.
- القبض في الصلاة: مما لاحظتُه أن بعض الأخوات يُخطأن في كيفية قبض الأيدي؛ فمنهن من تضع يدها اليُسرى فوق اليُمنى، ومنهن من تشبك أصابعها، ومنهن من ترفع يديها أعلى الصدر بجانب نحرها، ومنهن من تُنزل يديها ناحية البطن، ومنهن من لا تقبض، وكل هذه كيفيات مخالفة للسُنة،
فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر برجل وهو يصلي وقد وضع يده اليسرى على اليمنى فانتزعها ووضع اليمنى على اليسرى [28]. (وكان –صلى الله عليه وسلم- يضعهما على الصدر). [29]. - رفع أصواتهن أثناء القراءة: كثير من أخواتنا يرفعن أصواتهن أثناء قراءة الفاتِحة أو حتى أثناء قراءة الإمام خصوصًا وأن أغلبهن يُتابعن القراءة من خلال المصحف، وهذا ممّا يُشوش على بقية المُصليات ويُنقص من تركيزهن وخشوعهن. وقال الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله-: (يقرأ المأموم الفاتحة وإن كان الإمام يقرأ؛ لأنه مأمور بذلك؛ لقوله –عليه الصلاة والسلام-: «
لاَ صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» [30] من حديث عبادة بن الصامت –رضي الله عنه - ولقوله –صلى الله عليه وسلم-: «
لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ!» قُلْنَا : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ: «
لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا» [31] وغيره من حديث عبادة بن الصامت – رضي الله عنه -) أهـ [32].
وقال –رحمه الله- فيمن يحمل المصحف ويتابع مع الإمام: (لا أعلم لهذا أصلاً، والأظهر أن يخشع ويطمئن، ولا يأخذ مصحفاً، وليضع يمينه على شماله كما هي السنة، يضع يده اليمنى على كفه اليسرى الرسغ والساعد ويضعهما على صدره، هذا هو الأرجح والأفضل، وأخذ المصحف يشغله عن هذه السنن ثم قد يشغل قلبه وبصره في مراجعة الصفحات، والآيات، وعن سماع الإمام، فالذي أرى أن ترك ذلك هو السنّة، وأن يستمع وينصت ولا يستعمل المصحف) [33]. - رفع أيديهن عند قوله تعالى: ﴿وَلاَ الضَّآلِّينْ﴾ وقول المصلين: آمين: وهذا مما لاحظته منتشر بكثرة بين أخواتنا وأمهاتنا، فما أن يصل الإمام إلى قوله تعالى:
﴿وَلاَ الضَّآلِّينْ﴾ إلاّ وترفع كل واحدة منهن يديها للدعاء، وهذا من المُحدثات، فلم يثبت عن النبِّي –صلى الله عليه وسلم- أنه رفع يديه في هذا الموضع. قال الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله-: (رفع يديه من أسباب إجابة الدعاء، لكن المواضع التي ما رفع فيها النبي لا نرفع فيها؛ لأن تركه سنة وفعله سنة -عليه الصلاة والسلام-، طيب هذا مما كان لا يرفع فيما بعد السلام في الفريضة لا نرفع، وهكذا لا نرفع يدينا قبل السلام إذا دعا، ولا بين السجدتين إذا دعا، كل هذا لا يرفع فيه، وهكذا في خطبة الجمعة، ما كان يرفع، ولا في خطبة العيد، ما كان يرفع، وإنما كان يرفع في خطبة الاستسقاء، إذا استسقى بالناس رفع يديه ودعا -عليه الصلاة والسلام-) [34].
- كثرة الاِلتفات والحركة في الصلاة: كثيرًا ما نُلاحظ أن أخواتنا يُكثرن من الاِلتفات والحركة في الصلاة، فنجد الواحدة منهن ترفع بصرها إلى السمـاء أو تُحركه يمنة ويسرة وهذا مخالف للسنة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الاِلْتِفَاتِ في الصَّلاَةِ فَقَالَ: «
هُوَ اخْتِلاَسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاَةِ الْعَبْدِ» [35]. وعن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «
لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ في الصَّلاةِ أَوْ لا تَرْجِعُ إِلَيْهِمْ» [36]، قال الشيخ الألباني –رحمه الله-: (الثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا صلى طأطأ رأسه، و رمى ببصره نحو الأرض، و في الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- لما دخل الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها). [37].
كما أنني لاحظت أن بعض أخواتنا إن سقط منها شيء وهي في الصلاة فإنها تنزل لترفعه؛ قال الشيخ العثيمين –رحمه الله- حينما سُئِل عمّن يسقط منديله أثناء الصلاة وينحني ليرفعه: (نعم تبطل صلاته بهذه الحركة؛ لأنه إذا ركع انحنى حتى وصل إلى حد الركوع فقد زاد ركوعاً، لكن إن كان جاهلاً فلا شيء عليه؛ لعموم قوله تعالى: ﴿
رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286] ولذلك لو سقط منك منديل أو مفتاح وأنت قائم تصلي، فدعه حتى تصل إليه عند السجود، أو خذه برجلك إن كنت تستطيع أن تقف على رجل واحدة، خذه برجلك واقبضه بيدك، أما أن ينحني الإنسان ويأخذه من الأرض انحناءً يكون إلى الركوع أقرب منه إلى القيام فهذا لا يجوز) أهـ [38].
- قولهن عند القيام من الركوع (ربنا ولك الحمد والشُكر): قال الشيخ بن عثيمين –رحمه الله-: (ففي بعض الصلوات تقول : ربنا ولك الحمد ، وفي بعض الصلوات تقول : ربنا لك الحمد ، وفي بعضها : اللهم ربنا لك الحمد ، وفي بعضها : اللهم ربنا ولك الحمد .وأما الشكر فليست واردة فالأولى تركها) أهـ [39]. ومن الأذكار المشروعة بعد الرُكوع ما رواه رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِىِّ قَالَ : كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم-، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «
مَنِ الْمُتَكَلِّمُ؟» قَالَ: أَنَا . قَالَ: «
رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُُ» [40].
- صفة الجلوس بين السجدين والجلوس للتشهد: فأغلبهن لا يتقيّدن بما جاء في السُنة من الاِفتراش والتورك، وهي الصفة الصحيحة الثابتة عن النبِّي –صلى الله عليه وسلم- في الجلوس. كذلك الأمر بالنسبة للسجود؛ فهناك من لا تنصب قدميها وهناك من تنصبها ولا توجه أصابعها تجاه القبلة وغيرها من الأمور. والصورة التالية تُبين صفتي الجلوس الصحيحة الثابتة عن النبِّي –صلى الله عليه وسلم-:
مما لاحظته أن أغلب الأخوات لا يتقيّدن بالصفة الصحيحة الثابتة عن النبِّي –صلى الله عليه وسلم- في التشهد؛ فهناك من تبسط يدها بسطًا تامًا ولا ترفع السبابة، ومنهن من تبسط يدها وترفع السبابة دون أن تقبض بقية أصابع يدها؛ قال الشيخ الألباني –رحمه الله-: (تحريك الإصبع والنظر إليها: ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها، ويضع إبهامه على إصبعه الوسطى تارة، وتارة يحلق بهما حلقة، ويشير بإصبعه السبابة إلى القبلة، ويرمي ببصره إليها، ويحركها يدعو بها من أول التشهد إلى آخره، ولا يشير بإصبع يده اليسرى، ويفعل هذا كله في كل تشهد) [41].
بعض أخواتنا يُحدثن ضجة دومًا بسبب الأنوار، فنرى بعضهن يُطفئن الأنوار بحُجة زيادة الخُشوع وهذا الأمر يشق على البعض الآخر خصوصًا الأمهات الكبيرات في السن، فإن الظلام لا يُناسبهن، وهذا الأمر يُؤدي إلى خلاف وجدال بين الطرفين فتعلو الأصوات والله المستعان. سُئِل الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله-: (يتعمد بإطفاء النور في المسجد ولا يكون هناك إلا نور خافت. فقال : ليه وش السبب ؟ السائل: يقول أكمل للخشوع. العلاّمة ابن باز: هذا ما له أصل هذا كلام، ما له أصل. السائل: أمر مُبتَدَع يا شيخ ؟ العلاّمة ابن باز: هذا غلط يُبَيّن له أن هذا غلط) أهـ [42].
هذا ما اِستطعتُ جمعه من مخالفات وتصحيحها والله أعلم بالصواب، فإن أصبتُ فبتوفيق من الله وإن أخطأتُ فمن نفسي ومن الشيطان. والله الموفق. الحمد لله ربِّ العالمين.