الموضوع
:
تفسير سورة مريم الدرس الثالث
عرض مشاركة واحدة
05-14-2015
#
2
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
10
تاريخ التسجيل :
May 2013
العمر :
43
أخر زيارة :
منذ 15 ساعات (03:36 AM)
المشاركات :
5,058 [
+
]
التقييم :
333960
الدولهـ
SMS ~
لا إله الا اللــه وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
لوني المفضل :
Cadetblue
رد: تفسير سورة مريم الدرس الثالث
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إني نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إنسِيًّا
" فكلي أي من الرطب واشربي من النهر فبدأ بالطعام قبل الشراب، لماذا ؟ نلاحظ أنه في القرآن كله حيثما اجتمع الأكل والشرب قدّم تعالى الأكل على الشرب حتى في الجنّة (كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية) و(كلوا واشربوا من رزق الله) والسبب أن الحصول على الأكل أصعب من الحصول على الشرب.ولأن الإنسان عادةً يأكل أولاً، ثم يشرب، وقري عينا : وقري عينا بولادة عيسى عليه السلام أي طيبي نفسا وسترين ما يسرك .
فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا
أي: مهما رأيت من أحد فإذا رأيت من الناس أحدًا فسألك عن أمرك فقولي : " إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا" المراد بهذا القول الإشارة إليه بذلك لا أن المراد به القول اللفظي لئلا ينافي "فلن أكلم اليوم إنسيا" كما أشار سيدنا زكريا لقومه بالصوم عندما نذر الصوم عن الكلام,
قال أنس بن مالك في قوله "إني نذرت للرحمن صوما" قال صمتا ، أي إمساكا عن الكلام إني أَوْجَبْتُ على نفسي لله سكوتًا, فلن أكلم اليوم أحدًا من الناس. وكان معروفا عندهم أن السكوت من العبادات المشروعة، وإنما لم تؤمر بخطابهم في نفي ذلك عن نفسها لأن الناس لا يصدقونها، ولا فيه فائدة، وليكون تبرئتها بكلام عيسى في المهد، أعظم شاهد على براءتها، .فإن إتيان المرأة بولد من دون زوج، ودعواها أنه من غير أحد، من أكبر الدعاوى، التي لو أقيم عدة من الشهود، لم تصدق بذلك، فجعلت بينة هذا الخارق للعادة، أمرا من جنسه، وهو كلام عيسى في حال صغره .
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فريا
"
حينما أمرت أن تصوم يومها ذلك وأن لا تكلم أحدا من البشر سلمت لأمر الله عز وجل واستسلمت لقضائه فأخذت ولدها فأتت به قومها تحمله أتتهم به بعد أربعين يوما حين طهرت من نفاسها وما كانت لتفعل ذلك وتتجرأ عليه إلا لثقتها في الحجة التي معها، والتي ستوافيها على يد وليدها.لذلك لما سأل بعض المستشرقين الإمام محمد عبده رَحِمَهُ اللَّهُ في باريس: بأيِّ وجه قابلتْ عائشة قومها بعد حديث الإفْكِ ؟ سبحان الله إنهم يعلمون أنه إفْكٌ وباطل، لكنهم يرددونه كأنهم لا يفهمون. فأجاب الشيخ رَحِمَهُ اللَّهُ ببساطة: بالوجه الذي قابلتْ به مريم قومها وهي تحمل وليدها. أي: بوجه الواثق من البراءة، المطمئن إلى تأييد الله، وأنه سبحانه لن يُسْلِمها أبداً؛ لذلك لما نزلتْ براءة عائشة في كتاب الله قالوا لها: اشكري النبي، فقالت: بل أشكر الله الذي برأني من فوق سبع سموات. فلما رآها القوم على هذه الحال قالوا فيها قولاً غليظاً: {يامريم لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً} [مريم: 27] فرياً: الفَرْيُ للجلد: تقطيعه، والأمر الفري: الذي يقطع معتاداً عند الناس فليس له مثيل، أو من الفِرْية وهو تعمد الكذب لقد جئت شيئا عظيما وعجبا .هنا استعظم قومها هذا الفعل واستنكروه من السيدة مريم الطاهرة ،والافتراء هو الكذب والاختلاق , وهذا كناية عن الزنا .
ماذا تفيد الفاء في آية سورة مريم من الناحية البيانية؟ (د.فاضل السامرائى)
قال تعالى:
(فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً {22} فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً {23} فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً {24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً {26} فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً {27} يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً {28} فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً {29
}) تكرر استخدام حرف الفاء وهي تفيد تعقيب كل شيء بحسبه أي تفيد تعقيب الأحداث التي وردت في السورة. إذا كان الحمل في موعده تستخدم الفاء وإذا تأخر الحمل نستخدم (ثمّ) للترتيب والتراخي في الزمن. فمريم عليها السلام حملت عندما نفخ فيها ثم لم يكن هناك أي معوقات بعدها فانتبذت مكاناً قصياً وجاء الحمل بالمدة المقررة عُرفاً. كقوله تعالى (ثم أماته فأقبره) القبر يأتي عقب الموت مباشرة فاستخدم الفاء أما قوله تعالى (ثم إذا شاء أنشره) فالنشور والقيامة يأتي بعد القبر بمد طويلة لذا استخدم ثمّ التي تفيد الترتيب والتراخي.
ونأخذ مثال: إذا قلنا تزوج فلان فولد له بمعنى أنه وُلد له بعد فترة الحمل الطبيعية تزوج فحملت فولدت ولوتأخر الحمل يقال ثم وُلد له.
أما استخدام الواو كما في قولنا جاء محمد وخالد لا تفيد الترتيب إنما تفيد مطلق الجمع فقد يكون محمد هو الذي أتى أولاً وقد يكون خالد هو الذي أتى أولاً. أما الفاء وثمّ فتفيدان الترتيب والتعقيب أوالترتيب والتراخي.
(فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فريا)
أتت به من بعيد لأنها كانت في مكان قصيّ فلمّا وصلت ورأوا الصبي قالوا لقد جئت شيئاً فريا تعني لما وصلت إليهم ورأوه.
"
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا
"
هنا يناديها قومها بأخت هارون ،
أي: يا شبيهة هارون في العبادة
وهارون هنا ليس أخ سيدنا موسي بل هو رجل صالح من بني إسرائيل . وكانوا يطلقون كلمة أخ أو أخت على التشابه في الحال أو الصلاح إلى هذا الرجل الصالح ، كما في قوله تعالي "
وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون
" أ ختها هنا أي مشابهه لها وقيل أنه أخ لها من أمها والله تعالى أعلى وأعلم.
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا "
وهنا يبن قومها سبب استغرابهم لهذا الأمر.
أي: أنت من بيت طيب طاهر معروف بالصلاح والعبادة والزهادة،
فأمك طاهرة نقيه وكذلك أبوك رجل صالح
فكيف صدر هذا منك؟
ما الذي جعلك تسلكين هذا السلوك المشين وتأتين بهذا البهتان العظيم أي الزنا ؟
فماذا كان جواب السيدة مريم ؟ "
فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَان فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا
" فعندما استنكر القوم وهاجموا السيدة مريم أومأت إلى عيسى عليه السلام وهو في المهد رضيع أشارتْ إلى الوليد وهي واثقة أنه سيتكلم، مطمئنة إلى أنها لا تحمل دليل الجريمة، بل دليل البراءة وقيل المعنى أشارت إليه أن كلموه وكان عيسى قد كلمها حين أتت قومها وقال يا أماه أبشري فاني عبد الله ومسيحه فلما أشارت أن كلموه تعجبوا من ذلك ، و غضبوا وظنوا أنها تستهزيء بهم وقالوا: لسخريتها بنا حتى تأمرنا أن نكلم هذا الصبي أشد علينا من زناها { قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً } كيف نكلم رضيعا ؟ من هو موجود في مهده في حال صباه وصغره، كيف يتكلم؟ ولم تجر العادة من قبل بأن يتكلم المولود في المهد !!! فلما سمع عيسى كلامهم كان يرتضع فنزع الثدي من فمه، واتكأ على جنبه الأيسر، ورفع أصبعه السبابة فوق منكبه، وأقبل عليهم بوجهه فتكلم وقال:
{
إِنِّى
عَبْدُ اللَّهِ
} ،
أول شيء تكلم به أن نزه جناب ربه تعالى، وبرأه عن الولد، وأثبت لنفسه العبودية لربه. "
قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آتاني الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا
" أنطق الله سيدنا عيسى ليرد على قومه وكان أول ما نطق به الاعتراف بعبوديته لله تعالى وربوبيته ردا على من غلا من بعده في شأنه وليبطل قول من ادعى فيه الربوبية، فقال إني عبد الله ولست إلاها ولا ابنا لله ، ثم قال : "
آتاني الكتاب
" : أي الإنجيل وهو في بطن أمه قاله أبو صالح عن ابن عباس وقيل علم التوراة والإنجيل وهو في بطن امه وجعلني نبيا ".
نلاحظ هنا أن الكلام بصيغة الماضي آتاني الكتاب وهو لم يؤت بعد , وجعلني نبيا وهو لم ينبأ بعد , وكأنه قد حصل لماذا ؟ أفاد الكلام تحقيق خبر الله فلما كان تنزيل الكتاب عليه أمرا محققا وجعله نبيا فلا بد أن يكون كما أخبر الله كقوله سبحانه (
اقتربت الساعة
).
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَ أَوْصَاني بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا
"
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ
روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذه الآية قال نفاعا حيثما توجهت وقال مجاهد معلما للخير ، أين ما كنت وأينما حللت وأين ما نزلت , فالبركة جعلها الله فيَّ من تعليم الخير والدعوة إليه، والنهي عن الشر، والدعوة إلى الله في أقواله وأفعاله، فكل من جالسه، أو اجتمع به، نالته بركته، وسعد به مصاحبه وقال جمهور المفسرين من بركته عليه السلام كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في كل مكان ومن بركته عليه السلام كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله ومن بركته عليه الصلاة والسلام أنه أحل لبني إسرائيل بعض ما كان محرما عليهم "
وَ أَوْصَاني بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا
"
أوصاني بالقيام بحقوقه، التي من أعظمها الصلاة، وأجل وأعظم قربة وطاعة لله عز وجل وحقوق عباده، التي أجلها الزكاة، وهي حق الفقراء والمساكين على الأغنياء . وكثيرا ما يقرن الله سبحانه وتعالي الصلاة والزكاة في القرآن لأهميتهما وترابطهما وهما فرض على كل مسلم بالغ عاقل
مَا دُمْتُ حَيًّا
مدة حياتي، أي: انا ممتثل لوصية ربي، عامل عليها، منفذ لها . كقوله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين".
لماذا يأتي الخطاب في الحديث عن الصلاة والزكاة في القرآن للمؤمنين أما في الحج فيكون الخطاب للناس؟ (د.فاضل السامرائى)
الصلاة والزكاة كان مأمور بهما من تقدّم من أهل الديانات كما جاء في قوله تعالى عن
اسماعيل
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55) مريم)
وفي قوله تعالى عن عيسى
(وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ
وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) مريم
) وفي الحديث عن بني إسرائيل
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) البقرة).
أما الحج فهو عبادة خاصة للمسلمين وعندما يكون الخطاب دعوة للناس إلى الحج فكأنها هي دعوة لدخول الناس في الإسلام. أما إذا كانت دعوة الناس للصلاة والزكاة فهم أصلاً يفعلونها في عباداتهم.
فترة الأقامة :
4018 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
423
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
1.26 يوميا
دلال إبراهيم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى دلال إبراهيم
البحث عن كل مشاركات دلال إبراهيم