ثالثا ً : أخطاء في يوم النحر : 1– عدم الخروج لمصلى العيد ، بل تجد بعض الناس لا يخرج إلى المصلى ، خاصة منهم الشباب ، وهذا خطأ ، لأن هذا اليوم هو من أعظم الأيام ، لحديث عبد الله بن قراط – رضي الله عنه – عن النبي- صلى الله عليه وسلم - أنه قال : { إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر ، ثم يوم القر} ، يعني اليوم الذي بعده . 2 – وإذا خرج أحدهم خرج بثياب رثة ، بحجة أنه سيحلق رأسه ويقص أظافره ويتطيب ويستحم بعد ذبح أضحيته ، وهذا خطأ ، فينبغي للمسلم أن يتأسى بالرسول – صلى الله عليه وسلم – بهيئة حسنة وبألبسة جديدة ذات رائحة ذكية ، لما ورد عن ابن عمرأنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين ، وقد صح الاغتسال قبل العيد عند بعض السلف من الصحابة والتابعين . 3 – الأكل قبل صلاة العيد ، وهذا مخالفة للمشروع ، حيث يسن في عيد الأضحى ألا يأكل إلا من أضحيته ، ولما ورد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ، قال كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي ، وقال ابن القيم الجوزية : [ وأما في عيد الأضحى ، فكان لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته ] . 4 – عدم تأدية صلاة العيد في المصلى بحجة أنها سنة ، وهذا حق ، لكن لا ينبغي لمسلم تركها وهو قادر عليها ، بل هي من شعائر الإسلام فلزم إظهارها من الجميع كبارا ً وصغارا ً ، رجالا ً ونساءً ، ومن تركها بدون عذر فقد أخطأ . 5 – التساهل في عدم سماع الخطبة ، فينبغي للمسلم أن يستمع للخطبة لما في هذا من الفضل العظيم . 6 – التساهل في عدم الذهاب والإياب من طريقين مختلفين ، وهذا خطأ ، فكان من سنته أن يذهب من طريق ويرجع من طريق آخر . 7 – التساهل بترك تهنئة الناس في العيد ، وهذا خطأ ، فالزيارات وتجمع العوائل مع بعضها ، والتهنئة فيما بينهم .... من الأمور المستحبة شرعا ً ، كأن يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منّا ومنكم ، ونحو ذلك من العبارات التي لا محذور فيها . 8 – اعتقاد بعض الناس زيارة المقابر للسلام على والد أو قريب متوفي ، وهذا خطأ كبير ، فزيارة المقابر في هذا اليوم الفاضل بزعمهم أنهم يعايدون الموتى من البدع المحدثة في الإسلام ، فإن هذا الصنيع لم يكن يفعله الرسول – صلى الله عليه وسلم – ولا أصحابه ، وهم من أسبق الناس إلى كل خير ، وقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – { من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد } ، أي مردود عليه . قال شيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله – : قوله { لا تتخذوا قبري عيدا ً } قال : [ العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائدا ً ، إما لعود السنة أو لعود الاسبوع أو الشهر ونحو ذلك ] ، وعلى هذا : إذا اعتاد الإنسان ان يزور المقبرة في يوم العيد من كل سنة بعد صلاة العيد وقع في الأمر المنهي عنه ، حيث جعل المقبرة عيدا ً يعود إليه كل سنة ، فيكون فعله هذا مبتدعا ً محدثا ً ، لأن الرسول لم يشرعه لنا ولا أمرنا بفعله ، فاتخاذ قربة مخالفة له . نسأل الله التوفيق والسداد للجميع ........... ___________________________________ * 1 فتح الباري ، م 4 ، ج 5 ، ص 137 . * 2 : صحيح البخاري في كتاب العيدين ، باب فضل العمل في أيام التشريق ، وانظر : فتح الباري ، ج 5 ، ص 123 ، ومابعدها . * 3: صحيح البخاري ، ج 1 ، ص 329 . * 4 : انظر : فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، م4 ، ج 5 ، ص 139 . *5 : انظر سنن أبي داود ، ح / 2113 . * 6 : المرجع السابق ، ح / 2114 .