزولها جملة واحدة ، وهو ما لا نعرف له نظيراً مع باقى السور الطوال
2 - تشييع جمع غفير من الملائكة لها وهم يسبحون لله العظيم ، مما يدل على أن لها مكانة مميزة وشأن فريد
ثم نأتى الآن على ذكر ما يمكن أن نعتبره الخصوصية الثالثة لسورة
الأنعام
، أو ما أطلقتُ عليه ( ظاهرة الإحالة القرآنية إلى
سورة
الأنعام
)
وإننى إذ أذكر ( ظاهرة الإحالة ) فى سياق الحديث عن الخصائص المميزة لسورة
الأنعام
فإن ما أرمى إليه هو أن نحاول سوياً من خلال المناقشة وتبادل وجهات النظر أن نجتهد فى معرفة السبب الذى من أجله تميزت تلك السورة الكريمة بتلك الخصائص جميعاً
ولنبدأ الآن بذكر بعض النماذج لما أسميته " ظاهرة الإحالة القرآنية إلى
سورة
الأنعام
"
النموذج الأول
قال
فى
سورة
النساء :
" بشّر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً ، الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، أيبتغون عندهم العزة ، فإن العزة لله جميعا ،
وقد نزّل عليكم فى الكتاب
أن إذا سمعتم آيات الله يُكفَرُ بها ويُستَهزَأ بها
فلا تقعدوا
معهم
حتى يخوضوا فى حديث غيره
"
ويلفت نظرنا هنا قوله تعالى فى الآية 140 : "
وقد نزّل عليكم فى الكتاب
"
، بما يعنى أن هذا الأمر قد سبق ذكره فى القرآن
ولكن فى أى موضع من القرآن يمكن أن نجد ذلك المعنى المشار إليه ؟
إن الإستقراء يهدينا إلى أن تلك الآية من
سورة
النساء إنما تحيل إلى آية بعينها من
سورة
الأنعام
، إنها الآية 68 منها والتى تقول :
" وإذا رأيت الذين يخوضون فى آياتنا فأعرض عنهم
حتى يخوضوا فى حديث غيره
، وإما يُنسينّك الشيطان
فلا تقعد
بعد الذكرى مع القوم الظالمين "
وقد وجدت العلامة المفسر " سيد قطب "
يذكر فى تفسيره لآية
سورة
النساء لفظ " الإحالة " حيث قال :
"
والذى تحيل إليه الآية هنا
مما سبق تنزيله فى الكتاب ، هو قوله تعالى
فى
سورة
الأنعام
– وهى مكية – " وإذا رأيت الذين يخوضون فى آياتنا . . . " الآية
وهكذا نجد أول نموذج لظاهرة الإحالة القرآنية إلى
سورة
الأنعام
ولكنه ليس الوحيد فى بابه ، وإنما يوجد أكثر من نموذج غيره ، وهذا هو ما دعانى إلى وصفها بـ " الظاهرة " ، وإليكم الآن نموذجا آخر
النموذج الثانى
قال
فى الآية 118 من
سورة
النحل :
"
وعلى الذين هادوا حرمنا
ما قصصنا عليك من قبل
"
وفى تفسير تلك الآية ذكر المفسرون أن الإشارة هنا بقوله "
ما قصصنا عليك من قبل
" إنما تتوجه إلى قوله تعالى
فى
سورة
الأنعام
:
"
وعلى الذين هادوا حرمنا
كل ذى ظفر ، ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما ، أو الحوايا أو ما اختلط بعظم
" الآية 146
وبذلك نكون قد عرضنا لنموذجين لتلك الظاهرة ،
النموذج الثالث
من المعلوم أن
سورة
الزمر مكية النزول ، وفى الآية 65 منها نجد الحق
يقول :
"
ولقد أُوحِى إليك
وإلى الذين من قبلك
لئن أشركت ليحبطن عملك
ولتكونن من الخاسرين "
ونفهم من هذا أن الله
قد سبق أن أوحى فى القرآن المكى نفس هذا المعنى الذى يربط الشرك بإحباط العمل ويحذّر النبى
ومن سبقه من الأنبياء والرسل
من هذا الأمر
وبالبحث عن هذا المعنى فى القرآن المكى لا نجد مصداقه إلا فى الآية 88 من
سورة
الأنعام
والتى تقول عقب ذكر عدد كبير من الأنبياء والرسل فيما سبقها من آيات :
" ذلك هدى الله يهدى به من يشآء من عباده ،
ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون
"
ونفهم من هذا أن الآية 65 من
سورة
الزمر تحيل إلى الآية 88 من
سورة
الأنعام
، حيث نص الإحالة مؤكد عليه بقوله تعالى : "
ولقد أُوحى إليك
"
وهذا ما أكده ابن كثير
فى تفسيره عند تعرضه لآية
سورة
الزمر حيث قال : وهذه كقوله تعالى
":
وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
"
(
الأنعام
: 8
8
.
)
كما أكد هذه الإحالة كذلك الإمام الشنقيطى
فى تفسيره ( أضواء البيان ) بقوله عند آية
سورة
الزمر المذكورة :
" قد تقدم الكلام عليه
في
سورة
الأنعام
في الكلام على قوله تعالى
:
))
وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
))
الأنعام
: 88
"
النموذج الرابع
قال
فى الآية 13 من
سورة
الشورى :
" شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً
والذى أوحينا إليك
وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى
أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه
"
والعبارة التى تفيد الإحالة – وتجدونها دائماً ملونة بالأزرق فى جميع النماذج – هى قوله تعالى هنا : "
والذى أوحينا إليك
" ، أما مضمون هذا الموحى به من قبل فهو النهى عن التفرق فى الدين
وفى تفسير تلك الآية الكريمة قال الإمام الشنقيطى
:
"
وما تضمنته هذه الآية
الكريمة من النهي عن الافتراق في الدين، جاء مُبَيناً في غير هذا الموضع،
وقد
بيّن تعالى أنه وصى خلقه بذلك، فمن الآيات الدالة على ذلك، قوله تعالى
:
وَأَنَّ
هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ
ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(
الأنعام: 153)
ثم يقول :
وقد بيّن تعالى في بعض المواضع أن بعض الناس لا يجتنبون هذا النهي، وتوعدهم على ذلك كقوله تعالى
:
إِنَّ
ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي
شَيْءٍ إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا
كَانُواْ يَفْعَلُونَ
الأنعام : 159]
"
وهكذا نجد الإمام الشنقيطى
قد أحال آية الشورى إلى آيتين من
سورة
الأنعام
تحديداً
كما أكّد هذه الإحالة إلى
سورة
الأنعام
كذلك شيخنا الإمام محمد متولى الشعراوى
حيث قال :
"
إذن: قوله سبحانه
:
أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ.[الشورى: 13] أى لا
تأخذوا أرباباً من دون الله، أو لا تتفرقوا في الدين شيعاً وأحزاباً، كما
في قوله تعالى
:
إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ
(
الأنعام 159 )
ولا يزال للحديث بقية إن شاء الله
النموذج الخامس
قال تعالى فى الآية 123من
سورة
النحل :
"
ثُمَّ
أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ
أَنِ
ٱتَّبِعْ
مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ
ٱلْمُشْرِكِينَ
"
ويهدينا الإستقراء إلى أن هذه الآية تحيل إلى الآية 161 من
سورة
الأنعام
، والتى تقول :
"
قُلْ
إِنَّنِى هَدَانِى رَبِّىۤ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا
مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
"
وهذا ما أكده الإمام
ابن كثير
فى تفسيره لتلك الآية ، حيث قال :
"
وقوله:
ثُمَّ
أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا
أي
:
ومن كماله وعظمته وصحة توحيده وطريقه ، أنا أوحينا إليك ياخاتم الرسل وسيد
الأنبياء:
أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ
ٱلْمُشْرِكِينَ
كقوله في
الأنعام
:
قُلْ
إِنَّنِى هَدَانِى رَبِّىۤ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا
مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
(
الأنعام: 161
)
وإلى نفس هذا القول ذهب الإمام الشنقيطى
، حيث قال :
"
ذكر
في هذه الآية الكريمة أنه أوحى إلى نبيَّنا
الأمر باتباع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين
.
وبيّن هذا أيضاً في غير هذا الموضع
كقوله ( فى
سورة
الأنعام
)
:
قُلْ
إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً
مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
(
الأنعام : 16
1
)
النموذج السادس والأخير
سورة
الأنعام
تحيل إلى نفسها !!
لعل هذا هو أعجب نماذج الإحالات التى مررنا بها حتى الآن ، إذ فيه نجد آية من
سورة
الأنعام
تحيل إلى آية أخرى منها ، وذلك بحسب ما انتهى إليه التحليل البارع للمفسر الإمام الفخر الرازى ، والذى وافقه عليه المفسر الإمام الشوكانى رحمهما الله ، وإليكم بيان المسألة :
قال
فى الآية 119 من
سورة
الأنعام
:
" وما لكم ألا تأكلوا مما ذُكر اسم الله عليه
وقد فصل لكم ما حرم عليكم
إلا ما اضطررتم إليه "
فهذه الآية كما سنرى تحيل إلى الآية 145 من السورة نفسها ، وهى قوله تعالى :
"
قل لا أجد فى ما أُوحى إلىّ
محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتةًً أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقاً أُهل لغير الله به "
قال الفخر الرازى
عند تفسيره لتلك الآية :
(( المسألة الثانية
:
قوله:
وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ
أكثر المفسرين
قالوا: المراد منه قوله تعالى في أول
سورة
المائدة:
حُرّمَتْ عَلَيْكُمُ
ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ
وفيه إشكال : وهو أن
سورة
الأنعام مكية وسورة المائدة مدنية، وهي آخر ما أنزل الله بالمدينة. وقوله
":
وَقَدْ فَصَّلَ " يقتضي أن يكون ذلك المفصل مقدماً على هذا المجمل،
والمدني متأخر عن المكي، والمتأخر يمتنع كونه متقدماً.
بل الأولى أن يقال
المراد قوله بعد هذه الآية
:
"
قُل لا أَجِدُ فِيمَا أُوحِىَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يطعمه
)"
الأنعام: 145) وهذه الآية وإن كانت مذكورة بعد هذه الآية بقليل إلا أن هذا القدر من التأخير
لا يمنع أن يكون هو المراد
والله أعلم
))
وإلى نفس هذا المعنى ذهب الإمام الشوكانى فى ( فتح القدير ) حيث قال :
قَدْ فَصَّل لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ
أي بين لكم بياناً مفصلاً يدفع الشك، ويزيل الشبهة
بقوله
:
قُل لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِىَ إِلَي مُحَرَّمًا
الأنعام: 145
إلى آخر الآية
)) .
ويمكن أن نلحظ هنا أمراً عجيباً ومُلفتاً للنظر جداً ، هو أن تلك الآية التى يُحال إليها تحوى هى الأخرى بدورها إحالة إلى كل ما سبقها من قرآن !! ، وذلك بقولها : "
قل لا أجد فى ما أُوحى إلىّ
" ، حيث الإشارة هنا متوجهة إلى كل ما سبق من الوحى قبل نزول تلك الآية ، وهذا من عجائب القرآن !!
تم بحمد الله
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
زيارات الملف الشخصي :
10
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.02 يوميا
ام شمس
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ام شمس
البحث عن كل مشاركات ام شمس