الموضوع
:
قصص الانبياء بدايه من سيدنا ادم ابو البشر الى خاتم الانبياء سيدنا محمد عليه السلام
عرض مشاركة واحدة
08-21-2015
#
4
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
387
تاريخ التسجيل :
Jan 2014
أخر زيارة :
12-13-2019 (02:13 PM)
المشاركات :
5,222 [
+
]
التقييم :
1910
الدولهـ
MMS ~
لوني المفضل :
Blue
رد: قصص الانبياء بدايه من سيدنا ادم ابو البشر الى خاتم الانبياء سيدنا محمد عليه السلام
[postback=massy/images/backgrounds/7.gif]
رابع حلقاتنا
سيدنا هود عليه السلام
قصه هود عليه السلام
نسبه عليه السلام
وهو هود بن شالخ بن ارفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام
وكان من قبيله يقال لهم عاد بن عوص بن سام بن نوح
وكانوا عرباً يسكنون الاحقاف
وهى جبال الرمل
وكانت باليمن بين عمان وحضرموت بارض مطله على البحر يقال لها الشحر واسم واديهم مغيث.
وكانوا كثيراً ما يسكنون الخيام ذوات الاعمده الضخام
كما قال تعالى:
{
الَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ارَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ
}
اى عاد ارم وهم عاد الاولى
{
ارَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فى الْبِلادِ
}
اى مثل القبيله وقيل مثل العمد
وفى صحيح ابن حبان عن ابى ذر فى حديثه الطويل فى ذكر الانبياء والمرسلين قال فىه:
"
منهم اربعه من العرب
"
"هود وصالح وشعيب ونبيك يا ابا ذر"
ويقال ان هوداً عليه السلام اول من تكلم بالعربيه
ويقال للعرب الذين كانوا قبل إسماعيل عليه السلام العرب العاربه وهم قبائل كثيره:
منهم عاد وثمود وجرهم وطسم وجميس واميم ومدين وعملاق وعبيل وجاسم وقحطان وبنو يقطن وغيرهم
واما العرب المستعربه فهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل وكان اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام
اول من تكلم بالعربيه الفصيحه البليغه وكان قد اخذ كلام العرب من جرهم الذين نزلوا عند امه هاجر بالحرم
كما ولكن انطقه الله بها فى غايه الفصاحه والبيان
وكذلك كان يتلفظ بها رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم
قوم عاد
والمقصود ان عادا وهم عاد الاولى
كانوا اول من عبد الاصنام بعد الطوفان
وكانت اصنامهم ثلاثه:
صدا وصمودا وهرا
فبعث الله فىهم اخاهم هوداً عليه السلام فدعاهم إلى الله كما قال تعالى
بعد ذكر قوم نوح وما كان من امرهم
وقال تعالى
بعد ذكر قصه نوح فى سوره هود:
{
وَالَى عَادٍ اخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ الَهٍ غَيْرُهُ انْ انْتُمْ الا مُفْتَرُونَ
}
{
وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِايَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا امْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ
}
{
وَاتْبِعُوا فى هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ الاَ إِنَّ عَاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ الاَ بُعْداً لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ
}
وقال تعالى فى النجم:
{
وَانَّهُ اهْلَكَ عَاداً الأُولَى وَثَمُودَ فَمَا ابْقَى وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ اظْلَمَ وَاطْغَى وَالْمُؤْتَفِكَةَ اهْوَى فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى فَبِاى الاَءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى
}
بعثه هود إلى قوم عاد
ولنذكر مضمون القصه مجموعاً من هذه السياقات مع ما يضاف الى ذلك من الاخبار
وقد ذكرنا انهم اول الامم الذين عبدوا الاصنام بعد الطوفان
وذلك بين فى قوله لهم:
{
وَاذْكُرُوا اذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فى الْخَلْقِ بَسْطَه
}
اى جعلهم اشد اهل زمانهم فى الخلقه والشده والبطش
والمقصود ان عاداً كانوا جفاه كافرين عتاه متمردين فى عباده الاصنام
فارسل الله فىهم رجلاً منهم يدعوهم الى الله والى افراده بالعباده والإخلاص له
فكذبوه وخالفوه وتنقصوه فاخذهم الله اخذ عزيز مقتدر
فلما امرهم بعباده الله ورغبهم فى طاعته واستغفاره ووعدهم على ذلك
خير الدنيا والاخره وتوعدهم على مخالفه ذلك عقوبه الدنيا والاخره
{
قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فى سَفَاهَه
}
اى هذا الامر الذى تدعونا اليه سفه بالنسبه الى ما نحن عليه من عباده هذه الاصنام
التى يرتجى منها النصر والرزق ومع هذا نظن انك تكذب فى دعواك
ان الله ارسلك
{
قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِى سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّى رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ
}
اى ليس الامر كما تظنون ولا ما تعتقدون و لكنى:
{
ابَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّى وَانَا لَكُمْ نَاصِحٌ امِينٌ
}
والبلاغ يستلزم عدم الكذب وعدم الزياده فىه والنقص منه وهو مع هذا البلاغ
على هذه الصفه فى غايه النصح لقومه والشفقه عليهم
والحرص على هدايتهم لا يبتغى منهم اجراً ولا يطلب منهم جعلاً بل هو مخلص
لله عز وجل فى الدعوه اليه والنصح لخلقه لا يطلب اجره الا من الذى ارسله
فإن خير الدنيا والاخره كله فى يديه وامره إليه ولهذا قال
{
يَا قَوْمِ لاَ اسْالُكُمْ عَلَيْهِ اجْراً إِنْ اجْرِى الاَّ عَلَى الَّذِى فَطَرَنِى افَلاَ تَعْقِلُونَ
}
اى اما لكم عقل تميزون به وتفهمون اني ادعوكم الى الحق المبين الذى تشهد به فطركم
التى خلقتم عليها وهو دين الحق الذى بعث الله به نوحاً وهلك من خالفه من الخلق
وها انا ادعوكم اليه ولا اسالكم اجراً عليه بل ابتغى ذلك عند الله مالك الضر والنفع
وقال قوم هود له فىما قالوا:
{
يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِى الِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ الِهَتِنَا بِسُوءٍ
}
يقولون ما جئتنا بخارق يشهد لك بصدق ما جئت به وما نحن بالذين نترك عباده اصنامنا
عن مجرد قولك بلا دليل اقمته ولا برهان نصبته وما نظن الا انك مجنون فىما تزعمه
وعندنا انه إنما اصابك هذا لان بعض الهتنا غضب عليك فاصابك فى عقلك
فاعتراك جنون بسبب ذلك
وهو قولهم:
{
إِنْ نَقُولُ الاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ الِهَتِنَا بِسُوءٍ
}
{
قَالَ انِّى اشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا انِّي بَرِئ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِى جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنْظِرُونِى
}
وهذا تحد منه لهم وتبرا من الهتهم وتنقص منه لها وبيان انها لا تنفع شيئاً ولا تضر وانها جماد حكمها حكمه وفعلها فعله
فإن كانت كما تزعمون من انها تنصر وتنفع وتضر فها انا برئ منها لاعن لها
{
فكيدونى جميعاً ثم لا تنظرون
}
انتم جميعاً بجميع ما يمكنكم ان تصلوا إليه وتقدروا عليه ولا تؤخرونى ساعه واحده
ولا طرفه عين فإنى لا ابالى بكم ولا افكر فىكم ولا انظر اليكم
{
إِنِّى تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّى وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّه إِلاَّ هُوَ اخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا انَّ رَبِّى عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
}
اى انا متوكل على الله ومتايد به وواثق بجنابه الذى لا يضيع من لاذ به واستند إليه فلست ابالى
مخلوقاً سواه لست اتوكل إلا عليه ولا اعبد الا إياه
وهذا وحده برهان قاطع على ان هوداً عبد الله ورسوله وانهم على جهل وضلال فى عبادتهم غير الله
لانهم لم يصلوا اليه بسوء ولا نالوا منه مكروهاً
فدل على صدقه فىما جاءهم به وبطلان ما هم عليه وفساد ما ذهبوا إليه
وقد استبعدوا ان يبعث الله رسولاً بشرياً
ولهذا قال لهم هود عليه السلام:
{
اوَعَجِبْتُمْ انْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ
}
اى ليس هذا بعجيب:
فإن الله اعلم حيث يجعل رسالته
وقوله:
{
ايَعِدُكُمْ انَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظَاماً انَّكُمْ مُخْرَجُون هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ
لِمَا تُوعَدُونَ إِنْ هِى إِلاّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ
إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً
وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بما كذبون
}
استبعدوا الميعاد وانكروا قيام الاجساد بعد صيرورتها تراباً وعظاماً
وقالوا:
{
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ
}
اى بعيد بعيد هذا الوعد
{
انْ هِى إِلاّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ
}
اى يموت قوم ويحيا اخرون
كما يقول بعض الجهله من الزنادقه:
ارحام تدفع وارض تبلع
وقال لهم فىما وعظهم به:
{
اتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ايَةً تَعْبَثُون وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ
}
يقول لهم:
اتبنون بكل مكان مرتفع بناء عظيماً هائلاً كالقصور
ونحوها تعبثون ببنائها لانه لا حاجه لكم فىه وما ذاك
الا لانهم كانوا يسكنون الخيام
كما قال تعالى:
{
الم تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ارَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فى الْبِلاَدِ
}
فعاد ارم هم عاد الاولى الذين كانوا يسكنون الاعمده التى تحمل الخيام
وقوله:
{
وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ
}
قيل هى القصور وقيل بروج الحمام وقيل ماخذ الماء
{
لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ
}
اي رجاء منكم ان تعمروا فى هذه الدار اعماراً طويله
{
وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاطِيعُونِي وَاتَّقُوا الَّذِى امَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُون
امَدَّكُمْ بِانْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ إِنِّي اخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
}
وقالوا له مما قالوا:
{
اجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ ابَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ
}
اى جئتنا لنعبد الله وحده ونخالف اباءنا واسلافنا وما كانوا عليه؟
فإن كنت صادقاً فىما جئت به فاتنا بما تعدنا من العذاب والنكال فإنا لا نؤمن بك ولا نتبعك ولا نصدقك
قال:
{
قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ اتُجَادِلُونَنِى
فى اسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا انْتُمْ وَابَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا
مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّى مَعَكُمْ مِنْ الْمُنتَظِرِينَ
}
اى قد استحققتم بهذه المقاله الرجس والغضب من الله اتعارضون عباده الله وحده لا شريك له بعباده اصنام انتم نحتموها وسميتموها الهه
من تلقاء انفسكم؟
اصطلحتم عليها انتم واباؤكم ما نزل الله بها من سلطان
وإذ ابيتم قبول الحق وتماديتم فى الباطل وسواء عليكم انهيتكم عما انتم فىه ام لا فانتظروا
الان عذاب الله الواقع بكم وباسه الذى لا يرد ونكاله الذى لا يصد
وقال تعالى:
{
قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِى قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ
نَادِمِينَ فَاخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
}
هلاك قوم عاد
اهلكهم الله تعالى بان سلط عليهم ريح صرصر عاتيه وقد ذكر الله تعالى
خبر اهلاكهم فى غير ايه مجملاً ومفصلاً كقوله:
{
فَانجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِايَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ
}
واما تفصيل اهلاكهم فلما قال تعالى:
{
فَلَمَّا رَاوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ اوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فىهَا عَذَابٌ الِيم
}
كان هذا اول ما ابتداهم العذاب انهم منع عنهم المطر فطلبوا السقيا فراوا عارضاً
فى السماء وظنوه سقيا رحمه فإذا هو سقيا عذاب
ولهذا قال تعالى:
{
بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ
}
اى من وقوع العذاب وهو قولهم:
{
فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا انْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ
}
ومثلها فى الاعراف
وقد ذكر المفسرون وغيرهم هاهنا هذا الخبر:
انهم لما ابوا الا الكفر بالله عز وجل امسك عنهم القطر ثلاث سنين
حتى جهدهم ذلك قال:
وكان الناس اذا جهدهم امر فى ذلك الزمان فطلبوا
من الله الفرج منه انما يطلبونه بحرمه ومكان بيته
وكان معروفاً عند اهل ذلك الزمان وبه العماليق مقيمون وهم من سلاله
عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح وكان سيدهم اذ ذاك رجلاً يقال انه معاويه بن بكر وكانت
امه من قوم عاد واسمها جلهده ابنه الخيبرى
قال:
فبعث عاد وفداً قريباً من سبعين رجلاً ليستسقوا لهم عند الحرم فمروا بمعاويه بن بكر
بظاهر مكه فنزلوا عليه فاقاموا عنده شهراً يشربون الخمر وتغنيهم الجرادتان و هما جاريتان لمعاويه وكانوا قد وصلوا اليه فى شهر
فلما طال مقامهم عنده واخذته شفقه على قومه واستحيا منهم ان يامرهم بالانصراف
عمل شعراً يعرض لهم فىه بالانصراف وامر الجاريتان ان تغنيهم به فقال:
الا يا قيل ويحك قم فهينم
لعل الله يمنحنا غماما
فىسقى ارض عاد ان عادا
قد امسوا لا يبينون الكلاما
من العطش الشديد فليس نرجو
به الشيخ الكبير ولا الغلاما
وقد كانت نساؤهم بخير
فقد امست نساؤهم ايامى
وان الوحش ياتيهم جهارا
ولا يخشى لعادى سهاما
وانتم ها هنا فىما اشتهيتم
نهاركم وليلكم تماما
فقبح وفدكم من وفد قوم
ولا لقوا التحيه والسلاما
قال:
فعند ذلك تنبه القوم لما جاءوا له فنهضوا الى الحرم
ودعوا لقومهم فدعا داعيهم وهو قيل بن عنز
فانشا الله سحابات ثلاثاً:
بيضاء وحمراء وسوداء
ثم ناداه مناد من السماء:
اختر لنفسك او لقومك من هذا السحاب
فقال:
اخترت السحابه السوداء فإنها اكثر السحاب ماء
فناداه مناد:
اخترت رماد رمددا لا تبقى من عاد احداً لا والداً يترك ولا ولداً الا جعلته همداً الا بنى اللوذيه الهمدا
قال وهم من بطن عاد كانوا مقيمين بمكه فلم يصبهم ما اصاب قومهم
قال:
ومن بقى من انسابهم واعقابهم هم عاد الاخره
قال:
وساق الله السحابه السوداء التى اختارها قيل
بن عنز بما فىها من النقمه الى عاد حتى تخرج عليهم
من واد يقال له المغيث فلما راوها استبشروا وقالوا هذا عارض ممطرنا،
فىقول تعالى:
{
بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فىهَا عَذَابٌ الِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَئ بِامْرِ رَبِّهَا
}
اى تهلك كل شئ امرت به
فكان اول من ابصر ما فىها وعرف انها ريح فىما يذكرون امراه من عاد يقال لها
"مهد"
فلما تبينت ما فىها صاحت ثم صعقت
فلما افاقت قالوا ما رايت يا مهد؟
قالت رايت ريحاً فىها شبه النار امامها رجال يقودونها فسخرها الله
عليهم سبع ليال وثمانيه ايام حسوماً والحسوم الدائمه
فلم تدع من عاد احداً الا هلك
قال:
واعتزل هود عليه السلام
فىما ذكر لى
فى حظيره هو ومن معه من المؤمنين ما يصيبهم الا ما تلين عليه الجلود وتلذ الانفس وانها لتمر على عاد بالظعن
فىما بين السماء والارض وتدمغهم بالحجاره
وقد قال ابن مسعود وابن عباس وغير واحد من ائمه التابعين:
هى البارده والعاتيه الشديد الهبوب
{
سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ ايَّامٍ حُسُوماً
}
اى كوامل متتابعات
قيل كان اولها الجمعه وقيل الاربعاء
{
فَتَرَى الْقَوْمَ فىهَا صَرْعَى كَانَّهُمْ اعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَه
}
شبههم باعجاز النخل التي لا رؤوس لها وذلك لان الريح كانت تجئ إلى احدهم فتحمله فترفعه فى الهواء
ثم تنكسه على ام راسه فتشدخه فىبقى جثه بلا راس كما قال:
{
إِنَّا ارْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فى يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ
}
اى فى يوم نحس عليهم مستمر عذابه عليهم
{
تَنزِعُ النَّاسَ كَانَّهُمْ اعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ
}
وفى الايه الاخرى:
{
فَارْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فى ايَّامٍ نَحِسَاتٍ
}
ومعلوم انها ثمانيه ايام متتابعات والمراد فى ايام نحسات اى عليهم
وقال تعالى:
{
وَفى عَادٍ إِذْ ارْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الرِّيحَ الْعَقِيمَ
}
اى التى لا تنتج خيراً فإن الريح المفرده لا تثير سحاباً
ولا تلقح شجراً بل هى عقيم لا نتيجه خير لها
ولهذا قال:
{
مَا تَذَرُ مِنْ شَئ اتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ
}
اى كالشئ البالى الفانى الذى لا ينتفع به بالكليه
واما قوله:
{
فَلَمَّا رَاوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ اوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا
}
فإن عاداً لما راوا هذا العارض وهو الناشئ فى الجو كالسحاب ظنوه سحاب مطر فإذا هو سحاب عذاب
اعتقدوه رحمه فإذا هو نقمه رجوا فىه الخير فنالوا منه غايه الشر
قال تعالى:
{
بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ
}
اى من العذاب
ثم فسره بقوله:
{
رِيحٌ فىهَا عَذَابٌ الِيمٌ
}
يحتمل ان ذلك العذاب هو ما اصابهم من الريح الصرصر العاتيه البارده الشديده الهبوط التى استمرت عليهم سبع ليال بايامها الثمانيه
فلم تبق منهم احداً بل تتبعتهم حتى كانت تدخل عليهم كهوف الجبال والغيران فتلفهم وتخرجهم وتهلكهم وتدمر عليهم البيوت
المحكمه والقصور المشيده فكما منوا بشدتهم وبقوتهم وقالوا:
من اشد منا قوه؟
سلط الله عليهم ما هو اشد منهم قوه واقدر عليهم وهو الريح العقيم
ويحتمل ان هذه الريح اثارت فى اخر الامر سحابه ظن من بقي منهم انها سحابه
فىها رحمه بهم وغياث لمن بقى منهم فارسلها الله عليهم شرراً وناراً
كما ذكره غير واحد
وهو اشد ما يكون من العذاب بالاشياء المختلفه المتضاده
والله اعلم
عن ابن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما فتح الله على عاد من الريح التى اهلكوا بها الا مثل موضع الخاتم فمرت باهل الباديه فحملتهم ومواشيهم واموالهم
بين السماء والارض فلما راى ذلك اهل الحاضره من عاد الريح وما فىها
{
قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا
}
فالقت اهل الباديه ومواشيهم على اهل الحاضره
و ما رواه مسلم فى صحيحه حيث قال:
عن عائشه رضى الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا عصفت الريح قال:
"اللهم إنى اسالك خيرها وخير ما فىها وخير ما ارسلت
به واعوذ بك من شرها وشر ما فىها وشر ما ارسلت به"
الت:
"وإذا غيبت السماء تغير لونه وخرج ودخل واقبل وادبر
فإذا امطرت سرى عنه فعرفت ذلك عائشه فسالته
فقال:
لعله يا عائشه كما قال قوم عاد
{
فلما راوه عارضاً مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا
}
عن عائشه انها قالت:
ما رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً ضاحكاً قط حتى ارى منه لهواته
انما كانت يبتسم وقالت:
كان اذا راى غيماً او ريحاً عرف ذلك فى وجهه
قالت يا رسول الله:
ان الناس اذا راوا الغيم فرحوا رجاء ان يكون فىه المطر واراك
اذا رايته عرف فى وجهك الكراهيه؟
فقال:
"يا عائشه ما يؤمننى ان يكون فىه عذاب
قد عذب قوم نوح بالريح وقد راى قوم العذاب فقالوا:
هذا عارض ممطرنا"
فهذا الحديث كالصريح فى تغاير القصتين كما اشرنا اليه اولاً
فعلى هذا تكون القصه المذكوره فى سوره الاحقاف خبراً عن قوم عاد الثانيه
وتكون بقيه السياقات فى القران خبراً عن عاد الاولى والله اعلم بالصواب
[/postback]
تابعو معنا الحلقه الخامسه
http://b.top4top.net/p_334wp2js1.gif
فترة الأقامة :
3748 يوم
الإقامة :
الجزائر
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
208
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
1.39 يوميا
ام بشري
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ام بشري
البحث عن كل مشاركات ام بشري