الموضوع
:
تفسير قول الله تعالى ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَل
عرض مشاركة واحدة
#
1
06-11-2015
إدارة قناة اليوتوب
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Darkturquoise
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
فترة الأقامة :
3721 يوم
أخر زيارة :
منذ 2 ساعات (01:33 AM)
المشاركات :
16,181 [
+
]
التقييم :
9330
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
تفسير قول الله تعالى ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَل
تفسير قول الله تعالى ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَل
"تفسير
قول
الله
تعالى"
﴿
يَا
بَنِي
إِسْرَائِيلَ
اذْكُرُوا
نِعْمَتِيَ
الَّتِي
أَنْعَمْتُ
عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي
﴾
قول
الله
تعالى
ذكره
﴿
يَا
بَنِي
إِسْرَائِيلَ
اذْكُرُوا
نِعْمَتِيَ
الَّتِي
أَنْعَمْتُ
عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ
*
وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ
﴾
[البقرة: 40، 41].
﴿
اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ
﴾؛
أي: أحضروها قلوبكم ولا تنسوها، والذِّكر هنا ضد النسيان، مثل قوله
تعالى
في سورة مريم:
﴿
أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا
﴾
، والقلب كلما كان مستحضرًا نعمة
الله
كان مقدرًا لها وشاكرًا عليها بما يليق بها من الشكر، فإذا اشتغل القلبُ عنها ونسيها حقرَت عنده وصغرت ثم تلاشَت فكفرها، ولله
تعالى
على بني إسرائيل نِعَمٌ لا يحصيها العدُّ - سيذكرهم ببعضها فيما سيأتي من الآيات - نسُوها وأعرضوا عنها، فكفروها وتمرَّدوا على مُسديها والمتفضِّل بها سبحانه، وطال عليهم أَمَد هذا النسيان فقسَت قلوبهم فكفروا بالله ورسوله.
"وَفَى" بعهده يفي وفاءً، و"أَوْفَى":
إذا تمم العهدَ ولم ينقض حفظه، واشتقاق ضده - وهو الغدر - يدلُّ على ذلك، وهو الترك، و"العهد": الوصية بالشيء وحفظه ومراعاته حالاً بعد حال، والقيام به على وجهه، مأخوذ من: تعهَّد شيئًا؛ إذا تفقَّده، وأحدث العهدَ به، وسمي "الموثق" الذي يلزَم مراعاته "عهدًا"؛ قال
تعالى
في سورة الإسراء:
﴿
وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً
﴾
[الإسراء: 34]
وقال في سورة النحل
﴿
وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ
﴾
[النحل: 91]،
وقال:
﴿
وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا
﴾
[النحل: 95]
فتوفيةُ العبد بعهد ربِّه: أن يبذل مجهودَه في جميع ما طولب به مما أشار
الله
إليه بقوله في سورة التوبة
﴿
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ
﴾
[التوبة: 111].
والعهد الذي أخذه
الله
على بني إسرائيل يُعلم من الكتاب
الذي أنزله عليهم، والذي نتحققه مما قصَّ
الله
علينا في القرآن الكريم - أنه قد عهد إليهم في ذلك الكتاب وعلى ألسنة رسله أن يعبدوا اللهَ وحده لا يشركوا به شيئًا، وأن يؤمنوا برسله الذين تقوم الآيات على صدقهم، وأن ينصروهم ويؤازروهم، وأن يطيعوا اللهَ فيما شرع، وألا يتخذوا من دونه مشرِّعين من أحبارهم ورهبانهم يُحلون لهم ما حرَّم الله، ويحرمون عليهم ما أحل الله، ويفترون الكذب على الله، وعهِد إليهم - كما في التوراة - أنه سبحانه سيبعث إليهم نبيًّا من بني إخوتهم - أي: بني إسماعيل - يقيم شعبًا جديدًا، ونصها: "نبيًّا أُقيم لهم من وسط إخوتهم مثلك، به فليؤمنوا"، وفي التوراة والإنجيل نصوص من هذا كثيرة، ساق منها كثيرًا جدًّا شيخُ الإسلام ابن تيمية في الجواب الصحيح، والإمام ابن القيم في كتاب هداية الحيارى، وذكر منها السموءل بني يحيى الذي كان من كبار أحبار اليهود وأسلم في القرن السادس في كتابه بذل المجهود في إفحام اليهود.
وهذا العهد الخاص بالإيمان بمحمد صلى
الله
عليه وسلم بعد العهد بالإيمان بالله وإخلاص العبادة والطاعة له.
قال شيخنا السيد رشيد - رحمه
الله
-:
ويدخل في عموم العهد: عهدُ
الله
الأكبر الذي أخذه على جميع البشر بمقتضى الفطرة، وهو التدبُّر والتروِّي، ووزن كل شيء بميزان العقل والنظر الصحيح، لا بميزان الهوى والغرور، ولو التفَت بنو إسرائيل إلى هذا العهد الإلهي العام، أو إلى تلك العهود الخاصة المنصوصة في كتابهم لآمنوا بالنبي صلى
الله
عليه وسلم، واتبعوا النورَ الذي أُنزل معَه، وكانوا من المفلحين؛ اهـ.
وعهْدُ اللهِ تعالى:
وعده لهم إذا أوفوا بعهدهم أن يمكِّن لهم في الأرض بالعزَّة والسلطان والغلبة على غيرهم، وفلاح الدنيا والآخرة، وهو الذي بيده الخير، وهو على كل شيء قدير،
﴿
وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ
﴾
[التوبة: 111]
كما قال
تعالى
في سورة النور
﴿
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
﴾ [النور: 55]، وقال
تعالى
لإبراهيم لما دعا ربَّه أن يجعل من ذريته أئمةً كما جعله
الله
إمامًا، قال
الله
له:
﴿
لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
﴾ [البقرة: 124].
وقد كان من أشدِّ وأقوى وأسباب نقض بني إسرائيل العهد، ونكثهم الميثاقَ: تحكُّم الرؤساء الدينيِّين في الناس، واستعبادهم العامة باسم الدين، وأنه وقفٌ عليهم، لا ينال منه العامة إلا ما يسمح لهم به أولئك الأحبارُ على قدر ما يأخذون عليه منهم من ثمن، والويل كلُّ الويل لمن ينطق بكلمةٍ في الدين من غير إجازةِ الأحبار وسماحهم له، فهناك التضليل والتكفير والحرمان من خير الدنيا والآخرة، فكانوا يملؤون القلبَ رهبة وخوفًا، وخشية منهم، فإذا حضروا طأطَأت الرؤوس، وعنَت الوجوه، وذلَّت النفوس، وتفتحت الآذان، وخشعَت القلوب لما يتفضل به الحبر ويتنزل من عليائه، فيَصول ويجول، ويشمخ ويطوح بأكمامه الواسعة، ويلقي على عبيده الخاشعين ما يشاء من بنات أفكاره، ومولدات رأسه الخاوية من كتاب
الله
وقول موسى عليه السلام، ولا يستطيع أحد أو يجرؤ أن يوجه له سؤالاً عن مصدر قوله الذي يزعم أنه دين
الله
الذي ارتضاه لعباده، ولا يقدر لسانٌ أن يتكلم بطلب دليل من حضرة الربِّ الأعظم، وإلا كان من الملعونين المطرودين، وكانت قلوبُهم كما وصفها
الله
سبحانه:
﴿
كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
﴾
[البقرة: 74].
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
آخر تعديل عطر الجنة يوم 06-11-2015 في
02:29 PM
.
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 4.35 يوميا
MMS ~
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة