☀️☀️
فائدة مهمة في
العقيدة ..
فصل ( في منهج أهل السنة والجماعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من الخصال )
✏️✏️ قال المؤلف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى " ويندبون إلى أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك " .
💧" يندبون " ؛ أي يدعون .
💧" أن تصل من قطعك " : من الأقارب ممن تجب صلتهم عليك ، إذا قطعوك ؛ فصلهم ، لا تقل : من وصلني ؛ وصلته ! فإن هذا ليس بصلة ؛ كما قال النبي عليه السلام : " ليس الواصل بالمكافئ ، إنما الواصل من إذا قطعت رحمه ؛ وصلها " رواه البخاري ،
⚡️فالواصل هو الذي إذا قطعت رحمه ؛ وصلها .
🌀 وسأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال : يارسول الله ! إن لي أقارب ؛ أصلهم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم ويجهلون علي ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن كنت كما قلت ؛ فكأنما تسفهم المل ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك " رواه مسلم .
🌳 " تسفهم المل " ؛ أي : كأنما تضع التراب أوالرماد الحار في أفواههم .
⚡️فأهل السنة يندبون إلى أن تصل من قطعك ، وأن تصل من وصلك بالأولى ؛ لأن من وصلك وهو قريب ؛ صار له حقان : حق القرابة ، وحق المكافأة ؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام : " من صنع إليكم معروفاً ؛ فكافئوه " .
💧"وتعطي من حرمك " ؛ أي : من منعك ولا تقل : منعني ؛ فلا أعطيه .
💧" وتعفو عمن ظلمك " ؛ أي : من انتقصك حقك : إما بالعدوان ، وإما بعدم القيام بالواجب .
⚡️والظلم يدور على أمرين : اعتداء وجحود : إما أن يعتدي عليك بالضرب وأخذ المال وهتك العرض ،
وإما أن يجحدك فيمنعك حقك .
وكمال الإنسان أن يعفو عمن ظلمه .
⚡️ولكن العفو إنما يكون عند القدرة على الانتقام ، فأنت تعفو مع قدرتك على الانتقام .
🌳 أولاً : رجاء لمغفرة الله عز وجل ورحمته ؛ فإن من عفا وأصلح ؛ فأجره على الله .
🌳 ثانياً : لإصلاح الود بينك وبين صاحبك ؛ لأنك إذا قابلت إساءته بإساءة ؛ استمرت الإساءة بينكما ، وإذا قابلت إساءته بإحسان ؛ عاد إلى الإحسان إليك ، وخجل .
🌀قال تعالى : " ولا تستوي الحسنةُ ولا السيئةُ ادفعْ بالتي هيَ أحسنُ فإذا الذي بينكَ وبينهُ عداوةٌ كأنهُ وليٌ حميم " سورة فصلت آية ٣٤ .
⚡️فالعفو عند المقدرة من سمات أهل السنة والجماعة ، لكن بشرط أن يكون العفو إصلاحاً ؛ فإن تضمن العفو إساءة ؛ فإنهم لا يندبون إلى ذلك ؛ لأن الله اشترط ، فقال " فمن عفا وأصلح
سورة الشورى ٤٠
⚡️أي : كان في عفوه إصلاح ، أما من كان في عفوه إساءة ، أوكان سبباً للإساءة ؛ فهنا نقول : لا تعف ! مثل أن يعفو عن مجرم ، ويكون عفوه هذا سبباً لاستمرار هذا المجرم في إجرامه ؛ فترك العفو هنا أفضل ، وربما يجب ترك العفو حينئذ .
📔 المرجع : شرح
العقيدة الواسطية لفضيلة الشيخ العلامة : محمد بن صالح العثيمين غفر الله له ولوالديه وللمسلمين ج٢
ص ٣٥٤ -
٣٥٦