Size="5"]من المؤسف جدا أن يتصف أعداء الإسلام بالوفاء
بالمواعيد والالتزام بها، وتقدير قيمة الوقت، ونتسم نحن المسلمين بعدم
الالتزام بالمواعيد، وإخلاف الوعود، واللامبالاة، و تضييع الوقت هباءً!..
مما يترتب على ذلك كثير من المفاسد والأضرار التي تلحق بأناس لم يرتكبوا جريرة، سوى أنهم وثقوا في من لا يأبهون بقيمة الوقت ومراعاة مصالح الآخرين وتقديرهم..
قضية عدم الوفاء
بالمواعيد ليست قضية هينة حتى نتجاوزها بسهولة، أو نتعامل معها باستخفاف ولامبالاة، بل هي مشكلة إيمانية تربوية اجتماعية ينبغي الالتفات إلى الآثار السلبية الكبيرة التي تتركها في الأفراد والمجتمعات ومن بينها:
1- عدم الاعتماد على من يتخلف عن موعده: وهذا أمر خطير إذا انتشر بين الناس أن فلاناً ليس بجادّ، ولا هو ممن يعتمد عليه، ولا ينبغي
الالتزام معه بموعد مضروب، إذ نتيجة ذلك أن يعرض الناس عن هذا الشخص فلا يشارك في أمر مهم.
2- عدم الثقة بما يُضرب من مواعيد: وهذه مشكلة شائعة، إذ ينتشر بين الناس ألاَّ سبيل إلى الحضور في الموعد المضروب فإذا لم يكن الموعد في السابعة، فلا بأس أن يكون في الثامنة، أو التاسعة.
3- تفلت الجادين من
الالتزام بمواعيد العابثين: فإذا رأى الشخص الجاد أن المجموعة التي التزمت بالموعد قد اعتادت أن تتخلف عنه وألا تعيره الاهتمام اللائق، فإنه قد ينصرف عن
الالتزام معهم في أي موعد يضربونه، بل قد يعتذر عن عدم حضوره واستمراره مع تلك المجموعة، فإذا انسحب الشخص الجاد وبقي الضعاف، فهل يُرجى لهذا العمل أي تقدم وإنتاج؟! وهل يُعقل أن يبقى شخص جاد مع أولئك العابثين اللاهين؟!.
4- تعطل إنجاز الأعمال: فإذا انتشر في الناس التخلف عن المواعيد أو التأخر عنها فإن ذلك يؤدي إلى تعطيل إنجاز أعمال كثيرة، أو التأخر في إنجازها تأخراً يُعد أخاً للتعطيل، وينبني على ذلك عدم الوفاء بكل ما أريد تنفيذه من خطط وأهداف، وفي ذلك خسارة كبيرة للجهود وتضييع للأعمال.
5- عدم الفهم الكلي أو الجزئي لما يجري في اللقاء: وهذا يكون عندما يتأخر القادم تأخراً يؤدي به إلى أن يفقد المتابعة المؤثرة الصحيحة لما يجري بسبب تأخره وعدم فهمه للنقاش الدائر.
6- إلغاء أو تأجيل اجتماعات في غاية الأهمية، قد يترتب عليها خسائر مادية، وخلل اجتماعي.
7- اتصاف هذا الشخص أو ذاك بأنه كذاب وأنه يخلف الوعود .. وهذه صفة من صفات المنافقين.
لذا يجدر بنا ونحن أمة القرآن وأمة الإسلام أن نسترد عزيمتنا، ونقوم سلوكنا، ونربي أنفسنا، ونتبع منهج الحق، والصلاح، والاستقامة، وأن ننشئ الجيل القادم على الفضيلة والصدق والوفاء، ونكون لهم قدوة حسنة وأسوة طيبة، ويتأتى ذلك باتباع ما يلي:
أولًا: التربية الإيمانية الجادة: وهذه التربية كفيلة- بإذن الله- أن تقضي على هذه الظاهرة كليّاً أو تخفف من آثارها تخفيفاً كبيراً. فالمرء عندما يتربا على التربية الإيمانية الجادة يجد دافعاً إيمانياً يدفعه للوفاء بالوعد، وللدقة في الحضور.
ثانيًا: المصارحة وعدم المجاملة والمداهنة: فإن مواجهة أولئك الذين يضيعون أوقات الآخرين، ولا يأبهون لأمر لازمٍ، لا تنفع معهم المواربة والمجاملة، ولا يليق فيه إلا المصارحة وعدم المداهنة.
ثالثا: تكريم وتشجيع من يلتزم بالموعد تكريماً معنوياً أو مادياً مناسباً: وهذا سهل التحقق في الشباب الصغار والناشئة الأحداث، حيث يقوم مربوهم والمسئولون عنهم في شتى المجالات الرياضية، والتربوية، والدينية، والعلمية بتكريمهم، وهذا يغري الآخرين ويشجعهم على الوفاء بالمواعيد، والحضور في الوقت المحدد.
رابعًا: التزام القدوات
بالمواعيد المضروبة: ليس أنجع في حل هذه المشكلة، ولا أعظم أثرًا من أن يضرب القدوة المثل بنفسه، فيسارع في الحضور والالتزام بالموعد المضروب التزامًا يغني عن أي كلام.
خامسًا:
الالتزام بالبدء في الموعد وعدم انتظار المتأخر: وهذا علاج ناجح لأنه يحقق عدة أمور منها:
- شعور المتأخر بالخجل من تأخره.
- إشعار المتأخر أن القوم ليسوا في حاجة ماسة إليه، وأنهم يمكن أن ينصرفوا إلى ما جاءوا له دون انتظار حضوره، وهذا يشعره بنقص يلازمه لا ينفك عنه إلا بحضوره في الوقت المقرر سلفا.
- يشعر الآخرين بأهمية ما جاءوا له، وأن الموعد محترم.[/size]