وجزاكِ الله خير الجزاء على هذا الموضوع القيم
إن من أهم المهمات وأفضل القربات
التناصح والتوجيه إلى الخير والتواصي بالحق والصبر عليه،
والتحذير مما يخالفه ويغضب الله عز وجل، ويباعد من رحمته،
و إن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع عظيم، جدير بالعناية؛
لأن في تحقيقه مصلحة الأمة ونجاتها،
وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير، واختفاء الفضائل، وطهور الرذائل،
وقد أوضح الله جل وعلا في كتابه العظيم منزلته في الإسلام،
وبين سبحانه أن منزلته عظيمة،
حتى إنه سبحانه في بعض الآيات قدمه على الإيمان، الذي هو أصل الدين وأساس الإسلام،
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}
ولا نعلم السر في هذا التقديم، إلا عظم شأن هذا الواجب،
وما يترتب عليه من المصالح العظيمة العامة، ولا سيما في هذا العصر،
فإن حاجة المسلمين وضرورتهم إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شديدة؛
لظهور المعاصي، وانتشار الشرك والبدع في غالب المعمورة،
أسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا أن يوفقنا وجميع المسلمين للعلم النافع، والعمل الصالح،
وأن يمنحنا الفقه في دينه، والثبات عليه،
وأن يرزقنا جميعا القيام بهذا الواجب حسب الطاقة والإمكان،
وأن يعين الجميع على أداء حق الله عليه والنصح له، ولعباده
وصلى الله وسلم وبارك على عبده نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الطاهرين .