الموضوع
:
تفسير سورة مريم الدرس الثالث
عرض مشاركة واحدة
#
1
05-14-2015
SMS ~
لا إله الا اللــه وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
10
تاريخ التسجيل :
May 2013
فترة الأقامة :
4018 يوم
أخر زيارة :
منذ 13 ساعات (03:36 AM)
العمر :
43
المشاركات :
5,058 [
+
]
التقييم :
333960
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
تفسير سورة مريم الدرس الثالث
تفسير سورة مريم الدرس الثالث
نواصل بإذن الله
تفسير
الدرس
الثالث
لسورة مريم
فحملته فانتبذت بِهِ مكانا قَصِيًّا"
حملته أي حملت بعيسى عليه السلام بعد أن نفخ جبريل في جيب درعها فاستمر بها حملها وقيل في مدة حملها حملته ساعة واحدة حكاه الثعلبي وقيل ثلاث ساعات حملته في ساعة وصور في ساعة ووضعته في ساعة قاله مقاتل بن سليمان وقيل تسع ساعات ووضعت من يومها قاله الحسن وقيل ستة اشهر حكاه الماوردي وقيل ثمانية أشهر فعاش ولم يعش مولود قط لثمانية أشهر فكان في هذا آية حكاه الزجاج وقيل تسعة أشهر قاله سعيد بن جير وابن السائب ولكن الأرجح والله تعالى أعلى وأعلم أنها حملته تسعة أشهر كاملة كما تحمل النساء بأولادهن. ولهذا لما ظهرت مخايل الحمل عليها، وكان معها في المسجد رجل صالح من قراباتها يخدم معها البيت المقدس يقال له يوسف النجار، فلما رأى ثقل بطنها وكبره، أنكر ذلك من أمرها، ثم صرفه ما يعلم من براءتها ونزاهتها ودينها وعبادتها، ثم تأمل ما هي فيه، فجعل أمرها يجوس في فكره لا يستطيع صرفه عن نفسه، فحمل نفسه على أن عرض لها في القول فقال: يا
مريم
إني سائلك عن أمر، فلا تعجلي علي، قالت: وما هو؟ قال: هل يكون قط شجر من غير حب، وهل يكون زرع من غير بذر، وهل يكون ولد من غير أب؟ فقالت: نعم، وفهمت ما أشار إليه.أما قولك: هل يكون شجر من غير حب، وزرع من غير بذر، فإن الله قد خلق الشجر والزرع أول ما خلقهما من غير حب ولا بذر، وهل يكون ولد من غير أب؟ فإن الله تعالى قد خلق آدم من غير أب ولا أم، فصدقها، وسلم لها حالها، ولما استشعرت
مريم
من قومها اتهامها بالريبة، انتبذت منهم مكاناً قصياً،
فانتبذت بِهِ مكانا قَصِيًّا
فابتعدت عن قومها مكانا نائيا بعيدا عن الناس
قَصِيًّا
أي: قاصياً منهم بعيداً عنهم؛ لئلا تراهم ولايروها.
بعدت فرارا من قومها واتخذت من دونهم حجاباً، فلا يراها أحد ولا تراه.حتى لا يعيروها بولادتها من غير زوج وشاع الحديث في بني إسرائيل، فقالوا: إنما صاحبها يوسف، ولم يكن معها في الكنيسة غيره.
"
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا منسيا "
أي: فاضطرها وألجأها إلى جذع نخله , المخاض هو الألم الذي ينتاب المرأة قبل الولادة، وسمي بالمخاض لحدوث الخض وشدة التحريك فألجأها إلى جذع النخلة وهو ساق النخلة وكانت نخلة يابسة في الصحراء ليس لها رأس ولا سعف كان ذلك على ثمانية أميال من بيت المقدس في قرية هناك يقال لها: بيت لحم، هنا وفي لحظة الألم والولادة آلمها وجع الولادة، ووجع الانفراد ، ووجع قلبها من مقالة الناس، وخافت عدم صبرها تذكرت قومها وأنهم لن يصدقوها تمنت أنها ماتت قبل هذا قالت يا ليتني متُّ قبل هذا اليوم, وكنت نسيا منسيا أي لم أخلق ولم أك شيئا وكنت شيئًا لا يُعْرَف, ولا يُذْكَر, ولا يُدْرَى مَن أنا ؟ أوكانت شيء منسي ومهمل أوكالشيء الذي ترك .
*واستدل بعض العلماء بهذه الآية على جواز تمني الموت عند الفتنة فإنها عرفت أنها ستبتلى وتمتحن بهذا المولود وأن الناس لا يصدقونها في خبرها بعد أن كانت عندهم عابدة ناسكة تصبح فيما يظنون عاهرة زانية .
ما الفرق بين (مِتم) بكسر الميم و(مُتم) بضم الميم؟(د.حسام النعيمى)
قال تعالى في
سورة
مريم
(
قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وكنت نسياً منسياً (23).
لما يقول (مِتُّ) أصلها (أُمِتُّ) والتاء نائب فاعل أي أماته الله ثم بناه لصيغة المفعول. ولما يقول (مُتُّ) ينسب الموت لنفسه فتُعرب التاء في مُتُّ ضمير مبني في محل رفع فاعل، وفي (مِتُّ) التاء ضمير مبني في محل رفع نائب فاعل مثل أكرمت وأُكرمت. وفي الحالين الأمر مردّه إلى الله سبحانه وتعالى. وفي الحالين الفاعل الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى.
فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا
"
قال تعالى (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) هناك قراءة (مِن تحتها) وقراءة (مَن تحتها) فهل يختلف المعنى؟(د.حسام النعيمى)
هاتان قراءتان معتبرتان فإذا كانت (
مِن تحتها)
يكون لذكر المكان و(
مَن تحتها
) أي ناداها عيسى الذي تحتها. وفي الحالتين القراءات لا تغيّر المعنى فهو باق هو هو لكن كل قبيلة قرأت بقراءة فرُخّص لها بأمر الله تعالى وهذه قراءة عثمان أراد أن يجمع الناس على لفظ واحد لكن لأن المصحف لم يكن منقوطاً ولا مشكولاً تمسك كل بما سمع من الصحابي ما دام موافقاً للرسم الموجود من غير نقط ولا شكل ولذلك كل بقي على هذا اللفظ وما أراده عثمان يمكن أن يتحقق الآن لو وُجِد من يفرض على الناس حرفاً واحداً. يندر أن تغير القراءات المعنى وإن تغيّر فهو يدور في نفس الفلك الدلالي.
اختلف المفسرون في المنادى منهم من قال أنه جبريل عليه السلام , قالوا كان جبريل عليه السلام في بقعة من الأرض أخفض من البقعة التي كانت عليها وقال ابن عباس ( ناداها ملك من تحتها) والراجح أن الذي ناداها هو عيسى عليه السلام لأن جبريل لم يرد له ذكر في هذه الآيات والضمائر كلها في هذا السياق تعود لعيسى عليه السلام ، فناداها ساعة ولادته ليطمئنها فكانت الحكمة تقتضي أن تسمع كلام المولود أولا حتى تكون على يقين تام أنها إذا أشارت إليه ليكلمهم أنه قادر على كلامهم وقيل لما قال عيسى لمريم "لا تحزني" قالت وكيف لا أحزن وأنت معي لا ذات زوج ولا مملوكة أي شيء عذري عند الناس؟ يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا قال لها عيسى أنا أكفيك الكلام "فإما ترين من البشر أحدا فقولي إنى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا" هذا من كلام عيسى لأمه.
"
قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا
"والسريّ: هو النهر الصغير بالسريانية الذي يجري بالماء العَذْب الزُّلال، لم يكن عندها ماء فأنبع الله تبارك وتعالى لها عين ماء نهرا جاريا أجراه من حينه حتى تشرب منه فجاءها من الاردن . وثم يعطيها الطعام المناسب لحالتها، فيقول تعالى: :"
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا
" وهزي " أمرها بهز الجذع اليابس لترى آية أخرى في إحياء موات الجذع واخرج لها الرطب من الشجرة اليابسة فكان ذلك آية تدل على قدرة الله تعالى في إيجاد عيسى, قيل أن جذع النخلة كان ميتا وقيل أنه حيا لكن ليس فيه رطب فعندما أخذت
مريم
بالأسباب وهزت الجذع وهي نفساء ضعيفة ، كان سقوط الرطب من الجذع كرامة لها وأمرا خارقا للعادة ،قالوا : التمر للنفساء عادة من ذلك الوقت وقيل : ما للنفساء خير من الرطب . وقيل : إذا عسر ولادها لم يكن لها خير من الرطب وكذلك التحنيك ، وقالوا : كان من العجوة قاله محمد بن كعب . وكأن الحق تبارك وتعالى يريد أنْ يُظهِر لمريم آية أخرى من آياته، فأمرها أنْ تهزَّ جذع النخلة اليابس الذي لا يستطيع هَزَّه الرجل القويّ، فما بالها وهي الضعيفة التي تعاني ألم الولادة ومشاقها والله سبحانه قادر على أنْ يُنزِل لها طعامها دون جَهْد منها ودون هَزِّها، إنما أراد سبحانه أن يجمع لها بين شيئين: الأخذ بالأسباب في هَزِّ النخلة والاعتماد على المسبب، ، رغم أنها متعبة قد أرهقها الحمل والولادة، وجاء بها إلى النخلة لتستند إليها وتتشبث بها في وحدتها، لنعلم أن الإنسان في سعيه مُطَالب بالأخذ بالأسباب مهما كان ضعيفاً. لذلك أبقى لمريم اتخاذ الأسباب مع ضَعْفها وعدم قدرتها، ثم تعتمد على المسبِّب سبحانه الذي أنزل لها الرُّطَب مُسْتوياً ناضجاً، وهل استطاعت
مريم
أنْ تهزَّ الجذع الكبير اليابس؟ إنها مجرد إشارة إليه تدلُّ على امتثال الأمر، والله تعالى يتولى إنزال الطعام لها، وقد صَوَّر الشاعر هذا الموقف بقوله:
أَلَمْ تَرَ أنَّ الله قَالَ لمرْيَم ...وَهُزِّي إليك الجذْعَ يَسَّاقَط الرُّطبْ
وَإنْ شَاءَ أعطَاهَا ومِنْ غير هَزَّة ... ولكن كُلّ شَيءٍ لَهُ سَبَبْ.
(تساقط) أصله بتاءين قلبت الثانية سينا وادغمت في السين
.
(رُطَباً جَنِيّاً) [مريم: 25] أي: استوى واستحق أن يُجنى، وليس مُبْتسراً قبل موعده، ومن الرُّطَب ما يتساقط قبل نُضْجه فلا يكون صالحاً للأكل. وقوله: {تُسَاقِطْ عَلَيْكِ} [مريم: 25] فيه دليل على استجابة الجماد وانفعاله.
ما دلالة كلمة تساقط في الآية (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) مريم)؟
(د.فاضل السامرائى)
تُساقط في اللغة تفيد تتابع السقوط. تسقط ليس بالضرورة فيها تتابع يستمر، ساقطه الفعل الماضي أي تابع إسقاطه على وزن فاعَلَه فيها تتابع واستمرار حتى في الماضي ساقط غير سقط، ساقط يعني تتابع السقوط في الماضي وسقط مرة واحدة، تساقط بالمضارع يعني تتابع السقوط.
*كيف يظهر معنى التوكل فى الآية الكريمة؟(د.حسام النعيمى)
قال تعالى لمريم عليها السلام (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا) فيما يتعلق بمعنى التوكل هناك أصل من أصول العقيدة الإسلامية أنه لا يتم أمر إلا برضى الله عز وجل، إلا بما يريد (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ). هناك أصل آخر أيضاً أن الإنسان ينبغي أن يسعى لأن معنى التوكل أن تخرج من طاقة نفسك وجُهدها وحولها إلى حول الله سبحانه وتعالى. أن تقول يا رب ليس لي حول، تُلقي بأمرك على غيرك هذا معنى التوكل. لكن فيه لمسة وهي أن المتوكل في المفهوم الإسلامي ينبغي أن يقدّم جميع الأسباب ثم يتوكل: (إعقلها وتوكل): معناه إتخذ الأسباب وتوكل. لذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما وجد أُناساً في المسجد في غير وقت الصلاة سألهم: ما تصنعون؟ قالوا: نحن المتوكلون على الله ويأتينا رزقنا، قال: بل أنتم المتواكلون إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة. وأمرهم بالسعي والعمل. وفى
سورة
مريم
هي ولدت حديثاً تحتاج إلى الرطب الحلو وهي لا تستطيع أن تعمل ، كان الله عزوجل قادر على أن ينزل عليها الرطب كرماً لها وقد جاءها بالغذاء لما كان يسألها زكريا (أنّى لك هذا قالت هو من عند الله) الله تعالى كان يرزقها من غير سعي وهى قوية لكن (وهزي إليك بجذع النخلة ) ينبغي أن تعملي وإن كان عملك في الحقيقة لا يؤدي إلى هز جذع نخلة ورجل بكامل قوته لا يستطيع أن يهزجذع نخلة فما بالك بإمرأة ضعيفة؟وولدت حديثاً؟ لكن القرآن الكريم يريد أن يعلمنا أنه ينبغي أن نقدم الأسباب، لا بد من سبب وإن كان ضعيفاً لكن حتى لا نتعبّد بالأسباب وننظر إلى أن السبب هو الفاعل أعطانا مثالاً لمريم كأن يأتيها الرزق وهي في مكانها من غير أن تقدم سبباً يأتي حتى لا نتعبد بالأسباب. فلا نقول السبب هو الفاعل وإنما الفاعل هو الله سبحانه وتعالى. فإذن التوكل غير التواكل: التوكل أنك تحسب الأمور حساباً دنيوياً هذا يكون كذا وأفعل كذا نقدم كل الأسباب المؤدية إلى النُجاح ثم تعتقد يقيناً أنه لن يكون هناك نتيجة إلا بتوكلك على الله تعالى وإلقاء الأمر إليه جلّت قدرته أنه يارب هذا كل ما أستطيعه والأمر إليك من قبل ومن بعد حتى يبقى المسلم وثيق الصلة بقدر الله سبحانه وتعالى لا ينفك عنه دائماً.
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
آخر تعديل دلال إبراهيم يوم 05-14-2015 في
02:41 AM
.
زيارات الملف الشخصي :
423
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 1.26 يوميا
دلال إبراهيم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى دلال إبراهيم
البحث عن كل مشاركات دلال إبراهيم