الموضوع
:
الإعجاز العلمي القرءاني في تفسيرضيق الصدر والتصعد في السماء
عرض مشاركة واحدة
#
1
10-31-2015
إدارة قناة اليوتوب
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Darkturquoise
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
فترة الأقامة :
3715 يوم
أخر زيارة :
منذ يوم مضى (04:00 PM)
المشاركات :
16,180 [
+
]
التقييم :
9330
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
الإعجاز العلمي القرءاني في تفسيرضيق الصدر والتصعد في السماء
الإعجاز العلمي القرءاني في تفسيرضيق الصدر والتصعد في السماء
[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: rgb(0, 0, 0); font-weight: normal; font-style: normal; text-align: center; background-color: rgb(255, 255, 255); border-style: dotted; border-width: 4px; border-color: rgb(39, 94, 232); width: 91%; background-image: url(massy/images/backgrounds/30.gif);"]
قال الله تعالى
(
فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَآءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ
)
الأنعام ـ 125.
الإعجاز
العلمي
القرءاني
في
تفسيرضيق
الصدر
والتصعد
في السماء
تبين هذه الآية الكريمة أن من أراد الله هدايته شرح صدره للإسلام فاطمأن به قلبه واستنارت له نفسه، وأن من أراد به الضلال - وِفق مشيئته - ضاق صدره عن قبول الإيمان وانغلق انغلاقا تامًّا حتى لا يجد الخير حينئذ مسلكًا إلى قلبه، وقد شبَّه المولى - سبحانه - ضيق صدر هذا البائس بضيق صدر الذي يتصاعد في
السماء
بتناقص قدرته على التنفس الطبيعي درجة بعد درجة، وذلك لانخفاض الضغط الجزيئي للأكسجين في طبقات الجو العليا حتى يصل الضيق إلى أشد مراحله وهو مرحلة الحرج والتي لا يستطيع بعدها الأكسجين أن ينفذ إلى دمه، وهو تشبيه بليغ شبهت فيه الحالة المعنوية بحالة حسية، أُدرِكَت حقائقها وشوهدت كيفياتها اليقينية في هذا الزمان ولم تكن معلومة للبشر وقت التنزيل.
الشرح اللغوي والتفسيري
الشرح:
الكشف، وشرح الشيء يشرحه شرحًا: فتحه وبينه وكشفه، وشرح الله صدره لقبول الخير يشرحه شرحًا فانشرح: وسعه لقبول الحق فاتسع. (
لسان العرب 2/ 497
).
والشرح كناية
عن قبول النفس للحق والهدى، وبين لفظ الشرح والضيق طباق وهو من المحسنات البديعية. الحرج: قُرئ: حَـرَِجًا بفتح الراء وكسرها، قال ابن الأثير: الحرج في الأصل الضيق، وقيل: الحرج أضيق الضيق، ورجل حَرِج وحَرَج: ضيِّق
الصدر
وحَرِج صدره يحرج حرجًا: ضاق فلم ينشرح لخير.
وقال الزجّاج:
الحرج في اللغة أضيق الضيق، ومعناه أنه ضيق جدًّا، ومكان حرَج وحرِج: أي مكان ضيق كثير الشجر.
(
لسان العرب 2/234
).
قال ابن قتيبة:
الحرج الذي ضاق فلم يجد منفذًا (
صفوة التفاسير 412
).
صعد:
صَعِد المكان وفيه صعودًا وأصعد وصعد: ارتقى شرفًا، والصُّعود ضد الهبوط، والصَّعود: العقبة الكؤود أو الشَّاقَّة، وتصعَّدني الأمر
وتصاعدني:
شقّ عليّ، وتصعَّد النَّفَس: صعُب مخرجُه وهو الصُّعَداء، وقيل: الصعداء: النفس إلى فوق ممدود، وقيل: هو النفس بتوجُّع، وهو يتنفس الصعداء ويتنفس صُعَدا، والصعداء هي المشقة أيضًا.
ويقال:
لأرهقنَّك صَعودًا أي لأجشمنَّك مشقَّةً من الأمر، وإنما استقوا ذلك لأن الارتفاع في صعود أشق من الانحدار في هبوط.
(لسان العرب 3/251 ـ 256).
والصعود معناه:
الذهاب في مكانٍ عالٍ، تقول: صعد في السلم صعودا
(بصائر ذوي التمييز 3/413).
والسماء لغة:
هي كل ما يعلو غيره، وتأتي على معان متعددة منها: سقف البيت، السحاب، المطر، الجرم بعينه، الجهة، أما هنا فهي بمعنى الفضاء الواسع، وهذا كله مأخوذ من معنى السمو أي الارتفاع (
المشاهد في القرآن الكريم/20
).
يقول الإمام الطبري (8/26)
: فمن يرد الله أن يهديه للإيمان به وبرسوله وما جاء به من عند ربه يشرح صدره للإسلام حتى يستنير الإسلام في قلبه فيضيء له ويتسع له صدره بالقبول، أي فسَّح صدره لذلك وهوَّنه عليه وسهَّله له بلطفه ومعونته.
ويقول القرطبي (7/81 ):
وأصل الشرح التوسعة وشرحت الأمر بينته وأوضحته ويشرح صدره للإسلام أي يوسعه له ويوفقه.
ويقول البيضاوي (2/450):
وهذا كناية عن جعل النفس قابلة للحق مهيأة لحلوله فيها مصفَّاة عما يمنعه وينافيه، وإليه أشار النبي- صلى الله عليه وسلم - حين سئل عنه فقال: (نور يقذفه الله ـ سبحانه وتعالى ـ في قلب المؤمن فينشرح له وينفسح)، فقالوا: هل لذلك من أمارة يعرف بها؟ فقال: (نعم؛ الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله).
وقال صاحب روح البيان (3/100):
(فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ)؛ أي يعرِّفه طريق الحق ويوفقه للإيمان ويشرح صدره للإسلام فيتسع له وينفسح، فالمعنى من أراد الله منه الإيمان قوَّى صوارفه عن الكفر ودواعيه للإيمان وجعل قلبه قابلاً لحلول الإيمان لتحليه به صافيًا خاليًا عما ينافيه ويمنعه، ومن يرد أن يضله، أي يخلق فيه الضلال لصرف اختياره إليه: (
يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
)
بحيث ينبو عن قبول الحق فلا يدخله الإيمان، أي من أراد الله منه الكفر قوى صوارفه عن الإيمان وقوى دواعيه إلى الكفر.
قال صاحب الظلال (3/1203):
ومن يقدِّر له الضلال وِفق سُنته الجارية من إضلال من يرغب عن الهدى ويغلق فطرته عنه، فهو مغلق مطموس يجد العسروالمشقة في قبوله.
(
وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
)
قال الطبري (8/28):
والحرج
أشد الضيق وهو الذي لا ينفذ من شدة ضيقه وهو هاهنا
الصدر
الذي لا تصل إليه الموعظة ولا يدخله نور الإيمان لِرَيْنِ الشرك عليه، وأصله من الحرج والحرج جمع حرجة وهي الشجرة الملتف بها الأشجار لا يدخل بينها وبينها شيء لشدة التفافها بها،
قال عمر:
(كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير).
والحرج
بفتح الراء وكسرها بمعنى واحد وهما لغتان مشهورتان. أما القرطبي فقد جعل لكل قراءة معنى فقال: حرِجًا بالكسر معناه الضيق كرر المعنى وحسن ذلك لاختلاف اللفظ، أما حرَجًا بالفتح جمع حرجة وهو شدة الضيق
قال ابن عباس:
الحرج موضع الشجر الملتف فكان قلب الكافر لا تصل إليه الحكمة كما لا تصل الراعية إلى الموضع الذي التف شجره، فكأنه ضيق بعد ضيق وأعيد تكراره لاختلاف اللفظين أو تأكيدًا للأول
(الحجة في القراءات السبع ج1/149).
ويوافق النسـفيُّ القرطبيَّ فيقول:
يجعل صدره ضيقًا ضيقا (مكي) وحرجًا صفة لضيقًا (مدني) أي بالغا في الضيق
(1/344)
، أما أبو السعود فيقول: حرِجًا بكسر الراء أي شديد الضيق والأول مصدر وصف به مبالغة
(3/183)
.
قال ابن كثير:
الصدر الضيق الحرج: هو الذي لا يتسع لشيء من الهدى ولا يخلص إليه شيء ما ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه.
وقال عطاء الخراساني:
ضيقًا حرجًا أي ليس للخير فيه منفذ
(
2/176
)، والحرج مصدر وصف به مبالغة وبالكسر اسم الفاعل وهو المتزايد في الضيق فهو أخص من الأول فكل حرج ضيق من غير عكس
(روح البيان 3/101).
وفي قوله تعالى: (
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَآءِ
)
قال الطبري (8/31)
نقلاً عن السُّدِّي:
كأنما يصعد في
السماء
من ضيق صدره ثم ذكر عدة قراءات في يصّعّد
أولها:
كأنما يصّعد من صعد يصعد (
بعض المكيين
).
ثانيها:
يصّاعد بمعنى يتصاعد فأدغم التاء في الصاد وجعلها صادًا مشددة (
بعض الكوفيين
).
ثالثها:
يصعد بمعنى يتصعد فأدغموا التاء في الصاد فلذلك شددوا الصاد (
عامة قراء أهل المدينة والعراق
).
ثم قال:
وكل هذه القراءات متقاربات المعاني، وقد اختار القراءة الأخيرة لكثرة القراء بها، ولقول عمر ـ رضي الله عنه: (ما تصعدني شيء ما تصعدتني خطبة النكاح).
ويوضح القرطبي (7/82)
الفروق بين معاني هذه القراءات
فيقول:
يصعد من الصعود وهو الطلوع.
ويتصاعد:
فيه معنى شيء بعد شيء، وذلك أثقل على فاعله.
ويتصعد:
يتكلف ما لا يطيق شيئًا بعد شيء كقولك يتجرع ويتفوق، وجملة (
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَآءِ
)
كما يقول الألوسي (8/22):
إما استئنافًا أو حالاً من ضمير الوصف أو وصفًا آخر، وقد علل التشبيه بأنه للمبالغة في ضيق
الصدر
حيث شبه ضيق صدر الكافر بمن يزاول ما لا يقدر عليه فإن صعود
السماء
مثل فيما هو خارج عن دائرة الاستطاعة (
البيضاوي 2/451
)، وكثير من المفسرين يحملون التشبيه على هذا المعنى.
فيقول القرطبي (7/82):
شبه الله الكافر في نفوره من الإيمان وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه كما أن صعود
السماء
لا يطاق.
ويقول الطبري (8/30):
وهذا مثل من الله ـ تعالى ـ ضربه لقلب هذا الكافر في شدة تضييقه إياه عن وصوله إليه مثل امتناعه من الصعود إلى
السماء
؛
وعجزه عنه لأن ذلك ليس في وسعه مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد إلى السماء.
ويقول الألوسي (8/23)
: وفيه تنبيه على أن الإيمان يمتنع منه كما يمتنع منه الصعود، وما في (كَأَنَّمَا) هي المهيِّئة لدخول كأن على الجمل الفعلية.
وقال صاحب روح البيان (3/10)
(
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَآءِ
)
في كيفية هذا التشبيه وجهان:
الأول:
أن الإنسان إذا كلف الصعود إلى
السماء
ثقل ذلك التكليف عليه، وعظم وقعه عليه، وقويت نفرته منه؛ فذلك الكافر يثقل عليه الإيمان وتعظم نفرته منه.
والثاني:
أن قلبه يتباعد عن الإسلام ويتباعد عن قبول الإيمان فشبه ذلك البعد ببعد من يصعد من الأرض إلى السماء، قال صاحب
الظلال (3/1203)
(
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَآءِ
)
وهي حالة نفسية تجسم في حالة حسية من ضيق النفس وكربة
الصدر
والرهق المضني في التصعد إلى السماء، وبناء اللفظ ذاته (يَصَّعَّدُ) ـ كما هو في قراءة حفص ـ فيه هذا العسر والقبض والجهد، وجرسه يخيل هذا كله فيتناسق المشهد الشاخص مع الحالة الواقعة مع التعبير اللفظي في إيقاع واحد، وقوله:
(
كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ
)
أي مثل ذلك الجعل الذي هو جعل
الصدر
ضيقًا حرجًا (
يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ
)
(فتح القدير 2/161).
والرجس
هو العذاب أو الخذلان.
وعن مجاهد:
أنه ما لا خير فيه، وقال الزجّاج: هو اللعنة في الدنيا والآخرة، وأصله من الارتجاس وهو الاضطراب
(روح المعاني
8/23).
"يتبع"
[/formatting]
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
آخر تعديل عطر الجنة يوم 10-31-2015 في
06:40 PM
.
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 4.36 يوميا
MMS ~
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة