الموضوع
:
تفسير سور مريم الدرس الأول
عرض مشاركة واحدة
04-27-2015
#
3
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
10
تاريخ التسجيل :
May 2013
العمر :
43
أخر زيارة :
منذ يوم مضى (05:32 PM)
المشاركات :
5,057 [
+
]
التقييم :
333960
الدولهـ
SMS ~
لا إله الا اللــه وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
لوني المفضل :
Cadetblue
رد: تفسير سور مريم الدرس الأول
تكملة الدرس الاول :::
ملاحظة :
لو انتبهنا للسور التي ابتدأت بالحروف المتقطعة لوجدنا أن الله عز وجل بعد ذكره للحروف
المتقط
عة يشير لكتابه العزيز وإلى علو شأنه وإلى ارتفاع مكانته وينتصر له ..كما في هذه الآيات:
الم(1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)
سورة البقرة
الم * تَنزيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [السجدة : 1 ، 2]
.
" حم. تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ "سورة غافر
و"
حم والكتاب المبين
"
سورة الزخرف وسورة الدخان
كهيعص (1)
قال ابن عباس في تفسير كهيعص (أوَّلُ هَذِهِ السُّورَةِ ثَنَاءٌ أثْنَى بهِ الرَّبُّ عَلَى نَفْسِهِ، وَالْكَافُ مِنَ كَافٍ، وَالْهَاءُ مِنْ هَادٍ، وَالْيَاءُ مِنْ حَكِيْمٍ، وَالْعَيْنُ مِنْ عَلِيْمٍ، وَالصَّادُ مِنْ صَادِقٍ وَصَمَدٍ). أي من أسماء الله الحسنى وَقِيْلَ: معناهُ: كافٍ لخلقهِ هادٍ لعبادهِ، يده فوقَ أيديهم، عالِمٍ ببَريَّتهِ، صادقٍ في وعدهِ.
ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)
أي أن هذا المتلو في القرآن ذكر لرحمة ربك , وكلمة ذِكْرُ تأتي لخبر مبتدأ محذوف كأن الجملة " هذا ذكر "
هذا المتلو من هذا القرآن ( ذكر )
فالمبتدأ محذوف وبقي الخبر والمعنى هذا ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا سنقصه عليك، ونفصله تفصيلا
وقيل في تفسير هذه الآية أن المراد بالرحمة هي رحمة الله بعبده زكريا باستجابة سؤاله وقبول دعائه عليه السلام.
الذكْر
: له معانٍ متعددة، فالذكْر هوالإخبار بشيء ابتداءً، والحديث عن شيء لم يكُنْ لك به سابق معرفة، ومنه التذكير بشيء عرفته أولاً، ونريد أن نُذكِّرك به، كما في قوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذكرى تَنفَعُ المؤمنين} [الذاريات: 55] ويُطلَق الذكْر على القرآن: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] وفي القرآن أفضل الذكر، وأصدق الأخبار والأحداث. كما يُطلق الذكر على كل كتاب سابق من عند الله، كما جاء في قوله تعالى: {فاسألوا أَهْلَ الذكر إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ}[النحل: 43] .والذكْر هو الصِّيت والرِّفْعة والشرف،كما في قوله تعالى:{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ}[الزخرف: 44] وقوله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ} [الأنبياء: 10] أي: فيه صِيتكم وشرفكم، ومن ذلك قولنا: فلان له ذِكْر في قومه.ومن الذكْر ذِكْر الإنسان لربه بالطاعة والعبادة، وذكْر الله لعبده بالمثوبة والجزاء والرحمة ومن ذلك قوله تعالى: {فاذكروني أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152] .
وسيدنا زكريا عليه السلام كان نبي عظيم من أنبياء بني إسرائيل وفي صحيح البخاري أنه كان نجاراً يأكل من عمل يده في النجارة
إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا (3)
أي
إذ
ناجى
ربَّهُ
و
دعَاه في جوفِ اللَّيلِ سِرّاً
بصوتٍ خفي لايكاد يسمع
مُخلصاً لَم يطَّلِعْ عليه إلاَّ اللهُ
قال المفسرون: لأن الإخفاء في الدعاء أدخلُ في الإخلاص وأبعدُ من الرياء وأسرع للإجابة
ومن أدب الدعاء أنْ ندعوَه سبحانه كما أمرنا:
{ادعوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55]
.وهو سبحانه
{يَعْلَمُ السر وَأَخْفَى}[طه: 7]
أي: وما هو أَخْفى من السر، لأنه سبحانه قبل أن يكون سِرّاً، علم أنه سيكون سراً.
،
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "
الدعاء هو العبادة
"
وكما قال تعالى في فضل الدعاء :
" وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ(60)﴾. [سورة غافر].
اختلف العلماء في تفسير كلمة
"
خفيا
"
أي سراً من قومه في جوف الليل فقال بعض المفسرون أن زكريا أخفي دعاءه عن قومه حتى لا يلام على مسألة الولد عند كبر السن ولأنه أمر دنيوي .
والأمر الثاني أنه أخفي الدعاء إخلاصاً لله عز وجل وأراد أن لا يطلع على دعائه إلا الله وقيل لما كانت الأعمال الخفية أفضل وأبعد عن الرياء أخفي زكريا دعائه عن الناس
.
قَالَ رَبِّ إني وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4)
نادي سيدنا زكريا ربه بصفة الربوبية ، قال رب وكرر
"
رَبِّ
.
وفي الحديث الشريف أن الرسول
(صلى الله عليه وسلم )
ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب وهذا من آداب الدعاء لأن الربوبية تستلزم الفضل والمنة والعطاء والإحسان.
وزكريا عليه السلام أظهر ذله وضعفه وفقره وانكساره إلى رحمة الله عز وجل ، وهو بحاجة إليها حيث قال :
قال رَبِّ إني وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً{4}
أظهر "ضعفه الباطني" بأن عظمه وهن ،
والوَهَنُ في اللغة:
{وَهَنَ} ضعف يقال وَهَن يهنُ فهو وَاهِنٌ والوهنُ ضعفُ القوة
أونُقْصَانُ الْقُوَّةِ.
و"ضعفه الظاهري " باشتعال الرأس بالشيب
، {
وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْباً
}
فقال يا رب: لقد ضعف عظمي، وذهبتْ قوتي من الكِبر
{واشتعل الرأس شَيْباً}
أي انتشر الشيب في رأسي انتشار النار في الهشيم
شِخْتُ وَضَعُفْتُ، ومن الموتِ قَرُبْتُ. والاشتعالُ: انتشارُ شُعَاعِ النَّارِ، واشتعالهُ في الشَّيْب من أحسنِ الاستعارةِ, لأنه ينتشرُ في الرأسِ، كما ينتشرُ شُعاع النارِ
قال قتادةُ: (شَكَا ذهَابَ أضْرَاسِهِ)
،
وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً
قال العلماء: يستحب للمرء أن يذكر في دعائه نِعَم الله تعالى عليه وما يليق بالخضوع, لأن قوله تعالى: { وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي } إظهار للخضوع. وقوله: { وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً } إظهار لعادات تفضله في إجابته أدعيته, أي كنتَ تُجيبُنِي إذا دعوتُكَ، وقد عوَّدْتَني الإجابةَ في ما مضى لم تكن تخيب دعائي إذا دعوتك,
ولم أعهد منك إلا الإجابة في الدعاء، ولم تردني قط فيما سألتك فكأنما قال يارب عودتني على جودك وفضلك وإحسانك فلا تجعلني محروماً وشقياً
بدعائك.
قال الرازي: قدَّم زكريا عليه السلام على طلب الولد أموراً ثلاثة: أحدها: كونه ضعيفاً، والثاني: أن الله ما ردَّ دعاءه البتة، والثالث: كون المطلوب بالدعاء سبباً للمنفعة في الدين ثم صرَّح بسؤال الولد وذلك مما يزيد الدعاء توكيداً لما فيه من الاعتماد على حول الله وقوته والتبري عن الأسباب الظاهرة
.
هنا نستفاد أن من آداب الدعاء :
1- إخفاء الدعاء من أسباب استجابة الدعاء كما قال تعالى "
ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إنهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
"
[الأعراف: 55]
2- الدعاء بصفة الربوبية، ومن مميزات دعاء زكريا عليه السلام أنه توسل لله بصفة الربوبية والله يحب التوسل له بأسمائه الحسنى وصفاته العلى كما في قوله
:"
وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كانوا يَعْمَلُونَ
"
الأعراف 180
3 - الدعاء بذل وانكسار ومسكنة بين يدي الله عز وجل.
وكذلك من أسباب استجابة الدعاء أن ندعو الله بالإيمان كما قال الله تعالى : "
إنهُ كَان فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ
"
"
سورة المؤمنون، الآية:
109.
وقوله سبحانه
" الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)
سورة آل عمران وقوله "
رَبَّنَا إننَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي للإيمان أن آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ
" سورة آل عمران 193
.
وأيضاً من آداب الدعاء أن ندعو الله ونحن موقنون بالإجابة ،وأن الله لن يرد دعاءنا وأنه سيستجيب لنا ويكون رجاءنا به قوي وموقن به كما في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم ): "
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه
" .
وَإني خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً{5}يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً{6}
هل كان يريد زكريا عليه السلام أن يرث الولد الذي طلبه من الله ماله ؟؟ وهل يدل ذلك على أنه يمتلك ثروة طائلة ؟؟
لا لأنه كان نجاراً يأكل من كسب يديه وهى مهنة لا تجمع مالاً كثيراً ولا سيما الأنبياء كانوا أزهد الناس عن الدنيا ،وطلب زكريا عليه السلام من ربه أن يرزقه الولد لأنه خاف على بني إسرائيل لأنه لم يجد فيهم من يصلح للنبوة فبدأ يظهر فيهم الفساد فخاف أن يموت وتنقطع النبوة بموته
وَإني خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي
أي خفت بني العم والعشيرة من بعد موتي أن يضيّعوا الدين ولا يُحسنوا وراثة العلم والنبوة ،كان مواليه - وهم عصبته إخوته وبنو عمه - شرار بني إسرائيل، فخافهم على الدين أن يغيروه ويبدّلوه، وأن لا يحسنوا الخلافة على أمته، فطلب عقباً من صلبه صالحاً يقتدى به في إحياء الدين {
مِن وَرَائِي
} أي بعدَ موتِي أن يرِثُوا عِلمي دون مَن كان مِن نَسْلِي، ويقالُ: خِفْتُهُمْ على الدِّين من ورائي, لأنَّهم كانوا من أشرار بني إسرائيل
، قرأ الأكثرون بنصب الياء من الموالي على أنه مفعول، وعن الكسائي أنه سكن الياء .
وَكَانتِ امْرَأَتِي عَاقِراً
أي عَقِيماً من الولدِ، وامرأتهُ هي أختُ أُمِّ مرَيم بنت عمرانَ بن ماثان.
العقم هو الداء الذي لا يُبرأ منه ورحمٌ معقومة أي مسدودة في اللغة لا تنفتح ولا تلد. ويقال ريح عقيم لا تلقح سحاباً ولا شجراً.ويوم القيامة يوم عقيم لأنه لايوم بعده. فإذن كلمة العقم تطلق على مالا نتيجة من ورائه. لكن العقر يعالج لكنهم الآن يستعملون معالجة العقم هذا إستعمال محدث،
(يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًاوَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) الشورى)
.أى ليس هناك مجال للإنجاب.
إمرأة إبراهيم كانت عاقراً أو عقيماً ؟
(
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) الذاريات)
ما قالت عجوز عاقر مع أنها بُشّرت بغلام. أولاً هي جاءت في صرة أي في صيحة أو
ولولة وضربت وجهها كأنها تستحي
على كِبر سِنّها وقالت عجوز عقيم لأنها عند نفسها من التجربة التي مرت بها إلى أن بلغت مرحلة الشيخوخة هي عقيم لأن قولها عاقركأنها كانت تتأمل فى الإنجاب ولكنها قطعت الأمل تماماً
فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً
أي أعطِني مِن عندك ولداً،
يَرِثُنِي
يَرِثُ نبوَّتِي ومكاني .
دعا الله أن يرزقه الولد الذي يرث النبوة وتستمر الدعوة لله ويستمر توحيد الله في الأرض ويبقى الدين ظاهراً
،
وعلى هذا فتعين حمل قوله: { فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي } على ميراث النبوة، ولهذا قال{ وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ }
يرث أجداده
العلمَ والنبوَّةَ، أرادَ بذلك يعقوبَ بنِ ماثان وهم أخوالُ يَحيى، وبنو ماثان كانوا رؤساءَ بني إسرائيل، وليسَ يعقوبُ هذا أبويوسفَ
كقوله: { وَوَرِثَ سُلَيْمَـٰنُ دَاوُودَ } [النمل: 16] أي: في النبوة ، وورد عن الرسول
r
أنه قال
: "
نحن معاشر الأنبياء لانورث ما تركناه صدقة
"
وفي حديث آخر قال
(صلى الله عليه وسلم )
:
"
أن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما و إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر"
وعن أبي هريرة
أنه دخل السوق فوجد الصخب والضجيج والانشغال بالبيع والشراء والتجارة واللهو فقال يا معشر الناس أنتم هاهنا وميراث محمد
(صلى الله عليه وسلم )
يُقسم فأنصت الناس لكلامه فقال أنتم هاهنا وميراث محمد
(صل
الله عليه وسلم ) يُقسم قالوا أين يُقسم ميراث محمد
(صلى الله عليه وسلم)
؟ قال: في مسجده , فتركوا السوق وتسابقوا فركضوا ركضاً إلى المسجد فعندما دخلوا المسجد لم يجدوا إلا قوماً في مجلس علم يذكرون الله تبارك وتعالى فرجعوا إلى أبي هريرة فقال لهم ما لكم فقالوا يا أبا هريرة قد أتينا المسجد فدخلنا فيه فلم نرى فيه شيئا يقسم فقال لهم أبو هريرة وما رأيتم في المسجد ؟ قالوا رأينا قوماً يذكرون الله تبارك وتعالى ويتدارسون كتابه قال : ويحكم هذا هو ميراث محمد
(صلى الله عليه وسلم )
وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً{6}
أي وَفِّقْهُ للعملِ حتى يصيرَ مِمَّن ترضاهُ. وَقِيْلَ: إجْعَلْهُ صالِحاً تقيّاً بَرّاً مرْضِيّاً
عندك ترضى عنه يا رب وتُرضي عنه الناس ويرضى عنهم ,تحبه وتحببه إلى الناس في دينه وخلقه
.
هنا نستفاد حرص الأنبياء على الذرية الصالحة ،المؤمنة التقية الطيبة المرضية عنهم من الله عز وجل الموحدون لله جلا وعلا كما في قوله تعالى
"
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
"سورة الذراريات 56
يَا زَكَرِيَّا إنا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا (7)
هنا أتت البشرى لزكريا عليه السلام وهو في محرابه بقبول دعائه
فأجابه بقوله: {يازكريا} [مريم: 7] .وتوجيه الكلام إلى زكريا عليه السلام هكذا مباشرة دليلٌ على سرعة الاستجابة لدعائه، فجاءت الإجابة مباشِرة دون مُقدِّمات
أن الله رزقه بمولود ذكر اسمه يحيي عليه السلام كما قال تعالى في سورة آل عمران
:"
فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أن اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا ومحصورا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ
"
سورة آل عمران 29 أي لم نجعل له من قبل شبيهاً ولم يسمى أحد من قبله بهذا الاسم أفرده الله بهذا الاسم كما في قوله تعالى
:"
فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَم لَهُ سَمِيًّا
"
سورة مريم 65 وقيل أن اسم يحيى
لأنَّ الله أحيَا به الإيْمانَ والحكمةَ
وقيل أنه لا يموت في صغره بل يكبر ويحيي حياة ملؤها السعادة والطمأنينة والرضا بقضاء الله ،
وقيل : لأنه حيي بين شيخ كبير وأمّ عاقر . وقيل : لأنه حيي به عقر أمه وكانت لا تلد ،
وهذه البشرى تضمنت ثلاثة أشياء:
1- استجابة الدعاء لزكريا عليه السلام وهذه كرامة له .
2-إعطائه الولد وهو قوة
.
3- افرده بتسميته .
*نستفاد هنا من هذه النقطة
: أن المسلم المؤمن عليه أن يحسن اختيار اسم ولده كما أحسن الله اختيار اسم يحيي عليه السلام.
التعديل الأخير تم بواسطة دلال إبراهيم ; 04-27-2015 الساعة
03:25 PM
فترة الأقامة :
4011 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
423
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
1.26 يوميا
دلال إبراهيم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى دلال إبراهيم
البحث عن كل مشاركات دلال إبراهيم