بسم الله الرحمة الرحيم
(إما شاكراً وإما كفوراً) لقلة الشاكرين جاء (شاكر) (اسم فاعل ) يفيد القلة ، ولكثرة الكفور الجحود أصبح (كفور) (صيغة مبالغة) فالحمد لله كثيراً .
الرجل المفتون بالدنيا تجده مخالفاً للعقل كما قال : (ما أظن أن تبيد هذه أبدا) . ومخالفاً للدين : (وما أظن الساعة قائمة) . ومتكبراً متألياً : (ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها) .
الرجل صاحب الجنتين من فوائد قصة الرجل صاحب الجنتين في سورة الكهف : الكافر بكبريائه يجحد ويتألى : (ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلبا) والمؤمن بتواضعه يرضى ويؤمل : (فعسى ربي أن يؤتيني خيراً من جنتك).
( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) صفات الأخيار الذين أمر النبي بالصبر معهم تتلخص بصفتين : ١- كثرة العبادة (يدعون ربهم بالغداة والعشي) . 2- الإخلاص ( يريدون وجهه) .
( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه ) فيها أن علاج الهوى : كثرة ذكر الله واللهج به وتكراره وديمومته .
(وجاء رجلٌ من أقصى المدينة) تنكير(مؤمن آلِ يس) : مقصودٌ حيث قال : ( وجاء رجلٌ ) لفظ نكرة لأنه لم يكن معروفاً في زمنه ، فالدعوة لا ترتبط بالأسماء وإنما بالأفعال .
الدعوه مع وجود (الأعلم) أعجب ما في قصة(مؤمن آلِ يس) قيامه بالدعوة مع وجود ( ثلاثة أنبياء) ليتربى سامع القصة على أن وجود الأعلم والأفضل لا يمنع من الدعوة .
(من أقصى المدينة) الداعية لا يمنعه بُعد المسافات عن دعوته ، فمؤمن آلِ يس قال الله عنه : (من أقصى المدينة) وهو لفظ مقصود لتنبيه الدعاة على المضي دون استصعاب المسافات .
(اتبعوا من لا يسألكم أجراً) الداعية متطوع في دعوته،فمؤمن آلِ يس مَدَحَ الرسل بقوله : ( اتبعوا من لا يسألكم أجراً) وهو أيضاً لم يطلب غير الأجر (الاحتساب ضرورة لنا)
قال مؤمن آل يس : (وإليه ترجعون) من قضايا الوعظ : التذكير بالبعث والنشور ولقاء الله والوقوف بين يديه والقيام من القبور،فمؤمن آلِ يس قال ( وإليه ترجعون) كم تهز هذه العبارة!
يتبع...