فيغضب منك وفي نفس الوقت يشعر بالذنب تجاهك، يختلط هذين الشعورين معاً في "خلطةٍ خبيثةٍ"
تعطّل وتسدُّ قناة الفهم العقلاني الواقعي عند من تقدّم له تضحياتك مهما كانت، لتجد منه الجفاء والنكران
لمعروفك بدلاً من العرفان والتقدير والشكر....
أنت -يعني حضرتك- تنكر ذاتك أمامه <=>
وهو يرد بنكرانك وتجاهلك ككل ، بل وطلب المزيد والمزيد من التضحية
{ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } سورة الأعراف-17
فهم في ذلك الحال من النكران والجحود حتى لخالقهم ...
فمن أنت يا أخ العرب حتى يعترفوا بمعروفك فضلاً عن أن يشكروك؟!!!!
{ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ }
تحاول التفاهم معهم وإقناعهم وطلب التعقّل منهم، يا فلان .. يا علان .. يا روحي .. يا حبيبي ...
ولكنك ستجدهم لا يشكرون ولا يعقلون، كالأنعام بل هم أضل من الأنعام ... لأن استجابات الأنعام
أو الحيوانات معروفة وموحدة وتتوقعها ( صياح ، عويل ، صهيل ، رفس ، ... ) ، أما استجاباتهم
فستفاجئك في كل مرة وتصدمك ...
{ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } الفرقان-44
وصدق علماء الأعصاب حينما وصفوا أن للإنسان عقلان:
عقلٌ عاطفيٌّ لاواعيٌّ حيوانيٌّ غرائزيٌُّ: المسئولة عنه بشكل أساسي اللوزة amygdale،
وعقلٌ واعيٌّ منطقيٌّ عقلانيٌّ: المسئول عنه بشكل أساسي القشرة الدماغية new cortex