نزَلْتُ بِنَخْلَةٍ ضَيْفاً فَقَالَتْ *** سَأُكْرِمُ مَنْ أَتَىَ بِيْ يَسْتَعِيْنُ
فَأَطْرَبَنِيْ الْحَدِيْثُ وَقُلْتُ أَهْلاً *** بِمَنْ بَشَّتْ , وَيَا نِعْمَ الْمُعِيْنُ
هَزَزْتُ بِجِذْعِهَا , فَرَمَتْ بِتَمْرٍ *** وَلَمْ تَسْأَلْ عَنِ اسْمِي مَنْ أَكُوْنُ
فَتِلْكَ سَجِيَّةُ الْكُرَمَاءِ حَقَّ *** فَإِنْ هُزَّ الْكَرِيْمُ كَذَا يَلِيْنُ
وَقُلْتُ بِخَاطِرِيْ : سُبْحَانَ رَبِّيْ! *** وَفَاضَتْ أَدْمُعٌ , وَطَفَتْ شُجُوْنُ
فقد أوصى الأوائلُ كلَّ جيلٍ *** بقولهمُ : الا للنَّخل صُونوا!
وَذَكَّرَنِي النَّخِيْلُ بِأَهْلِ طَيّ *** فَكَمْ مَدَحَتْ أَكُفَّهُمُ قُرُوْنُ
وَمَرْيَمَ إِذْ أَتَتْ لِلنَّخْلِ يَوْماً *** تَهُزُّ , فَكُفْكِفَ الدَّمْعُ الْهَتُوْنُ
وَقَرَّتْ عَيْنُهَا ,وَحَظَتْ بِأَمْنٍ *** وَحَلَّ الْبِشْرُ , وَابْتَسَمَ الْجَنِيْنُ
وَكَمْ سَجَعَتْ حَمَائِمُ فَوْقَ غُصْنٍ *** وَكَمْ بِظِلاَلِهِ تَغْفُوْ جُفُوْنُ
فَإِنْ بَلَغَ ابْنُ طَيٍّ هَامَ نَخْلٍ *** إِذِ النِّيْرَانُ لِلسَّارِيْ تَبِيْنُ
فَلَيْتَ نَدَىَ ابْنِ طَيٍّ كَانَ وِفْقاً *** لأَمْرِ اللهِ , أَوْ أَمْلاَهُ دِيْنُ
وَإِنْ جَادَتْ أَيَادٍ لابْنِ طَيٍّ *** فَكَفُّ النَّخْلِ يُسْرَاهَا يَمِيْنُ