الموضوع
:
قصص الانبياء بدايه من سيدنا ادم ابو البشر الى خاتم الانبياء سيدنا محمد عليه السلام
عرض مشاركة واحدة
08-21-2015
#
3
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
387
تاريخ التسجيل :
Jan 2014
أخر زيارة :
12-13-2019 (02:13 PM)
المشاركات :
5,222 [
+
]
التقييم :
1910
الدولهـ
MMS ~
لوني المفضل :
Blue
رد: قصص الانبياء بدايه من سيدنا ادم ابو البشر الى خاتم الانبياء سيدنا محمد عليه السلام
[postback=massy/images/backgrounds/7.gif]
ثالث حلقاتنا
سيدنا نوح عليه السلام
كان نوح تقيا صادقا ارسله الله ليهدى قومه وينذرهم عذاب الاخره ولكنهم عصوه وكذبوه
ومع ذلك استمر يدعوهم الى الدين الحنيف فاتبعه قليل من الناس
واستمر الكفره فى طغيانهم فمنع الله عنهم المطر ودعاهم نوح
ان يؤمنوا حتى يرفع الله عنهم العذاب
فامنوا فرفع الله عنهم العذاب ولكنهم رجعوا الى كفرهم
واخذ يدعوهم 950 سنه ثم امره الله ببناء السفىنه
وان ياخذ معه زوجا من كل نوع ثم جاء الطوفان فاغرقهم اجمعين
سيرته:
حال الناس قبل بعثه نوح:
قبل ان يولد قوم نوح عاش خمسه رجال صالحين من اجداد قوم نوح
عاشوا زمنا ثم ماتوا
كانت اسماء الرجال الخمسه هى:
(
ودَّ، سُواع، يغوث، يعوق، نسرا
)
بعد موتهم صنع الناس لهم تماثيل فى مجال الذكرى والتكريم
ومضى الوقت
ومات الذين نحتوا التماثيل
وجاء ابنائهم
ومات الابناء وجاء ابناء الابناء
ثم نسجت قصصا وحكايات حول التماثيل تعزو لها قوه خاصه
واستغل ابليس الفرصه
واوهم الناس ان هذه تماثيل الهه تملك النفع وتقدر على الضرر
وبدا الناس يعبدون هذه التماثيل
ارسال نوح عليه السلام:
كان نوح كان على الفطره مؤمنا بالله تعالى قبل بعثته الى الناس
وكل الانبياء مؤمنون بالله تعالى قبل بعثتهم
وكان كثير الشكر لله عزّ وجلّ فاختاره الله لحمل الرساله
فخرج نوح على قومه وبدا دعوته:
{
يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ الَـهٍ غَيْرُهُ انِّى اخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
}
بهذه الجمله الموجزه وضع نوح قومه امام حقيقه الالوهيه
وحقيقه البعث
هناك اله خالق وهو وحده الذى يستحق العباده
وهناك موت ثم بعث ثم يوم للقيامه
يوم عظيم
فىه عذاب يوم عظيم
شرح (
نوح
) لقومه انه يستحيل ان يكون هناك غير اله واحد هو الخالق
افهمهم ان الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا
وان الوقت قد جاء ليتوقف هذا الخداع
حدثهم نوح عن تكريم الله للانسان
كيف خلقه
ومنحه الرزق واعطاه نعمه العقل
وليست عباده الاصنام غير ظلم خانق للعقل
تحرك قوم نوح فى اتجاهين بعد دعوته
لمست الدعوه قلوب الضعفاء والفقراء والبؤساء
وانحنت على جراحهم والامهم بالرحمه
اما الاغنياء والاقوياء والكبراء
تاملوا الدعوه بعين الشك
ولما كانوا يستفىدون من بقاء الاوضاع على ما هى عليه
فقد بدءوا حربهم ضد نوح
فى البدايه اتهموا نوحا بانه بشر مثلهم:
{
فَقَالَ الْمَلا الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ الاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا
}
قال تفسير القرطبى:
الملا الذين كفروا من قومه هم الرؤساء الذين كانوا فى قومه
يسمون الملا لانهم مليئون بما يقولون
قال هؤلاء الملا لنوح:
انت بشر يا نوح
رغم ان نوحا لم يقل غير ذلك
واكد انه مجرد بشر
والله يرسل الى الارض رسولا من البشر
لان الارض يسكنها البشر
ولو كانت الارض تسكنها الملائكه لارسل الله رسولا من الملائكه
استمرت الحرب بين الكافرين ونوح
فى البدايه
تصور الكفره يومها ان دعوه نوح لا تلبث ان تنطفئ وحدها
فلما وجدوا الدعوه تجتذب الفقراء والضعفاء واهل الصناعات البسيطه
بدءوا الهجوم على نوح من هذه الناحيه
هاجموه فى اتباعه
وقالوا له:
لم يتبعك غير الفقراء والضعفاء والاراذل
هكذا اندلع الصراع بين نوح ورؤساء قومه
ولجا الذين كفروا الى المساومه
قالوا لنوح:
اسمع يا نوح
اذا اردت ان نؤمن لك فاطرد الذين امنوا بك
انهم ضعفاء وفقراء
ونحن ساده القوم واغنياؤهم
ويستحيل ان تضمنا دعوه واحده مع هؤلاء
واستمع نوح الى كفار قومه وادرك انهم يعاندون
ورغم ذلك كان طيبا فى رده
افهم قومه انه لا يستطيع ان يطرد المؤمنين
لانهم اولا ليسوا ضيوفه
انما هم ضيوف الله
وليست الرحمه بيته الذى يدخل فىه من يشاء او يطرد منه من يشاء
انما الرحمه بيت الله الذى يستقبل فىه من يشاء
كان نوح يناقش كل حجج الكافرين بمنطق الانبياء الكريم الوجيه
وهو منطق الفكر الذى يجرد نفسه من الكبرياء الشخصى
وهوى المصالح الخاصه
قال لهم ان الله قد اتاه الرساله والنبوه والرحمه
ولم يروا هم ما اتاه الله
وهو بالتالى لا يجبرهم على الايمان برسالته وهم كارهون
ان كلمه لا اله الا الله لا تفرض على احد من البشر
افهمهم انه لا يطلب منهم مقابلا لدعوته
لا يطلب منهم مالا فىثقل عليهم
ان اجره على الله
هو الذى يعطيه ثوابه
افهمهم انه لا يستطيع ان يطرد الذين امنوا بالله
وان له حدوده كنبى
وحدوده لا تعطيه حق طرد المؤمنين لسببين:
انهم سيلقون الله مؤمنين به فكيف يطرد مؤمنا بالله؟
ثم انه لو طردهم لخاصموه عند الله
ويجازى من طردهم
فمن الذى ينصر نوحا من الله لو طردهم؟
وهكذا انتهى نوح الى ان مطالبه قومه له بطرد المؤمنين جهل منهم
وعاد نوح يقول لهم انه لا يدعى لنفسه اكثر مما له من حق
واخبرهم بتذللـه وتواضعه لله عز وجل
فهو لا يدعى لنفسه ما ليس له من خزائن الله
وهى انعامه على من يشاء من عباده
وهو لا يعلم الغيب
لان الغيب علم اختص الله تعالى وحده به
اخبرهم ايضا انه ليس ملكا
بمعنى ان منزلته ليست كمنزله الملائكه
قال لهم نوح:
ان الذين تزدرى اعينكم وتحتقر وتستثقل
ان هؤلاء المؤمنين الذى تحتقرونهم لن تبطل اجورهم وتضيع لاحتقاركم لهم
الله اعلم بما فى انفسهم
هو الذى يجازيهم عليه ويؤاخذهم به
اظلم نفسى لو قلت ان الله لن يؤتيهم خيرا
وسئم الملا يومها من هذا الجدل الذى يجادله نوح
حكى الله موقفهم منه فى سوره (
هود
):
{
قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا ان كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ
(
32
)
قَالَ انَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ ان شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ
(
33
)
وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي انْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ ان كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَالَيْهِ تُرْجَعُونَ
}
(
34
)
(
هود
)
اضاف نوح اغواءهم الى الله تعالى
تسليما بان الله هو الفاعل فى كل حال
غير انهم استحقوا الضلال بموقفهم الاختيارى وملئ حريتهم وكامل ارادتهم
فالانسان صانع لافعاله ولكنه محتاج فى صدورها عنه الى ربه
بهذه النظره يستقيم معنى مساءله الانسان عن افعاله
كل ما فى الامر ان الله ييسر كل مخلوق لما خلق له
سواء اكان التيسير الى الخير ام الى الشر
وهذا من تمام الحريه وكمالها
يختار الانسان بحريته فىيسر له الله تعالى طريق ما اختاره
اختار كفار قوم نوح طريق الغوايه فىسره الله لهم
وتستمر المعركه
وتطول المناقشه بين الكافرين من قوم نوح وبينه اذا انهارت كل حجج الكافرين ولم يعد لديهم ما يقال
بدءوا يخرجون عن حدود الادب ويشتمون نبى الله:
{
قَالَ الْمَلا مِن قَوْمِهِ انَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
}
(
60
)
(
الاعراف
)
ورد عليهم نوح بادب الانبياء العظيم:
{
قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّى رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ
(
61
)
ابَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّى وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
}
(
62
)
(
الاعراف
)
ويستمر نوح فى دعوه قومه الى الله
ساعه بعد ساعه ويوما بعد يوم وعاما بعد عام ومرت الاعوام
ونوح يدعو قومه كان يدعوهم ليلا ونهارا
وسرا وجهرا يضرب لهم الامثال
ويشرح لهم الايات ويبين لهم قدره الله فى الكائنات
وكلما دعاهم الى الله فروا منه
وكلما دعاهم ليغفر الله لهم جعلوا اصابعهم فى اذانهم واستكبروا عن سماع الحق
واستمر نوح يدعو قومه الى الله الف سنه الا خمسين عاما
وكان يلاحظ ان عدد المؤمنين لا يزيد
بينما يزيد عدد الكافرين وحزن نوح غير انه لم يفقد الامل
وظل يدعو قومه ويجادلهم وظل قومه على الكبرياء والكفر والتبجح
وحزن نوح على قومه لكنه لم يبلغ درجه الياس
ظل محتفظا بالامل طوال 950 سنه
ويبدو ان اعمار الناس قبل الطوفان كانت طويله
وربما يكون هذا العمر الطويل لنوح معجزه خاصه له
وجاء يوم اوحى الله اليه
انه لن يؤمن من قومك الا من قد امن
اوحى الله اليه الا يحزن عليهم
ساعتها دعا نوح على الكافرين بالهلاك
{
وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا
}
(
26
)
(
نوح
)
برر نوح دعوته بقوله:
{
انَّكَ ان تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا الَّا فَاجِرًا كَفَّارًا
}
(
26
)
(
نوح
)
الطوفان:
ثم اصدر الله تعالى حكمه على الكافرين بالطوفان
اخبر الله تعالى عبده نوحا انه سيصنع سفىنه
{
بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا
}
اى بعلم الله وتعليمه وعلى مراى منه وطبقا لتوجيهاته ومساعده الملائكه
اصدر الله تعالى امره الى نوح:
{
وَلاَ تُخَاطِبْنِى فِى الَّذِينَ ظَلَمُواْ انَّهُم مُّغْرَقُونَ
}
يغرق الله الذين ظلموا مهما كانت اهميتهم او قرابتهم للنبى
وينهى الله نبيه ان يخاطبه او يتوسط لهم
وبدا نوح يغرس الشجر ويزرعه ليصنع منه السفىنه
انتظر سنوات ثم قطع ما زرعه وبدا نجارته
كانت سفىنه عظيمه الطول والارتفاع والمتانه
وقد اختلف المفسرون فى حجمها وهيئتها
وعدد طبقاتها ومده عملها والمكان الذى عملت فىه
ومقدار طولها وعرضها على اقوال متعارضه لم يصح منها شئ
وقال الفخر الرازى فى هذا كله:
اعلم ان هذه المباحث لا تعجبنى لانها امور لا حاجه الى معرفتها البته
ولا يتعلق بمعرفتها فائده اصلا نحن نتفق مع الرازى فى مقولته هذه
فنحن لا نعرف عن حقيقه هذه السفىنه الا ما حدثنا الله به
تجاوز الله تعالى هذه التفصيلات التى لا اهميه لها
الى مضمون القصه ومغزاها المهم
بدا نوح يبنى السفىنه ويمر عليه الكفار فىرونه منهمكا فى صنع السفىنه
والجفاف سائد وليست هناك انهار قريبه او بحار
كيف ستجرى هذه السفىنه اذن يا نوح؟
هل ستجرى على الارض؟
اين الماء الذى يمكن ان تسبح فىه سفىنتك؟
لقد جن نوح وترتفع ضحكات الكافرين وتزداد سخريتهم من نوح
وكانوا يسخرون منه قائلين:
صرت نجارا بعد ان كنت نبيا
ان قمه الصراع فى قصه نوح تتجلى فى هذه المساحه الزمنيه
ان الباطل يسخر من الحق يضحك عليه طويلا
متصورا ان الدنيا ملكه وان الامن نصيبه
وان العذاب غير واقع غير ان هذا كله مؤقت بموعد حلول الطوفان
عندئذ يسخر المؤمنون من الكافرين وتكون سخريتهم هى الحق.
انتهى صنع السفىنه، وجلس نوح ينتظر امر الله
اوحى الله الى نوح انه اذا فار التنور هذا علامه على بدء الطوفان
قيل فى تفسير التنور انه بركان فى المنطقه
وقيل ان الفرن الكائن فى بيت نوح
اذا خرج منه الماء وفار كان هذا امرا لنوح بالحركه
وجاء اليوم الرهيب
فار التنور واسرع نوح يفتح سفىنته ويدعو المؤمنين به
وهبط جبريل عليه السلام الى الارض
حمل نوح الى السفىنه من كل حيوان وطير ووحش زوجين اثنين
بقرا وثورا فىلا وفىله عصفورا وعصفور نمرا ونمره
الى اخر المخلوقات
كان نوح قد صنع اقفاصا للوحوش وهو يصنع السفىنه
وساق جبريل عليه السلام امامه من كل زوجين اثنين
لضمان بقاء نوع الحيوان والطير على الارض
وهذا معناه ان الطوفان اغرق الارض كلها
فلولا ذلك ما كان هناك معنى لحمل هذه الانواع من الحيوان والطير
وبدا صعود السفىنه صعدت الحيوانات والوحوش والطيور
وصعد من امن بنوح
وكان عدد المؤمنين قليلا
لم تكن زوجه نوح مؤمنه به فلم تصعد
وكان احد ابنائه يخفى كفره ويبدى الايمان امام نوح
فلم يصعد هو الاخر وكانت اغلبيه الناس غير مؤمنه هى الاخرى
فلم تصعد وصعد المؤمنون قال ابن عباس
رضى الله عنهما:
امن من قوم نوح ثمانون انسانا
ارتفعت المياه من فتحات الارض انهمرت من السماء امطارا غزيره بكميات لم تر مثلها الارض
فالتقت امطار السماء بمياه الارض وصارت ترتفع ساعه بعد ساعه
فقدت البحار هدوئها وانفجرت امواجها تجور على اليابسه
وتكتسح الارض وغرقت الكره الارضيه للمره الاولى فى المياه
ارتفعت المياه اعلى من الناس
تجاوزت قمم الاشجار
وقمم الجبال
وغطت سطح الارض كله
وفى بدايه الطوفان نادى نوح ابنه
كان ابنه يقف بمعزل منه
ويحكى لنا المولى عز وجل الحوار القصير الذى دار بين نوح عليه السلام وابنه
قبل ان يحول بينهما الموج فجاه
نادى نوح ابنه قائلا:
{
يَا بُنَى ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ
}
ورد الابن عليه:
{
قَالَ سَاوِى الَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِى مِنَ الْمَاء
}
عاد نوح يخاطبه:
{
قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ امْرِ اللّهِ الاَّ مَن رَّحِمَ
}
وانتهى الحوار بين نوح وابنه:
{
وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ
}
انظر الى تعبير القران الكريم
{
وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ
}
انهى الموج حوارهما فجاه نظر نوح فلم يجد ابنه
لم يجد غير جبال الموج التى ترتفع وترفع معها السفينه
وتفقدها رؤيه كل شئ غير المياه
وشاءت رحمه الله ان يغرق الابن بعيدا عن عين الاب
رحمه منه بالاب واعتقد نوح ان ابنه المؤمن تصور ان الجبل سيعصمه من الماء
فغرق
واستمر الطوفان استمر يحمل سفىنه نوح
بعد ساعات من بدايته كانت كل عين تطرف على الارض قد هلكت غرقا
لم يعد باقيا من الحياه والاحياء غير هذا الجزء الخشبى من سفىنه نوح
وهو ينطوى على الخلاصه المؤمنه من اهل الارض
وانواع الحيوانات والطيور التى اختيرت بعنايه
ومن الصعب اليوم تصور هول الطوفان او عظمته
كان شيئا مروعا يدل على قدره الخالق
كانت السفىنه تجرى بهم فى موج كالجبال ويعتقد بعض العلماء الجيولوجيا اليوم ان انفصال القارات وتشكل الارض فى صورتها الحاليه
قد وقعا نتيجه طوفان قديم جبار
ثارت فىه المياه ثوره غير مفهومه حتى غطت سطح الجزء اليابس من الارض
وارتفعت فىه قيعان المحيطات ووقع فىه ما نستطيع تسميته بالثوره الجغرافىه
استمر طوفان نوح زمنا لا نعرف مقداره
ثم صدر الامر الالهى الى السماء ان تكف عن الامطار
والى الارض ان تستقر وتبتلع الماء
والى اخشاب السفىنه ان ترسو على الجودى
وهو اسم مكان قديم يقال انه جبل فى العراق
طهر الطوفان الارض وغسلها
قال تعالى فى سوره
(
هود
):
{
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِى مَاءكِ وَيَا سَمَاء اقْلِعِى وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِى الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِى وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
}
(
44
)
(
هود
)
{
وَغِيضَ الْمَاء
}
بمعنى نقص الماء وانصرف عائدا الى فتحات الارض
(
وَقُضِى الأَمْرُ
)
بمعنى انه احكم وفرغ منه
يعنى هلك الكافرون من قوم نوح تماما
ويقال ان الله اعقم ارحامهم اربعين سنه قبل الطوفان
فلم يكن فىمن هلك طفل او صغير
{
وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِى
}
بمعنى رست عليه
وقيل كان ذلك يوم عاشوراء
فصامه نوح
وامر من معه بصيامه
{
وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
}
اى هلاكا لهم طهر الطوفان الارض منهم وغسلها
ذهب الهول بذهاب الطوفان
وانتقل الصراع من الموج الى نفس نوح
تذكر ابنه الذى غرق
لم يكن نوح يعرف حتى هذه اللحظه ان ابنه كافر
كان يتصور انه مؤمن عنيد
اثر النجاه باللجوء الى جبل
وكان الموج قد انهى حوارهما قبل ان يتم
فلم يعرف نوح حظ ابنه من الايمان
تحركت فى قلب الاب عواطف الابوه
قال تعالى فى سوره
(
هود
):
{
وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ انَّ ابُنِى مِنْ اهْلِى وَانَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَانتَ احْكَمُ الْحَاكِمِينَ
}
(
45
)
(
هود
)
اراد نوح ان يقول لله ان ابنه من اهله المؤمنين
وقد وعده الله بنجاه اهله المؤمنين
قال الله سبحانه وتعالى
مطلعا نوحا على حقيقه ابنه للمره الاولى:
{
يَا نُوحُ انَّهُ لَيْسَ مِنْ اهْلِكَ انَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ انِّى اعِظُكَ ان تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
}
(
46
)
(
هود
)
قال القرطبى
نقلا عن شيوخه من العلماء
وهو الراى الذى نؤثره:
كان ابنه عنده اى نوح مؤمنا فى ظنه
ولم يك نوح يقول لربه:
{
انَّ ابُنِى مِنْ اهْلِى
}
الا وذلك عنده كذلك اذ محال ان يسال هلاك الكفار
ثم يسال فى انجاء بعضهم وكان ابنه يسرّ الكفر ويظهر الايمان
فاخبر الله تعالى نوحا بما هو منفرد به من علم الغيوب اى علمت من حال ابنك ما لم تعلمه انت
وكان الله حين يعظه ان يكون من الجاهلين
يريد ان يبرئه من تصور ان يكون ابنه مؤمنا
ثم يهلك مع الكافرين
وثمه درس مهم تنطوى عليه الايات الكريمه التى تحكى قصه نوح وابنه
اراد الله سبحانه وتعالى ان يقول لنبيه الكريم ان ابنه ليس من اهله
لانه لم يؤمن بالله
وليس الدم هو الصله الحقيقيه بين الناس ابن النبى هو ابنه فى العقيده
هو من يتبع الله والنبى
وليس ابنه من يكفر به ولو كان من صلبه
هنا ينبغى ان يتبرا المؤمن من غير المؤمن
وهنا ايضا ينبغى ان تتصل بين المؤمنين صلات العقيده فحسب
لا اعتبارات الدم او الجنس او اللون او الارض
واستغفر نوح ربه وتاب اليه ورحمه الله وامره ان يهبط من السفىنه محاطا ببركه الله ورعايته
وهبط نوح من سفىنته
اطلق سراح الطيور والوحش فتفرقت فى الارض
نزل المؤمنون بعد ذلك ولا يحكى لنا القران الكريم قصه من امن مع نوح بعد نجاتهم من الطوفان
[/postback]
تابعو معنا الحلقه الرابعه
http://b.top4top.net/p_334wp2js1.gif
فترة الأقامة :
3748 يوم
الإقامة :
الجزائر
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
208
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
1.39 يوميا
ام بشري
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ام بشري
البحث عن كل مشاركات ام بشري