قصة "أمل من البحر"
[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: rgb(0, 0, 0); font-weight: normal; font-style: normal; text-align: center; background-color: rgb(255, 255, 255); border-style: groove; border-width: 5px; border-color: rgb(201, 147, 147); width: 91%; background-image: url(http://cdn.top4top.co/i_d6ba7024da1.png);"] في تلك القرية النائية التي تقع بعيدا عن انظار الناس و يقطن فيها الفقراء والمساكين تعيش عائله متوسطة مكونه من الأب العجوز الذي لم يعد يعرف و يميز بينأبناءه , عاطل عن العمل , و يعمل في مزرعته الصغيرة طوال اليوم دون ملل و تعب , و الأم التي تسعى دائما لنيل لقمة العيش لعائلتها , تعمل في بيوت الناس , تغسل و تنظف و تربي و هكذا تنال لقمة عيشها , والإبنة الصغيرة التي بلغت للتو ثمانية عشر عاما , تنتظر أن تكمل دراستها و لكن تعلم أن ذلك من المستحيل أن يحدث لصعوبة العيش هناك ؛ و أخيرا الشاب يوسف يبلغ من العمر عشرون عاما يعمل في بيع الفواكه في شوارع القرية ولا يكاد يوم يمر عليه إلا أن يتعرض إلى الإهانة والشتم من المارة .... لم يعد يوسف يشعر يتلك النبضات التي تميزه عن الشباب في عمره فهو في تعب و إرهاق طوال الوقت و في الليل عندما يعود إلى البيت لا يستطيع أن ينام , يقاوم نفسه و فكره على النوم و لكن لا يقوى عليه فشتات افكاره سيطرت عليه منذ صغره .. و في ذات يوم ماطر و عاصف استيقظ يوسف من نوم لم يتجاوز الساعة والنصف بعد صراع و عناء طويل , بقي بضع دقائق في فراشه يفكر قليلا , ثم تحرك إلى المرآه , و أمعن النظر في وجهه الذي بدى شاحبا ليس كالعادة , و من ثم أمعن النظر ثانية إلى رأسه , و أمسك شعرة بيضاء اللون ثم قطع تلك الشعرة , و قال " ما هذا !! شيب و انا شاب !! يا تعاساتي , و يا قهري على نفسي !! لم اشعر في حياتي من قبل بأني اقترب من خط النهاية ... شعرة بيضاء وسط رأس شاب لم ينهي العشرين من عمره .. " . شعر يوسف بأنه لم يتبقى له من العمر إلا بضعة أيام , تلك الشعرة غيرت مجرى حياته , خرج بعدها إلى العمل , يتجول بين الشوارع و ينظر إلى الباعة الذين يتنافسون على جلب زبائن أكثر , ثم أخذ يتجه إلى مكان معزول عن أعين الناس , و جلس في تلك الزاويه التي ربما لا يصلها أحد , و فرش بضاعته على الأرض دون ترتيبها , و أخرج من جيبه ورقة صغيرة كان قد وضع تلك الشعرة فيها , أخرجها ببطيء و حذر و أخذ يمعن النظر فيها و يتمتم بكلمات " لن أدعك تذهبين هكذا دون أن أعمل شيء .. و لكن ماذا أفعل بك !! ؟ " و خلال حديثه مع نفسه وقف شاب خلفه , يبلغ من العمر عشرون عاما , بدى عليه أيضا التعب والإرهاق , كان يحاول أن يفهم تلك الكلمات التي يتمتم بها يوسف .. و بدأ يقترب قليلا برأسه حتى وصل إلى رأس يوسف , عندها فزع يوسف إلى الأمام و أمسك بيد ذلك الشاب و قال : " ماذا تفعل يا هذا !! ماذا تريد ... لقد افزعتني .. " رد عليه الشاب مسرعا " لا أريد شيئا منك , هون على نفسك .. لست إلا شاب يشعر بما تشعر .. أردت فقط أن أعرف لماذا تجلس هنا و تبيع في مكان لا يصل إليه أحد .. " يوسف " تشعر بما أشعر !!!! لا أعتقد .. فأنت مهما وصلت من التعاسة لن تصلني ... أنظر إلى نفسك !! تبدو جيدا .. " الشاب " و انظر أنت إلى نفسك تبدو أفضل مني ." يوسف :" يبدو لك هذا ... " الشاب :" مع من كنت تتحدث ؟ سمعتك تتمتم و تقول أشياء لم أفهمها ..! " يوسف يضحك قليلا ثم يقول :" أتحدث مع شيء صغير و رقيق جدا , لكنه هو ذلك الشيء الذي يفصلني عن مستقبل باهر , و نجاح و ربما إلى عمل أفضل من بيع تلك الأشياء التي لا تغني و لا تسمن من جوع ." الشاب :" ممممم نعم ربما !! أتمنى لك ذلك ... , إلى اللقاء صديقي ...." و ذهب الشاب يمشي و ترك يوسف خلفه دون أن يتكلم بشيء , ثم وقف يوسف و صرخ بصوت عال " أنت , أنت , انتظر قليلا " التفت الشاب إليه دون أن يسأله ما بك و هز رأسه قليلا !! يوسف :" عذرا , لكن أردت أن... أن أطلب منك ... " مترددا . الشاب :" تكلم ماذا تريد , لا تخاف لقد اخبرتك بأني مثلك ." يوسف ": أردت فقط أن تجلس معي قليلا ربما نتحدث بشيء ما .. بالتأكيد إذا لم تكن مشغول نوعا ما ." الشاب :" ما اسمك ؟" يوسف :" انا يوسف أبلغ من العمر عشرون عاما ,أبيع الفاكهة في هذه الشوارع الفقيرة و أسكن في ذلك البيت الصغير الذي لا يكاد أن يتسع شخصان ." الشاب :" عجب لأمرك !! و أين ذهب ذلك الخيط أو الشيء الذي سيحقق أحلامك و يجعلك تشعر بحياة أفضل من هذه التي تعيشها ..... يوسف :" إنها قريبة جدا لا يوجد بيني و بين تلك الأحلام ‘لا شعرة بيضاء تكاد تنقطع و أحقق كل أمنياتي .. عذر ! لم اأسألك ما أسمك !!؟؟ الشاب :" لا بأس, أنا أدعى جاسر , و أبلغ من العمر مثلك , و أعيش حياة أفضل منك لكن لمأفكر يوما أن أغير شيئا منها و لم أملك ذلك الشيء الصغير الذي يقف بينك و بين أحلامك .. اتمنى لو كنت في مكانك الآن .. " يوسف :" لا تتمنى فلست في المكان الجميل كما تعتقد , و ماذا تعمل يا جاسر ؟؟ جاسر :" لم أنهي دراستي و كنت أعمل في اشياء كثيرة من قبل و الان لا أعمل بشيء !! أخرج من الصباح الباكر أبحث عن عمل و لكن لا أجد ؛و أعود متأخرا إلى بيتي و أنام حتى الصباح و هكذا تمر أيامي يوما تلو اليوم دون فائدة .. " يوسف :" تنام حتى الصباح.. كم أتمنى يا صديقي أن أشعر بتلك اللذة التي تشعر بها .. عجبا!! ألا ترى اأن كل منا ينقصنا ما نمتلكه !! فأنت لا تعمل .. و أنا لا انام .. " جاسر :" نعم كلامك صحيح.. لكن لا أعلم من أين ابدأ ... لم تعد الحياة كما كانت من قبل ... متى سأصبح رجلا يعتمد عليه الآخرون و لديه أموال و أعمال و ليس لديه وقت ليجلس مع أحد فهو دائما يتنقل من مكان إلى مكان و من عمل إلى آخر و من بلد إلى بلد و هكذا .. ما أجمل ذلك الشعور .. و ما أجمل تلك الراحة التي سوف تغمرني من فوقي إلى تحتي .. لكن متى ... و أين ... و كيف .. لا أدري" يوسف:" و أخيرا و جدت شيئا يشبهني كثيرا بك يا جاسر .. كلانا يريد أن يغير و كلانا لا يعرف كيف!! جاسر :" نعم .. كلانا يريد و كلانا لا يعرف كيف .. عذرا يوسف يجب أن أذهب الآن و أتمنى أن ألقاك ثانية و قد قطعت تلك الشعرة ... إلى اللقاء" "يوسف :" سأفعل , لا تقلق .. إلى اللقاء جاسر ذهب جاسر يمشي مسرعا و يتلفت حوله و يدخل من دكان إلى أخرى يبحث عن عمل , و بقي يوسف جالسا وحيدا في تلك الزاوية المنعزلة دون أن يبيع شيئا , و بدأ يفكر بكلمات جابر التي من الممكن أن تغير شيئا من مجرى حياته , و بدأ المساء يخيم على أرجاء القرية الصغيرة , و بدأ الباعة يغلقون أماكنهم و يغادرون ... في تلك الليلة عاد يوسف متعب البال و التفكير , و دخل إلي البيت دون أن يتحدث مع أحد , و رمى بنفسه على فراشه ينظر إلى سقف الغرفة التي امتلأت بالغبار و العناكب .. و بدأ يحدث نفسه و يقول :" أنا لا أملك شيئا في هذه الحياة , ليس لدي مال و لا قوة لكي أخرج من أزمتي هذه .. كيف لي أن أحقق أحلامي أو ربما أطلق عليها خرافتي تلك دون امتلاكي شيء ...لا اعرف ! لا أريد أن استيقظ غدا و قد نبتت شعرة أخرى بيضاء وسط رأسي ... كيف لي أن أحصل على المال و بعدها على القوة لكي ابدأ طريقي .. !!! ألا يوجد شيء آخر استطيع أن ابدأ به .. المال ليس كل شيء و القوة ليست أيضا ... إذن ما هو الشيء الآخر الذي أبدأ به حياتي و أحقق أمنياتي .... يجب أن أصل إلى ذلك الشيء ... ." نام يوسف و هو يفكر بذلك الشيء الذي سيبدأ به , و كانت هي تلك الليلة الأولى التي ينام به يوسف منذ وقت طويل عندما استيقظ شعر براحة لم يكن يشعر بها من قبل , لم يصدق أنه استطاع أن ينام , بدا و كأنه يحلم , قام يوسف من فراشه مسرعا إلى المرأة و بدأ يمعن النظر في رأسه و يبحث هنا و هناك في رأسه ما إذا كانت نبتت شعرة بيضاء أخرى , لكنه لم يجد شيئا , بعد ذلك خرج إلى العمل و كان يتجه نحو الزاوية التي جلس فيها بالأمس , و عندما وصل إلى تلك الزاوية المعزولة تفاجئ بأن جاسر كان يجلس في نفس المكان و بدا كأنه ينتظر أحد ما . يوسف :" جاسر !! ماذا تفعل هنا ؟؟ هل تنتظر أحد !! " جاسر :" نعم أنتظرك يا يوسف!! لقد تأخرت جدا أنا هنا منذ الصباح الباكر , كنت أعتقد بأنك تأتي مبكرا لتبيع أكثر ." يوسف :" نعم دائما أكون هنا قبل أي أحد , لكن بالأمس لقد نمت ربما ثلاث أو أربع ساعات و كانت هي تلك الليلة الأولى التي أنام فيها منذ زمن طويل , شعرت بعدها بأني إنسان جديد , لا أعرف ماذا حصل لي ! كنت أفكر كثيرا بحديثنا قبل أن أنام , كنت أفكر كيف لي أن أحقق أمنياتي دون مال او قوة !! تساءلت كثيرا ما هو ذلك الشيء الذي يوصلني إلى المال و القوة و أحقق به أمنياتي كلها ... ." جاسر :" يا لتعاستنا ... نفرح و نعيش حياة جميله أذا نمنا ساعة أو ساعتين ..!! و نحن لا نملك شيء .. و كثير من الناس يملكون كل شيء و يعيشون في ترف و ينامون ربما لساعات طويلة جدا ... " يوسف :" نعم !! صدقت يا جاسر .. هل فكرت معي كيف لي أن أجد ذلك الشيء ... !! جاسر :" دعني أفكر قليلا , و دعني أساعدك بفرش الفاكهة على الأرض .." بدأ جاسر و يوسف يرتبون الفاكهة بشكل جميل .. و بعدها جلس جاسر يفكر و يفكر بذلك الشيء الذي يجب أن يبدأ به كل من يوسف و جاسر , ثم وقف و جلس بجانب يوسف و قال , جاسر :"يوسف , اسمع لقد وجدتها , يجب نبدأ أولا بفكرة ! ثم بعد ذلك عمل و بعد العمل لابد من الوصول إلى الهدف الذي سنحقق به كل أمنياتنا و أحلامنا ... و أذا فشلنا مرة أو مرتين أو عشرة لا تقلق سوف نصل إلى ما نريد حتما .." سكت يوسف قليلا و لم ينطق كلمه , ثم قال " فكره" ..و بدى مستغربا و غير متوقعا أن يكون هذا الشيء الثالث الذي سيجعله سعيدا و غني أن تكون مجرد "فكره" . و قف يوسف مرددا " فكرة , عمل , نجاح" ونظر إلى جاسر و قال :" صديقي أعتقد أنني لم أفهمك جيدا ." جاسر :"لن تفهمني ! لأنك قضيت وقتك بأكمله تفكر في تعاستك و فشلك و تعبك و المال و القوة ولم تفكر يوما ما بالطريقة المناسبة التي تخرجك من أزمتك , لو فكرت قليلا بشيء ما لسوف كانت هي تلك الفكرة التي أتحدث عنها ." يوسف :" نعم أنت صادق و ذكي جدا يا جاسر و لكن ما هي الفكرة التي سوف نبدأ بها ..!!" جاسر :" يوجد الكثير من الأفكار يا يوسف , لقد كنت أفكر بها كثيرا و طوال الوقت لكن لم أحول تلك الفكرة إلى عمل " يوسف :" لماذا ؟؟" جاسر :" ربما لم أجد أحد يساعدني على ذلك .." يوسف :" والآن ها أنت قد وجدتني يا جاسر , سوف أكون معك دون ملل أو تعب أو فقدان أمل , سوف أكون خير صديق تعرف , " جاسر :" نعم أنت كذلك و أنا أيضا سوف أساعدك وأكون بجانبك حتى تحقق كل أمنياتك يا صديقي . دعني اليوم اخطط و أفكر و غدا سوف ألقاك هنا في نفس هذه الزاوية الجميلة .. " ذهب جاسر يوسف يبيعون معا , و يضحكون , و يتكلمون في تفاؤل , و كأنهم حققوا جميع أحلامهم . و خيم الليل و رجع كل من يوسف و جاسر إلى البيت كان ذلك يوم من أروع و أجمل أيام يوسف قضاها مع جاسر الذي أصبح الآن صديق مقرب إلى يوسف . أما جاسر كان أيضا فرحا جدا بمعرفته يوسف , و أصبح حقا يفكر في طريقة ما لبدء رحلة النجاح في حياته . و في الصباح التقى الصديقين ثانية , و أصبح كل منهما يحدث الآخر عن كيفية التغيير , والطريقة المثلى للوصول إلى تحقيق أمنياتهم و أحلامهم , كانوا قد فكروا طوال الليل بأشياء جديدة لم تكن في بال أحدهم من قبل , لم تعجب أفكار يوسف جابر و كذلك يوسف لم يعجب بأفكار جاسر , حتى وصل جاسر إلى فكرة جميلة . جاسر :" وجدتها .... قبل سنة كنت أفكر كثيرا بالسفر إلى بلد آخر , لكن لصعوبة السفر و عدم وجود المال الكافي لم استطع حتى الخروج من هذه القرية إلى قرية أخرى .. و عندها فكرت بطريقة ما للخروج إلى بلد قريب على السواحل الغربية عن طريق البحر , و لكن أيضا و جدت صعوبة , و انتابني خوف شديد ولم أفعل ذلك." يوسف " بلد آخر , و سفر , و بحر , فكرة رائعة , لكن ماذا سنفعل هناك أذا خرجنا ؟؟ " جاسر " سوف نرى أشياء لم نراها من قبل .. هناك حيث الناس , المدينة , و المصانع الكبيرة و المباني الضخمة , و فوق كل ذلك المال ..إذا عملنا بجد سوف نحصل على مال كثير و بعدها نعود إلى هنا و قد حققنا نجاح باهر , لن نبقى هكذا يا يوسف حياتنا سوف تتغير تماما , ربما نبقى هناك سنه و ربما سنتين وعشرة لكن في النهاية سوف نعود إلى حيث أهلنا و أصدقائنا ... " :يوسف" جاسر أرى الآن جميع أمنياتي أمامي , جاسر أرجوك أخبرني كيف الوصول إلى هناك ." جاسر :" اسمع يا يوسف في كل أسبوع تمر سفينة كبيرة من جانب البحر , و تقف ربما عشرة دقائق على حافة القرية الشمالية , لا اعرف لماذا ! لكن أنا متأكد من ذلك .. يوسف في تلك الساعة نكون معا في كامل الاستعداد , و نقفز في السفينة الضخمة بحذر تام و تبدأ رحلتنا معا " يوسف :" و عندما نصل !!!!" جاسر :" نعمل !! يوسف :" نعم نعمل .. دعنا الآن نعرف متى ستأتي السفينة " جاسر :" غدا !! نعم غدا سوف تمر من نفس المكان ..إذن اليوم تذهب إلى بيتك و تخبر اهلك انه يوجد عمل في قرية قريبه من هنا و سوف تذهب غدا ." يوسف:" و أنت أخبرهم يا جاسر أيضا ... " جاسر :" يوسف لا عليك أنا مستعد الآن , لا تقلق حيال أهلي ... كل شيء سيكون على ما يرام ." ذهب يوسف و جابر و قد تركوا الفاكهة خلفهم دون أخذها إلى البيت , دخل يوسف مسرعا إلى أبيه الذي لم يعد ربما يعرف اسم ابنه لكبر سنه و تعبه في الحياة , أخبر أبيه و أمه و أخته أنه يوجد عمل في قرية قريبه و سوف يذهب هناك لبضعة أيام ثم سيعود من أغنى الأغنياء في القرية و سوف يخرج أهله من الفقر و التعب . وافق كل من الأب و الأم على تلك الفكرة و تمنوا أن يكون ابنهم الآن يفعل الشيء الصحيح , بعدها ذهب يوسف يرتب ملابسه و أشيائه التي سوف يحتاجها في رحلته , و كان على استعداد تام مع خوف بسيط كان يراوده طوال لليل . و في أخر الليل و دع يوسف عائلته و خرج مسرعا إلى الناحية الشمالية من القرية و وجد هناك جاسر , كان على استعداد تام أيضا" يوسف :" هل وافق اهلك بسرعة مثلي و صدقوا تلك الكذبة !! "" جاسر :" بالطبع , قلت لك تقلق , أنا على استعداد تام الآن , أنتظر .. اسمع .. أنها صوت السفينة ..... !! هل تسمع ذلك يا يوسف ؟؟!! " يوسف :" نعم أنا اسمع و أرتجف أيضا , أشعر بالخوف يا جاسر " جاسر :" خوف !!!! من ماذا ؟؟ " يوسف :" لا أعرف . " جاسر:" لا عليك فقط استعد للقفز". ظهرت السفينة الضخمة من بعيد كانت تتجه إلى الشاطئ حيث يوجد يوسف وجاسر , اختبئا بجانب الشاطئ و عندما وصلت السفينة و توقفت هناك , تسلل جاسر أولا ثم تبعه يوسف داخل السفينة , بقيت السفينة بضع دقائق ثم انطلقت , و بعد أربعة و عشرون ساعة في وسط البحر , توقفت السفيه على السواحل الغربية من المنطقة و بدء الكل ينزل منها . في تلك الأثناء جاسر كان مستيقظا أما يوسف فكان غارق بالنوم . جاسر :" يوسف .. يوسف , استيقظ ... قد وصلنا , هيا بسرعة قبل أن يعرف أحد بنا ... يوسف :" و أخيرا لقد نمت أكثر من سبع ساعات .. الحلم الأول قد تحقق ... والآن إلى باقي أحلامنا .. " خرج يوسف و جاسر يمشيان ببطيء شديد , و اقتربا من أشجار كثيفة لا يرى من خلفها شيء حتى ابتعدا عن أعين الناس , كان المساء قد بدء , و أصبح الظلام يعم السماء حتى لم يكد يوسف يرى جاسر , ثم بعد ذلك وصل الصديقين تحت ضوء القمر الذي دخل من بين مجموعة أشجار كبيرة , جلسا هناك يفكرون ماذا سيفعلون في الصباح , و بدأ الخوف والقلق يسيطر عليهم. . في اليوم التالي, استيقظ يوسف و هو يسمع صوت أناس كثيرون خلف الأشجار . يوسف :" ما هذا الصوت ؟؟ , جاسر , جاسر , استيقظ بسرعة .. " جاسر :" نعم , ما هذه الأصوات كلها و من أين تأتي ؟؟ أعتقد أنها تأتي من هناك ... " يوسف :" إذن دعنا نذهب و نرى ماذا هناك ."
[/formatting] آخر تعديل عطر الجنة يوم
11-25-2015 في 06:02 PM. |