الموضوع
:
تفسير سورة مريم الدرس الثاني
عرض مشاركة واحدة
#
1
05-03-2015
SMS ~
لا إله الا اللــه وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
10
تاريخ التسجيل :
May 2013
فترة الأقامة :
4017 يوم
أخر زيارة :
منذ يوم مضى (12:05 PM)
العمر :
43
المشاركات :
5,058 [
+
]
التقييم :
333960
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
تفسير سورة مريم الدرس الثاني
تفسير سورة مريم الدرس الثاني
نكمل على بر
كة ال
ل
ه
تفسير
سورة
مريم
قالَ رَبِّ أنى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً{
8} أي كيف يكون لي غلام
؟ وهو استفهام تعجب وسرور بالأمر العجيب
تعجب زكريا في هذه الآية من قدرة الله عز وجل وَكَانتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً أي والحال أن امرأتي كبيرة السن لم تلد في شبابها فكيف وهي الآن عجوز!! {
وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكبر عِتِيّاً
} أي بلغتُ في الكبر والشيخوخة نهاية العمر قال المفسرون: كان قد بلغ مائةً وعشرين سنة، وامرأتهُ ثمانٍ وتسعين سنة، فأراد أن يطمئنَّ ويعرف الوسيلة التي يرزقه بها هذا الغلام كما حدث في قصة موسى عليه السلام حينما كلَّمه ربه واختاره، وأفرده بهذه الميزة فأغراه الكلام في أنْ يطلب الرؤيا، فقال: {
رَبِّ أرني أَنظُرْ إِلَيْكَ
} [الأعراف: 143] .وكما حدث في قصة إبراهيم عليه السلام لما قال لربه: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الموتى} [البقرة: 260] وأبو الأنبياء لا يشكّ في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي "ولكنه يريد أنْ يعرف هذه الطريقة العجيبة. فزكريا عليه السلام يريد الولد الذي يَرِثه {رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الوارثين} [الأنبياء: 89].فيأتي الرد: {
فاستجبنا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يحيى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ
} [الأنبياء: 90] ونلاحظ أنه تعالى قبل أن يقول: {
وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ
} [الأنبياء: 90] التي ستنجب هذا الولد، قال: {وَوَهَبْنَا لَهُ يحيى} [الأنبياء: 90] فصلاح الزوجَة ليس شرطاً في تحقُّق هذه البشرى وحدوث هذه الهبة. قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً{9} "قال" أي الملك مجيبا لزكريا عما استعجب منه "كذلك قال ربك هو علي هين" أجاب الله عز وجل زكريا عليه السلام عما تعجب منه ، هكذا الأمر أخلقه من شيخين كبيرين أي إيجاد الولد منك ومن زوجتك هذه لا من غيرها "هين" أي وخلقه وإيجادُه أمر هين سهلٌ يسيرٌ عليَّ ثم ذكر له ما هو أعجب مما سأل عنه فقال " وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً " أي كما خلقتُك من العدم ولم تكُ شيئاً مذكوراً كما في قوله تعالى: " هَلْ أَتَى عَلَى الإنسان حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا"
سورة
الإنسان
ما الفرق بين كلمة ولد وغلام واستخدام الفعل يفعل ويخلق في قصتي زكريا ومريم؟(د.فاضل السامرائى)
قال تعالى في
سورة
مريم
(
يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا
(7) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9)) وقال في
سورة
آل عمران (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40)) في تبشير زكريا بيحيى .
وقال تعالى في
سورة
مريم
(قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)وفي
سورة
آل عمران (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)) في تبشير
مريم
بعيسى.
وإذا سألنا أيهما أيسر أن يفعل أوأن يخلق
؟ يكون الجواب أن يفعل ونسأل أحدهم لم تفعل هذا فيقول أنا أفعل ما أشاء لكن لا يقول أنا أخلق ما أشاء. فالفعل أيسر من الخلق .
ثم نسأل سؤالاً آخر أيهما أسهل الإيجاد من أبوين أو الإيجاد من أم بلا أبّ ؟ يكون الجواب بالتأكيد الإيجاد من أبوين وعليه جعل تعالى الفعل الأيسر (يفعل) مع الأمر الأيسر وهو الإيجاد من أبوين، وجعل الفعل الأصعب (يخلق) مع الأمر الأصعب وهو الإيجاد من أم بلا أبّ.
هذا بالنسبة لما يتعلق بفعل يفعل ويخلق أما ما يتعلق باستخدام كلمة ولد أوغلام: إن الله تعالى لمّا بشّر زكريا بيحيى قال تعالى (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) فكان ردّ زكريا (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) لأن البشارة جاءت بيحيى ويحيى غلام فكان الجواب باستخدام كلمة غلام. أما لمّا بشر
مريم
بعيسى قال تعالى (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) فجاء ردّها (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) في
سورة
آل عمران لأنه جاء في الآية (كلمة منه) والكلمة أعمّ من الغلام وقد جاء في الآية (ِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ولمّا كان التبشير باستخدام (كلمة منه) جاء الردّ بكلمة ولد لأن الولد يُطلق على الذكر والأنثى وعلى المفرد والجمع وقد ورد في القرآن استخدامها في موضع الجمع (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) الكهف).
أما في
سورة
مريم
فجاء التبشير في قوله تعالى (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)) باستخدام كلمة غلام فجاء ردّ
مريم
(قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)) باستخدام نفس الكلمة غلام لأن المَلَك أخبرها أنه يبشرها بغلام. أما مع زكريا وتبشيره بيحيى فقد جاء أيضاً في
سورة
مريم
بنفس الكلمة غلام فكان الرد في الآيتين باستخدام كلمة غلام.
قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً أراد زكريا عليه السلام دلالة وعلامة تدل على حمل زوجته العاقر فأراد بهذا أن تستقر نفسه ويطمئن قلبه وذلك لكونه شيخ كبير وامرأته عاقر فطلب آية من الله لذلك وقيل: طلب آية تدله على أن البشرى بيحيـى منه لا من الشيطان, لأن إبليس أوهمه ذلك . قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً{10} قال علامتك أن تُيدعو اللهَ ويُسَبِّحُهُ ويقرأ التوراة لم يكن الإنجيل ظهر بعد لأن هذا قبل ولادة عيسى عليه السلام فإذا أراد الناس لم يستطع أن يكلمهم اعتُأنه سبع سنين رواه ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل ثلاث سنين قاله قتادة ومقاتل وقد ورث يحيى أباه زكريا , ونودي ليحمل العبء وينهض بالأمانة في قوة وعزم , لايضعف ولايتهاون ولايتراجع عن تكاليف الوراثة . كما في قول الله جل وعلا : " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ"
سورة
البقرة 121
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
آخر تعديل دلال إبراهيم يوم 05-04-2015 في
01:36 AM
.
زيارات الملف الشخصي :
423
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 1.26 يوميا
دلال إبراهيم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى دلال إبراهيم
البحث عن كل مشاركات دلال إبراهيم